الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الاختلاف والحوار يهدم الاستبداد وثقافة الدين مصحف وسيف
سلام فضيل
2006 / 12 / 9ثقافة الحوار والاختلاف - ملف 9-12- 2006 بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاق الحوار المتمدن
الشبيه هو منطق استعلائي يرفض الآخر وينبذ الإختلاف (دريداف )
ان الفكرة الوحيدة التي تجيئنا بها الفلسفة هي هذه الفكرة البسيطة التي تحملها كلمة العقل ألا وهي ان العقل يحكم العالم (هغيل ) .
فاذا كان منطق الشبيه هو نبذا للاختلاف ‘ والعقل هو الذي يحكم العالم ‘ فهذا يعني ان الشعوب التي لم تأخذ بمنطق العقل ‘ الذي في مجمله ان لم يكن كله اختلاف وحوار ‘ دائم ينطلق من نقطة ويستمر حتى النهاية ‘ نهاية من يمتلك العقل ولحد الان هو الانسان ‘ وهذا عكس ما يقوله رجال الدين وشركائهم الانظمة الاستبدادية ‘ الذين يدعون امتلاك الحقيقة المطلقة ‘فتكرس الافكار المشوهة ‘ والبالية وتستبد بها المسلمات ‘ وتغيب الاختلاف والحوار ‘ والتعايش السلمي والشراكة ‘ فتحرم النقد ‘ الذي يحاور الماضي ليعدل من الحاضر ‘ من اجل مستقبل اكثر اشراقا ‘ مختلفا تماما ‘ عن نقطة ‘ البداية ‘ وحسب ما تقول الماركسية ( ان الطفرة التاريخية هو النقطة التي تقوم فيها بداية جديدة تدعي لنفسها الجدة التامة ...والاستقلال ) .
وهذا يلغي القول ‘ من ان الزمن ‘ يتسابق في دائرة ‘ مغلقة ‘ للوصول الى نقطة البدء ‘ على انها الحقيقة الوحيدة ‘ الصحيحة .
متجاهلا تطور التاريخ والشعوب والمجتمعات والحضارات ‘ فالعقل المتسائل النقدي الذي ازاح الخرافات والعادات البالية واستبدلها ‘ بالحداثة ‘ التي وصل اليها الانسان ‘ من خلال العقل الذي يؤمن بالاختلاف والحوار والتسائل عن كل شيئ .
وكما يقول (فلاديسلاف كلله) ان الناس لايعيشون ويعملون في المجتمع وحسب ‘ بل يعرفونه ويدركونه‘... .
ان المجتمع البشري تشكيلة معقدة منبثقة من تفاعل الناس مع الطبيعة ومن تفاعل بعضهم مع البعض .
وهنا نسأل كيف يكون التفاعل ‘ اذا كان الاختلاف والحوار محرما ؟ مثلما هو عليه واقعنا في العالم العربي بشكل خاص ؟ حيث كل شيئ من لون واحد مع او ضد ‘ فالاعتراض على الحاكم والدين السلطاني هو الخيانة والكفر الذي يستحق القتل ‘ وافضل دليل على ذلك المقابر الجماعية التي ملئ بها النظام البائد ارض العراق !.
اما طالبان فكانت تشوي من ولد ووجد نفسه من غير طائفتها او دينها ‘ والقاعدة تفضل الذبح امام الكاميرا مع هتاف الله واكبر !! .
ولو سمح بالاختلاف والحوار لما تحولت بلدان العالم العربي الى مقاطعات سلطانية قبلية ظلامية ‘ ولوجدنا في دول الخليج ( باستثناء البحرين وهي الافقر بينهم ) الاكثر ثراءا في العالم العربي حزبا سياسي واحد على الاقل ولو شكليى ؟ . هذا الاستبداد وتحريم الاختلاف والحوار لم يكن مقتصرا ‘ بالسلطة َ ضد المعارضة بل المعارضة ايضا لاتختلف عن السلطة ‘ في سياسة الاقصاء والتكفير ‘ وحراسة نقطة الانبثاق الاولى التي يدور حولها الاشياء والانسان يمنون النفس التعلق باقدامها .
كما قال قبل ايام ‘ وزير الثقافة المصري ايام السادات وهو قد عاش ايام السلطة ‘ الاختلاف والحوار محرما في عالمنا ‘ صار الناس لايقولون ما يريدون ‘ بل ما يريد ان يسمعه الحاكم ‘ المستشار يقول له ما يطرب لسماعة وليس ما يؤمن به او ما تريده الناس ‘ لانه يعتقد اذا لم يكن متاكد ‘ ان الحاكم يريد اختبار مدى ولائه ‘ ويعرف انه اذا قال الحقيقة فان رأ سه قد يفصل عن جسده .
كثيرا ما فعل هذا صدام وبشكل استعراضي مع رفاقه بالحزب والسلطة .
اما مثال المعارضة الحي ‘ ما حصل ومازال يحصل في العراق بعد سقوط النظام البائد ‘ فتحولت الاحزاب الى عوائل وصار الاولاد والاحفاد هم من يحكم الحزب ومؤسسات الدولة ‘ و اسم المحتل محرر ‘ والحرامي وطني يؤمن بالنظام الجديد ‘ ( 15 وزيرا متهم حسب لجنة النزاهة ) وأحيت كل الاعراف القبلية الماقبل الدولة ‘ والاحكام الدينية السلطانية ‘ التي تحتقر الانسان وتعامله على انه ليس اكثر من نطفة قذرة ناقم عليها الإله ويريد ان يذيقها اقسى انواع العذاب في الحياة قبل ان يرميها في جحيم الاخرة ‘ وكلما اغضبت ‘ وكيله السلطان زاد عليها العذاب الاليم ؟ وصار همها بناء القصور والمشاركة او غض الطرف في احسن الاحوال ‘ عن الحرامية الذين نهبو اموال الشعب ‘ وعن الارهاب الذي قتل مئات الالاف لحد الان من الابرياء ‘ والحجة ان صديقهم المحرر حسب تسميتهم ‘ يمنعهم ‘ من حماية شعبهم !!!؟؟؟؟ ومن ينتقد الاحتلال فهو ضد الوطن( وهذه كلمة النظام البائد وهم من كان يسخر منها ) ‘ ولو كنا نؤمن بالاختلاف والحوار لما عدنا باتجاه نقطة البدء .
ولكن ثورة الاتصالات افقدتهم التوازن ‘ والحوار المتمدن قد استفاد من هذا التطور وصار من بين المنابر الاعلامية المؤثرة في نشر ثقافة الاختلاف والحوار ‘ في عالمنا العربي ‘ و مثل ما كان يحصل ايام انطلاق عصر الانوار الذي مهد لثورة الحرية في فرنسا ‘ اخذت الان الكثير من بقع الضوء تخترق الظلام في عالمنا ومعها يتعرى قبح التسلط والظلام .
اما الحركات الاسلامية وهي التي تغطي المشهد ليس الحزبي وحسب وانما الثقافي ايضا ‘ كما قال اودنيس في مهرجان القاهرة الاخير (ان ثقافتنا 70%منها ديني ) ‘ فمنها اي القوى الاسلامية صار يؤمن بالمشاركة والاختلاف ‘ واكتفي بما قاله عنها كريم مروه في بحث نشره بداية هذا الاسبوع بجريدة الحياة ومجلة فرنسية ‘ وانقل ‘ نص ماقاله تقريبا ‘( يجب ان لاينظر لهذه الحركات بنظرة واحدة فمنها من يقبل الاختلاف والحوار والمشاركة في العملية السياسية والاجتماعية وعلى سبيل المثال حزب الله .... على النقيض من التكفرين ) ‘ والحوار هو وسيلة عبور في اتجاه الاخر ‘ احترامه وحفظ حقه في الاختلاف ‘ هذا ما تقوله اليونيسكو ‘ وعليه لابد من قبول الاخر المختلف حتى وان كان رأيه ضد قناعتنا اي الايمان بالحرية والعدالة والمساوات ‘ بالقول والفعل وليس مثلما فعلت العوائل بعد سقوط النظام البائد في العراق عندما تنكرت لكل ما كانت تقوله وصارت نسخة مشوه من وجهه القبيح
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. النموذج الأولي لأودي -إي ترون جي تي- تحت المجهر | عالم السرع
.. صانعة المحتوى إيمان صبحي: أنا استخدم قناتي للتوعية الاجتماعي
.. #متداول ..للحظة فقدان سائقة السيطرة على شاحنة بعد نشر لقطات
.. مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال الإسرائيلي تكثف غاراتها على مخي
.. -راحوا الغوالي يما-.. أم مصابة تودع نجليها الشهيدين في قطاع