الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقتطفات من مذكرات إبراهيم يزدي، أول وزير خارجية إيراني بعد سقوط نظام الشاه.

جابر احمد

2024 / 5 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


سبق وأن ترجمتُ مقتطفات من مذكرات إبراهيم يزدي عندما كان في باريس برفقة الخميني ونشرتها في حلفتين على موقعي في الحوار المتمدن تحت عنوان "أسرار الثورة الإيرانية بين ما هو معلن وما هو خفي". والآن ننشر مقتطفات من مذكراته بعد عودته إلى إيران في عام 1979 والتي تتعلق بالحرب الإيرانية.

"يقول يزدي عندما وصلت إيران في عام 1979، ذهبت لرؤية المرحوم المهندس مهدي بازرگان الذي كان رئيساً للوزراء آنذاك، وتحدثت معه عن احتمال وقوع حرب بين إيران والعراق. وسألته: هل بالإمكان حقًا تجنب وقوع مثل هذه الحرب؟ وأثناء ذلك، نقل لي بازركان قصة مريرة ومحزنة، وفي هذا الصدد أرى من الضروري أن يطلع عليها الشعب الإيراني والأجيال الحالية والقادمة.

فقال لي إن الخميني دعا الجيش العراقي للإطاحة بنظام صدام حسين وذلك قبل خمسة أشهر من اندلاع الحرب وعاد التأكيد على ذلك في خطابه عدة مرات، بما في ذلك في 30 آذار عام 1979 حيث تصدرت دعواته للجيش العراقي للاطاحة بصدام حسين ونشرت هذه الدعوة بعناوين كبيرة على الصفحة الأولى من صحيفة كيهان الحكومية. وعندها طلب مني مجلس قيادة الثورة الإيرانية عقد جلسة لمناقشة هذه التصريحات وعندما حضرت الجلسة، لاحظت من بين الحضور وجود السيد دعائي، سفير إيران في العراق بعد سقوط النظام. وأثناءها تحدث دعائي في هذا الاجتماع قائلاً: أنه خلال الأشهر القليلة الماضية، تم استدعائي مرارًا وتكرارًا من قبل وزارة الخارجية العراقية حيث احتجت الوزارة على تصريحات الخميني الداعية للتدخل في شؤون العراق الداخلية وسعيه الحثيث إلى بث الانقسام والفرقة داخل المجتمع العراقي ولكن في الأسبوع الماضي، استدعاني صدام حسين نفسه وأثناء اجتماعي معه تطرق إلى تصريحات الخميني وتدخلاته، ثم قال: لم يعد هذا الوضع مقبولًا بالنسبة لي ولا للشعب العراقي. اذهب إلى طهران وقل للخميني: أنا كنت أول من اعترف بالجمهورية الإسلامية وأقر بها بشكل رسمي. وإذا كنتم ترغبون، فسأذهب شخصيًا إلى إيران لحل الخلافات بيننا من خلال المفاوضات. وإذا كنتم غير مستعدين للمفاوضات معي، فسوف أرسل لكم وفدًا رفيع المستوى أو يمكنكم إرسال وفدًا إلى العراق لحل الخلافات.

وفي نهاية الاجتماع، تقرر أن يذهب كل من دعائي، يرافقه المهندس بازرگان والدكتور بهشتي، للقاء الخميني لكي يوضح له ما دار بين دعائي وصدام. من حديث وفعلًا، وافق الخميني على استقبال دعائي وبازرگان وبهشتي وعندما اجتمعوا به شرح له دعائي ما دار بينه وبين صدام من حديث وتهديد صدام حسين في حال استمر التدخل في الشؤون الداخلية للعراق، عندها قال الخميني لهم: لا تعيروا اهتمامًا لكلام صدام ، مضيفًا أنه يجب على الجيش العراقي أن يثور ضد صدام حسين." ثم بدأ المهندس بازرگان في شرح تبعات اندلاع الحرب وما ينتج عنها. بعد ذلك، تحدث الدكتور بهشتي مؤيدًا لكلام بازرگان وعلى ضرورة عدم الاندلاع في أي حرب، مضيفًا: "يجب علينا أن لا نصدر الثورة بأي ثمن كان." وفي هذه الأثناء، غادر الخميني الاجتماع دون أن يرد. وبعد الانتهاء من هذا الاجتماع، وأثناء عودتهم إلى مجلس قيادة الثورة، قال دعائي وهو يبكي: "أقسم لكم بالله أن صدام حسين سوف يهاجمنا ولا أحد يستطيع فعل شيء!" وفعلًا، بعد فترة من الزمن، هاجم العراق إيران، وأطلق على الحرب اسم "الحرب المفروضة". لكن الخميني وبعد مقتل وإصابة ما يقارب مليون إيراني، وافق في نهاية المطاف على "تجرع كأس السم" ووافق على وقف إطلاق النار، ولكن بعد تكاليف تجاوزت المئات من المليارات من الدولارات، وتدمير المدن، ومقتل الآلاف من الآباء والأبناء من كلتا الجانبين، عاد وقال: إن "الحرب كانت نعمة" غير آبه أن هذه الحرب قد حولت الدولتين المجاورتين إلى أنقاض، وجعلت كردستان ومعظم المدن الإيرانية الأخرى تعيش في الفقر والبؤس المدقع."








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغدة تقلد المشاهير ?? وتكشف عن أجمل صفة بالشب الأردني ????


.. نجمات هوليوود يتألقن في كان • فرانس 24 / FRANCE 24




.. القوات الروسية تسيطر على بلدات في خاركيف وزابوريجيا وتصد هجو


.. صدمة في الجزائر.. العثور على شخص اختفى قبل 30 عاما | #منصات




.. على مدار 78 عاما.. تواريخ القمم العربية وأبرز القرارت الناتج