الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النازح و المهاجر

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2024 / 5 / 6
القضية الفلسطينية


نؤكد بداية على دأبنا في المقاربات التي نقدمها على الاستناد لما يتناهى إلى العلم عن طريق وسائل الإعلام و بعض المراجع و لما نتوصل إليها بالتفكر ، ينبني عليه أن كتاباتنا لا تعكس تجربة أو تحقيق ميداني و بالتالي هي لا تعدو أن تكون فرضيات فيما يخص مسببات أمور و قعت أو محتملة الوقوع .كان لا بد من هذا التوضيح قبل أن نتناول جلوسا خلف المنضدة ، و بعيدا جدا عن مسرح الأحداث، موضوعا مثل " المهاجر والنازح".
قد لا يمضي أسبوع دون أن تطلعنا و سائل الإعلام في لبنان ، حيث تسود الفوضى الشاملة ، نتيجة توقف العمل في مشروع الدولة الوطنية ،على حصول عملية تشليح ، أو سرقة ، أو قتل ، أو اغتصاب و أن الشبهات تحوم حول أفراد أو عصابة من النازحين السوريين . تكاد السردية الإعلامية في هذه الأمور تتطابق أحيانا مع نظيرة لها في الصحافة الفرنسية و لكن في مخالفات أقل خطرا على العموم ، حيث تتوجه أصابع الاتهام إلى اشخاص ينعتون بالغرباء ، بالرغم من أنهم يحملون الجنسية الفرنسية ،لانهم يتحدرون من عائلات أصولها أجنبية ، هاجرت و أحيانا شجعت على الهجرة إلى فرنسا عندما كان السوق فيها يحتاج إلى يد عاملة. و لكن هذا موضوع آخر ، أو بالأحرى فهم أخر من مفاهيم الذهنية الاستعمارية
من المعلوم في هذا الصدد أنه توجد علاقة خاصة بين لبنان و سورية ، حيث لم يفرق بينهما إلا الانتداب ، الفرنسي ـ البريطاني غداة الحرب العالمية الأولى على المنطقة و ما نتج عنه من نكبات و حروب ، لم تتوقف بعد .
بدأت الهجرة السورية إلى لبنان ، بعد فراغ اللبنانيين من حروبهم ضد الفلسطينيين و تحديدا ضد منظمة التحرير الفلسطينية ، و دخولهم تحت الرعاية السورية ـ السعودية ، حيث تقلص عدد اللاجئين الفلسطينيين ، و توافر مناخ ملائم للعمالة الموسمية نتيجة ، تدفق الرساميل الخليجية و انطلاق المضاربات العقارية ألخ . يمكننا القول أن الهجرة السورية كانت آنذاك مضبوطة نسبيا في حدود عادية . ولكن المتغيرات التي طرأت في سنة 2005 ( اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق ، و خروج ممثلي الدولة السورية و الجيش السوري من لبنان ) ثم تدهور الأوضاع الأمنية و المعيشية في سورية في سنة 2011 (نتيجة الربيع العربي ، الذي تلازم مع حرب دولية تحت أشراف الولايات المتحدة الأميركية و دولتي الانتداب الفرنسي البريطاني بالإضافة إلى تركيا ، و بتمويل قدمته بسخاء دول الخليج النفطي)جعلت هذه المتغيرات الهجرة السورية تتحول إلى نزوح ، كثيف ، تعددت الدوافع إليه . يتكشف ذلك بحسب منظارنا إلى الحرب حيث انقسم حيالها اللبنانيون ، كالعادة ، إلى فصيلين ، انخرط فيها كل منهما انخراطا كليا . نجم عنه أن فصيلا شجع على النزوح من أجل إعداد النازحين للعودة إلى ساحة المعركة ، بينما أستقبل الفصيل الآخر النازحين تضامنا معهم .
مهما يكن فإن اللافت للنظر في هذه المسألة هو أن الدول الأوروبية و الولايات المتحدة الأميركية و المنظمات الإنسانية الأممية و الدولية ، شجعت النزوح السوري ، ماديا ، و معنويا فمارست الضغوط على حكام لبنان من أجل توطين هؤلاء النازحين نهائيا . علما أن إدخال هذا العامل السكاني إلى لبنان سيكون مرادفا لإلغاء صيغة التعايش المتبعة نظريا حتى الآن ، و لدفع العلاقة بين لبنان و سورية في مسار مجهول . هذا من ناحية أما من ناحية ثانية فإنه سيمهد لتوطين اللاجئين الفلسطينيين في أقطار عربية غير مجاورة لفلسطين .
من البديهي ان هذا كله يفتح أمامنا مجالات للتفكر واسعة عن التوطين بعد تلاشي الوطن الأول ، و عن كيفية الاندماج بين الثقافات بدل استبدال ثقافة بأخرى , و لا شك في أن الاستعداد للهجرة أو للنزوح أفضل من مواجهتهما فجأة ، فاحتمالية الاضطرار لهما ممكنة جدا في عالم صار معلوما أنه يجيز إبادة " الحيوانات البشرية " بواسطة القذائف والجوع والعطش و المرض و البرد و الحر !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصحافي رامي أبو جاموس من رفح يرصد لنا آخر التطورات الميداني


.. -لا يمكنه المشي ولا أن يجمع جملتين معاً-.. شاهد كيف سخر ترام




.. حزب الله يعلن استهداف موقع الراهب الإسرائيلي بقذائف مدفعية


.. غانتس يهدد بالاستقالة من الحكومة إن لم يقدم نتنياهو خطة واضح




.. فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران تعلن استهداف -هدفاً حيوياً-