الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امرأة عاشقة

فوز حمزة

2024 / 5 / 4
الادب والفن


صباحـها يبدأُ حين تراه يتوسط حيواناته في ذلك الفناء الخلفيِّ من بيتِـهِ وهو يحمل بين يديه فنجان قهوته الفضيَّ، وما بين إصبعيه سيجارته التي كانت تحسِدها فتلعنها دومًا.
حكايتها مع ذلك الكلب المدلل تحتاج إلى فصول طويلة لِتصف غيْرتـها منه واشتعال نهارها حين تراه يربت على رأسه ثم يحتضنه بقوة فلا يعود قلبها يحتمل هذا العذاب فتصدر من فمها آهة مكتومةٌ تُحرق صدرها.
تشعر أنَّ روحها أسيرة داخل جسدها، تحاول الهرب إليه، لكنها تفشل مثل تلك الطيور والعصافير التي يحبِـسها داخل أقفاص ذهبية يزين بها حديقته المليئةَ بأنواع الورود والتي تجهل أسماء أغلبِها.
تحلم لو أنها تشاركه مقعده على الأرجوحة وتضع رأسها على كتفه، فلا يعود العالم إلا شهيق رجل وزفيره.
أحلامها ألقت حتفها من النافذة التي كانت تراقبه منها حين قرأت ردَّه البارد المملوء غرورًا وكبرياءً بعدما أعلنت له الحب ذات مساء لم يكن القمر حاضرًا فيه فتعثرت الكلمات وسط الظلام. عادتْ براية ممزقة تسبقها هزيمتها لتختبئ في بئر النسيان الموحش.
تعلم أَنها تلهث وراء سراب لأنها عشقت رجلاً لم تره إلا من خلف نافذته المظللة وستائرها السميكة التي تمنع دخول أشعة الحب وبريق العشق.
قريبةٌ من سكنه بعيدةٌ عن قلبِه. تقضي الليل مع النهار في مراقبته مما يزيدها لوعةً وحسرةً وهو عنها لاهٍ منشغل يعيش في عالم للحيوانات فيه مساحةٌ كبيرةٌ لأنه يجد في صحبتها الراحةَ والأمان أكثرَ من صحبة البشر.
تراه متناقضًا متطرفًا غريبًا في كل شيء فيزيدها ذلك عشقًا وولهًا. تحاول الوصول إلى قلبِه فتضل الطريق لأنها سلكت الدرب الخطاَ .. لكنها وهي ما زالت تراقبه من شرفتها الصغيرة .. ملاذها الوحيد .. آلت على نفسها ألا تخلع ثوب الأمل الذي لا تملك رداءَ آخر يستر عورة الحب ••








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد


.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي


.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض




.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل