الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هوية الارض و هوية الدم ـ2ـ

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2024 / 5 / 3
القضية الفلسطينية


نواصل في هذا الفصل مقاربة تعقيدات العيش في بلاد مختلفة عن البلاد الأصلية بسبب مصاعب تعترض المرء في هذه الأخيرة فيضطر للهجرة منها إلى بلاد غيرها حيث تنتظره مغامرة لا تخلو من مشاق كانت في غالبيتها منتظرة ، و من بعض المفاجآت نتيجة احتكاك الهويات ، هويتة " التطبيعية " و هوية " الأرض " التي تمنح للأولاد من زوجين أجنبيين ، إلى جانب هوية زوجته أحيانا ، أو هوية زملائه في العمل على سبيل المثال ، و هي هوية "أصلية " لانها موروثة عن طريق " الدم " .
من الطبيعي أن تثير هذه المسألة لدى المهاجر " المطبّع " ، أفكارا حول مسار أتبعه كرها لا خيارا ، تكون أحيانا مزعجة و محبِطة لا سيما إذا استحضر امام الذاكرة الدوافع التي اضطرته " للتطبيع " ، إجابة على أخبار و طروحات تتناهى إلى السمع والعلم من خلال المحادثة و وسائل الإعلام .
خذ إليك الرواية عما يجري من قطاع غزة و غيرها من الجبهات المساندة . فما جاء فيها ، ان الفلسطينيين أعتدوا في السابع من أكتوبر على الاسرائيليين، حيث هاجموا جيرانهم في مستعمرات ما يسمى غلاف غزة فقتلوا المدنيين ، و اغتصبوا النساء و بقروا بطون الحاملات ، و قطعوا الأطفال و دسوا بأشلائهم في الأفران ، ثم أخذوا عشرات المدنيين أحياء ، رهائن و عادوا بهم إلى القطاع .
ظلت هذه الرواية ، تتردد يوميا في و سائل الأعلام أكثر من أسبوع ، ثم صارت تعاود التذكير بها من و قت إلى آخر ، بالرغم من ظهور دلائل تثبت كذبها من ألفها إلى يائها ، على شكل شهادات فردية و صحافية ، من مصادر إسرائيلية مدنية . تحسن الإشارة هنا إلى أن العسكر الإسرائيلي سيطر على الإعلام سيطرة كاملة ، و أحتكر تزويد الإعلام في دول الغرب دون سواه ، حيث تطوع هذا الأخير لنشر كل ما يُطلب منه من الجانب الإسرائيلي " دون تلكؤ .
يتساءل المرء كيف يعتدي المحاصرون تحت الاحتلال على المحتلين . لم تتضمن الرواية الكاذبة إشارة واحدة إلى الاحتلال و الترحيل و السجون و القتل و الاستيطان و إلى اتلاف المحاصيل الزراعية و تهديم المنازل و إلى انتهاك حرمة المستشفيات و المدارس و مؤسسات الإغاثة الوطنية و الدولية . ناهيك من أن وسائل الإعلام الغربية تتجاهل أن الحرب على الفلسطينيين في سنوات 1930 و ليس في السابع من أكتوبر2023 ، و أن نصف سكان فلسطين طردوا من بلادهم و دمرت بلداتهم في سنة 1948 .
بالعودة إلى المهاجر المكلوم بكذب الرواية إخفاء للتصفية الجماعية في قطاع غزة ، فأن انكشاف ابعاد الجريمة أمامه و تبريرها على لسان الإعلاميين و السياسيين ، لأمر مخيف إلى حد الرعب يلاحقه في كل الأوقات و يملأ مخيلته بالأفكار و الخلاصات التي تعيده إلى الأصل مبطلة كينونته ، فإذا كان الفلسطينيون المنفيون "حيوانات " ، موتاهم بلا أسماء ، بلا تعداد ، و بلا مقابر ، فإن الرواية الغربية الملفقة عن الجريمة التي تقترف في قطاع تنال من ذاكرته ، و هي كل ما بقى في حقيبة الغريب!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير دولي من كارثة إنسانية في مدينة الفاشر في السودان


.. أوكرانيا تنفذ أكبر هجوم بالمسيرات على مناطق روسية مختلفة




.. -نحن ممتنون لكم-.. سيناتور أسترالي يعلن دعم احتجاج الطلاب نص


.. ما قواعد المعركة التي رسخها الناطق باسم القسام في خطابه الأخ




.. صور أقمار صناعية تظهر تمهيد طرق إمداد لوجستي إسرائيلية لمعبر