الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاعلام المرئي بعد سبعة عقود من إنطلاقه

نصار النعيمي

2024 / 5 / 4
الصحافة والاعلام


بدأ تلفزيون العراق بثه المنتظم في بغداد بتاريخ 1/5/1956 ويعدُ أول محطات التلفزة الناطقة باللغة العربية في الوطن العربي على الإطلاق، وللتاريخ أيضا فأن الشركة التي جهزت العراق بأدوات البث والاستوديو هي شركة باي البريطانية، واقتصر البث في بداية الامر على بغداد وفي اواخر الستينات شمل البصرة والموصل وكركوك وفي العام 1976 بدأ وعلى نطاق ضيق أول إرسال ملون على القناة العامة وفي العام 1977 تم ربط كل محطات البث في أنحاء العراق بشبكة المايكرويف.


يرى مختصون أن تلفزيون العراق قدم على مدى 68 عاما ً خدمة اخباريةً وبرامجيةً ممتازة للبلاد، ويختلف اخرون في الرأي.

المحلل السياسي الدكتور يحيى الكبيسي حدثنا قائلاً" الاعلام في العراق اعلان موجه وليس اعلام مستقل، ولا يمكن لإعلان موجه ان يكون مهني، أو ان يقترب من حدود المهنية، وهذا التوصيف ينطبق على اعلان الدولة نفسه، فقد فشلت تجربة شبكة الاعلام العراقي فشلا ذريعا في بناء اعلام مهني ممول من المال العام، فتحولت الشبكة الى بوق للحكومة من جهة، والى قناة تميل باتجاه معين بسبب توجهات العاملين فيها وارتباطاتهم الحزبية، أما الاعلام الخاص فتسيطر عليه الأحزاب السياسية، والمليشيات، والفاعلين السياسيين، وهو ممول بمجمله من الأموال المستخلصة من الفساد والاستثمار في المال العام، وبالتالي لا يمكن تخيل ان ينتج اعلاما مهنيا باي حال من الأحوال، لهذا فانه بعيداَ عن التطور من حيث الشكل والتقنيات، فان الاعلام العراقي بمجمله لا يمكن وصفه إلا بأنه نشرات دعائية لا علاقة لها بمعنى الاعلام الحقيقي.

مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية الدكتور غازي فيصل حدثنا قائلاً" افتتح تلفزيون العراق قبل 68 عاماً من قبل جلالة الملك فيصل الثاني وكانت اول محطة تلفزيونية تبث الى داخل البلاد، بداية البث كان بالأبيض والأسود ومثل مركزاً اخبارياً مهما للمجتمع والدولة، من خلال بث برامج اجتماعية وتعليمية واقتصادية وانتقاء المعلومات المهمة التي تمثل راي الدولة، ثم تطور البث بالألوان بعد 1976 ، ومثل التلفزيون العلاقة الصحيحة بين الدولة والمجتمع ومؤسسات الدولة رغم خضوعها لرقابة وزارة الاعلام او وزارة الثقافة ومثلت أحادية الاعلام وتبادل المعلومات حينها، لم تكن العلاقة ترقى الى الترابط بين الدولة والمجتمع من خلال تمثيلها لتعبئة الرأي العام بما يخدم مواقف وقضايا الدولة وسياساتها، بعد دخول العراق الى حقبة البث الفضائي عام 2000 بشكل محدود جداً عبر فضائية العراق التي استمرت بالتعبير عن وجهة نظر الدولة تجاه الرأي العام الدولي، بعد عام 2003 الموضوع تغيير تماماً، خلال حقبة الاحتلال الأمريكي وما بعدها حتى عام 2011، وطبقا لفقرات الدستور عام 2005 اصبح هناك حرية لتأسيس الفضائيات والاذاعات والصحف بعد تطور التكنلوجيا، مع سهولة تأسيسها، اليوم يوجد اكثر من 100 محطة فضائية واذاعية تحت اشراف الهيئة الإسلامية التابعة الى ايران والموجودة في النجف، تحاول نشر أفكار واراء سياسات ورؤى معينة، ونرى انه بعد 2003 حصل استغلال لحرية الاعلام بوجود فوضى تمكن الأحزاب ومن له دور في الحياة السياسية وأصحاب رؤوس الأموال من امتلاك فضائيات او وسائل اعلام واذاعات وصحف، ومراكز بحوث، ما يعني انتقالنا من الأحادية التي كانت سائدة منذ العهد الملكي تقريباً وسيطرة الدولة الى الفوضى الإعلامية بدون وجود رقابة وتعبر عن حالة التشظي بعد وصول عدد الأحزاب في العراق الى 360 حزباً مسجلاً في مفوضية الانتخابات، فضلا عن وجود 11 الف منظمة من منظمات المجتمع المدني والنقابات، كل ذلك ساهم في خلق هذا الكم من وسائل الاعلام وهو غير محكوم برقابة حقيقية، ويحاول اليوم مجلس النواب اصدار قوانين لتشديد الرقابة، رغم انه لم تنجح مؤسسات الدولة من 2003 الى اليوم لتأسيس هوية إعلامية عراقية وطنية بدون تدخل اجندات إقليمية للتأثير على الوعي والراي العام العراقي وعدم تدخل الدول لتأسيس هوية إعلامية عراقية خالصة مثلما موجود في مختلف الدول الديمقراطية نتمنى انه خلال العقد القادم تتبلور هوية وطنية بجانب وجود قنوات تمثل هوية المحافظات وعاداتها وتقاليدها تعكس التنوع الحضاري للعراق بعيداً عن الانقسام والتشظي والتنوع الديني والمذهبي لعكس نموذج تناقضات في المجتمع يتمثل بالصراعات السياسية اكثر مما هو تنوع ديني يعكس التعايش والشراكة والتعاون والتضامن والعمل المشترك لبناء وطن موحد اسمه العراق.


وأضاف المحلل السياسي الدكتور قاسم بلشان بقوله" إن عمل القنوات الفضائية اليوم عموما في البلاد وبحسب تقديري من أجل تحقيق اهداف الاحزاب او الكتلة السياسية التي تنتمي اليها، هذا فيما يخص قنوات (القطاع الخاص) ان صح التعبير اما القنوات الرسمية فان دورها يأتي متماشيا مع سياسة الحكومات المتعاقبة وباختصار شديد ان دور القنوات الفضائية مختزل في سياسة الجهة التابعة لها،
ونعتقد أن العمل التلفزيوني يمثل اليوم دور الإعلان وليس الإعلام بمعنى ان دوره ضمن إطار الاعلان عن حزب او كتلة القناة، وهو نفس الدور الذي تلعبه القناة الرسمية للإعلان عن شخصية رئيس الحكومة واعلان إنجازاته وتلميع صورته للأسف الشديد.

يرى مختصون أخرون أن العمل التلفزيوني او الفضائي برغم ما ذكر إلا أن البعض من وسائل الاعلام تعمل بمهنية وحرفية وتقدم برامج اجتماعية تعكس الرأي العام للناس.

عقدين من الزمن تزايدت فيها القنوات الفضائية والتلفزيونية والاذاعية لتتنافس فيما بينها من أجل تحقيق أهداف محددة، قد لا تلبي طموح المواطن العراقي في الرقي بواقع الاعلام المرئي ليدافع عن حقوق المواطنة ويساعد في حلحلة مشاكل الناس، لا لدعاية انتخابية بل لان صميم العمل الإعلامي تتمثل بالوصول الى الحقائق ومحاربة الفساد والرقي بالمجتمع نحو الأفضل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرايا القدس: خضنا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور ال


.. تحليل اللواء الدويري على استخدام القسام عبوة رعدية في المعار




.. تطورات ميدانية.. اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحت


.. ماذا سيحدث لك إذا اقتربت من ثقب أسود؟




.. مشاهد تظهر فرار سيدات وأطفال ومرضى من مركز للإيواء في مخيم ج