الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سمكة القمر

حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)

2024 / 5 / 5
الادب والفن


في قرية ساحلية صغيرة عتيقة، عاش صياد شاب يدعى يونس، اشتهر بِحبه العميق للبحر وِأسراره. كل ليلة، كان يجلس على رمال الشاطئ، يراقب بِتأملٍ سحر انعكاس ضوء القمر على صفحة الماء الهادئة.
ذات ليلة، بينما كان يونس منجذبًا لِرقصة الأمواج المتلاطمة، لفت انتباهه وميض غريب ينبعث من عمق البحر. اقترب ذلك الوميض أكثر فأكثر، حتى بدا كأنّه نجمة ساقطة تسبح باتجاه الشاطئ. وعندما وصل الوميض إلى اليابسة، تحول إلى سمكة صغيرة تتمتع بِبريق ذهبي ساحر.
"من أنتِ؟" سأل يونس بِدهشةٍ مُمزوجةٍ بِفضولٍ.
أجابت السمكة بِصوتٍ عذبٍ: "أنا سمكة القمر، أعيش في أعماق البحر حيث لا ينفذ ضوء الشمس. لقد اتبعتُ ضوء القمر لأصل إلى هنا."
حكت له سمكة القمر عن عالمها السحري تحت الماء، عالمٌ غنيٌّ بِالألوان المُبهرة والكائنات العجيبة. عرضت عليه سمكة القمر رحلةً لا تُنسى عبر أعماق البحر ليُشاهد كلّ تلك العجائب بِنفسه.
بِدون تردد، وافق يونس على دعوتها. وبِفضل سحرٍ خاصٍّ من سمكة القمر، تمكّن يونس من التنفس تحت الماء. انطلقا معًا في رحلةٍ مُذهلةٍ عبر الشعاب المرجانية المُلوّنة والكهوف الغامضة، واكتشف يونس عجائبَ لم يكن يتخيّل وجودها.
شاهد يونس أسماكًا بألوانٍ قوس قزح، وكائناتٍ غريبة الشكل، ونباتاتٍ بحرية تتلألأ بِضوءٍ غامض. كما صادف كائناتٍ ودودةً تفاعلت معه بِفضولٍ وِودّ.
عندما حان وقت العودة إلى الشاطئ، عبّر يونس عن امتنانه لِسمكة القمر على أروع مغامرةٍ خاضها في حياته. ومنذ تلك الليلة، كلما نظر إلى البحر تحت ضوء القمر، تذكر العالم السحري الذي يختبئ تحت الأمواج، وابتسم بِشعورٍ بالسعادة والامتنان.
بعد سنواتٍ من مغامرته الأولى، واجه يونس عاصفةً بحريةً عاتيةً كادت تُغرقه. وفجأة، ظهرت سمكة القمر أمامه، تُشعّ بِضوءٍ ساطعٍ. بِلمسةٍ سحريةٍ منها، انفتح بوابةٌ زمنيةٌ في قاع البحر، ودعته سمكة القمر للدخول.
دخل يونس البوابة بِشجاعة، ليجد نفسه في رحلةٍ عبر الزمن. زار حضاراتٍ قديمةً تحت الماء، وشاهد معاركَ ملحميةً بين الكائنات البحرية، واكتشف أسرارًا غامضةً عن كوكب الأرض.
مع كلّ محطةٍ في رحلته عبر الزمن، تعلّم يونس دروسًا قيّمةً عن الحياة، وازدادت حكمتُه وفهمه للعالم. وعندما حان وقت العودة إلى زمنه، كان قد تغيّر بِشكلٍ جذريّ.
عاد يونس إلى شاطئه، حاملًا معه ذكرياتٍ لا تُنسى وحكمةً عميقة. أصبح يونس حكيمًا يُرشدُ الصيادين الآخرين ويُحذّرهم من مخاطر البحر. كما روى قصته مع سمكة القمر لِجميع من أراد الاستماع، مُلهمًا إياهم بِعجائب البحر وأهمية حماية البيئة.
ومنذ ذلك الحين، ذاع صيتُ يونس كصيادٍ حكيمٍ وراوي قصصٍ مُبدع، وارتبط اسمه بِسمكة القمر رمزًا للمغامرة واكتشاف الذات.

مالمو
2024-04-04








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي


.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-




.. فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في الجزاي?ر


.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب




.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند