الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في يوم حرية الصحافة

عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث

2024 / 5 / 3
الصحافة والاعلام


أمضيت في دراستها النظرية عشرة أعوام في الاتحاد السوفييتي السابق، حيث تنهض الرؤية للصحفي آنذاك على أنه أديب يمارس مهنة الصحافة. مارستها فيما يعرف بلغتها الدارجة ب"مطبخ التحرير"، 26 عاماً و 26 يوماً، في صحيفة أردنية عريقة هي "الدستور"، محرراً وكاتب تحقيق صحفي ومقال وقصة قصيرة. وأخيراً، أُتيح لي تدريسها لمدة عام، في جامعة خاصة.
الصحافة من أنبل المهن. حتى تعبها لذيذ، لأنها ذات رسالة لا يعي أهميتها إلا من كابد شقاوة الحرف وعرف معنى السهر في محراب الكلمة.
تعددت كنياتها بدءاً بمهنة المتاعب، ومروراً بصاحبة الجلالة، وصولاً إلى السلطة الرابعة، مع أنني شخصياً لا أحبذ هذه الكنية الأخيرة. فلم يُتوافق عليها في الدساتير، وفيها تحديد لدور المهنة في سلطة، مع أنها أكبر من ذلك وأشمل. فهي عين المجتمع التي بها يرى، واذنه التي من خلالها يسمع، ولها دورها في صياغة وعيه وتشكيل ذوقه.
يخشاها الجبابرة عبر التاريخ. وتحسب لها الحكومات ألف حساب، حتى في الدول الديمقراطية.
ولا شيء يخيف المستبدين والفاسدين، في كل زمان ومكان، أكثر من القلم الحر في صحيفة حرة. وعليه، فقد تسابق هؤلاء عبر التاريخ، لاحتواء الصحافة واطفاء جذوة فاعليتها، بثالوث التدجين والترهيب والترغيب. من هنا يصح القول، أرِني صحافة قوم، أقُل لك من هم.
لا صحافة من دون حرية. فالثانية للأولى، كما الماء للسمك. ولا صحافة من دون صحفيين. ولكي يشرُف المرءُ بأن يستحق لقب صحفي، لا بد وأن تتوافر فيه شروط عدة برأيي المتواضع، من اهمها: الرغبة أولاً، والمهنية ثانياً، والثقافة ثالثاً وعاشراً. لا يمكن لغير المثقف ان يكون صحفياً، حتى لو قُيض له ممارسة المهنة او تدريسها. من هنا بالذات، يبدأ البحث عن كيفية تطوير أداء الصحافة والإعلام في أي بلد على سطح المعمورة.
في اليوم العالمي لحرية الصحافة، كل عام ومهنة التعب اللذيذ بخير. كل عام والصحفيون الصحفيون بخير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرايا القدس: خضنا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور ال


.. تحليل اللواء الدويري على استخدام القسام عبوة رعدية في المعار




.. تطورات ميدانية.. اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحت


.. ماذا سيحدث لك إذا اقتربت من ثقب أسود؟




.. مشاهد تظهر فرار سيدات وأطفال ومرضى من مركز للإيواء في مخيم ج