الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سجاح العصر الاردنية تضلل الشعب بنبوءاتها فاحذروها يا أولي الالباب

وليد حكمت

2006 / 12 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


سبعة عشر عاما مرت على مسلسل الديمقراطية الاردنية الكوميدي التراجيدي , مرت تلك الأعوام بمرها ومرها على ذلك الشعب المسكين المغفل المضلل ذلك الجمهور الذي يتابع هذه المسلسلات بأبطالها العشائريين ومخاتير الأردن مع لفيف المزعبرين من قدامى الحزبيين بكافة أقنعتهم اليسارية والقومية والإسلامية والوطنية ,, سبعة عشر عاما مرت وفي كل عام يدشن ذلك المسرح الهزلي رزم لا بأس بها من القرارات التي يتم من خلالها اضطهاد الشعب وتجويعه وتفقيره وإذلاله, هذا الشعب الذي ينتخب جلاديه ويصطفيهم حتى إذا ما قبعوا على تلك الكراسي في ذلك المسلخ البشري باشروا بسلخ جلد ذاك الشعب الوفي الطيب, وباشروا بدورهم الجرائمي بحق من اصطفوهم واختاروهم..
منذ عام تسعة وثمانين والديمقراطية المزعومة تدوس ذاك الشعب الوفي حتى عاد يئن ويصرخ ويبكي تلك الايام الخوالي ايام الاحكام العرفية ايام بطش الوكيل ابو سمير في الأزقة والحارات...( ملاحظة : الوكيل ابو سمير شرطي من مرتب معان يضرب ببطشه المثل أيام الأحكام العرفية)

ما أن ينتهي موسم الانتخابات ويفوز كل نصيب بنصيبه في ذلك المجلس حتى يعود الشعب إلى نقد هؤلاء النواب وسبهم وكيل الاتهامات لهم بأنهم نواب يهرولون خلف مصالحهم الخاصة بعد ان اتضحت وعودهم الخلب للناس المساكين , ويقسمون أغلظ الأيمان بأنهم لن يعودوا إلى التصويت والانتخاب مرة أخرى,, أناقشهم والله سوف تعودون بقوة أكثر وتصميم اشد مما سبق صدقوني حاديكم ومحرضكم جدتكم السبسوس العشائرية الضيقة والله لتقادن كالأنعام قطعانا ووحدانا نحو صناديق الاقتراع لانتخاب ابن العشيرة الذي سيقوم باضطهادكم وإذلالكم وحنث الوعود التي ابرمها لكم يا أغبياء ,, وربما يكون قد يقوم بتعيين مراسل أو حارس لأقاربكم ,, انصحهم بأن لا يتسرعوا باتخاذ قرارهم بمقاطعة الانتخابات ولوثاتها ومصائبها وكآباتها التي تعقب يوم فرز النتائج ويقسمون من جهتهم ألا يعودوا ولو ردوا لعادوا إلى ما نهوا عنه فتبا لتلك العقول التي عشعش فيها الخبل الاجتماعي والسياسي وترعرع فيها داء العشائرية النتنة والعصبوية الإقليمية القبيحة وحفزها نهم المصلحة الشخصية الذاتية الأنانية ...

بالله عليكم دعونا نستعرض إنجازات مجلس نواب السلاطين منذ بزوع عهد الديمقراطية المستبدة ,, أقنعونا بالله عليكم وأقيموا علينا الحجة فهل صدر قرار منذ نشوء ذاك المجلس المبارك في صالح الشعب أم أن القرارات تأتي جاهزة من المطبخ البرجوازي فيقوم هذا الإمعة بالبصم عليها وإقرارها ثم يتعلل بالخطوط الحمراء والصفراء والخضراء .. أقنعونا هل بامكان هذا النائب ان يلبي مصالح ومطاليب جميع ناخبيه أم انه يدخر صفقاته الانتخابية مع الحكومة للاخلاء الأصفياء وهم قلة ويترك لنفسه حصة الأسد من تلك الصفقة الآثمة ثم يقدم للشعب خازوقا خاصا لمن انتخبوه وخازوقا عاما للشعب عامة من خلال مساوماته وقراراته الجائرة

بعد عام 1989 م كان المجلس النيابي المنتخب قويا بالنسبة لما بعده اذ حوى دحاديح المعارضة الإسلامية الانتهازية واليسارية والقومية والوطنية الاصلاحية الزاحفة على أربع , فهل حقق النتائج المرجوة أم انه قدم المبررات للبرجوازية لممارسة وتنفيذ مصالحها وهو جزء منها على كل حال وأضفى عليها صفة المقرطة والشرعية ثم ماذا ؟؟؟ التنفيس والتهليس على هذا الشعب المسكين الحزين الذي يجلد ظهره من قبل جلاديه الذين اختارهم بذاته وقام بالدور الأسطوري للمواطن الأردني ألا وهو وضع كرت الاقتراع في صندوق الانتخابات ثم عاد إلى منزله راجلا كشاهد الزور

مئات القصص التي ما زلنا نسمعها من بسطاء المواطنين تتحدث وتصف غدر تلك الفئة الأنانية بهذا الشعب وكيف تغيروا وبدلوا جلودهم بعد أن أحسوا بدفء الكراسي وأجواء الأبهة التي اعتادوا أو لم يعتادوا عليها ...

طيب ... لنفرض جدلا أن ذلك المجلس حوى المثاليين المخلصين – وهذا محال- فهل يستطيع أن يغير شيئا سواء في السياسات الاقتصادية أو السياسية او الثقافية على حد سواء ... بالطبع مستحيل ... وهل ستسمح البرجوازية بصعود مخالفيها ونابذيها وأعدائها ... كلا .. فكل المعطيات والمحددات الأولية والشروط الانتخابية تقضي بفرز ابن تلك الطبقة او من يسعى للتسلق إليها والولوج إلى عالمها المبهر.. ولا ننسى أن تلك البرجوازية ترغب بوجود معارضة صورية على شاكلة الاسلام هو الحل كي تعطي لنفسها الشرعية أمام الرأي العام العالمي بأن هناك معارضة تلك هي معارضة التنفيس والتهدئة والشجب والاستنكار ....

ومن سمح لقانون الصوت الواحد أن يأخذ مجراه , إلا التخاذل الشعبي وتخاذل أحزاب المعارضة التي روضت ودجنت وتم تفتيتها وإشغالها ببعض القضايا الجزئية التي لا تغني ولا تسمن من جوع

في قرارات رفع الأسعار الأخيرة كانت هناك استنكارات خفيفة ومعارضة حوارية ديمقراطية تحاول أن تلين قلب المسؤول كي لا يتم تجويع الشعب وساعة توقف عن العمل هو أقصى ما بذلته تلك الأحزاب البرجوازية المتذبذبة
متى ستصحو هذه الجماهير من هذا النوم العميق ومتى ستقتنع بعدم جدوى هذه المجالس التي تمارس الثرثرة بلا جدوى وتسهم في امتصاص جزء لا بأس به من الإنتاج الوطني ومتى ستغادر هذه الجماهير قاعة المسرح الهزلي لتبصر الأفق جيدا ومتى سنلعن العشائرية ونكفر بها ومتى سنؤمن بالنضال الشعبي الحر الذي يصنع ويبلور إرادة الشعب ويخلق المستقبل ذا الافق الواسع ,,, فاكفروا بها( الديمقراطية البرجوازية) يا ذوي الالباب فإنها سجاح العصر الكاذبة؟؟؟؟









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمات إنسانية متفاقمة وسط منع وصول المساعدات في السودان


.. جدل في وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن الخلافات العلنية داخل




.. أهالي جنود إسرائيليين: الحكومة تعيد أبناءنا إلى نفس الأحياء


.. الصين وروسيا تتفقان على تعميق الشراكة الاستراتيجية




.. حصيلة يوم دام في كاليدونيا الجديدة مع تواصل العنف بين الكانا