الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملامح تجذر الموقف الجزائري الداعم للشعب الفلسطيني

بن غربي احمد

2024 / 5 / 1
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة


ما نشهده اليوم من حرا كديبلوماسي مكثف ومستمر تقوم به الجزائر على مختلف المستويات والمؤسسات الرسمية واعطاء مساحة اكبر لمؤسسات المجتمع المدني الوطنية في الانخراط في دعم القضية الفلسطينية يندرج ضمن الموقف الراسخة للدولة الجزائرية سلطة وشعبا تجاه القضية الفلسطينية ، وحق الشعب الفلسطيني الذي يكافح و يناضل من أجل استرجاع حقوقه الأساسية, وان خطها واضح في الدفاع عنها الذي ينسجم و جهود الامم المتحدة المتعلقة بتصفية الاستعمار وتمكين الشعوب من تحقيق مصيرها .
وعلى هذا النحو فالقضية الفلسطينية تختص بمكانة خاصة في وجدان كل جزائري ، فهي ترتبط ارتباطا روحيا عميقا بالقضية الفلسطينية على اعتبار ان فلسطين ارض مقدسة ومباركة ، وان الدفاع عنها من صميم عقيدة كل جزائري وهذا الارتباط يجد له جذور في التاريخ لم ينقطع اصله الى يومنا هذا.
فقد شارك الجزائريون الى جانب القائد "صلاح الدين الايوبي" وقبله مع جيش "نورالدين زنكي" في الحرب ضد الاحتلال الصليبي للقدس الشريف ، و ما معركة حطين الخالدة عام 1187 م الذي شارك فيها الفقيه "ابو مدين شعيب الغوث" شاهدة على ارتباط الجزائريين ارتباطا عقديا ودينيا بالقضية الفلسطينية ، كما ان ترابط الشعبين من حيث الانتماء هو اساس اضافي لتمسك الجزائريين بنصرة الشعب الفلسطيني الشقيق فروابط الانتماء واواصر الاخوة تفرض نفسها على كل جزائري ان لا يدخر جهدا في الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق حتى في اصعب الظروف .
وفي عصنا الحديث كانت البداية منذ بروز مواقف الحركة الوطنية الجزائرية (1918-1954) اين سجلت للشخصيات الوطنية الجزائرية استنكارها للوضع الذي آلت اليه القضية الفلسطينية، ثم استمرت المواقف حتى اثناء ثورة التحرير ضد المستعمر الفرنسي 1954-1962 التي لم تنسى القضية الفلسطينية على رغم اشتعال جبهات القتال واتساعها . واستمر التضامن الجزائري بكل مكوناته مع الشعب الفلسطيني الشقيق الى ما بعد استقلال الدولة الجزائرية عام 1962 اين قامت بتدريب قادة الثورة الفلسطينية وزودتهم بالسلاح، ثم لم يتوقف هذا الدعم بل شاركت القوات الجزائرية في مواجهة قوات المحتل الاسرائيلي في حربي 1967و1973 على الاراضي المصرية ولهذا التدخل الاثر الكبير لاسيما ديبلوماسيا ،حيث سمح للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات من إلقاء خطابه امام الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة13/11/1974، وذلك بفضل نشاط الرئيس الراحل هواري بومدين صاحب المقولة المشهورة "نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة".
ثم ان الجزائر بقيادة الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد رتبت بالعاصمة الجزائرية لعقد المؤتمر الوطني الفلسطيني اين أعلن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات من خلاله عن قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف في 15 نوفمبر 1988وبذلك تكون الجزائر الدولة الاولى المعترفة بالدولة الفلسطينية. كما ان الجزائر ظلت ثابتة على مواقفها وصمدت امام هزات عنيفة في البيت العربي واتخذت مواقف متشددة ومختلفة عن بعض الدول التي ابرمت اتفاقات والكيان الاسرائيلي منها الاتفاقية التي ابرمتها مصر بقيادة الرئيس الراحل أنور السادات سنة 1978 المعروفة باسم معاهدة كامب ديفد "معاهدة سلام" والتي اعترفت بموجبها مصر بدولة الكيان الصهيوني، وعلى اثر ذلك قامت الحكومة الجزائرية بمساعي ديبلوماسية وباقي الدول العربية و ضغطت على الجامعة العربية على نقل مقرها من القاهرة الى تونس ودفعت الدول العربية والاسلامية إلى مقاطعتها مما يشكل موقفا راسخا في مجابهة التطبيع منذ بدايته.
كما ان توقيع اتفاقيات أوسلو1993 بين السلطة الفلسطينية ممثلة بالراحل الشهيد ياسر عرفات والكيان الاسرائيلي لم يكن مقبولا لدى الحكومة الجزائرية التي رات فيه تراجع النضال الفلسطيني الرسمي الذي كانت تقوده منظمة التحرير الفلسطينية ، ومع ذلك ظللت الجزائر محافظة على موقفها من قضية الشعب الفلسطيني والقدس ، فكانت مساندة بشكل كامل دون تراجع وتقدم الدعم والتضامن بكل انواعه .
وفي هاته المرحلة الراهنة من الزمن التي يشهد فيها العالم تحولات كبرى وتشكل لمحاور دولية واقليمية التي تفرز اكراهات وتغير في المواقف الا ان الجزائر بقيت متمسكه بخطها الدفاعي عن فلسطين والشعب الفلسطيني معبرة بكل صدق واخلاص عن مشاعر الاخوة والانتماء الى امة واحدة و وقوف الشعب الجزائري إلى جانب أشقائه الفلسطينيين متحدية لموجة التطبيع وهرولة بعض الانظمة العربية نحو اقامة اتفاقات والكيان الاسرائيلي وان ذلك هو دلالة على المبادئ المتأصلة في الدولة الجزائرية بكل مكوناتها ففي الوقت الذي تُفتح فيه القصور لوزراء الكيان الصهيوني (إسرائيل) وتقام لهم الأعراس، تفتح الجزائر قلبها لفلسطين وللشعب الفلسطيني قبل منصاتها الشرفية والديبلوماسية وتدفع نحو مصالحة فلسطينية جادة يشهد لها التاريخ توجت "باعلان الجزائر"13/10/2022 الذي يعد باكورة المصالحة الفلسطينية يمكن ان يتم البناء عليه مستقبلا.
وما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بعد السابع من اكتوبر لعام 2023من جرائم وحشية واعتداءات سادية تنهتك كل قيم الانسانية فضلا على القانون الدولي الانساني و ما تسبب في قتل ما يقارب 34000 شهيد الى اليوم وحوالي 75000 جريح وتدمير لاكثر من 75 بالمائة من البنى التحتية في القطاع ويقابله في ذلك ارتهان المجتمع الدولي الى ما سطرته القوى الامبريالية المحتلة الداعمة بشكل مطلق لسطلة الكيان الاسرائيلي ،الا ان الجزائر تحدت هذا الخط واستمرت في دعمها غير المحدود للقضية الفلسطينية فطرقت كل ابواب المؤسسات الاممية ولازالت مستمرة دون ان تنظر الى التكلفة التي يمكن ان تتحملها مستقبلا فتلاحمت بقوى دولية اخرى على راسهم دولة جنوب افريقيا امام محكمة العدل الدولية لتستصدر قرارا منها يترتب المسؤولية عل سلطة الكيان ودفعت افراد المجتمع الدولي نحو تبني قرارات لدى الجمعية العامة لهيئة الامم المتحدةالذي كان اخره القرارا الصادر بتايخ 12/12/2023 باغلبية 153صوت وكذلك استمرارها في اعادة طرح حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره امام مجلس الامن التي هي عضوا غير دائما فيه (الفترة 2024-2025)حتى صار الحضور الاممي للقضية الفلسطينية شبه يومي وبات تتشكل قناعات راسخة لدى معظم دول العالم بان تعترف بدولة فلسطين كاملة السيادة وهي لازالت مستمرة مادام الشعب الفلسطيني لم يحقق اهدافه .
كما ساهمت الجزائر في الكثير من المرات في امداد الشعب الفلسطيني ليبقى صامدا على ارضه عبر مؤسساته الرسمية والاممية ونذكر منها على سبيل المثال مساهمتها الاستثنائية بإعمار مخيم جنين الذي قدمت الجزائر 20 مليون دولار مساهمة استثنائية مباشرة للسلطة الفلسطينية ،وكذلك تقديم 15 مليون دولار الى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين وتشغيلهم (الأونروا) التي يراد لها ان تنتهي وتتفكك حتى تنتهي معها قضية اللاجئين الفلسطينيين ويصعب حينها حل الدولتين .بالإضافة الى اطلاق يد مؤسسات المجتمع المدني وكل الفواعل الشعبية بان تناصر الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة .
و من خلال ذلك وغيره من المواقف الرسمية وغير الرسمية التي تدعم القضية الفلسطينية باتت تشكل رصيدا وارثا تاريخيا من المسؤولية والامانة تجعل من الجزائر بمواقفها الرسمية او الشعبية منحازة تماما للشعب الفلسطيني دون أي حسابات فبهاته المواقف الراسخة هي تسلك مسلك المقاومة الديبلوماسية في ظل عالم مشتت ومرتهن لسياسة القوى العظمى وتتحدى المنحى العام العربي الذي يتجه نحو التطبيع والكيان الاسرائيلي وايضا تدفع كل ابناء الشعب نحو تبني مواقف واضحة وسلوكات اكثر بروزا منسجمة والموقف الرسمي الوطني في مساندة الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره و تمكينه من الاستقلال








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الهرب من الزواج.. ينتشر بقوة.. وقد يستدعي تدخل طبيب!


.. 16 امرأة يتهمن الساحر الشهير ديفيد كوبرفيلد باعتداءات جنسية




.. لا تشكو المهر وغلاء الأسعار قد تكون مصابا بفوبيا الزواج | #ا


.. مصر.. سائق يحاول اغتصاب فتاة في القاهرة • فرانس 24 / FRANCE




.. يارا لابيدوس: قصّة امرأة عبّرت الموسيقى عن حنينها وعن جذورها