الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طريق التجارة (الخليجي- التركي) جحيم تركيا القادم

سيامند حسين إبراهيم

2024 / 5 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


خلال الأيام الماضية ودون أن يكسب زخماً إعلامياً يوازي حجمه تم الاعلان عن خط اقتصادي عملاق يربط الخليج بتركيا و أوربا مروراً بالعراق بتكلفة ١٨ مليار دولار ويحوي طرق اتستراد عملاقة بالإضافة لسكك حديد و موانىء و مطارات وهدفه المعلن هو تسهيل حركة التجارة دون الافصاح عن ماهية الحركة هل هي نقل النفط والغاز من الخليج للغرب ونقل بضائع الغرب للخليج ثم الهند والصين.
من الوهلة الأولى يبدو المشروع طموحاً و يخدم العراق والخليج ولكن بقراءة سريعة سنتعرف على اهداف المشروع ونتائجه ومستقبله.
بداية إن وجود هذا المشروع الذي يطرح نفسه كبديل لقناة السويس التي اصبحت مهددة بهجمات الحوثة حلفاء ايران علنا والمتفقين مع تركيا سرا عن طريق إخوان اليمن أي أن هذا الطريق يشكل خطرا استراتيجيا على اقتصاد مصر ثانيا الطريق يقطع العراق بشكل طولي أي يقسم النفوذ الايراني ويصبح مثل خنجر في خاصرة ايران، ثالثا تركيا ستبدأ مشروعها بمحاولة القضاء على الشعب الكردي في سوريا والعراق عن طريق هجمات برية و جوية وتدمير البنية التحتية للمنطقة وهذا يؤذي مصالح امريكا وفرنسا مباشرة اللتان تعتبران الاكراد حليفا معتدلاً في بيئة متطرفة وايضا لن تقبل اوربا في تتحول الى رهينة اقتصادية في يد التتار بعدما تحولت لرهينة لاجئين لاردوغان على مدى ١٠ سنوات، الطريق يهدد مصالح روسيا نفسها عن طريق تحول تركيا لقوى اقتصادية و عسكرية جبارة على حدودها الجنوبية وتلعب في حديقتها الخلفية و بالاساس هي عضو في الناتو، الطريق يجعل الخليج نفسه تحت الوصاية والرحمة التركية والتي تحالف العرب مع الشيطان حتى تخلصوا منها في ١٩١٤ ولكن هناك رابط او تشابه بين المرحلتين حيث أن الدولة العثمانية حينها انجزت سكة حديد الحجاز وقبل أن تبدأ بالاستفادة منها في فرض سيطرتها على منابع البترول العالمية والتغلغل الى اهم مضائق العالم والوصول الى المحيط الهندي وبحر العرب أدرك الغرب بأن تركيا سوف تتحول الى تنين يبتلع الشرق الاوسط وتتحكم بالمنطقة الاهم في العالم لهذا كان لابد من اسقاطها داخليا من خلال الاستفادة من جرائمها تجاه العرب وتأليب العرب عليها. اليوم يتم تكرار نفس السيناريو فتركيا تريد الاستفادة من خطف الحوثة للبحر الاحمر وزوال الدولة السورية التي هي بالاساس رهينة لعدة اطراف منها تركيا والموت السريري الذي يعاني منه العراق نتيجة استباحة سيادته و أراضيه و اقتصاده من قبل عدة دول كإيران وتركيا وامريكا وايضا الاستفادة من العجز السياسي الذي وقع فيه الخليج نتيجة تخلي امريكا ظاهرياً عنهم في مواجهة النمر الفارسي الذي يتربص بالخليج لهذا قدم اردوغان نفسه كحامي للاسلام وللشرق الاوسط والاقتصاد العالمي بهذا الطريق وبدأ بقطع علاقته الاقتصادية مع اسرائيل من اجل كسب تعاطف الشعوب العربية ولكن هل سيبقى المتضررون من هذا المشروع صامتين حياله أم سيكون لهم رأي آخر في عالم تغيرت ملامحه ولم يبقى خطوط حمراء كثيرة لتجاوزها فإن قبول كل هذه الدول بتهديد تركيا لمصالحها و نفوذها امر صعب إن لم يكن مستحيلاً حيث تبين بعد مسرحية إيران واسرائيل بأن إيران ليست عدوة حقيقية لأمريكا وأن التنسيق بينهما أكبر بكثير مما يتوقعه الجميع ولكن العدو الحقيقي للغرب أو أي دول كانت هي الدولة التي تنافسها على مناطق نفوذها وتجارتها واقتصادها فكما يبدو بأن ايران لا تريد تقاسم النفوذ مع الغرب بل هدفها السري هو دمار البلاد العربية بينما تركيا واضحة جداً في سياستها والتي تهدف علناً إلى احتلال بلاد العرب جمعاء وتحويلها إلى ولايات تركيا في النهاية والتجربة السورية في مدن عفرين وجرابلس واعزاز عن طريق فرض اللغة التركية والمدارس التركية أكبر دليل على نواياها الاستعمارية والتي تنافس بها دول الغرب وروسيا كلها في السيطرة على الشرق الأوسط ولهذا ولوجود معارضة قوية في تركيا و وجود ٢٠٠ الف من مواطنيها في السجون بتهم سياسية وعسكرية مع وجود حرب دموية تشنها ضد الكورد في سوريا والعراق وتركيا مع وجود عشرات الأف من الأرهابيين اللذين يسكنون في تركيا تحت حمايتها والذين ترسلهم الى دول العالم لتنفيذ أجندتها فإن اشعال تركيا كما حدث مع الدولة العثمانية ليس بتلك الصعوبة التي يتخيلها عشاق ومريدو اردوغان بل إن تركيا تنتظر شرارة كي تشرب من الكأس الذي سقت به سوريا والعراق وليبيا مصر. ربما بكارثة بيئية سواء أكانت مفتعلة أو طبيعية أو أنقلاب عسكري ينتج عنه صراع داخلي في البلاد....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النموذج الأولي لأودي -إي ترون جي تي- تحت المجهر | عالم السرع


.. صانعة المحتوى إيمان صبحي: أنا استخدم قناتي للتوعية الاجتماعي




.. #متداول ..للحظة فقدان سائقة السيطرة على شاحنة بعد نشر لقطات


.. مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال الإسرائيلي تكثف غاراتها على مخي




.. -راحوا الغوالي يما-.. أم مصابة تودع نجليها الشهيدين في قطاع