الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مأساة يغود - الجزء الثاني - الحلقة التاسع

امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)

2024 / 5 / 5
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


لما تنخرط، سعيا في التاريخ، في بلاد يغودا، الأطلس، الريف، سوس، الصحراء، درعة، تبقى سكتانة، يغودة، جوهرة سيروا، لغزا، حائرا، حير المغامرين، في جبالها، شعابها، وديانها، سيروا أبو الكنوز، حير الفقهاء، العلماء، المستكشفون، من كل الأجناس. تاريخ غامض، في بلاد ساحرة، بجمال طبيعتها، ثرواتها، تلهمك معنى الحياة، هي مركز الحياة، لما تلجها، تحس بعالم غريب، كل الأجناس سافرت إليها، السفر إليها، يعلمك كثيرا، تاريخ حياة، نبعت هناك، ترفض كل شيء هجين، من يريد فك ألغازها، يغرق في عالم بدون حدود، في خصم بلا سواحل.

سكتانة، يغودة، امرأة، أسحرت العالم، ليس بجماها فقط، سحرها غريب، لما تتعلق بها، لا يفارقك حلمها، مرة مفرح، مرات مزعج، يغزوا أغوارك، حتى تعتقد، أنك مسحور، في مكان مسحور، مع كائنات العالم الآخر، حاضرة معك. هكذا يعتقد سكانها، روادها، من كل الأجناس، كل الأديان، هي لغز بعينه، محير، لم يستطع أحد فكه، اعتقد المستعمر بلغزها، ما زال محيرا، لم يهدأ له بال. تعرف عليها مولود، جاءها من عالم، أكثر غرابة، أنزال، بلدة تنبدانت، جوهرة توبقال، انسجمت فيها الأرض والسماء، بالماء، بالعشب، بالشجر، بالحجر، بالذهب، بالفضة، من وحي سيدي إفني، وادي أنزال، يغود توبقال، حير العالم، لما دندن، سقطت كل القمم، تفجرت، سكبت ذهبا.

لما غادرها مولود، بحثا، عن الحق في أرض، عن مكان، يستريح فيه، من كثر الهول، اعتقد أن رحلته قصيرة، يصل، يقضي مراده، يستريح. لم يعتقد أبدا، أن جوهرة سيروا، أعمق، من لغز جوهرة توبقال، اختلط فيه عالم الاثنين، شكلا عالما آخر. لم يخطر ببال مولود، وهو يتنقل، بين الإدارة والمحكمة، أنه سافر بعيد، في الزمان والمكان، تتقادفه أمواجهما، في خضم بلا سواحل. من الزاوية، إلى قلعة الأجداد، يتنقل، بحثا عن تاريخ، أبو مولود مر هناك، وجد أصدقاءه، فرح، قدموا شهادتهم، زاد فرحه، شكل هويته، أصول الأرض، العائلة، قال:

ـ الآن من حق امتلاك الأرض.

مر على الأهل، الأخوات، الأصدقاء، توقف بقرية، بلدة أخته الصغير، مع صديقه، أخيه، باحسين الوفي، يسكب الشاي، قرب المطبخ، ببيت عتيق، له تاريخ، أكثر غرابة، تاريخ شيخ القبيلة، مات الشيخ، انتهى التاريخ، بقيت الأرض، الماء، الشجر، الحجر. يغودة توبقال، زرتها مرة، في عزاء باحسين، وفاءا لعمتي، للا رقوش، كانت تزورنا، بالزاوية، تحمل ما تجمعه، من خيرات تجكالت، جوهرة الأطلس الكبير، لما دندنت، انشقت الجبال، سقطت الأرواح. بين جلسة مولود وباحسين، على مائدة الشاي، اللوز، العسل، أملو، طال الحديث، تم الفراق، غابا معا، إلى عالم آخر، في زيارتي الثانية لها، بلدة الجميلة، تحولت إلى ركام،مأساة، لم تخطر ببالي، تخربت عن آخرها.

بلدة جميلة، كنت أمر بها، في طريقي إلى مراكش، كان مولود، يحط بها، يجمع هناك، كل المواد الطبيعية، بعد شرائها، يحلها، إلى أسواق مراكش، يمارس التجارة، بالزاوية، وبالأسواق. يناضل من أجل الأرض، التعويض عن حادثة شغل، لم يعترف بها الفرنسيون، في تلك النقط بالضبط، البلدة الجميلة، يعيد التاريخ نفسه، بشكل مأساوي، بل أكثر مأساوية. بلدة ألهمت مولود معنى الصراع، من أجل البقاء، من أجل الحياة، من أنزال، تنبدانت، المنكوبة، مرورا بتجكالت المنكوبة، وأكدز إوزيون المنكوب، إلى زاوية تكركوست المهمشة، كان يتنقل مولود، التاجر، المناضل، إلى ورزازات، مراكش، بحثا عن حق ضاع، بحثا عن العدالة، رجع السلطان، يرى العدالة قد ابتعدت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة ..هل يستجيب نتنياهو لدعوة غانتس تحديد رؤية واضحة للحرب و


.. وزارة الدفاع الروسية: الجيش يواصل تقدمه ويسيطر على بلدة ستار




.. -الناس جعانة-.. وسط الدمار وتحت وابل القصف.. فلسطيني يصنع ال


.. لقاء أميركي إيراني غير مباشر لتجنب التصعيد.. فهل يمكن إقناع




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - نحو 40 شهيدا في قصف إسرائيلي على غ