الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب على غزة_القمع أولا

بديعة النعيمي

2024 / 5 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


تعتبر الروح الاستبدادية من الخصائص البارزة للتمييز العنصري الذي يهدد السلام العالمي.
والولايات المتحدة الأمريكية التي تعد نفسها "أم الحريات" كانت قد امتنعت عن إبرام الميثاق الدولي بشأن إزالة جميع أشكال التمييز العنصري، وهو الميثاق الذي تم عقده عام ١٩٦٥.
أما دولة الاحتلال فقد رفضت هذا الميثاق. ولذلك نجد أن الولايات المتحدة وذيلها الصهيوني المتمثل بدولة الاحتلال تتحيزان ضد أي شعب أو فرد لمجرد انتمائه العرقي. وهذا يكفي ليأتي تصنيفه بالمتخلف الدوني. وفي المقابل يكفي أن ينتمي شعب أو فرد ما إلى عرق معين ليتم تصنيفه بالمتحضر المتفوق.
ومن هنا وجدنا الآباء المؤسسين للصهيونية وهم من الأشكيناز ينسبون أنفسهم للحضارة الغربية وينظرون إلى حضارتنا الشرقية على أنها متخلفة ومتدنية، على الرغم أنهم يحتلون قلب هذه الحضارة جغرافيا ويسيجونها بعنصريتهم. وقد وصلت بهم العنصرية إلى احتقار اليهود السفارديم فقط لأنهم ينتمون إلى حضارة الشرق. وقد نسوا قرون الظلام التي رزحت على قلب الغرب في القرون الوسطى. والتاريخ خير شاهد. وأن الحضارة الغربية التي يتبجحون بتفوقها ما قامت إلا على علومنا نحن العرب. كما نسوا أو تناسوا وأقصد هؤلاء الأشكيناز أن الأوساط الغربية وخاصة الأوروبية قد طبقت عليهم سياسية التمييز العنصري ،لذلك كان اليهود منبوذين في تلك الأوساط. وسواء كان ما ادعته الصهيونية من اضطهاد مر به يهود أوروبا حقيقي أو غير ذلك ،فلا يحق لهم اتخاذ فظائع الماضي مبررا لارتكاب فظائع الحاضر. وأقصد ما قامت به الحركة الصهيونية من ارتكاب الإبادة الجماعية أو من تهجير قسري وبالتالي صنع مشكلة اللاجئين أو إخضاع الفلسطينيين تحت الحكم العسكري أو ما قامت به خارج فلسطين من إفقار للشعوب العربية من خلال تنصيب أنظمة عربية موالية بل ومتواطئة معها.
فالنظام الذي تتبعه دولة الاحتلال من سياسة التمييز العنصري لا يمكن اعتباره إلا نظاما قمعيا بهدف حماية نفسها من تطلعات الآخر المقموع للمساواة.
وقد اتبع من طبع من الأنظمة العربية نفس النظام من خلال التسلح لبناء الأجهزة القمعية على حساب مخصصات التعليم والصحة وغيرها من المخصصات.
والسؤال الموجه لهذه الأنظمة المطبعة التي تعمل على تقوية أجهزتها القمعية على حساب شعوبها هو" لمن نتسلح؟ ومن هو العدو الذي نتسلح له؟ ولا أكبر من دولة الاحتلال عدو لنا، فكيف نتسلح ضدها وأنتم كأنظمة مطبعين معها؟
وهنا فالإجابة المنطقية تكمن في أن التسلح لا يمكن أن يكون إلا لقمع الشعب الذي من المحتمل بعد أن "يبلغ السيل الزبى" أن يثور على هذه الأنظمة.
وهنا جاءت عملية ٧/أكتوبر٢٠٢٣ كثورة ناضجة ردا على نظام القمع الصهيوني ضد الاحتلال وسرقة فلسطين وضد أشكال العنصرية التي تمارس ضد شعبنا الفلسطيني. وبالرغم من شلالات الدم في قطاع غزة بسبب العدوان الهمجي عليه وتدمير جُل البنية التحتية له إلا أن العملية أذلت العدو ومرغت أنفه بوحل الهزيمة.

وهذا الطوفان الذي بدأ في القطاع امتد إلى دول عربية أخرى ،إلا أنه وبسبب الأحهزة القمعية التي تضخمت على مدار عقود ،قتلت كل بذرة للثورات السلمية.

ونعود إلى ٧/أكتوبر الذي صنع ضغطا واضحا على اقتصاد دولة الاحتلال. ولولا الولايات المتحدة الأمريكية ودعمها المتواصل لانهار اقتصاد دولة الاحتلال ومؤسستها العسكرية والاجتماعية.
فالولايات المتحدة بملياراتها التي تجبيها من جيب المواطن الأمريكي هي الشريان الذي يغذي شريان الحياة لدولة الاحتلال التي حافظت على سياستها القمعية من خلال عمليات الإبادة في غزة ومحاولتها اجتثاث السكان خارج حدودها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن بوست: صور جوية تكشف ملامح خطط إسرائيل لما بعد حرب غزة


.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف طلب إيران بجمعها في مخيمات بـ




.. عشرات القتلى والمصابين في هجمات إسرائيلية على مناطق عدة في ا


.. دانيال هاغاري: قوات الجيش تعمل على إعادة 128 مختطفا بسلام




.. اللواء الدويري: الجيش الإسرائيلي يتجاهل العوامل الغير محسوسة