الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مذكرات ج 26

كاظم حسن سعيد

2024 / 5 / 6
الادب والفن


نظرة الى الامام مذكرات ج26
الفنان رعد الحجاج والبقال الكهل.
كانت اللوحة المعلقة في غرفة الاستقبال كبيرة نسبيا..رسمت باسلوب يحاكي السريالية..قلت في نفسي ان هذا الفنان رعد يملك موهبة وسطية كان اول لقاء مع الفنان التشكيلي رعد الحجاج في مرسمه وسط ساحة ام البروم قريبا من تمثال العامل الذي يقف بشموخ رافعا مطرقة ثقيلة.
كان مرسمه محاذيا لمحل استاذي في الابتدائية الشاعر المترجم علي عبد الكريم الذي يقع في زقاق ضيق مغلق.
سألت رعد الحجاج(هل تخرجت من معهد او كلية الفنون) فاجابني باحتدام (لماذا تتصورون بان خريجي المعاهد الفنية وحدهم من يرسمون).
يتمتع الحجاج (1967-2019) بروح الفكاهة واناقة المظهر والانفة والكتمان وهو شاطر في حقل مصالحه..وهو مؤمن بلا تشنج.
وكنت اخشى واحثه(عليك ان تنجز اعمالا مهمة ولا تتوزع.).
وكنا حين نكثر الحوار حول ماتيس وبيكاسو يقول(ان هناك فنانين عظماء لا تركزون عليهم).
بعد السقوط بقليل اسس الكاتب عبد الرؤوف الشريفي ورعد الحجاج صحيفة المدى ودعاني لان اكون مديرا فيها.
لم نكن نملك مالا ولا خبرة صحفية كل ما في الامر كان يسوطنا الاصرار لنتنفس بعد عقود من الكبت الصحفي والثقافي.
بعدها شاركت معهما بصحيفة (صدى الناس)التي صدر منها عدد واحد ب حث من الرجل المسن حسن الخفاجي.
ومرت السنوات وعملت مراسلا في صحيفة حوار فدعوت رعد الحجاج ليعمل معنا بصور كاركاتيرية.
قدم لنا صورا كاريكاتورية تميزت بتعملق الاجساد والاشياء.
كان عبد الرؤوف ورعد صديقين قديمين درسا في جامعة الموصل فتخصص رؤوف بالترجمة ورعد بالعلوم الفيزياوية.
وكنا نحن الثلاثة من محلة واحدة.
فكنا نلتقي باستمرار.
اسس رعد الحجاج(جماعة حضور للفن) مهتمة بالرسوم الكاركاتورية..وقد فازت احدى لوحاته من منظمة ثقافيه في كندا.
كان السكن يشكل لرعد ازمة حادة بعد السقوط كلف من ديوان المحافظة باقامة جدارية واكتملت ونصبت على الجدار الخلفي لشركة نفط الجنوب في شارع دينار.
كانت الجدارية تنويعا من الفسيفساء وتظهر فيها صورة السياب الا ان قطعا منها بدأت تتهاوى بمرور الايام.
كنت اتمنى ان يصمم تمثالا يخلده كتمثال العامل الذي انجزه الفنان البصري عبد الرضا بتور وصار التمثال علامة دالة على ام البروم.
لكن تلك الجدارية اكسبت رعد مالا مكنه من شراء منزل بعد طول عناء.
البقال الكهل
هي لوحة عرضها علينا مع لوحات واقعية بنفس الحجم انا وعبد الرؤوف الشريفي وكانت مرسومه على الورق المقوى وهي متقنة توازنا والوانا ..
هي لكهل بقال يرتدي دشداشة عتيقه وجيبه منتفخ..حاولنا ان نخمن ماذا كان يخبئ فيه..يبدو البقال خارج عالم السوق.. غارقا بعوالم اخرى تعصر وجهه المغضن غيمة من الحزن واضحة يجلس امام المخضرات والفواكه.
تلك اللوحات من الواقعية المحدثة هي افضل ما انتجه الفنان رعد فطلبتها منه وقلت له (ساكتب عنها) فاهداني اياها وما تزال معلقه على جدار منزلي.
كم تمنيت ان يطور التشكيلي رعد من فنه الواقعي.. لكنه توزع وتفرع فأثر ذلك على فنه.
في ايام الحصار عمل نحاتا في ورشة صديقنا صباح.. كان نحته على الابواب الخشبية مميزا.. حيث النباتات المتنوعه وانواع الزواحف والطيور والازهار وغيرها.. كانت اعمالا متقنه تمنيت ان يتطور فيها.
لكنه كان سريع التحول هوسا بالتنوع والتجديد.
وفيما كنا ننتظر منه ونحثه لاقامة معارض له او نحت يخلد وسط المدينه كان يتردد.
في تلك الليلة الكارثية اوصل صديقه الى شارع بغداد فدهستهما عجلة مسرعه.
في اليوم الثاني كنا نحن اصدقاؤه الثلاثه انا ورؤوف وعلي عبد النبي نحاول ان نتماسك ونحن نرى جثمانه يغادرنا للابد وكنت اردد ابيات لي في ضميري
(فان الخطى المبطئة تضيع صبحا).
بهذا سينضم الفقيد رعد لقافلة الادباء والفنانين الذي قضوا مبكرا تاركين اعمالهم بيد القدر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين


.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ




.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي