الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عودة الى نوروز الانتفاضة 1986

ربحان رمضان

2024 / 5 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


فوجئت قبل فترة بكلام ملغوم قاله لي الأستاذ مروان عثمان هو أن لديه معلومة بان اعتقالي تم اثناء اقتحام بيت فيه مجموعة من الفلسطينيين .. اعتقلوهم واعتقلوني معهم .. هذ الكلام سمعته من بعض من كان يسكت عن مظالم حافظ اسد ويمتدحونه في في بعض الأحيان ، ليس ذلك فقط بل لم يذكرني ولم اي يذكر اسم اي من رفاقي ورفاق البارتي الديمقراطي الكردي في سوريا وخاصة عضو اللجنة المركزية الأستاذ عبد الرحيم وانلي " أبو نوزاد " فوجدت انه لابد ان أجدد ذكر ظروف اعتقالي إثر انتفاضة نوروز المجيدة في 21 من آذار لعام 1986 ..
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
لقد كان لحزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا الدور الريادي في التعريف بالقضية الكردية في سوريا على المستوى الوطني والشرق اوسطي والعالمي منذ بدايات السبعينات من القرن المنصرم ، وقد شغلت منصب قيادة منظمة دمشق طيلة تلك الفترة حتى تم اعتقالي إثر انتفاضة " الكرد في دمشق " في نوروز عام 1986 حيث تمترست قوات النظام في منطقة " البكاري " قرب موقف آدم في شارع ركن الدين لتوقف الحافلات المعّدة لنقل العائلات الكردية للاحتفال بعيد نوروز المجيد باعتباره العيد القومي للشعب الكردي والذي وصفه حزبنا بأنه عيد رأس السنة الكردية .. عيد الربيع وعيد السلام ..
وبالتشاور مع المرحوم الأستاذ محمد نيو والأستاذ عبد الرحيم وانلي أبو نوزاد وباقتراح مني اتفقنا رفض تصرف أجهزة أمن النظام ولإبلاغ الناس بأن نحتفل جميعنا في شارع ركن الدين " في حي الأكراد " بالذات ..
صدحت الأغاني وعلا صوت الطنبور والناي وبدأت الناس ترقص في الشارع متحدين قوات القمع المدججة بالسلاح .. وسرنا ..
سرنا متجهين نحو قصر الطاغية مرددين شعارات الحب والسلام والاخوة متجلية في نوروز المحبة .. نوروز الحرية /والسلام وصلنا قصر الطاغية اعتقدنا اننا وبنداءنا السلمي سيوافق الرئيس الذي اعتبره البعض انه لايشبه ابيه في الاجرام نسبة إلى عدم توافق شكله مع شكل ابيه لإلا أن قوات قمعه وجهت اسلحتها ضد المتظاهرات والمتظاهرين واطلقت نيران رشاشاتها ضدنا .. ضد الرجال والنساء والأطفال بغية ارهابنا من بطشهم وعسفهم وجبروتهم .. وبقينا صامدين ، متحدين اياهم بشعارنا عاش نوروز .. عاش نورو .. لى أن اصابت إحدى رصاصات القتلى سليمان محمد آدي ليسقط شهيدا حرا ً في مظاهرة سلمية تطالب بالسماح للكرد احتفالهم بعيدم القومي " نوروز " ..
بالنسبة لي شخصيا كنت مع الرفيق والأخ عبد الرحيم وانلي عضو اللجنة المركزية للبارتي الديمقراطي الكردي في سوريا نتنقل باسم حزبينا بين القوى السياسية داخل وخارج الجبهة نحثهم على التأييد لمطالبنا والوقوف إلى جانبنا ، ونعود لنشارك المتظاهرين في تظاهرهم إلى أن خرج مسؤول اجهزة قمعهم اللواء مخلوف بعد ان دخل القصر مجموعة من المستقلين الكرد منهم المرومة سهام ديركي والسيد عبد الله حسو ليقول للناس : الآن قررنا أن نسمح لكم بالاحتفال بعيدكم ، اذهبوا بعيدا واحتفلوا .. وقد أمرنا و,..زارة النقل الداخلي ان ترسل لكم حافلات رسمية لتخرجوا وتحتفلوا .. !!
نحن استمرينا في التظاهر ، ركبنا الحافلات وقلنا للساقين اعيدونا إلى حيينا الكردي لنحتفل هناك ..
في الحقيقة اننا نحن المتظاهرون انقسمنا شطرين أحدهما ذهب بعيدا بتلك الحافلات إلى قرية معلولا ليكمل فرح النوروز ، والثاني نحن في التحالف الدميقراطي الكردي " حزب الاتحاد الشعبي الكردي والبارتي الديمقراطي الكردي " ومعنا افراد من حزب العمل الشيوعي والحزب الشيوعي السوري " القيادة المؤقتة " رفاق مراد يوسف وافراد من احزاب كردية مختلفة إلى الحي الكردي الذي أطلق عليه اسم ركن الدين .. وتابعنا التظاهر في شوارعه .
للأسف الشيوعيون السوريون واقصد قيادة الحزب الشيوعي السوري " اللجنة المركزية " والحزب الشيوعي السوري يوسف فيصل لم يشاركونا ، بل اعتذروا لما وصلنا لمكتبهم انا والرفيق عبد الرحيم وانلي وقالوا لنا أن ابو سعيد " عبد الوهاب رشواني " وكان يشغل يومها عضوية المكتب السياسي لحزبه ... في الحمام لم يكن يسمع اصوات المحتجين في الحي الذي يقيم فيه رحمه الله .
حاولنا أن نتواصل مع الرفاق في القامشلي أو حلب وعفرينوكوبانية لم نستطع لأن النظام أمر دائرة البريد والهاتف بقطع الاتصال بين كل المدن السورية ..
فيما بعد النظام ارسل وفود عديدة من مجلس الزوِّْور الذي أطلق عليه احتيالا اسم " مجلس الشعب " ومن الادارة المحلية ، ومن قيادة شرطته منهم مدير شرطة قلعة دمشق وايضا السيدة وصال فرحة لايقاف المظاهرة .. لكننا بقينا في الشارع نطالب بجثمان الشهيد ..
في السابعة مساء توقفنا عن التظاهر وعاد الناس الى بيوتهم إلا نحن كنا نبحث عن طريقة لاستلام جثة الشهيد ..
بعد الحادية عشر ليلا ً اتصل رفاق البارتي بي وقالوا أن النظام سيسلمنا جثمان الشهيد تعال لنلتقي في مخفر الحي ..
ذهبت واتذكر اني كنت وحدي يومها من رفاق الاتحاد الشعبي الكردي في حين كان رفاق البارتي خمسة اشخاص هم السادة شيخ داوود " عضو المكتب السياسي" وعبد الرحيم وانلي " عضو اللجنة المركزية لحزبه والسادة بدر برازي والمرحمين فهد ديركي وخير الدين وانلي : ابو جنكيز " رحمهما الله
في المخفر كانت هناك ثلة من الضباط الكبار ، لا اعرف اسماءهم لكن النجوم والنسور كانت تعلو اكتافهم ..
رحبوا بنا ودعونا للجلوس على كراسيهم ,وبادروا الحديث قائلين : سنسلمكم جثة المتوفي ، كم شخص تريدون ان يسافر معه الى اهله ، بادرت الجواب قائلا إنه شهيد ونريد حافلتا ركوب " باصين " .
جاوبني احدهم قائلا : ل ، فقط اثنان ، قلت ماذا؟ قال شخصان ..
نظرنا في وجوه بعضنا البعض رفاق البارتي وانا .. ثم قلت متوجها للأتاذ بدر برازي فلندعهم على الأقل ستة اشخص ، هز رفاق البارتي برؤوسهم بنعم ، قلت موجها كلامي للضابط ستة اشخص .د، فوافق وقال سنرسل معكم سيارة بامكانكم السفر بها وتوجه الى ضابط برتبة ملازم قالائلا ستذهب معهم وتمشي مثلما يريدون ..
خرجنا ، حضرنا انفسنا ببيوتنا وركبنا معه الى مشفى الطلياني بالعفيف .. دخل الملازم ثم عاد الينا ليطلب الفي ليرة سورية ، سألناه عن السبب فأجاب ثمن التابوت ، فقلت له انتم قتلتم الشهيد وانتم يجب عليكم دفع الثمن .. وفعلا دخل مرة ثانية ثم خرج قائلا لقد سلموني اياه تفضلوا ، خرجنا من المشفى فركبت انا والأستاذ عبد الرحيم وانلي سيارة الاسعاف مع الشهيد في حين ركب المرحومين محمد خير وانلي " ابو جنكيز " وفهد ديركي " ابو سعيد" مع اثنان من رفاق البارتي اليساري اتذكر اسم احدهم الملقب ابو كاوا ، وانطلقت بنا السارتان باتجاه القامشلي مدينة الشهيد سليمان .
لما وصلنا مدينة تدمر حوالي الساعة الخامسة صباحا ً ، استرحنا في مطعم على الطريق فحاولت الاتصال تليفونيا بالأستاذ حسن صالح مسؤول منطقية الجزيرة ، ايضا لم يكن هناك اتصال لأنه وكما اسلفت اقدمت اجهزة القمع بقطع خطوط الهاتف في كل المدن السورية يومها ..
في اليوم التالي وصلنا الحسكة اقترحت على الأستاذ عبد الرحيم وانلي أن نعزم الشرطي المرافق للجنازة على الأكل ، ونخرج نحن نبحث عمن يوصل الخبر إلى الرفاق في القامشلي لينتظرونا وتخرج الجنازة بشكل مناسب .
اخبرنا الشرطي بأننا جعنا ونريد أن نأكل فوعدنا بأكلة فلافل فجاوبناه على السريع ، رح نعزمك على اطيب لحمة مشوووية .. !!
وهكذا رضخ للأمر وجلس في صدر الطاولة محاطا َ بالشباب الخمسة البقية ، وما كان منّا " أبو نوزاد وأنا " إلا أن انسحبنا وخرجنا إلى سوق الأقمشة لعند رفيقنا نذير شاهين رحمه الله لنخبره بأننا آتون ومعنا شهيد اغتالته قوات قمع النظام ، وطلبت منه أن يرسل رسولا إلى القامشلي ليخبر رفيقنا الأستاذ حسن ورفاق البارتي والبارتي اليساري بوصول موكب الشهيد ، ثم خرجنا أبو نوزاد وأنا إلى مطعم آخر بعيد عن المطعم الذي اخترناه للشباب ومعهم الشرطي وبقينا فيه لمدة ساعة ونصف هي المدة التي تستغرق وصول الرسول الذي ارسله الرفيق أبو شاهين إلى القامشلي ، عدنا بعدها لنلتحق بالموكب وإذ نرى ان الحسكة هبت عن بكرة ابيها معنا .. سيارات ، تراكتورات ، دراجات عادية ، دراجات نارية .. كلها وقفت امامنا بانتظار التحرك نحو القامشلي .تساءل الشرطي ، سألني والخوف ظاهر في عينيه : ماهذا ، من اين اتت الناس ؟ اجبته بابتسامة : انهم اهل الشهيد .. ألا تعلم ان الكرد عائلة وعشيرة ؟؟
وتحركنا باتجاه القامشلي .
في مدخل مدينة قامشلي كانت قيادات الأحزاب الكردية تنتظرنا في الشارع العام ومعهم جماهيرهم فتحركوا معنا إلى بيت الشهيد وقد حاولوا غسله فأسرعت وقلت للجميع ومنهم عضو المكتب السياسي للحزب الحليف الأستاذ سعود ملا أنه يرجى عدم غسل سليمان لأنه شهيد ، وبالفعل لم نغسله لإثبات استشهاده لدى الرأي العام .
دفناه في مقبرة " محمقية " وعدنا إلى المدينة وقد بت ليلتي تلك في بيت الرفيق محمد أمين ابراهيم " أبو شلنك " وفي الصباح غادرت القامشلي متوجها إلى جبل الكرد " عفرين " وبالتالي إلى قرية كوردان حيث التقيت بالرفيق سامي ناصرو " مسؤول منطقة الشمال الغربي : كوبانية – حلب – وعفرين" لأخبره بأن مظاهرة بمثابة انتفاضة جرت في دمشق استشهد خلالها الشهيد سليمان آدي .
كانت مفاجأة للرفيق سامي وفي اليوم االتالي غادرت قرية كوردان متوجها ً إلى دمشق وفي اليوم التالي وصل رسول من قامشلي يخبرني بأن الرفيق حسن صالح دعى الرفاق لاجتماع اللجنة المركزية في القامشلي لحضور اجتماع طارئ ، فعدت ادراجي إلى قامشلي لحضور الاجتماع ، وفي الاجتماع بادر الأستاذ حسن بالحديث قائلا ، دعيت إلى فرع المخابرات فذهبت ، قلت له كيف تذهب ونحن متفقون أن لانذهب اليهم إلا إذا قبضوا علينا غصبا عنا ، قال : لم ادخل وحدي ، وقفت قريبا من فرع المخابرات متوجسا ً وإذ بالسيدين كمال أحمد وعصمت سيد وصلوا بقربي فسألاني ماذا تفعل استاذ حسن ؟ ، فأخبرتهم بدعوتي الى فرع المخابرات العسكرية فقالا لي انهما ايضا مطلوبان ، وقال الأستاذ كمال : فلندخل ثلاثتنا معا ، وتابع يقول أن العقيد " منصورة " قال لهم سمعت انكم تنوون القيام بمظاهرة بمدينة قامشلي في الأسبوع القادم ، أرجو منكم عدم القيام بمظاهرة سيما وأن سوريا مهددة من الامبريالي العالمية والصهيونية والرجعية ، فوافقوا على ذلك ، قال الأستاذ حسن ثم أن الأستاذ كمال أحمد شكر منصورة فسكت منصورة ، ثم المرحوم عصمت سيدا شكره فسكت منصورة . قال : ثم انا شكرته فرد عليه منصورة : لا ، انت لا ، انتم شغلتموها في دمشق وتريدون تشغيلها في قامشلي .
فناقشنا الموضوع في اجتماع لجنتنا المركزية حول ذلك وفي اليوم التالي رجعت إلى دمشق لأجد أن عنصرا ً من جهاز المخابرات العسكرية ترك لي رسالة لدى والدتي رحمها الله ، فسلمتني اياها دون ان تعرف مضمونها قائلة جاء شخص وترك لك هذه الرسالة ، كانت والدتي لاتجيد القراءة بشكل جيد ولم تعرف مضمون الرسالة .. فتحتها لأجد أن فرع المخابرات العسكرية .
قرأتها ، ثم تحركت مباشرة الى بيت الأخ الأستاذ عبد الرحيم وانلي عضو اللجنة المركزية للبارتي الديمقراطي الكردي في سوريا بغية أخذ رأيه باعتبار أننا حزبان حليفان ، فقال لي انتظر مساء سنأتي مع رفاقي إلى بيتك الساعة الحادية عشر ليلا ، ثم تركته وذهبت لبيت الرفيقة شهناز ميقري بعد ان اخبرت بقية رفاق اللجنة المنطقية بالحضور لعقد اجتماع طارئ .
الحاضرون كانوا الرفيقة شهناز ميقري ، الرفيق حسن ادلو ، الرفيق سليم عمر ، الرفيق زهير علي ، الرفيق آزاد محمد ، ناقشنا موضوع استدعائي لفرع المخابرات العسكرية المعروف باسم فرع المنطقة فاقترح الرفاق أن لا اهرب وأصبح مطاردا ، بل افعل يارفيق ابو جنكو مافعله الأستاذ حسن صالح ..
أجبت الرفاق لكن إن اعتقلت لن أقول اني لست حزبيا ، بل انا من حزب الاتحاد الشعبي الكردي وسادافع عن موقفنا السياسي ، لكن سأحافظ على رفاقي ولن ابوح باسماء الرفاق ..
انهيت الاجتماع بدعوة اي رفيق يريد حضور الاجتماع الذي سيجري بعد قليل في بيتي فوافق الرفيق الأستاذ زهير علي وخرج معي الى بيتي لنلتقي برفاق الحزب الحليف ، وفعلا حضر في الساعة 11 ليلا كل من الرفاق :
- شيخ داوود " أبو مسعود" عضو المكتب السياسي .
- عبد الرحيم وانلي " أبو نزوزاد" عضو اللجنة المركزية .
- المرحوم محمد خير وانلي " أبو جنكيز" عضو اللجنة المنطقية .
- المرحوم فهد ديركي " ابو سعيد " عضو اللجنة المنطقية .
- بدر برازي عضو اللجنة المنطقية .
ثم وبعد برهة قصيرة يرن جرس الباب وإذ بالمرحوم عصمت فتح الله آت لعندي للتوقيع على بيان يدين الأمريكان بقصف بيت القذافي ..
ناقشنا موضوع استدعائي مرة أخرى بين قيادة الثلاثة أحزاب ، الجميع قالوا لاتهرب وتصبح مطاردا ، الأفضل ان تذهب إليهم وبالتأكيد سيتركوك بعد نصف ساعة كما فعلو برفاق القيادة الكردية في القامشلي ، لانعتقد انهم يعتقلوك .. بالتأكيد سيفعلوا كما فعل منصورة بالقامشلي .. وهكذا قررنا " قيادة الأحزاب الثلاثة" أن اذهب إلى فرع المخابرات في اليوم التالي ، وفعلا في صباح اليوم التالي زارني الرفيق أبو زردشت " محمد بن خوشمان شيخاني " وكان يعمل سائق تكسي ، سألني إذا كنت اريد مساعدة ما ، فرجوته توصيلي إلى فرع المخابرات الذي طلبني للتحقيق وبالفعل اخذني إلى باب الفرع وذهب بسيارته بعيدا ..
تقدمت من العناصر الواقفة على الباب وقلت لهم لدي مراجعة ، فاخذوا اسمي من البطاقة الشخصية واتصلوا بمسؤوليهم فادخلوني إلى ضابط برتبة مقدم يومها كان اسمه خطار حمدان من محافظة السويداء ..
سألني عن معنى النوروز فاسترسلت في الكلام عن اسطوة ازهاك وبطولة كاوا الحداد ، وإلى ماذا ترمز النار لدى ابناء الشعب الكردي ، وقلت أن نوروز هو رأس السنة الكردية وعيد قومي يرمز الى التحرر من استبداد الطاغية ازدهاك ، ثم سألني عن المظاهرة ولماذا ، ومن كان موجود فيها .. فقلت انها ردة فعل فورية لمنعهم لنا بالاحتفال بعيدنا ، والمتظاهرين كانوا كثر ، لا اعرف واحد من الآخر .. وسألني عن هويتي الحزبية فقلت له اني من حزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا وأني عضو في لجنته المركزية فسألني على الفور عن اسماء الرفاق في القيادة فقلت صلاح بدر الدين ، مصطفى جمعة ، حسن صالح ، وسامي ناصرو *
قال وغيرهم ؟ قلت لا اعرف غيرهم لأن علاقتي بالقيادة العليا فقط ولاتوجد لي علاقة تنظيمية .
قال كيف ؟ قلت علاقتي بالحزب علاقة اجتماعية ، وليست تنظيمية ، سألني مجددا وماذا يعني ذلك ؟ قلت اي اني اساعد الناس القادمين الى دمشق في مرافقتهم الى المشافي أو وزارة التربية والتعليم أو مساعدات انسانية أخرى .
قال وهل لكم رفاق اطباء ؟ قلت : لا ، وإنما ولأني من دمشق أعرف دمشق اكثر من غيري .. ثم انهى التحقيق البسيط هذا وقال قم معي لعند سيادة العميد وكان يقصد بذلك هشام الاختيار ، ذلك كان مقدمة والحديث كان مع رئيس الفرع في ذلك الوقت العميد هشام الاختيار الذي وما أن دخلنا غرفته بادرني بالسؤال : شو علاقتكم بفتح ؟
طبعا كان ذلك بعد الاجتياح الاسرائيلي للبنان وخروج عرفات والفلسطينيين من لبنان ، وعدم موافقة عرفات على وصاية حافظ أسد على الفلسطيين والقضية الفلسطينية ومن ثم خروجه إلى السودان .. وتونس
أجبته بثقة : انتم طردتوه ، نحن طردناه .
قال : صلاح بدر الدين عميل لصدام حسين نريد أن تطردوا صلاح بدر الدين من حزبكم .
قلت : إذا كان فعلا مع صدام سنطرده لأننا كلنا ضد صدام وممارسات صدام الاجرامية ... وهل لديكم إثبات ؟
قال : نعم لدينا إثبات ، ثم التفت الى المحقق خطار حمدان ، غمزه قاصدا ً أن الكلام انتهى ، اخرجوا من هنا
التفت المحقق خطار إلي وقال : تفضل ، وما أن خرجنا حتى قال :
ستنام عندنا هاليومين ..

نادى احد الجلادين وقال له خذ منه اماناته وانزله في الزنزانة .
أخذني السجان ، اخذ مني الساعة وربطة العنق والحزام ، ومحفظة النقود التي كنت احمل فيها الف ليرة سورية كما العادة وأخذني إلى زنزانة صغيرة طولها 170 سم وعرضها 70 سم .. بقيت فيها ثلاثة ايام لم أعرف خلالها النوم بسبب اصوات آهات وصياح المعتقلين أثناء تعذيبهم بجانب الزنزانة .. في صباح اليوم السابع انفتح الباب وإذ بالسجان وبيده عصا ، ناداني صائحا : تعال ولا ، وضع على عينيّ طماشة ، وسار بي بضعة خطوات ثم فتح باب قاووش يعج برجال وجوههم عليها علامات الأسى ، كلهم جالسين على الأرض ، دفشني السجان وقال لجاويش القووش " دبرلو محل .. "
اختار لي صاحبنا " الجاويش " وهو معتقل ايضا مثل الآخرين لكنه يأخذ دور عريف الصف لدى تلاميذ الابتدائي .. كرشه امام صدره حتى انه وفيما بعد سمعت من جيراني ان يلقبونه ب " أبو كرش" ، اختار لي مكان في آخر القاووش الذي يبلغ طولا عشرة امتار وأربعة امتار بالعرض .
وما ان جلست في آخر القاووش حتى سألني احدهم عن تهمتي ، وفجأة النفتح الباب وصاح السجان مين عم يحكي ولا أبو علي ، مباشرة أشّر علي وقال هذا الجديد .. ناداني السجان وضربني كف معتقدا انه حرر فلسطين لم انساه طيلة حياتي .. هذا السجان اسمه بحري ..
" يتبع "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أنا لست إنترنت.. لن أستطيع الإجابة عن كل أسئلتكم-.. #بوتين


.. الجيش الإسرائيلي يكثف ضغطه العسكري على جباليا في شمال القطاع




.. البيت الأبيض: مستشار الأمن القومي جيك سوليفان يزور السعودية


.. غانتس: من يعرقل مفاوضات التهدئة هو السنوار| #عاجل




.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح