الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تصريح عبد العزيز الحكيم...غير حكيم

نجاح يوسف

2006 / 12 / 7
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


قبل سقوط النظام المقبور كانت المعارضة العراقية تتشبث بقشة القوى الإفليمية وشرعية المنظمة الدولية وهراوة القوة العظمى من اجل دعم قضيتها والعمل على ايجاد حل للتخلص من نظام القمع والحروب..وكانت الأمم المتحدة هي واحدة من أهم المؤسسات الدولية التي كانت المعارضة العراقية تصوب نظرها نحوها أكثر من غيرها لما تمثله من ثقل سياسي وأخلاقي من اجل اسناد الشعب العراقي ضد ممارسات السلطة البعثية الغاشمة..كما وإن هذه المؤسسة الدولية سبق وان أصدر مجلس امنها العديد من القرارات الدولية التي تتعلق بالعراق ومستقبله السياسي..إذن فهي ليست غريبة عما يجري في العراق وهي جزء من المشكلة , ومن الضروري جدا ان تلعب دورا محوريا لوقف نزيف الدم اليومي وتقريب وجهات نظر سياسيينا الذين تفرقوا وتباعدت مصالحهم ومن ثم تقاطعت مع مصالح العراق وشعبه..

وفي الوقت الذي يعاني الشعب العراقي من الحرب الطائفية والتي تتحمل الأحزاب الإسلامية بشقيها السني والشيعي اندلاعها واستمرارها وتصعيدها , يعمل العراقيون المخلصون من اجل طرق جميع الأبواب والطلب إلى المجتمع الدولي لمساعدة الشعب العراقي لتخطي هذه الأزمة التي تعصف به ..وما لقاءات أقطاب الحكومة العراقية برؤساء الدول والحكومات ومن بينهم السيد بوش إلا خطوةعقلانية تصب بهذا الإتجاه الصحيح .. ولكن أن يخرج علينا السيد عبد العزيز الحكيم ويردد تصريحات القادة الإيرانيين الذين رفضوا (تدويل) القضية العراقية وكأن الفضية العراقية هي من الشأن الداخلي الإيراني وهم من له الحق أن يقرر الوجهة التي تسير بها الدولة العراقية, فهذا غير مقبول لا منه ولا من غيره ممن لهم علاقات وثيقة ومشبوهة بهذه القوة الاقليمية أو تلك .. ولكن السيد الحكيم من ناحية اخرى يتدافع بالمناكب مع الساسة العراقيين الآخرين من اجل لقاء السيد بوش ليتباحث معه في الشأن الداخلي العراقي, رغم اعتراف السياسيين الأمريكان أنفسهم بفشل سياستهم بالعراق كما أكد السيدان بيكر وهاملتون في لقائهما مع السيد بوش اليوم.. وهذا التناثض بالمواقف والتصريحات من قبل السيد (الحكيم) تدل بوضوح على مسالتين مهمتين..أولاهما أن القرار السياسي العراقي وبسبب تداخل العديد من العوامل الذاتية والموضوعية, لم يعد شأنا داخليا عراقيا بل إصبح مرهونا لدى الأمم المتحدة وقوات الإحتلال والدول الإقليمية رغم تصريحات الحكيم ورئيس الجمهورية وكل الساسة الذين يدّعون العكس..وثانيا أن تصريحات أفطاب الحكومة المتعالية والبعيدة كل البعد عن الواقع المر والدامي الذي يمر به العراق وشعبه دليل آخر على استمراهم بقيادة البلد إلى ذات النهج المدمر, وهذه الحرب الطائفية والقتل اليومي وتخريب الإقتصاد والتضييق على الحريات العامة والتشبث بالكرسي الهزاز في مستنقع الخضراء حيث الراحة بعيدا عن ضوضاء العامة ومشاكلهم ومعاناتهم وأحزانهم ..

أما السيد المالكي فهو الآخر يحذر من حكومة انقاذ وطني لأن (المتسكعين) كما يقول سيستولون على هذه الحكومة وستشكل انقلابا على (الحكومة والبرلمان المنتخبين) ..ولكن السيد المالكي ينسى تماما الإنقلاب الدموي الذي قامت به الأحزاب الإسلامية ومن ضمنها حزبه وميليشياتهم وإرهابييهم على ما صوتوا من أجله في الانتخابات, حيث ارتكبوا وبعد فوزهم فيها الكثير من المجازر وقوضوا الدولة ومؤسساتها (المنتخبة) وافرغوا الدستور من محتواه, وسنوا فتاويهم بديلا عنه وفرضوها بقوة السلاح على عامة الشعب, كما حرموا فئات شعبنا وفومياته الصغيرة وطوائفه من حرياتهم الشخصية والدينية, وعملوا على تشريدهم وطردهم من ديارهم ومناطق سكناهم تحت سمع وبصر الحكومة المنتخبة والبرلمان المنتخب ورئاسة الجمهورية المنتخبة..فكفاكم ضجيجا مضحكا يا تجار السياسة المتسكعون في مستنقعكم الأخضر..لقد أصبحتم اضحوكة للقاصي والداني بفعل خطاياكم وتصريحاتكم المتسرعة وعنترياتكم الجوفاء وصلافتكم.. لقد حولتم وبحدارة متناهية حياة العراقيين إلى جحيم لا يطاق..

فالمدمن على الكذب والإفتراء لا ينطق إلا بالكذب ..(والحكيبم) تكفيه الإشارة..

5/12/2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من ساحة الحرب إلى حلبة السباقات..مواجهة روسية أوكرانية مرتقب


.. محمود ماهر يطالب جلال عمارة بالقيام بمقلب بوالدته ????




.. ملاحقات قضائية وضغوط وتهديدات.. هل الصحافيون أحرار في عملهم؟


.. الانتخابات الأوروبية: نقص المعلومات بشأنها يفاقم من قلة وعي




.. كيف ولدت المدرسة الإنطباعية وكيف غيرت مسار تاريخ الفن ؟ • فر