الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هواجس ثقافية 156

آرام كربيت

2024 / 5 / 4
الادب والفن


الوعي بالظلم هو المخرج الوحيد من العبودية.
إن الوعي بالوعي، يستدعي منّا كبشر أن نفكر بعمق، أن نعمل على خلق إنسان كقيمة عليا، على نبذ العنف جملة وتفصيلا، خلق إنسان راق، عميق الأرتباط بالطبيعة وبقية الكائنات.
إن مفهوم الثورة، وجود الثورات هو عنف، رد فعل سيء على عنف السلطة، نتائجه في منتهى القسوة، يمنح السلطة، سلطة ذبح الناس، أو يخلق سلطة جديدة خرج من داخل السلطة أو الثورة ذاتها، متمركزة حول نفسها، شديدة القسوة.
إن الوعي بالظروف، الوعي بالحياة، بالاغتراب، بالانفصال عن وجوده، غرب الإنسان، بل حوله إلى حشرة نافقة، لا قيمة له، قيمته ليست منه وله.
الوعي بالوعي سيخلق الإنسان، أخلاقه، أخلاق موضوعية نابعة من ذاته ومن الواقع الأخر، دون عنف أو تدمير ممنهج للحياة والطبيعة.
هذه ليست رومانسية، اطلاقًا، أنها دعوة للعمل على احياء العقل العاقل، إلى دفع العقل لاحترام نفسه، للتمرد على الشهوات المصنعة عبر التاريخ، لربط العقل بمصيره بوسائل بعيدة عن العنف.

موسم الهجرة
موسم الهجرة إلى الشمال، للطيب الصالح، بطله كائن مظلوم، وربما هو مجرد إحساس بالظلم، حاقد على زمنه وماضيه ووجوده ومكانه، بيد أنه فرغ حقده في النساء، بعد أن اكتشف أن المرأة هي الحلقة الضعيفة التي يمكن ركوبها، وخاصة جسده، بعيدًا عن عقلها.
الحاقد كائن مريض، مكانه في مشفى الأمراض النفسية والعقلية، هو رد فعل على العجز والهزيمة التاريخية.
إن المظلومية كمفهوم لن تفضي إلى الراحة مهما قدمت له من مميزات عظيمة، لأن هذه المظلومية استوطنت كل خلية فيه، لأنه شربها منذ نعومة أظفاره، ولا يمكن الانفكاك عنها.
المظلومية صناعة سياسية، دين آخر أو أيديوجية أخرى.
لماذا لا يشعر المرء في العالم الثالث بالمظلومية عندما يكون الحاكم من البيت، بل يعشقها؟
المظلومية السياسية اقذر أنواع الظلم، لأنها تأتي من قوى عاشقة للسلطة، وعندما إلى القمة أو القبة، يفرغ حقدها في بني جلدتها، بمن أوصله أو بمن ركب على ظهره.

قرأت كثيرًا منذ بدايات حياتي وإلى اليوم، أن الشركات الفوق وطنية، العابرة للحدود تتحكم في القرارات السياسية السيادية في الدول المركزية، كالولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية.
اليوم نستيقظ على العكس تمامًا، الدولة في هذه البلدان متحكمة في الشركات الاحتكارية أو العابرة للحدود وترغمها على تنفيذ سياساتها وإلا العقوبات.
بقرار واحد خرجت ستمائة شركة من كبريات الشركات العالمية من روسيا وعادت إلى موطنها في الولايات المتحدة وأوروبا، قبلت مرغمة أن تتعرض لخسارة بالمليارات من الدولارت بدلا من معارضة القرار الحكومي خوفًا من القمع أو المضايقة.
وهددت الإدارة الامريكية والمفوضية الأوروبية دول عملاقة، كالصين والهند بسحب شركاتهم العملاقة من هذين البلدين إذا لا تقطعان العلاقات الاقتصادية والسياسية مع روسيا، وتفرضان العقوبات عليها.
أين الحرية الاقتصادية، منظمة التجارة العالمية، وعدم تدخل السياسة في الاقتصاد؟
هل صحيح أن العولمة حقيقة واقعية، بمعنى هل هناك استقلالية في القرار الاقتصادي والسياسي في عالمنا المعاصر؟
هل هناك إعلام حر في عالمنا بعد أن رأينا كيف تتعرى جميع الدول من الحمولات الثقافية والسياسية الكاذبة تلك التي كانت سائدة لعشرات من السنين التي خلت؟
ربما يخطر في بال الكثير أنني أدافع عن الاستبداد الاقتصادي او السياسي أو الاجتماعي، بالعكس تمامًا، هذه دعوة لمعرفة عالمنا أكثر، ومعرفة أشكال القمع السائد.
هذه دعوة ليكون عالمنا المعاصر أكثر ديمقراطية وحرية عبر فضح كل أشكال القمع سواء السياسي أو الاقصادي، أن لا نبرئ هذا الجانب ونشيطنه، ونغدق على الأخر كل أشكال الخير والأمل.
لمن نحاكم، من هو المسؤول، الدولة أم السياسة أم كليهما؟

كتبت للصديقة مادلين كرابيديان التي كانت في صفي في فترة الطفولة.
صباح الخير يا مادلين، أي والله، كّنا على المقعد الدراسي الواحد في مدرسة الشهداء للأرمن الأرتذوكس في مدينة رأس العين.
أنت جزء جميل من الذاكرة الجميلة. كّنا نلعب معا ونضحك معا برفقة الأطفال الصغار في مثل أعمارنا.
كانت طفولة بسيطة، تحت قبة الشمس، والضوء، وتحت أجراس الكنيسة، وباحتها، وأشجارها وزهرها ووردها وعشبها في تلك الباحة التي كانت أكبر من محيط ملاعب كرة القدم.
هذه الطفولة كانت الأجمل في حياتنا .
كّنا وقتها كبيت واحد خاصة في أيام الصوم، ونذهب إلى الكنيسة ليلًا، ونلعب في محيطها، ونحضر الدرنديسة.
زمان يا مادلين العزيزة، ذكرتيني بأجمل ما كان في تجربتنا في الحياة. اليوم أنت في أرمينيا وأنا في السويد.
تلك المدرسة و باحة الكنيسة و رائحة العشب الربيعي فيها و صالة المراسم والطاولة الخشبية المتقنة التي صنعها المعلم فاروجان اطال الله عمره …كل تلك الذكريات هي محفورة في ذاكرتنا لا نستطيع او بالأحرى لا نريد التخلص منها
المدرسة كانت مفتوحة على باحة الكنيسة، بمعنى لم يكن هناك حاجز، في العام 1969 عملوا حاجز، فصلوا المدرسة عن الباحة الكبيرة، كان كتير بشع هذا الحاجز. كيف يمكن أن ننسى ذكريات الطفولة، أنها جزء جميل من الذاكرة.

لماذا جئت؟
تأخر الوقت كثيرًا، والأزهار ودعت الربيع.
أما كان الأجدى بك أن تبقى غيمة أو وردة حمراء أو بيضاء على امتداد الأرض والسماء.
لماذا جئت؟
الجرح ما زال نافذة مفتوحة على الضوء، يتلألئ في وحدته.
وفنجان قهوتنا هناك ما زال مملوءًا، يسكن على ضفاف شرفتنا، يرتشف بقايا الصمت والبوح اللذيذ.
وأغانينا تدندن في وحدتها.
الا تعلم أن الحب لا يزهر إلا في الحقول، وعلى ضفاف الأنهار البكر، وفي أوائل تفتح الورد.
أما زلت تذكر المطر عندما كان ينقر النافذة؟
وأيقظنا
ما الذي جاء بك إذًا؟
لماذا جئت؟
أي قدر حملك فوق الرياح والضوء وأعادك ثانية؟
آه، لو أنك بقيت بقعة ضوء بعيد!
وبقيت بعيدًا

الرئيس الأمريكي
يمكن للمرء أن يرى بوضوح أن أغلب لقاءات الرئيس الأمريكي، مع الرؤوساء العرب خاصة، وبقية رؤوساء العالم عامًة، حركة غريبة تحدث أمامه: ارتخاء في مفاصل اليدين والقدمين، وانحلال في الجسد كله، مع توتر لذيذ وآهات، وصوت فحيح أو مواء، وضحك رخيص.
يشعر المرء لحظتها، أن لحظة لقاء الذكر بالأثنى أصبح يقينًا.
الرئيس عباس وطاقمه مثلاً، والسيسي، وقس على ذلك

الناس في السويد لا يهتمون في السياسة. بالعموم, العائلة التي تعمل لديها فيلة وسيارتين وكراج, وسياحة عبر العالم مرتين او ثلاثة في السنة. وإنسان هذا البلد متواضع جدا, ولا يبالغ بكلامه, ولا يهمه دين أو قومية أو صراعات. تجربة السويد من انضج التجارب على المستوى الداخلي. كل إنسان في عمله دولة, يقرر وفق القانون حتى دون مراجعة مسؤوله. وكل محافظة تقرر الشأن الداخلي لنفسها دون العودة للعاصمة. البرلمان هو المرجع الاول والاخير.
تصوروا اذا وجد شحاذ على باب مبنى ما لا توجد جهة تستطيع أن تطرده. الأن البرلمان قرر إنهاء هذا الموضوع.
وكل مدينة مثل المدينة مثل القرية أو البيت الواحد المنفرد لوحده, فيه كل الخدمات اللازمة ولا حاجة أن تسافر إلى أي مكان من أجل تمرير ورقة أو غيرها. جواز السفر تأخذه بعد أربعة أيام والهوية أيضاً. لا يشعر المرء ان هناك دولة في السويد. والشرطة لا توقف أي إنسان في الشارع إلا إذا قدت سيارتك وأنت مخالف.
نحن, العرب وغيرنا من الأجانب نشعر بالضغط لاننا لم نتعود على القوانين, نشعر بالاختناق والخوف من شدة تعقيدات القوانين وتوضيحها. نحن ثقافة وهم ثقافة.

إن الاعتدال والتوازن هما اللذان يحققان الانتقال إلى أشكال أرقى للعيش المشترك بين الناس.
بيد أن القلق الوجودي للبشر استثمرته وتستثمره النخبة المالية والثقافية والنفوذ لتحقيق ذاتها كفئة منفصلة عن المجتمع ومهيمنة عليه وعلى الدولة.

في بداية القرن العشرين, عرى اليسار بكل مكوناته, الصراع الدولي وتناقضات النظام الرأسمالي في محاولته حيازة الثروة والنفوذ والسيطرة وجر شعوب العالم إلى حروب ليس لهم فيها ناقة أو جمل.
هزيمة اليسار كتجربة وممارسة وفكر, فسح المجال للقوى الدولية أن تنفرد بهذا العالم وتشكله على مقاسها, عبر زرع الفوضى والدمار وقتل الحياة في كل مكان. وإعادتنا إلى الوحشية الما قبل بدائية.
لن يغطي هذا التوحش إلا البحث عن مخارج لهذا التغول قبل أن تأكل الاحتكارات العالمية العالم كله وتحوله إلى رماد.

كل من وقف إلى جانب السلطة عبر التاريخ مني بالخذلان.
السلطة كمفهوم، كبنية, ستلفظكم يا أغبياء كما يلفظ البحر الزبد. أنتم تقفون مع من يستخدمكم كوقود لآلته الحمقاء. وستندمون بعد أن لا يجدي الندم. إنها من تفرق بين الأخ وأخيه, والجار والجار والمرأة وزوجها. وتزرع الشقاق في البيت الواحد والوطن الواحد.

اي تحليل خارج ادوات العصر وسياق الزمن محكوم عليه بالفشل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي




.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو