الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وفاة المخرج الفرنسي لوران كانتيه الحائز على السعفة الذهبية عام 2008.

سمير حنا خمورو
(Samir Khamarou)

2024 / 5 / 2
الادب والفن


توفي المخرج الفائز بجائزة السعفة الذهبية لعام 2008 عن فيلم "بين الجدران" Entre les Murs يوم الخميس الماضي 25 نيسان/أبريل 2024 في باريس بسبب المرض" عن عمر يناهز 63 عاما.
كان المخرج كانتيه يأمل
حتى النهاية، إنهاء فيلمه الأخير "المتدرب" The Apprentice، وكان من المقرر أن يُعرض في دور السينما هذا العام.

بعد مرور 21 عاما على فوز فيلم فرنسي بالسعفة الذهبية عام 1987 عن فيلم "تحت شمس الشيطان" Sous le soleil de Satan للمخرج موريس بيالا، نجح لوران كانتيه في عام 2008 أن يحصل على السعف الذهبية في مهرجان كان السينمائي عن فيلم "بين الجدران" Entre les murs، وبذلك وضع حدا لفشل السينما الفرنسية في الحصول على الجوائز. وعندما تمت دعوته إلى قصر الإليزيه بمناسبة فوزه، رفض الدعوة، لأن مواقفه الإنسانية والقيم اليسارية، ودفاعه عن التنوع
والضعفاء، لا تسمح له نفسه الوقوف بجانب نيكولا ساركوزي الرئيس الذي كان يمثل اليمين الفرنسي والمعادي للمهاجرين.

ولد لوران كانتيه في 11 أبريل 1961، ومنذ صباه كان شغوفا بالتصوير الفوتغرافي وبعد حصوله على البكالوريا تم قبوله في قسم كلية السمعي البصري في مدينة مرسيليا. ولكنه سرعان ما بدأ اهتمامه بالافلام. وتم قبوله في معهد السينما "الإيديك" Idhec، عام 1984، المؤسسة التي سبقت معهد السينما الحالي "فيميس" Fémis. أخرج في عام 1987 فيلمه القصير الأول الممتد L Étendu. وحصل على شهادته تخرجه من خلال
مشروع فيلم "الباحثون عن الذهب" Chercheurs d or. كان أول عملين سينمائيين للوران كانتيه كمخرج، فيلمين قصيرين، "الكل في المظاهرة" Tous à la manif، في عام 1994، الذي حصل على جائزة جان- فيكو عام 1995 ثم فيلم العاب الشاطيء Jeux de plage في نفس السنة.
وضمن مشروع أفلام تلفزيونية لاحد عشر مخرجا فرنسيا وعالميا لقناة آر تي Arte بمناسبة الألفية الثانية، أخرج كانتيه فيلم المتعطش للدماء Les Sanguinaires
وفي عام 2000 أخرج أول فيلم روائي طويل له "الموارد البشرية" Ressources humaines، والذي حصل في عام 2001، على جائزة سيزار لأفضل عمل أول ولأفضل ممثل واعد للممثل الشاب جليل ليسبير. يحكي الفيلم قصة الشاب فرانك، خريج إحدى كليات إدارة الأعمال الباريسية الكبرى، ولكي يحصل على خبرة عملية في مجال اختصاصه، يقرر القيام بالتدريب في قسم"إدارة الموارد البشرية" في مصنع يقع في النورمندي حيث كان يسكن ويعيش. يتمتع هذا المصنع بخصوصية خاصة بالنسبة له، كونه المصنع الذي كان والده عاملاً فيه لأكثر من 30 عامًا. فرانك مسؤول عن تنفيذ تعديل ساعات العمل وفقًا للقانون المتعلق بـ 35 ساعة عمل في الاسبوع الذي اصدرته الحكومة الاشتراكية. أثناء فترة التدريب، يكتشف أن الادارة تعد خطة لتسريح أعداد كبيرة من العمال والتي يمكن أن يتهم بأنه قد يكون شريكًا فيها. يجد فرانك نفسه أمام مسؤولياته وشجاعته وأخلاقه التي عاشها مع عائلته، الأمر الذي سيقرر مستقبله. "ومتى ستغادر ؟"، يسأل فرنك العامل وبالتأكيد هو يقصد نفسه. المغادرة، تعني رفض الاستسلام للظلم.

حصل كانتيه على السعفة الذهبية خلال مهرجان كان السينمائي الحادي والستين، بإجماع لجنة التحكيم، عن فيلمه "بين الجدران" Entre les Murs. قصة الفيلم مقتبسة
من رواية تحمل نفس الأسم للكاتب الممثل فرانسوا بيكودو، الذي لعب الدور الرئيسي في الفيلم وشارك في كتابة السيناريو مع المخرج وروبن كونتيلو. القصة مستوحاة من تجارب المؤلف عندما كان يدرس في كلية موزارت.
تمثيل فرانسوا بيكودو بدور فرانسوا مارين، مدرس اللغة الفرنسية ومدير المدرسة، بوراك أوزيلماز بدور الطالب بوراك، بوبكر تور بدور الطالب المشاكس بوبكر، كارل نانور بدور الطالب كارل
لويز كرابيرك بدور لويز، ممثلة الفصل، والأولى على الفصل. الفيلم
يروي قصة فرانسوا مارين مدرس شاب يشرف على تدريس اللغة الفرنسية للصف الرابع في ثانوية مشهورة بالصعوبة بسبب أن الطلبة مهملين ومشاكسين في الدائرة العشرين بباريس. سيتعين عليه "مواجهة" طلابه إزميرالدا، وسليمان وكومبا والآخرين. لا يتردد فرانسوا في تجاوز الإطار الأكاديمي والتعامل مع الطلاب باسلوب مختلف تماما عما هو متعرف عليه ودفع المراهقين إلى أقصى الحدود من أجل تحفيزهم، حتى لو كان ذلك يعني في بعض الأحيان المخاطرة الزائدة في محاولة لزرع الامل والنجاح في نفوس طلبته. الفيلم الروائي الطويل التاسع والاخير الذي عرض للمخرج لوران كانتيه عام 2021 "آرثر رامبو" Arthur Rambo، والذي شارك في كتابة السيناريو بالاشتراك مع فاني بوردينو، وصامويل دو، تمثيل رابح نيت أوفيلا بدور كريم د، أنطوان رينارتز بدور نيكولا، سفيان خميس بدور رشيد، بلال الشكراني بدور فريد، سارة هينوشسبيك بدور ليا، هيلين ألكسندريديس بدور لويز دي بلوسير.
يروي الفيلم قصة حقيقية عن قضية مهدي مقلات، مدون ومخرج وكاتب عمود فرنسي، وروائي. في عام 2017، أصبح موضوعًا للجدل بعد اكتشاف سلسلة من التغريدات العنصرية الصريحة المعادية للمثليين، والمعادية للسامية، وكراهية النساء والتي سبق وان نشرها لعدة سنوات تحت اسم مستعار عبر تغريدات على الإنترنت. ونشرها بعد ذلك في كتاب ناجح (تشريح الجثة) نشر عام 2019. وبذلك كشف عن جانبًا مظلمًا من شخصيته.

لم تكن فكرة التضامن بالنسبة للمخرج كانتيه مجرد كلمة فارغة. يقول "فإن الالتزام يتطلب اتخاذ خطوة نحو الآخرين لنشعر أخيرًا بالقوة معًا".
فمن أجل قضية العمال الأجانب المضربين الذين ليس لديهم اقامة في فرنسا قام عام 2010 بتحشيد العديد من مخرجي الأفلام والفنانين من اجل الدفاع عنهم والمطالبة بمنحهم الإقامة، ومساواتهم بالاجور مع رفاقهم العمال. كما كان عضوا فاعلا في مجموعة 50/50 التي تهدف إلى تعزيز المساواة بين المرأة والرجل والتنوع في السينما والوسائل السمعية
والبصرية.

جميع أبطال كانتيه تفقد المكانة التي تبحث عنها في عالمنا فجأة. ربما يكون "آرثر" في فيلم "آرثر رامبو" الذي حصل على مكانة كبيرة ونقلة طبقية لم تنجح وفقدها بسرعة، وهو "سيرج"، النادل من فيلم "الكل في المظاهرة" الذي فقد مصداقيته في النهاية، وهو أيضًا فرانسوا، مدرس اللغة الفرنسية في فيلم "بين الجدران" الذي تساوره الشكوك في نهاية الشوط. وايضا مادي المتمردة بطلة فيلم "نار الثعلب" Foxfire، مجبرة على العودة إلى الاصطفاف في الخط العام بعد أن عاشت حياة متمردة في عصابة منظمة. هذه الأفلام لا تؤكد على موقف اخلاقي، ولا تقدم أي نصيحة، فهي تشكك في معنى أفعالنا وطريقة اختبار المجتمع لنا. لا تشاؤم هنا ولا تفاؤل سعيد، كان لوران كانتيه يؤمن قبل كل شيء بفكرة التجربة هذه، تلك التي يمكن أن تغير مسار الحياة. وفي نهاية أفلامه، ظلت الأبواب دائما مفتوحة للمجهول.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهرجان كان السينمائي - عن الفيلم -ألماس خام- للمخرجة الفرنسي


.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية




.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي


.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب




.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?