الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هواجس ثقافية 157

آرام كربيت

2024 / 5 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


الدول الرومانية والمسيحية
الدولة الرومانية هي التي عومت المسيحية، هندستها ورفعت شأنها ونشرتها في أطراف الأرض الأربعة.
لولا الأمبراطورية الرومانية القوية، وتسويقها لهذا الدين، لما رأينا واحد راعي اسمه المسيح يتجول في ربوع العالم مع خرفانه وخرافاته، يبيع ويشتري، ويؤسس دول ويرفع دول ويمزق دول وينهي دول ويحارب دول، وانصاره بالملايين مستعدين يموتون تحت قديمه.
تحولت المسيحية مع الأيام إلى وحدة سياسية واجتماعية، هوية، غزت العالم بالانسياب الطبيعي، لأن أعلى منصب في العالم القديم، الأمبراطور قسطنطين الكبير كان هو الراعي. ومن سخرية القدر لم يكن مسيحيًا، كان مهندسًا لترسيخ هذا الدين، الأيديولوجية الموحدة للناس.
المسيحية كانت ولا زالت فضفاضة بأفكارها وقناعاتها، سهلة الأكل والهضم والاستفراغ، لهذا ناسبت الكثير من الشعوب والأقوام والقوميات.
الدولة كمفهوم تحتاج إلى سوق أيديولوجي واسع، لحمة وترابط اجتماعي وسياسي بين كتل اجتماعية متنافرة متباعدة مختلفة في الجوهر والسطح، تمتد من أسبانيا إلى حدود دولة فارس، ومن آسيا الصغرى إلى مصر إلى المغرب.
ولا زالت المسيحية تفعل فعلها في عالمنا المعاصر رغم أنف الحداثة والتنوير، وهي الموحدة بنيويًا، في اللاشعور الجمعي، لأوروبا الغربية والولايات المتحدة وكندا واستراليا ونيوزلندا.

الحرب الأسبانية
الحرب الأهلية الاسبانية بدأت في العام 1936 وانتهت في العام 1939.
الصراع كان بين الجمهوريين والملكيين.
انتصر فرانكو الملكي، ديكتاتور أسبانيا، يداه كانتا غارقتين بالدم من المذابح الذي قام بها ضد الجمهوريين.
الأنكى من هذا، لقد تعاون فرانكو الفاشي مع النازية والفاشية، مع هتلر وموسوليني، وأرسل قواته للقتال إلى جانبهما.
استمر فرانكو في السلطة إلى العام 1975، إلى حين مات.
كان الجمهوريون يعولون على الولايات المتحدة أن تساعدهم على التخلص من اسوأ ديكتاتور معاصر في أوروبا بعد الحرب.
وكان بينهما، الجمهوريون والامريكان قنوات تعاون ووعود، وربما تحالف، بإنهاء الحكم الديكتاتوري بعد انتهاء الحرب
طبعًا هذه الدولة المتأرجحة، المذبذبة، الولايات المتحدة، لا تنظر إلى السياسة إلا من موقع آني، براغماتي مبتذل وسوقي.
ظلت تماطل إلى أن خطت سياساتها الدولية الاستراتيجية بعد رسالة جورج كينان لها في العام 1949.
وقتها تعاونت مع دكتاتور أوروبا، ورمت الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات في سلة المهملات على مذابح المصالح والمبادئ التي كانت تنادي بها منذ ذاك التاريخ وإلى اليوم.
أجيال أسبانية كاملة دمرت على يد فرانكو، قتلت وشوهت، والأنكى من هذا، ومن سخرية القدر، أن الملك خوان كارلوس بدأ الاجتماعات السرية في الستينات مع زعماء المعارضة السياسية والمنفيين، الذين كافحوا من أجل تحقيق الإصلاح الليبرالي في البلاد، وهو الذي قاد تاليا أسبانيا إلى الديمقراطية ورمى تاريخ هذا الفرانكو في سلة المهملات.

أمراض الإنسان كثيرة جدًا.
بالمناسبة هناك رواية لمازوخ اسمها فينوس، غير مترجمة يتكلم فيها بدقة عن الاحاسيس التي يشعر بها وكيف يصل للذة الجنسية عن طريق الاذلال والألم.
مازوخ إنسان حقيقي، عاش في القرن التاسع عشر، وكتب بصدق عما كان يعتمل في داخله

المبدع
المبدع، الثائر لا يخون، أنه يطلق كلمته كالرصاصة، لا يخاف لومة لأئم، يصعد متحديًا الصعاب من أجل البحث عن الحقيقة في طيات الخراب.

قرآنين
يفترض أن يوجد بين أيدينا قرآنين، أحدهما مكي والأخر مدني، إن الجمع بينهما في مصحف واحد أدخلنا في أزمة خانقة.
ومن يدري، ربما كانا كذلك.

النص الديني مذبذب
قلنا، وسنقول، أن النص الديني كان ابن زمانه ومكانه وما يزال، خدم زمانه ومكانه، أدى غرضه التاريخي وأنتهى.
لا تحيوا العظام وهي رميم، هذا محال.
إن إحياء النص الميت سيجعلنا موتى، حطام، أنت ابن النص، والنص القديم الميت لن يتعرف عليك مهما حاولت.
هذا ليس تجنينًا على أحد. هذا واقع موضوعي.
والنفخ في الميت لن ينتج الجمال والفرح والعدالة والحرية والحب.
علم اليقين
أنا أعلم علم اليقين، أن الحداثة لها جوانب متوحشة، بيد أن فيها جوانب رائعة، أنها ابنة عصرنا الثقيل.
علينا أن نعمل ونفكر في التغيير من داخل الحداثة، وليس من خارجها.
إن العمل داخل الحداثة موضوعي، والذاتي شبه معدوم.
إن العمل من خارجها مدمر، وقاتل لنا ولمستقبلنا، ولن نتسامى نحو الارقى والأفضل، وسندفع الفاتورة وراء أختها دون نتائج تذكر
علينا العمل من داخل الحداثة، ليس انتقامًا منها، وأنما بالعمل الخلاق، لنصل إلى عالم موضوعي أخر مختلف، اقل قسوة.
إن نبي فكرًا من أجل المستقبل، من أجل أولادنا، ومن أجل الطبيعة.

اسطورة الحسين
يبدو أن اسطورة الحسين ويزيد ستبقى فوق رؤوسنا كقدر لا فكاك منه.
كانا يتصارعان سياسيًا على الملك والسلطة والثروة والنفوذ ليس إلا، ثم تلبست هذه القضية النرجسية المريضة بنرجسية سياسية مدمرة بعد إضفاء الطابع الملحمي الكاذب عليها لإبقاء النار متوهجة بيد السياسيين القذرين تأكل الأخضر واليابس في جسد وأرض شعوب المنطقة كلها.
اسوأ أساليب الانتقام عندما تتلبس قضية ما المظلومية التاريخية لتتحول إلى مبرر لا أخلاقي لتصفية الآخر.
والبكاء على الحسين سياسي بامتياز، مثل سيف أقليدس يمكن حشره في كل مكان أو زمان.
ويزيد كان مجرد واجهة للطم السياسي، لتحسين شروط الفرس في المعادلة السياسية الماضوية والمعاصرة

تعميق الخيال
من السهل أن تخضع الناس عبر تعميق الخيال في خيالهم.
فهذا الخيال مستعد، لديه الأرضية الكاملة في الانتقال من موقع إلى موقع.
ألسنا من فجر الأساطير وخلق الأبطال والآلهة والآلهات، ورسمنا لحياتنا أبعاد تفوق الواقع والخيال ذاته؟
هذا الخيال صنع لنا، الله، وتجسد في الإنسان، وأمه انتجت لنا الله الإنسان، وعبدناهما وركعنا لهما، وسيرنا لهما الطقوس والقرابين والأفراح في الجنازات الوهمية.
من أين جاء الخيال، وإلى أين يذهب، ولأي غرض وإلى متى؟
هل هو للتوازن النفسي والجسدي والجنسي أم هروب من الواقع المادي والمعيشي القاسي؟

اللطم
اللطم، وعقدة الاضطهاد جوهرهما واحد، هو بكاء داخلي وخارجي على غياب الحقيقة، على الرغبات التي لم تتحقق في الواقع.
إن عدم تحقيق الرغبة المكبوتة، الحقيقة لذاتها، تجعل المرء غريبًا، مكسورًا غامضًا أمام نفسه وواقعه ومصيره.
إن الرغبات المكبوتة كامنة في العقل الباطن، لا تخرج إلى الظاهر أو العلن، إلا بالخفاء والتورية والالتفاف على الحقيقة، وعدم القدرة على التعبير عنها وإخراجها إلى العلن الا باساليب ملتوية.
لتنطلق الحقيقة إلى الحقيقة، حاملة الرغبة من ذاتها إلى ذات الإنسان، وليتعرى الجمال في عرينا لأنفسنا، ولننفضح أمام أنفسنا والآخرين.
إن الإنكشاف حالة صحية.
والرغبة لا تعيش إلا في الشمس والحقيقة، لأنها الحقيقة ذاتها.

اللقاء
مثل النسمة التقيا، مثل صفاء الربيع في بلاد الربيع وورده وشمسه. مثل زحف السماء في أرض الشمس والنجوم والكواكب.
التقيا وصار القلب يراقص القلب ويناغيه وينعشه.
لا يوجد أجمل من لقاء الحبيب في الحبيب، فهو الوحيد الذي لديه القدرة الهائلة على إنعاش روحك وهزها هزًا عنيفًا.
لا يزال ذلك الحبيب يستطيع أن يخض جسدك وعقلك وعينك وقلبك، وينزع عنك السكينة والسكون والهدوء الذي كان.
لديه القدرة الخارقة في إخراجك من وحدتك ووضعك في دائرة الجنون وهز الزمن في الزمن، وأخذك من يدك إلى يده والرحيل بك إلى ذلك المكان الذي كنتما فيه.
إن الحب خالد، كامن، لا يرحل أو يغيب، إنه يحتاج إلى رعشة صادقة ليعود إلى الوعي وينطلق ويعود إلى ذاته.
مهما حاولت تغييب ذاتك عن ذاته فإن ذلك الجميل الكائن في الجمال سيبقى، وسيخرج من ذاته ليعود إلى ذاتك، ويرقص أمام عينيك ويهزك ويقول لك:
ـ أنا موجود.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أنا لست إنترنت.. لن أستطيع الإجابة عن كل أسئلتكم-.. #بوتين


.. الجيش الإسرائيلي يكثف ضغطه العسكري على جباليا في شمال القطاع




.. البيت الأبيض: مستشار الأمن القومي جيك سوليفان يزور السعودية


.. غانتس: من يعرقل مفاوضات التهدئة هو السنوار| #عاجل




.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح