الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس في القـنافـذ أمـلـس

نصر اليوسف
(Nasr Al-yousef)

2024 / 5 / 5
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


ليس من الظلم مطلقاً أن نقولَ إنّ كلّ من شغَـل منصباً كبيراً في الدولة "الظاهرية" الأسدية – يشبه حافظ الأسد في النرجسية والوصولية والخسة، وهو - بالتالي - شريكٌ في ما وصَلَـتْ إليه سوريا من دمار!
سأتناول - في ما يلي – عبد الحليم خدام، باعتباره نموذجاً من الشخصيات المسؤولة "الظاهرية":
بموت حافظ الأسد (في 10 يونيو/حزيران 2000) انتقلت مقاليد السلطة "الظاهرية" إلى نائبه الأول – عبد الحليم خدام، الذي نـفّـذ كل التعليمات المتّـفق عليها سلفاً لإتمام عملية التوريث، مقابل إبقائه في منصبه الشَّـكلي.
بعد أن وَرِثَ بشارٌ سوريا (أرضاً وشعباً)، أراد بعض "الأوصياء" (من الدولة العميقة) أن يُـظـهِـروه بمظهر القائد الديموقراطي المتحضر. فنشروا الكثير من الإشاعات، وكتبوا له العديد من الخطب والتصريحات التي تصب في هذا التَّـوَجّـه.
الكثيرُ من السوريين، الذين كانوا يتطلعون بشغف شديد للحرية والكرامة الإنسانية والمساواة، صدّقوا تلك الإشاعات،،،
في برنامج "الذاكرة السورية" الذي يبثه أسبوعياً "تلفزيون سوريا"، يقول رجل الأعمال السوري المعروف – رياض سيف، إنّ عدداً من الشخصيات الثقافية والاقتصادية والأكاديمية استغلوا حالة الانفتاح التي شاعت مع صعود بشار الأسد، فراحوا يبحثون عن سبل تطوير المجتمع السوري، وتحسين المستوى المعيشي والخدمي للمواطنين. وفي إطار بحثهم ذاك عقدوا العديد من الاجتماعات وأقاموا ندوات ثقافية علنية. وما هي إلا أشهر حتى ظهرت الحاجة إلى وجود أطر تنظيمية لمأسسة العمل في الاتجاه الذي يريده الرئيس الشاب.
ويضيف رياض سيف أنه مع عدد من الشخصيات المهتمة بالشأن العام، قرروا تأسيس "جمعية مجتمع مدني" لكي يتم الانتقال - بشكل مدروس ومنظّم - من الحالة القمعية الشمولية التي أرساها حافظ الأسد، إلى حالة الانفتاح والتعددية والديموقراطية. وبعد أن أعدّوا النظام الداخلي لتلك الجمعية التي أسموها "أصدقاء المجتمع المدني" كلّفوه (رياض سيف) بترخيصها أصولاً.
حرصاً منه على تنفيذ ما كلف به على أحسن وجه، قرر رياض سيف إطلاعَ نائب الرئيس – عبد الحليم خدام، على مسودة النظام الداخلي لتلك المنظمة.
يستطرد رياض سيف قائلاً إن عبد الحليم خدام عبس وامتعض واكفهر وجهه وهو يقرأ الصفحة الأولى من النظام الداخلي. ثم التفت إلى رياض سيف، وسأله:
- ما هذا؟ إنّه انقلاب! انقلاب بكل معنى الكلمة!!
ما أودّ قوله هنا هو أنّ مجرد نشاط اجتماع علني بسيط أثار حساسية شديدة لدى عبد الحليم خدام، فَـوَأد تلك المبادرة قبل أن ترى النور. ومن المثير للسخرية أن خدام، وبعد أن طرده بشار واستغنى عن خدماته، صار معارضاً ديموقراطياً.
في الختام، أكررُ ما جاء في المقدمة من أن كلّ من شغَـل منصباً كبيراً في الدولة "الظاهرية" الأسدية – يشبه حافظ الأسد في النرجسية والوصولية والخسة، وهو - بالتالي - شريكٌ في ما وصَلَـتْ إليه سوريا من دمار!
أما رجال "الدولة الأسدية العميقة" – فَـهُـم تجسيد للشر المطلق...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحضارة والبربرية - د. موفق محادين.


.. جغرافيا مخيم جباليا تساعد الفصائل الفلسطينية على مهاجمة القو




.. Read the Socialist issue 1275 #socialist #socialism #gaza


.. كلب بوليسي يهاجم فرد شرطة بدلاً من المتظاهرين المتضامنين مع




.. اشتباكات بين الشرطة الأميركية ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين ب