الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من الجملة إلى الموضوعة في التعبير

سليمان جبران

2024 / 5 / 5
مواضيع وابحاث سياسية



الجملة هي أصغر وحدة من الكلام المفيد ، أي يمكنها نقل الصورة الذهنيّة من المتكلّم إلى السامع. مثلا: الطريقُ طويلٌ. سافرَ سعيدٌ.
يتشكّل المعنى في الجملة من عاملين:
1) معاني الألفاظ التي تتكوّن منها الجملة.
2) الترتيب المحدَّد الذي تنتظم فيه هذه الألفاظ.
مثلا: سافرَ الرجلُ إلى المدينةِ. فهذه الجملة تتكوّن مِن أربعة ألفاظ، لكلٍّ منها دلالته المحدّدة. وقد وردتْ هذه الألفاظ في ترتيبٍ معيّن لنقل الصورة الذهنيّة المقصودة، ولو اختلف ترتيب هذه الألفاظ لما أدّتِ الجملة بالضرورة الصورة الذهنيّة المقصودة ذاتها.
تتألّف الجملة في أبسط صُوَرِها مِن ثلاثة أركان، لا بدّ منها لتكون الجملة مفيدة فعلا:
1) المُسْنَد إليه، وهو ما يدور عنه الحديث، أو يُبنى عليه، ويُسمّى في بعض الأحيان المحكوم عليه.
2) المُسْنَد، وهو ما يُقال عن المسند إليه، أو ما يوصف به، ويسمّى أيضا المحكوم به.
3) الإسناد، وهو العلاقة القائمة بين الركنيْن السابقيْن، وقد يسمى الحُكْم.
مثلا: طلعَ القمرُ. فالقمر هو المسند إليه، وطلعَ هو المسند. والإسناد هو نسبة الطلوع إلى القمر، أو الحكم على القمر بالطلوع. مثال آخر: العقلُ زينةٌ، فالعقل هو المسند إليه، وزينة هو المسند، والإسناد هو نسبة الزينة إلى العقل، أو وصف العقل بالزينة.
ليس في لغتنا العربيّة لفظ يدلّ على الإسناد عادة، إلا أنّ الإسناد يُفهم ضمنا بناءً على مبنى الجملة والإعراب فيها. أمّا في اللّغات الأجنبيّة فالإسناد يتمثّل عادة في فعل الكينونة الذي لا تصحّ الجملة بدونه [ is في الإنجليزيّة، ist في الألمانيّة، est في الفرنسيّة] . ويرى بعض الباحثين أنّ اللغة العربية تضمّنت في استعمالاتها القديمة ما يشبه فعل الكينونة المذكور، إلا أنها استغنتْ عنه ، فلم يبقَ ما يشير إلى الإسناد عادة، أو يعبّر عنه، سوى مبنى الجملة والإعراب فيها.
تكون الجملة، في رأي النحاة العرب من نوعين: الجملة الإسميّة، وهي ما كانتْ مبدوءة بالاسم، مثل: العلمُ نورٌ، والجملة الفعليّة، وهي ما كانتْ مبدوءة بالفعل، مثل: أزْهر َ الشّجرُ. أمّا جملة "االشجرُ أزهرَ" فهي في رأي النحاة العرب جملة اسميّة لأنّها مبدوءة بالاسم.
أما علم اللغة الحديث في الغرب فيرى في هذا التقسيم بعض القَسر والشكليّة، نتيجة الالتفات إلى الإعراب فحسب. لذا يرى علم اللغة الحديث أنَ الجملة الإسميّة هي ما كان المسند فيها دالّا على الثبوت والدوام، أو ما يُنسب فيها إلى المسند اليه وصف ثابت لا يتغيّر، أو بكلمة أخرى ما كان المسند فيها اسما . أما الجملة الفعليّة فالمسنَد فيها يدلّ على التجدّد والتغيير، وهو ما يعبّر عنه الفعل عادة، سواء كان الفعل في أوّل الجملة أو بعد المسند إليه. على هذا النحو تُعتبر جملة " الشجر أزهر" في رأي انحاة الجدد فعليّة أيضا، لم يحدث فيها تغيير عن المعنى السابق، لأنّ تقديم المسند لم يغيّر من نوعه، وبالتالي لم يغيِّر من نوع الجملة أيضا. أي أنّ جملة "الشجر أزهر" ظلّتْ فعليّة أيضا.
العمدة والفضلة
عرضنا سابقا إلى الجملة قي أبسط صورها، متمثّلة في المسند إليه والمسند، إذ لا غنى عنهما في الجملة السليمة، ولذا يُشار إليهما في النحو باسم العمدة، لأنّ الجملة لا تفيد فائدة تامّة ولا تقوم بدونهما.
قد يُحذف أحد ركني العمدة لفظا، لأسباب نحويّة أو بلاغيّة، إلا أَنّهما يظلّان مقدّريْن، يدركهما السامع عادة بحسب السياق وظروف القول. مِن أَبسط أنواع الحذف وأكثرها شيوعا، مثلا، ما يصيب جواب الاستفهام عادة، لأنّ المحذوف هنا يدركه السامع من السياق، أو من السؤال الذي طُرح قبل الإجابة، فيكون الحذف منعا للتّكرار. فإذا سألك سائل مثلا: أين أبوك؟ فإنّك تُجيب: في البيت، وطبيعيّ أنّ الإجابة أفادتْ فائدة تامّة، وإن كان المسند إليه محذوفا، لأنّه مفهوم من السياق، ولذا تجنّبتَ تكراره، وتقديره: أَبي في البيت. والحذف أنواع أخرى كثيرة، منها ما هو واجب بحسب قواعد اللغة، ومنها ما هو جائز، إلا أنّ المجال لا يتّسع هنا للتفصيل في هذا الأمر، ويجده الطالب الدارس في كتب النحو العربي.
هذه هي الجملة في أبسط صورها، كما أسلفنا. إلا أنّ الجملة لا ترد في الكنتبة على هذا النحو البسيط عادة، بل تُضاف إليها أجزاء أخرى تضيف إلى معناها وتتوسّع فيه، وإن لم تكنْ ركنا أساسيّا في النحو من مبنى الجملة، وهذه الأجزاء التي تضاف إلى الجملة تسمى الفضلة، وهي ضروريّة طبعا لتفصيل المعنى والتوسّع فيه، إلا أنّها زائدة يمكن حذفها دون أن يُخلّ ذلك بمبنى الجملة نحويّا، ولذك سُمّيت الفضلة.
تتمثّل الفضلة أو ا"لزوائد" على المسند والمسند ‘ليه، بالمنصوبات على اختلاف أنواعها وأشكالها، مثل المفعول به والحال والتمييز والمفعول المطلق وغيرها، وبالتوابع من عطف وتوكيد وبدل . فإذا قلنا: عاد أخي الكبير مِن عمله مع الغروب وقد أنهكه التعب، فالعمدة طبعا في هذه الجملة هي المسند والمسند إليه – عاد أخي، لكنْ أُضيف إليهما النعت والمفعول فيه والحال طبعا، لتمنلئ الجملة، وتفيد السامع فائدة أوسع وأوفى.
أنواع الجمل من جيث فائدتها / معناها
تختلف الجمل من حيث المعنى الذي تنقله تبعا لاختلاف سياق القول. والعلاقة بين المرسِل والمرسّل إليه، أو المتكلّم والمتلقّي، ولا يكون الكلام مفهوما مفيدا فائدة تامّة ما لم تؤخذ هذه المسائل بالاعتبار. أسهب علماء المعاني القدامى في تفصيل ذلك. وكتب البلاغة تحفل بأنواع الجمل من حيث معناها، وظاهر المعنى، والخروج عن مقتضى الظاهر أيضا. إلا أنّنا سنكتفي هنا بإيراد أهمّ هذه الأنواع والتمثيل عليها فقط:
1) الجملة الخبريّة: وهي الصورة اللفظيّة التي تُفيد معنى تامّا، يصحّ أن يقال فيه صدق أو كذب. فإذا كانت الجملة مطابقة للواقع كان قائلها صادقا، وإذا كانت غير مطاقة له كان قائلها كاذبا. مثلا: خير الكلام ما قلّ ودلّ، تدور الأرض دورة في اليوم.
2) الجملة الطلبيّة أو الإنشائيّة: وهي الصورة اللفظيّة التي يُطلب فيها شيء غير حاصل عند الكلام، وهي من حيث الشكل أنواع عديدة، ولها أدوات كثيرة أيضا، إلا أنّنا سنكتفي هنا بذكرها والتمثيل عليها فقط:
أ) الأمر: أدخلوا البيوتَ من أبوابها.
ب) النهي: لا تتدخّلْ في ما لا يعنيك.
ت) الدعاء: رعاك الله!
ث) الاستفهام: أكاتب أنتَ أم شاعر؟
ج) التمنّي: ليت الشبابَ يعود يوما!
ح) الترجّي: لعلّ الله يُحدث بعد ذلك أمرا.
خ) النداء: يا هذا.
د) العَرض: ألا تُحبّون أن يغفر الله لكم.
ذ) التحضيض: هلّا أعطيتَ كلَّ ذي حقٍّ حقَّه.
3) الجملة الشرطيّة: تنبني على قسمين لا استقلال لأحدهما عن الإخر، إذ إنّ
الأوّل هو بمنزلة السبب عادة، والثاني بمنزلة المسبّب، . مثلا: إذا سقط المطرُ
نبت الزرعٌ. . فسقوط المطر سبب في نبت الزرع وشرط له، ومن هنا يسمّى الأوّل من الجملة شرطا، والجزء الثاني جوابا أو جزاء. وللشرط أيضا أدوات كثيرة وأحكام محدّدة.
4)الجملة الانفعاليّة: وهي صورة لفظيّة تُعبّر عن حالة نفسيّة معيّنة وتُفصح عن المكنون؛ ومن أشهر أنواعها التعجّب والمدح والذمّ والقسَم.
في البلاغة القديمة تُعتبر الجمل الطلبيّة والجمل الانفعاليّة نوعا واحدا يسمّى الإنشاء بخلاف الخبر، ويُقسم الإنشاء إلى طلبي وغير طلبي، فالطلبي ما ذُكر آنفا وغير الطلبي هو الانفعالي.

الجملة الرئيسة والجملة الثانويّة / التابعة
ذكرنا آنفا أنّ الجملة تستطيل وتمتلئ بالفضلة، أو "الزوائد" التي تضاف إلى الجملة النواة. نضيف هنا أنّ الفضلة لا تقتصر على اللفظ المفرد أو شبه الجملة، بل تتعدّى ذلك إلى الجملة أيضا. بحيث تتضمّن الجملة الكبيرة على هذا النحو جملتين أو أكثر، جملة رئيسة تقوم بذاتها نحويّا فلا تحتاج إلى غيرها، وجملة ثانويّة، أو أكثر أحيانا، تتبع الجملة الرئيسة لتتوسّع في أحد أركانها، أو لتشرح وتفسّر المعنى الذي ورد فيها وتُضيف إليه، وتتضمّن الجملة الثانويّة من هذا النوع رابطا يشدّها عادة إلى الحملة الرئيسة لفظا ومعنى.
الجمل الثانوية كثيرة متنوّهة في اللغة، إلا أنّ كتب النحو لا تذكرها كلّها، لأنّ النحو منصرف إلى إلى موقع الجملة من الإعراب، لا إلى معناها وصلتها بالجملة الرئيسة.
فيما يلي نورد بعض أنواع الجمل الثانويّة المذكورة، مشيرين فيها إلى الرابط وصلتها المضمونيّة بالجملة الرئيسة:
1) الجملة المعطوفة: وهي ترتبط بالجملة الرئيسة بواسطة أحد أحرف العطف، وتختلف علاقتها المعنويّة بالجملة الرئيسة لاختلاف أحرف العطف، إلا أنّ النظرة النحويّة لا تلتفت عادة إلى المعنى فيها بل تعتبرها جميعا نوعا واحدا، ، لأنّها كذلك من حيث موقعها من الإعراب.
نكتفي مِن هذا النوع بإيراد مثاليْن اثنين، الرابط في الأوّل هو الواو وفي الثاني الفاء، وهما أشهر أحرف العطف:
ا) دخل الرجل إلى غرفته، واستلقى على سريره صامتا. الرابط هنا هو الواو طبعا، وتفيد الجمع بين العمليْن مُطلقا.
ب) لا وقتَ لديّ لزيارة الأصدقاء، فأعمالي كثيرة تحول دون ذلك. والرابط هنا هو الفاء، والجملة الثانويّة تُفسِّر وتعلِّل الجملة الرئيسة، أي هي سبب والجملة الرئيسة مسبَّب، أو نتيجة.
2) جملة الصلة :وهي الجملة التي تتلو الاسم الموصول لتشكّل معه جزءا من الجملة الرئيسة أو تابعا لأحد أركانها. مثال: عاد إلى البلاد زعيمها الذي قضى سنوات عديدة في المنفى. الاسم الموصول هنا هو الرابط ، ويشكّل مع الجملة بعده وصفا للفاعل في الجملة الرئيسة.
3) جملة الصفة: وهي لا تختلف كثيرا عن الجملة السابقة من حيث المعنى، إلا أنّ هذه الجملة تصف النكرة، والسابقة تصف المعرفة. مثال: يعاني الناسُ في هذه الأيّام مِن ظروف لم تخطر للسابقين على البال. فالجملة الثانويّة هنا تصف الظروف ، والرابط هو فاعل الفعل تخطر طبعا.
4) الجملة السببيّة: وهي الجملة الثانويّة التي تبيّن السبب في الجملة الرئيسة، كما هي الحال في الجملة المعطوفة بالفاء أعلاه. وةتربطها بالجملة الرئيسة ألفاظ كثيرة منها:
ا) اللام: وغالبا ما تقترن اللام بأنّ لتسويغ تصدّرها الجملة. مثال: يجدر بنا الاهتمام بالمدارس، لأنّ العلمَ أساس التقدّم في هذا العصر. يجدر بالذكر هنا أنّ هذه البجملة لا تُعتبر جملة في المعيار النحوي، فاللام حرف جرّ، والمصدر المؤول مجرور بالّلام. وقد سمّيناها جملة لأنّ موضوعتنا هنا هي التعبير لا النحو.
ب) إذ: وهي ظرفيّة في عرف النحاة والجملة بعدها مضاف إليه. إلا أنّها تتصدّر الجملة الثانويّة التي تبيّن سبب الجملة الرئيسة. مثال: لا تتحقّق الغايات بالأماني، إذ إنّ الغايات الكبيرة تحتاج إلى جهود كبيرة أيضا.
5) الجملة المستَدركة: وهي تخالف الجملة الرئيسة في حكمها، وتتلوها عادة: لكنّ، إلّا أنّ، غيْر أنّ، بيْدَ أنّ، فتربطها بالجملة الرئيسة. مثال: السماءُ صافيةٌ إلّا أنّ الهواء بارد فعلا.

الجملة المركزيّة والجملة الهامشيّة
بالإضافة إلى الوسائل السابقة في امتلاء الجمل وامتدادها، لتكون عاملا هامّا من عوامل التعبير، تقوم في الفقرة الواحدة عادة جملة مركزيّة واحدة وجمل هامشيّة أخرى تتّصل بها معنويّا ، وتفصّل دلالاتها بتوسّع، وإنْ كانتْ لا تتبعها نحويّا بالضرورة. تقع الجملة المركزيّة عادة في أوّل الفقرة، كما في المثال الآتي ، إلا أنّها قد ترد في ثناياها أو آخرها أيضا:
في السنوات الأخيرة، تحوّلتْ حوادث الطرُق إلى مشكلة قوميّة حادّة. فالسيّارات تزداد سنة بعد سنة، وآلاف السائقين يخرجون إلى الشوارع بسيّارتهم الجديدة. هذه الزيادة في عدد السيّارات لا تُرافقها زيادة في الشوارع، وتطوير ملائم لها، لتلائم بذلك التحوّلات المذكورة. كذلك يُعتبر سلوك السائقين عاملا هامّا في حوادث الطرق. فالسرعة الكبيرة، والانشغال بالحديث بالتلفون الخلويّ، وساعات السياقة الكثيرة المرهقة أحيانا، تؤدّي جميعها إلى ازدياد حوادث الطرق بشكل هائل، وإلى الخسائر الفادحة في الأرواح والأموال على حذ سواء.
تتناول الفقرة عادة، في النصوص الفكريّة والأدبيّة، فكرة واحدة، تشرحها وتوضّحها من جميع جوانبها. والفقرة في النصّ قد تطول أو تقصر تبعا لرغبة الكاتب ونفسيّته، إلا أنها تكون في الأغلب من ثلاثة أسطر إلى عشرة في النصّ المطبوع، فإذا تعدّتْ ذلك عُدّتْ طويلة.
مِن الفقرات أخيرا، تتشكّل المقالة أو الموضوعة في التعبير. فإذا تناولتْ بضع فقرات عنوانا أو موضوعة معيّنة، مِنْ جميع جوانبها، في ترتيب منطقيّ مترابط، عُدّتْ مقالة أو موضوعة تعبيريّة / إنشائيّة جيّدة . ونعني بالترتيب المنطقي أن يكون الانتقال في الفقرات من العامّ إلى الخاصّ، ومن الظاهرة إلى تعليلها، ومن الفكرة إلى مكمّلتها أو مناقِضتها أيضا.
مع ذلك، يُلاحظ أحيانا أنّ مقالات كثيرة لا تلتزم هذا المبنى الدقيق في نظام فقراتها، حتى عند بعض الكُتّاب المشهورين. فلا يندر أن نجد الفكرة ذاتها ترد في فقرة، ثمّ يُعاد إليها بالألفاظ ذاتها أو بأسلوب مغاير. بل إنّ بعض المقالات تدور كلّها أحيانا حول الفكرة ذاتها، دونما تجديد أو توليد، فيغلب عليها بذلك التكرار المُملّ طبعا!
فالمُقدّمة هي القسم الأوّل من النصّ، وتكون واضحة موجزة، يطرح فيها الكاتب موضوعته وأهمّيّتها، أو سبب التفاته إلى هذه الموضوعة بالذات. وقد يشار بإيجاز إلى ما في الموضوعة من إشكال مثلا أو مثار خلاف، ليكون ذلك كلّه تمهيدا لتناول الموضوعة على نحو مباشرلاحقا. كذلك قد يعمد الكاتب الحاذق أحيانا إلى إيراد نادرة أو حادثة أو واقعة، يستقيها من الحياة أو الكتب، لتشكّل مدخلا لتناول الموضوعة ذاتها.
ثمّ يأتي التوسّع، وهو عماد العمل التعبيري / الإنشائي، وقد يتضمّن بضع فقرات، يتناول فيها الكاتب الموضوعة مباشرة، بالتفسير والبرهان والمناقشة، فيذكر الرأي ثمّ يورد الحجّة، ويتناول جابنا ثمّ ينصرف إلى غيره، معتمدا في ذلك كلّه المنطق والإقناع، موردا الأمثلة والشواهد، من الحياة والمأثورات، لدعم الفكرة المركزيّة وترسيخها. ولا بدّ في إيراد الشواهد، من حِكم وأمثال وأشعار، مِن مراعاة موافقتها لسياقها، واندماجها بما قبلها وما بعدها، بحيث تبدو جزءا عضويّا من النصّ ذاته.
أما الخاتمة فتقوم على إجمال الفكرة العامّة التي دارتْ حولها الموضوعة، لترسيخها في ذهن القارئ، بل ربّما تحفّزه أيضا، بالتلميح، على إعمال فكره وخياله في قضايا ومجالات أخرى ذات صلة بالموضوغة المذكورة.
لا بدّ أخيرا من القول إنّ هذا المبنى هو المتّبع غالبا، وفي مقالات البحث والتحليل بوجه خاصّ. إلّا أنّ ذلك لا يحول دون تجديد المبدع الموهوب، بالثورة على هذا المبنى المألوف، في النصوص الفنّيّة بوجه خاصّ، وابتكار مبنى مغاير يختطّه لنفسه، في سبيل التميّز والفرادة ..














التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح


.. هيئة البث الإسرائيلية: نقل 300 طن من المساعدات إلى قطاع غزة




.. حزب الله اللبناني.. أسلحة جديدة على خط التصعيد | #الظهيرة


.. هيئة بحرية بريطانية: إصابة ناقلة نفط بصاروخ قبالة سواحل اليم




.. حزب الله يعلن استهداف تجمع لجنود إسرائيليين في محيط ثكنة برا