الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التضامن العالمي مع فلسطين وكشف استغلال خامنئي للقضية الفلسطينية!

نظام مير محمدي
كاتب حقوقي وناشط في مجال حقوق الإنسان

(Nezam Mir Mohammadi)

2024 / 5 / 4
القضية الفلسطينية


أثارت الأحداث المأساوية الحالية في غزة موجة من الاحتجاجات في جميع أنحاء العالم دعما للقضية الفلسطينية. ويلاحظ هذا التضامن العالمي بشكل خاص بين الطلاب الأوروبيين والأمريكيين. ومع ذلك، يبدو أن خامنئي يحاول استغلال هذا الدعم لدفع خطه الخاص. وفي خطابه الأخير، رفض حل الدولتين وأعرب عن قلقه من احتمال تراجع الاهتمام العالمي بقضية غزة. وفي هذا الصدد، تحدث خامنئي إلى بعض العناصر التي اختارها بنفسه في ما يسمى بيوم «المعلم»، وقال بصراحة: "على شبابنا أن يتوقفوا عن الاهتمام بغزة"! وهذا هو اعتراف خامنئي الواضح بأن النظام الإيراني كان له دور وتورط مباشر في خلق الأزمة في غزة، وما زال مصرا على مواصلة هذا التدخل وهذا الدور.

أجندة خامنئي السياسية؟
ويسلط خامنئي الضوء بشكل نشط على القضية الفلسطينية لأغراض سياسية، ويسعى إلى التغلب على الأزمات الداخلية والإقليمية التي تواجه نظامه بينما يعزز هيمنته في المنطقة. ونجح في تعزيز سلطته إلى حد ما من خلال هندسة وتصفية واضحة واستبعاد العديد من المرشحين في انتخابات مجلس النواب (مجلس الشورى) ومجلس خبراء القيادة (خبركان). لكن المقاطعة الشعبية للانتخابات والهزيمة اللاحقة وجهت ضربة قوية لخططه، وأفقدته النفوذ الذي اكتسبه من خلال إثارة الصراع في غزة.

قضية غزة غطاء للأزمات
تصريحات خامنئي المتناقضة بشأن غزة تكشف قلقه وخوفه من فقدان النفوذ الذي كان يتمتع به في السابق. وبينما يدعي أن غزة في المقدمة، فإنه يشعر بالقلق أيضًا بشأن أهميتها المتضائلة. وهذا يدل على أن قضية غزة فقدت فعاليتها كغطاء للأزمات الداخلية وحل مشاكل النظام بسبب أجندة إيران وخامنئي.

محاولات خامنئي الفاشلة للسيطرة
ولم تنجح مساعي خامنئي لضبط الأزمات واستغلال القضية الفلسطينية. إن الفشل في تنظيم الانتخابات وهندستها، وما أعقبه من مقاطعة شاملة من قبل الشعب الإيراني في جميع أنحاء البلاد، كشف عن نواياه الحقيقية. الكارثة في غزة، التي أراد أن يستخدمها كأداة ضغط، زادت من مشاكله. ونتيجة لذلك، واجه السخرية والانتقادات على المستوى المحلي والدولي، مما أضر بمصداقيته وسلطته.

كواليس أهداف خامنئي؟
والحقيقة وراء كلمات خامنئي المتناقضة تكمن في محاولاته الفاشلة لهندسة الانتخابات واستغلال القضية الفلسطينية. وأدى فقدان الدعم والسخرية التي واجهها إلى إضعاف موقفه. لقد أصبح رفض الشعب الإيراني لنظام ولاية الفقيه ورغبته في التغيير واضحا بشكل متزايد، مما يذكرنا بصوت الثورة المناهضة للملكية في عام 1979 التي أطاحت بنظام الشاه. محاولة خامنئي هندسة الانتخابات واستغلالها جاءت بنتائج عكسية تماما وكشفت نواياه الحقيقية.

التضامن العالمي مع فلسطين
وعلى الرغم من استغلال خامنئي للقضية الفلسطينية، فإن التضامن العالمي مع فلسطين يظل قويًا. وتستمر المظاهرات والاحتجاجات في جميع أنحاء العالم، والطلاب في طليعة الحراك. وهذا التضامن بمثابة تذكير قوي بأن محنة الشعب الفلسطيني لا ينبغي أن تطغى عليها الأجندات السياسية. ومن المهم جدًا الاستمرار في الدعوة إلى العدالة والسلام والاعتراف بحقوق الفلسطينيين.

أهمية المعلومات
وأمام أهداف خامنئي غير المشروعة، والتي تتعارض تمامًا مع رغبات الشعب والحكومة الشرعية والقانونية للسلطة الفلسطينية، لا بد من كشف الدوافع الحقيقية وراء ستار خامنئي والاطلاع عليها. ويجب توضيح الرأي العام، وخاصة رأي جماهير أبناء المنطقة، حول مدى تعقيد الوضع حتى يتمكنوا من التمييز بين الصواب والخطأ. وعلى وجه الخصوص، يجب كشف الأهداف الشريرة لخامنئي وإساءة استخدام القضية الفلسطينية لتحقيق مكاسب شخصية ومحاولة التعامل مع الأزمات الداخلية من أجل زيادة القمع داخل إيران، والإبلاغ عنها على نطاق واسع للجمهور بكل الطرق الممكنة. وينبغي تعزيز تبادل المعلومات الدقيقة، والانخراط في حوارات بناءة، ودعم تفكير ومقترحات البلدين للتوصل إلى حل عادل، لأن هذه خطوات أساسية في الحفاظ على حركة التضامن العالمية مع الشعب الفلسطيني وفضح خيانات خامنئي ضد الشعب الفلسطيني.

كلمة أخيرة
ورغم أن التضامن العالمي مع فلسطين لا يزال قويًا، فلابد من الاعتراف بأن خامنئي أساء استخدام هذا الدعم لتعزيز أجندته السياسية. كما أن تراجع قضية غزة كغطاء للأزمات الداخلية وفشل جهوده في السيطرة على الوضع أضعف موقفه. وبينما يتضامن العالم مع القضية الفلسطينية، فمن الأهمية بمكان أن نظل يقظين وأن نضمن سماع أصوات الشعب الفلسطيني ودعم حقوقه. ولا ينبغي للبرامج والمناورات السياسية أن تطغى على النضال من أجل العدالة والسلام في المنطقة.
ورغم أن قضية فلسطين تعتبر من القضايا العالمية والإقليمية المهمة، إلا أن أصحابها الحقيقيين وصناع القرار الرئيسيين هم الشعب الفلسطيني وحكومته الشرعية والقانونية برئاسة محمود عباس، ومن له حق تقرير مصيره. فهو وشعبه يريدون حل الدولتين وحياة سلمية على أساس دولتين على حدود عام 1967. ولا ينبغي الاستهانة بهذا الطلب. وخامنئي يتملص بشدة من هذا الحل ويرفضه. لأنه يريد الاستمرار في استباحة دماء الشعب الفلسطيني والتغطية على أزماته الداخلية ومنع انتفاضة الشعب الإيراني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرايا القدس: خضنا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور ال


.. تحليل اللواء الدويري على استخدام القسام عبوة رعدية في المعار




.. تطورات ميدانية.. اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحت


.. ماذا سيحدث لك إذا اقتربت من ثقب أسود؟




.. مشاهد تظهر فرار سيدات وأطفال ومرضى من مركز للإيواء في مخيم ج