الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسقاط الارضوية تجنبا للفنائية/2

عبدالامير الركابي

2024 / 5 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


وقد يكون من اخطر ماقد تكرس اليوم مع الالة، حالة المزج الاعتباطي بين الحدث الانقلابي المستجد والادراكية العقلية، فكأن الاله وجدت داخل العقل او افرزت من بين ثناياه، ولم تكن بالاحرى ظاهرة منفصلة عنه، من غير طبيعته، أوجدت كحالة ونوع معاينه وضرورة ادراك خاصة من حيث منطوياتها واثارها، الامر الذي يقف فيه العقل بموقع المعين المتابع، المتحري حكما واشتراطا، وهو مالم يكن من الوارد باية حال تصور تمخضه في ساعته وحينه، عما يمكن ان يعد من قبيل الادراكية للمتغير الكبير واحتمالاته، هذا اذا افترضنا بان المسارات المجتمعية التاريخيه، بما في ذلك صيغتها الجاري مغادرتها اليوم، اي تلك اليدوية، قد تسنت للعقل شروط اماطة اللثام عنها، وعما تنطوي عليه ابتداء ومنتهى، الامر الذي من شانه ان يضفي على الحال الناشيء، واجمالي المشهد، تعقيدا لايمت باية صله لذلك التبسيطي المباشري الملموسي، وبالذات بما يتعلق بحقيقة فعالية العقل وازدواجية حضوره.
وهنا تكمن علة كبرى تصورية، تتاتى من الاجمال المجتمعي، والمصادرة النوعية الارضوية للتاريخ المجتمعي، ومن ثم لاحتمالات عمل العقل، وبما ان المجتمعات بحسب الارضوية / صنف واحد/ لاغير، هو الناطق المتداول والغالب، فان العقل ومحتملاته تكون واحدة حكما، ذلك مع ان المجتمعية هي احتمالية مضمرة غير ناطقة، وتظل كذلك ابان الطور اليدوي، هي الاحتمالية "اللاارضوية"، خارج اليات نظرها وتفاعليتها التحولية المتعدية للمجتمعية الجسدية، الامر غير الوارد باي شكل او صيغه كانت التنبه له ساعة ولدت الالة، فلم يكن مطروحا على الاطلاق مثلا الانتباه الى ماكان قد انبثق وقتها وفي موضع اللاارضوية التاريخي، من تشكلية دوراتيه جديدة، حين ظهرت في القرن السادس عشر، علامات عودة التشكل اللاارضوي في ارض مابين النهرين، ارض سومر الاولى مع ظهور "اتحاد قبائل المنتفك"، باسبقية تقارب القرن على ظهور الالة في اوربا، بما كان من شانه وضعنا، وان تعذر علينا وقتها الانتباه، امام وعي بالالة ارضوي، من المفترض والمتوقع تبلوره في الارض التي انبجس ضمنها، محكوم الى الاجمالية اليدوية السابقة، وخاضع لاشتراطاتها، تقابله احتمالية ادراكية لاارضوية مغفلة، هي الاكثر تطابقا مع الحقيقة الالية ومنطوياتها الانقلابيه العقلية، غير المكشوف عنها النقاب بحكم القصورية العقلية الارضوية الجسدوية، المعنية ابتداء بالتفاعل المباشر معها.
ومن البديهي ان نصادف بهذه المناسبة ميلا متعاظما للمصادرة يشمل التاريخ والمسارات المجتمعية، تجمل مسارات العقل والادراكية في التسلسل المتتابع( اسطوي/ديني/ فلسفي)/ هيغل/ باعتبار الاخير هو الارقى والقمة، من دون اية محاولة للفصل او التعيين النوعي لشكلي التعبيرية، اللاارضوية بصيغتها الاولى( الاسطورية الافتتاحية/ السماوية الكونية)، ومقابلها في المجتمعات الارضوية الاعلى ديناميات، تلك المنشطرة افقيا طبقا، الاوربية ( الفلسفية) الاعلى تعبيرية عن ممكنات الوعي الارضوي الجسدي، وهو مايضمر ابتسارا للفعالية التاريخيه المجتمعية وجوهرمساراتها، اليوم بالذات، ابان الفترة الانقطاعية الازدواجية المجتمعية، بعد القرن الثالث عشر، قرن سقوط العاصمة الامبراطورية العالمية بغداد، مع انتهاء الدورة الثانية العباسية القرمطية المهدوية، وريثة الاولى الافتتاحية السومرية البابلية الابراهيمية، وقصورهما التحققي المتكرر ازاء منطواهما التحولي الاعظم، وما قد تسببت به على صعيد جوهري من تهيئة لاسباب الانتقال المادي الالي على المنقلب الاوربي، غير الممكن تحققه، بين تضاعيفها هي، حيث الاصطراعية مفتوحة عند الضرورة على الانقطاعية، بعكس الاصطراعية الطبقية الاوربية المغلقة النهايات، والمرشحة بفعل الاحتدامية الناشئة عن الانقلابية البرجوازية التجارية،تلك المتعاظمة بقوة الفعالية الاقتصادية العالمية التجارية الريعية للامبراطورية الازدواجية الرافدينيه،واستحالة الانتقال الطبقي الاوربي الناجز في حينه الى مابعد، من دون حضور عنصر ثالث من خارج الاصطراعية الطبقية الثنائية، وهو ماقد تمثل بالالة.
اعطت الدورة الاولى الازدواجية للمجتمعات البشرية اجمالي التاسيسات الوجودية، قبل تكريس الازدواج المجتمعي بالابراهيميه بناء على التفاعلية الانصبابية الكونية الشرقية الغربية الرومانية الملتقية تعاكسا في المجال النهري اللاارضوي مع الفارسية، والرد الاختراقي المضاد عليهما، بما كان يكمل البناء المجتمعي الاحادي على مستوى المعمورة، في حين انتهى العجز عن التحقق اللاارضوي ابان الدورة الثانيه، رؤية بالمهدوية الانتظارية، وبتامين اسباب الانقلابية الالية اقتصاديا على المنقلب الاوربي الاعلى ديناميات ضمن نمطه الارضوي، على طريق توفير اسباب التحقق الانتقالي الضروري التاريخي المنتظر، بتحرير المجتمعية من وطاة الزامات الانتاجية اليدوية المعززه للارضوية، ماقد فتح الافق من ساعتها نحو الانقلابية التحققية اللاارضوية المنتظرة منذ بداية تبلور المجتمعية.
ولاتستقيم عناصر المشهد وقتها من دون حضور المنظور السردي المقابل المضاد للغالب السائد ارضويا، ذلك "الحضاروي" التطوري التصاعدي ضمن النمطية الوحيده الماخوذه من قبيل البداهة المطلقة، مع اغفال كلي للمنطوى الاخر، او حتى وضعه بالحسبان كاحتمال، عدا عن الذهاب غيرالوارد اطلاقا لاخذه كقاعدة نظر وقياس.تقول بان المجتمعات كظاهرة هي بالاحرى لاارضوية ذاهبة الى مافوق مجتمعية، والى مابعد جسدية، نحو العقل المستقل المتحرر من وطاة الجسدية والارضية، وهو مايبدا في ارض سومر في مابين النهرين منطلقا ضمن اشتراطات بيئية خاصة مجافية كليا، لايكون في حينه وساعته قابل للتحقق لتعدي غرضيته العليا للمكمنات المتوفرة انذاك ماديا على مستوى وسيلة الانتاج، واعقاليا بما خص المتاح للعقل في حينه وعند العتبة الاولى من عملية تشكله وترقية مجتمعيا، من طاقة ادراكية، مايوفر الاسباب من وقته للرؤية والنموذجية الارضوية كي تظل هي الغالبة، وهي مولدة مايعد "الحقيقة" المجتمعية المطلقة توهميا.
يقتضي بلوغ مشارف الانتقال الاعظم الى العقلية على انقاض الارضوية، ثلاث دورات يمر بها الكيان الازدواجي اللاارضوي الامبراطوري، الاخيرة منها الراهنه، هي دورة ظهور الوسيلة المادية الضرورية للانتقال العقلي على انقاض الجسديه، بالتظافر مع الرؤية اللاارضوية الاعلى، بعد ماانتجته الدورتان الاولى والثانيه، ذهابا الى "اللاارضوية العليّة" الراهنه الوشيكة، او النطقية المؤجله، مفتتح قيام الكيانيه الكونية اللاارضوية المنتظرة على مر القرون، منذ ان انتكست الدورة الاولى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة