الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معارك التحرر الوطني وتحولات جارية داخل وخارج السودان:

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2024 / 5 / 1
السياسة والعلاقات الدولية


تبدو المشاهد والمواقف العالمية مقلوبة بشكل مثير للتعجب، وقد وصل الأمر إلي حد جعل الشعوب تُصَاب باحباط واسع إذاما إستشعرنا غضب الشعب السوداني حيال العدوان الإستعماري مع تصاعد الحركة الطلابية عالميًا ضد وباء الظلم، وفي نهاية هذا المطاف تعددت الأمكنة ولكن الظالم واحد، ولا لقاح غير الكفاح، ومحاولة تبديد جهودنا وتبديل الحقيقة بعرقلة التحركات السودانية في المنابر العالمية بغية منع فتح مناقشة مستحقة حول العدوان علي السودان ما هو إلا تحايُل خاسر بكل المقايس، ويعقد ذلك العلاقات الدولية الممتدة طالما هنالك هم يتهربون من مواجهة الحقائق ومناقشة القضايا الملحة للشعوب المطهدة والمكافحة، وغدًا يتوقف نزيف بلادنا ويتكشف زيف توجهات حُماة الغُزاة الذين يقتلون شعبنا عمدًا تحت وطأة نيران مليشيا الدعم السريع المتمردة.

يجب التذكير بفروسية الشعب والجندي السوداني كما هو مُدوّن علي كُتب تاريخ السودان وافريقيا في ماضينا التليد والمعاصر، ونُذكر بهذا الكفاح الطويل ليعلم الأوباش أن ما حدث في الماضي سوف يتكرر في الحاضر ولا مناص من إستمراره إلي المستقبل حتى يتجلى شعاع الحرية والسلام؛ فقد قاوم الأجداد الشجعان علي طول وعرض السودان وقارة افريقيا قاطبة أعتى الحملات الإستعمارية التي شهدتها بلادنا والقارة الافريقية، وكانوا وقودًا لملاحم الثورات الخالدة من أجل تحقيق الحرية والسلام والإستقلال وسيادة النفس والمجتمع والوطن، فذلك الوقت لم يُكتب فيه هزيمة ولا واحدة للسودانيين الذين حملوا السيوف للدفاع عن وطنهم فكيف يتصور الأعداء أنهم سيهزمون شعبنا اليوم؟.

كان من باب المنطق والأخلاق أن ينصت ويستمع العالم للرواية الحكومية بشأن الملابسات الكامنة وراء العدوان الخارجي الموجه ضد بلادنا وشعبنا وليس العكس، ولكن أثبتت التجربة إنخفاض مناسيب العدالة في التعامل مع القضية السودانية وقضايا شعوب آخرى ترزح تحت الظلم، وأن الإعتماد علي سماع الروايات المحبوكة والتقارير الممجوجة لن ولم يساعد علي حلحلة القضايا بل يعقدها أكثر فأكثر، ولكن الوقوف مع الحقيقة والمنطق هو دوما مفتاح الحلول للمشكلات الشائكة أينما كانت كما يمثّل الطريقة المثلى التي ستجلب الإحترام للحكومات وللهيئات الإقليمية والدولية أمام شعوب العالم أجمع.

الحكومة السودانية تقوم بواجبها عملاً مستمرًا علي كافة المستويات الوطنية من أجل حماية شعبها وأرضها ومواردها وصيانة المستقبل الذي يحاول بعض البُغاة سلبه ومحو ملامحه ومنع التفكير فيه دون وجه حق، وهم يعملون لتنفيذ مشروع النهب والقتل والإحتلال، ويمثّل الدفاع عن أرض السودان وشعبه وثرواته واجبًا وطنيًا للقوات المسلحة والقوات المساندة لها والمدنيين الأحرار من خلفها وأمامها وسيقوم به الجميع في كل زمان.

للحكومة السودانية خطة عملية واضحة وضعت فيها الحلول للأزمة الحالية، وقد شرحت هذه الخطة للحكومات الصديقة وهيئات الإقليم والعالم التي لديها رغبة حقيقية في الإستماع لصوت المنطق وخطاب الموضوعية، وهنا تؤكد بيانات الدولة بأنها منفتحة علي كل المقترحات المعروضة للحوار حول السُبل والآفاق المُرام عبرها إيجاد الحل الملائم للأزمة؛ لكن لا يُحقق ذلك إلا إذا حافظت تلك الحلول علي كرامة الشعب ولم تطعن في القرار السيادي السوداني، وهنا السؤال لماذا تريد المليشيا وحلفائها حول العالم مواصلة تبرير تباري البنادق وليس منازلة الحجة بالحجة إن لم يكن لديهم أجندة خبيثة يودون تمريرها جبرًا؟.

هنالك إنفتاح للحكومة في علاقاتها مع الدول الآخرى، وقد شاهدنا خلال الأيام الماضية إزدهار العلاقة مع دولة الصين الشعبية، وزيارة وفد روسيا الإتحادية بقيادة ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي والمبعوث الخاص للشرق الأوسط وافريقيا، والإنفتاح علي ليبيا وجنوب السودان ومصر وإرتريا في مجالات التعاون الإقتصادي والتجارة عبر الحدود والمحافظة علي الأمن القومي في كافة الأقطار، وكذلك مشاركة السيد السفير حسين عوض علي وزير الخارجية السودانية في المنتدى الثالث للإقتصاد والتعاون العربي مع أسيا الوسطى وأذربيجان بمدينة الدوحة القطرية مع النظر بفائق الإهتمام للتفاهمات بينه ونظرائه من دولتي قطر والبحرين.

إذا التحولات في الدبلوماسية السودانية وضعت علي ميزان لإجراء تقييم وتحليل لحجمها ومستقبلها وفي مقابلها وضعنا قيمة التطورات المصاحبة للحرب داخليًا وخارجيًا فإن التعويل المنطقي الأخير لفكرة تحرير وتنمية هذه البلاد يكمن في وضع الخطة الجيدة لتأسيس الدولة مع تفجير كافة طاقات شعبنا وتوجيهها نحو منازلة قسوة الحياة اليومية بقوة الصبر، ويمكنا ذلك من خوض المعارك التحررية حتى إنزال الهزيمة الساحقة علي وكلاء الإستعمار ومحاربة المشاريع الإنكفائية والمدمرة التي لا تسد ثقبًا بقدر ما تنخر في بنية الإقتصاد الوطني السوداني، وهنا يجب علينا الإستمرار بفاعلية في البحث عن وسائل جديدة مع الأصدقاء والشركاء حول العالم لتحقيق السلام والإستقرار وإعمار السودان.

يجب إستلهام كفاح التحرر الوطني من عمائق التاريخ ورموز إستقلال السودان مثّل عبدالفضيل الماظ وعلي عبداللطيف وغيرهم وكذلك التجارب الآخرى بدأ من نزينجا مباندي في أنغولا وسيدار سنغورا في السنغال ونيلسون مانديلا في جنوب افريقيا ود.جون قرنق دي مبيور في جنوب السودان، ويجب توحيد وتوجيه الطاقات الممكنة نحو الدفاع عن الأرض والعِرض والمستقبل الذي لا يتحقق إلا بوحدة الصفوف والنضال المشترك لبناء دولة السلام والمواطنة والتنمية وتكوين جيش وطني واحد، وينبغي لكل القوى الوطنية إعلاء أصواتهم الحرة من أجل المناداة بوقف تمويل مليشيا الإرهاب من كافة الحكومات حول الإقليم والعالم.
National Liberation Battles and Ongoing Transformations Inside and Outside Sudan.

By Saad Mohamed Abdullah
Global scenes and positions appear astonishingly flipped, reaching a point where nations feel widespread frustration. As we sense the Sudanese people’s anger towards colonial aggression escalating, alongside a global surge in student activism against injustice, it’s clear that despite varied locations, the oppressor remains the same. There’s no vaccine but the struggle itself. Attempts to thwart our efforts and distort truth by hindering Sudanese movements globally only result in futile maneuvers. This undermines longstanding international relations, exposing those evading truth and crucial discussions on oppressed peoples’ urgent issues. Tomorrow, our country’s bleeding will cease, revealing the falsehoods of invaders who deliberately kill our people under the fire of rebellious Rapid Support Forces militias.
It’s imperative to recall the valor of the Sudanese people and soldiers, as chronicled in Sudanese and African history. We recall this long struggle to remind the wicked that past events will repeat unless confronted. Our ancestors resisted colonization campaigns across Sudan and Africa, fueling enduring revolutions for freedom, peace, independence, self-sovereignty, and national identity. There was no defeat written in the times our people wielded swords to defend their homeland. How can our enemies imagine defeating our people today?
Logic and ethics dictate the world should listen and heed the government’s narrative regarding the external aggression against our country and people, not vice versa. However, experiences show a decline in justice levels regarding the Sudanese issue and other oppressed peoples. Relying on fabricated narratives and biased reports only complicates issues further. Standing with truth and reason remains the key to solving complex problems, garnering respect from governments and international bodies before global populations.
The Sudanese government fulfills its duty nationally, protecting its people, land, resources, and safeguarding the future from plunderers seeking to erase its identity without justification. Defending Sudan’s land, people, and wealth is a national obligation for the armed forces, their supporters, and free civilians. Everyone will undertake this duty at all times.
The Sudanese government has a clear operational plan to address the current crisis. It has shared this plan with friendly governments and regional and international organizations genuinely interested in listening to logical voices and objective discourse. The state affirms openness to dialogue on viable solutions, provided they preserve the dignity of the people and respect Sudan’s sovereignty. Why do militias and their global allies insist on justifying arms races instead of engaging in dialogue, unless they harbor malicious agendas they seek to enforce by coercion?
The government’s openness in its relations with other nations is evident. Recent days witnessed flourishing relations with the People’s Republic of China and a visit from a Russian delegation led by Mikhail Bogdanov, Deputy Minister of Foreign Affairs of the Russian Federation and Special Envoy to the Middle East and Africa. There’s also openness to Libya, South Sudan, Egypt, and Eritrea in economic cooperation, cross-border trade, and maintaining national security across all borders. Sudan’s Foreign Minister, Ambassador Hussein Awad Ali, participated in the Third Forum for Arab Cooperation with Central Asia and Azerbaijan in Doha, Qatar, emphasizing the importance of understanding between Sudan and its counterparts in Qatar and Bahrain.
Assessing Sudanese diplomatic transformations alongside the magnitude of internal and external war developments necessitates a logical reliance on establishing a sound state foundation. It entails harnessing all energies toward combating daily life’s harshness with the strength of patience. This enables engaging in liberation battles until decisively defeating colonial agents and combating projects that undermine Sudan’s national economy. Continuously seeking new avenues with friends and partners worldwide is crucial for achieving peace, stability, and Sudan’s reconstruction.
We must draw inspiration from the national liberation struggle’s history and symbols of Sudanese independence, such as Abdel Fadil El Maz and Ali Abdel Latif, as well as experiences like Agostinho Neto in Angola, Sédar Senghor in Senegal, Nelson Mandela in South Africa, and Dr. John Garang de Mabior in South Sudan. Unifying and -dir-ecting all possible energies toward defending the land, honor, and future is essential. Only through unity and collective struggle can we build a state of peace, citizenship, development, and form a unified national army. All national forces must elevate their voices freely, calling for an end to terrorism militia funding from all governments regionally and globally.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحافيو غزة بين -قتيل وجريح ومعاق ومعتقل- والباقي يعملون في ظ


.. حزب الله يعلن قصف قاعدة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية قرب




.. موقع -والا- الإسرائيلي: -السنوار على قيد الحياة، يتواصل بورق


.. إسرائيل تواصل شن غاراتها على لبنان وصفارات الإنذار تدوي وسط




.. نزوح -صعب- من لبنان إلى سوريا بعد قصف إسرائيل الطريق الدولية