الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حَلَبزة بقلم/ عزالدين زكي زاد / أربيل ترجمة الشاعرة سلوى علي / السليمانية

سلوى علي

2024 / 5 / 5
الادب والفن


حَلَبزة
بقلم/ عزالدين زكي زاد / أربيل
ترجمة الشاعرة سلوى علي / السليمانية

رامي النار
یرصد الوطن بنیرانه
و العالم يأخذ السیلفي معه
الأكفان لا تدرك الموت
مدینة سويت بالأرض
تحولت رماداً
لا تصل الانفاس للمستغيثين
تحت الکتل الکونکریتیة.
سيسرد التاريخ .....
ملحمة المقاتلين
الذين لم يتمكنوا من استرداد غزة
لكنهم سيسردونها
سيسردون
حكاية الانين تحت الانقاض،
الاثداء التي سال حليبها
لوليدها الضائع.
مساجدها دنست
لا صلاة فيها
صلواتها المدفونة،
صلواتها المذكورة البعيدة ،
ذاك الوشاح المتعب تحت التراب
وتلك الاتربة المتراكمة فوق الجماجم،
عيونها المترقبة فقدت الامل
أمل الشهيد المُثقل بالقلق
سيسردون..
التاريخ في عشرات القصص
قصص في عشرات أسطر من الدم
دم من جراح عشرات الأزقة
أزقة تحت جناح مدینة محترقة
مدينة فوق أكتاف مكسورة.
سيسردون....
کانت هناك مدینة مثل حلبجة
دون ذنب دمرت..
الجمعة في أحد أحياء السليمانية
في بیت شاعر "گرمیان"ي*
غسان كنفاني
بشعره المجعد
الأكثر تشابكاً من ظلم الحياة
بعينين أكثر سواداً من يوم حلبجة
یخرج من دیوان"لطیف هلمت"*
یستلم (کرکاً) من حلبجة
کركاً يتعرف على أتربة الجثث تحت التراب
کرکاً يتعلم فتح القبور المجهولة
کرکاً سمع أنین الجرحى لحين الاستشهاد
کرکاً مازال يتذكر عويل الاطفال لحين احتضارهم
کرکاً لا يلامس الضلوع و الجماجم و الفقرات
لا يلامس الطائرات الورقية المقتولة،
الدمیة المخنوقة بین اليدين.
بهذا الکرک..
و على أطراف أربيل..
یطلق العنان لساقيه حتى وصوله ل قلعة "ديوین"
یتوضآ،
لسفر رجوعه للبيت
یصلي الاستخارة.
يقفز..
يعيده شغفه الی غزة
یرفع الانقاض
من تحت الدمار....
أثداء الأمهات تحولت لنبع یتدفق منه الحلیب،
غسان ينظف السواق بکرک حلبجة
يروي أرض غزة حليباً
یزرع الحیاة
یذر الأمل في الحقول
يطعّم جذوع الهموم بالأحلام
تصل الجراح للسواقي
شريان بعد شريان یعید الارض وطناً
الدمار يصبح مروجاً
تنبت الازهار جنباً الى جنب
أزهاراً ذوات أوراق بِیض کالحلیب
تتسارع لتنمو، أسرع من نبض رضيعٍ مرتعب
حدائق ما بعد الدمار
كل غصنٍ لها يزهر وردتين
وردة أنشقت نصفين
تعود جذورها للجراح
سيجعلها الجيل القادم شعاراً للحبّ،
و الاخری وردة للعین
كبؤبؤ عین باکیة.
بجنب كل نبتة مورّدة
ضربات نبض قلب طفل
يمد خیطاً لظهر ورقة تملأ السماء طيراناً
خارج كل ساقية شاب يقطع القصب
ليصنع ناياً،
يملأ الكون عزفاً.
اعترى غسان ابتسامة واستراح
یقبّل مقبض الکرک... و
یغني قصيدة الأرض لمحمود درويش،
على لحن ال "هورة"

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
حَلَبزة: ترکیب جدید لاسم مدينتي حلبجة الکردیة و غزة الفلسطينية
گرمیان: مدن تقع جنوب اقليم كردستان
لطیف هلمت"* شاعر كردي
دیوین: مكان یقع في الجنوب الغربي من مدینة اربیل كان مكان اقامة صلاح الدین الأيوبي لفترة من الفترات.
هورة: نوع من الغناء الکردي الحزين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-


.. فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في الجزاي?ر




.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب