الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة السطحية والثورة العميقة!؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2024 / 5 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


الثورة السياسية التي تؤدي للأطاحة بالحكام والرؤوساء والملوك واستبدلهم بغيرهم أو حتى تغيير شكل نظام الحكم، في الغالب الاعم هي ثورات تنفيسية سطحية لا تؤدي لتحقيق نهضة حقيقية!!.. هذه حقيقة ودرس تعلمناه من الثورات قديمًا وحديثًا على مستوى العالم أو مستوى عالمنا العربي!!

لذا لازلت اصر على ان الثورة الحقيقية العميقة التي نحتاج إليها في ليبيا وكل العالم العربي المنكوب تتمثل في ((ثورة ثقافية)) صحيحة ، (ثورة اصلاحية ذكية وحكيمة) وليست (ثورة جذرية اجتثاثية هوجاء) بأفكار وشعارات طوباوية ((مثالية رومانسية)) تستهدف تقويض أسس الحياة البشرية أو تقويض أسس الحياة والهوية الوطنية للمجتمعات، فالمطلوب هو اجراء ((اصلاح وتغيير جوهري وعميق، بكل هدوء وذكاء، في فكر وثقافة واخلاق الشعب ابتداء من اصلاح النخب اولًا)) لتكون نخب عقلانية واقعية راشدة سواء أكانت علمانية او اسلامية او وطنية او قومية أو كانت (بدون)! ، فكل هذه التجربة الكبيرة والمريرة التي مررتُ بها حتى تجاوزتُ الستين أرشدتني للحقيقة المرة الكبيرة التالية وهي أن: ((أصل المشكلة في ليبيا - بل وفي كل العالم العربي - هي في النخب السياسية والمثقفة والمتعلمة أكثر من كونها في الشعوب ذاتها!!))

إن أول التغيير والاصلاح الفكري الذي نحتاج اليه هو في ((فكرنا الديني)) وهو لا يمكن أن يتم إلا على يد عقول مسلمة حريصة على تصفية هذا الدين من (التسيس) و(الأدلجة) ومن الأوهام والاساطير وتفسيرات وأراء البشر وتداعيات الماضي وتجارب اسلام التاريخ!، وهذا يتطلب أولًا تصفية الموروث الديني بطريقة عقلانية رشيدة منضبطة بمنهج سليم، وثانيًا تحديد ما هو ((ثوابت)) من الاسلام أي من تعاليم القرآن وتصرفات النبي وما هو ((خاص بعهد النبي والصحابة)) وظروف مكانهم وزمانهم وعصرهم وبالتالي فهو من ((المتغيرات)) والسياسات والتشريعات السلطانية المتغيرة بتغير الظروف والعصور، وليس من التعاليم والتشريعات الدينية الثابتة في كل زمان ومكان!! فهذا هو الاصلاح الثقافي (الثوري) الأول الذي نحتاج اليه أما الاصلاح الثاني يكون في ((فكرنا السياسي)) على المستوى القطري الوطني ( المشروع الوطني)( النهوض بالدولة الوطنية) وكذلك على المستوى القومي العربي (المشروع العربي)( النهوض بالعالم الناطق بالعربية)، فلا شك أن فكرنا السياسي (الوطني) و(القومي العربي) شوهته الشعارات والافكار القوماوية الثوروية الاشتراكاوية الشمولية والافكار والشعارات الاسلاماوية الأصولية كثيرًا وكذلك شوهته تجارب ثورات الربيع العربي الفاشلة التي اعطت انطباعًا سيئًا جدًا لدى الشعوب العربية عن الديموقراطية والنخب السياسية والأحزاب وحرية التفكير والتعبير بأن شرها وضررها أكبر من خيرها ونفعها بشكل ملموس ومؤلم!، وأن الحكام العرب الذين جرفهم طوفان ثورات الشوارع العربية هم أهون الشرين وأخف الضررين بالقياس للشر والضرر الذي ألحق بهم بمن حل محلهم!!فالشعوب لا تفكر بعقل نظري وبشكل موضوعي مدروس، بل بعقل واقعي وبشكل محسوس!!... وبدون هذا التغيير ((التحتاني الاساسي الجوهري)) في الأدمغة والثقافة والاخلاق العامة ،خصوصًا عند النخب المثقفة والسياسية، صدقوني، سنظل نلف وندور كحمار الرحى في هذا الهراء والهذيان العام ونتخبط في الفشل العام لعدة قرون اخرى ونحن نسمع جعجعة ولا نرى طحينًا الا في الأحلام!.
*******************************








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران: ما الترتيبات المقررة في حال شغور منصب الرئيس؟


.. نبض فرنسا: كاليدونيا الجديدة، موقع استراتيجي يثير اهتمام الق




.. إيران: كيف تجري عمليات البحث عن مروحية الرئيس وكم يصمد الإنس


.. نبض أوروبا: كيف تؤثر الحرب في أوكرانيا وغزة على حملة الانتخا




.. WSJ: عدد قتلى الرهائن الإسرائيليين لدى حماس أعلى بكثير مما ه