الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى احمد سعدات، لن تنطفيء الجذوة

جبريل محمد

2006 / 12 / 8
حقوق الانسان


عزيزنا الراسف دوما في الاغلال حتى لكأن المخيلة لا تراك الا ومعصميك مقيدتان، عزيزنا الراحل دوما من سجن الى سجن، تحمل الحرية والنار بين ثنايا الضلوع، تكرز بمعمودية الثورة وتقرأ سورة البراءة من الذل والخوف.
عزيزنا الذي يغشى الوغى ويعف عند المغنم، توزع المسؤوليات وتأخذ الصعب منها،، تلزم نفسك قبل الآخرين، وتنسى في غمار الكفاح قرص الدواء ووجبة الطعام، ولا تنسى جوع رفيق، او مشكلة في قرية نسيها كل المترفين.
عزيزنا نحتاج الى صوتك عقلك وضميرك بيننا، نحتاج الى جدية المسؤول ومثابرة العامل، وصبر المحترف على العمل المنمنم، ونحتاج في كل ما نحتاج اليك كلك.
عزيزنا، هاهي الجبهة التي دخلتها شابا يافعا وهي تشق اولى خطواتها، تدخل عامها الاربعين، هي اربعين من عمرك الذي حضرته كل يوم، وهي اكثر من نصف قرن من عمر الحكيم، وكل عمر الشهداء، هي كل عمر ابي علي، وخليل ابو خديجة، هي كل عمر اسحق مراغة، ويوسف غبن، هي كل عمر جيفارا والحايك والعمصي، وهي عمر الاستشهادي الاول رياض امين جابر.
هي الجذوة المتوقدة بين ضلوع الصغار والكبار، وهي البوصلة التي تشير الى حيث يستطيع الانسان بجهده، عرقه ودمه، ان يكن حرا، وآمنا من جوع وخوف، هي بارقة الامل وهي ايضا روح الشعب التواقة للربيع.
لست غير الحر في سجنك، ولست سوى القائد الذي لا ينفك يعاند الجدران والاسيجة محلقا ومحاولا كل المحاولات، لاضاءة شمعة من وهج العين، انت فينا قدوة قبل الموعظة، وانت فينا تجسيد الاستعداد الثوري الذي نحاوله.
تدخل الجبهة عامها الاربعين، لتنضج، لا لتشيخ، ولتعطي شعبنا رأيا وموقفا حصيفا، تدخل عامها الاربعين، لكنها تعاند ظرفا مجافيا في كل الصعد، تحاول بالقليل القليل من العدة والعتاد ان تحفر في صخر المرحلة نقشا، اصيلا، زادها في ذلك انتماء للخير والحق والعدل والجمال، وماؤها سر حياتها، انتماء لنبض الشارع، وجع الفقراء والمشردين وامل الاطفال بغد ينشدون فيه للفراش الراقص على زهر الليمون عند سواحل المتوسط.
يا احمد الذي لا ينام على الاوهام، يا احمد الذي كلله المنهزمون باكليل شوك كي يصلبوه في ردهات المحاكم، كراسي التحقيق، ساحات المعتقلات، ومساومات الضعفاء امام اسيادهم، لست الا طودا شامخا امام قزامتهم، لست سوى الحر الذي يكشف عبوديتهم، ولست سوى الوخز الذي يؤنب ضمائرهم ان بقي في صدورهم بقية ضمير.
يا احمد الذي لم يبع المسيح بثلاثين من الفضة، ولم يؤمن بجواز التحلل من اكراه الطلاق...
يا احمد الذي يجعل الزنزانة مدى واسعا وميدانا
ويرسم الوطن على سحاب سابح كي يغطي كل الكون
يا احمد القائد لك كل الورد والامنيات
لكل كل التحيات الانضباطية وكل نياشين العسكر
لك من طفل وشيخ وشاب خلاصة روح وامنية ان تكون بيننا
ان تكون لنا وان تكون جهيزة تقطع كل الخطابات بفعلك.
فاقبل منا عبق الحب
واقبل منا سورة الكوثر
وعدنا ان لا تغيب طويلا
نحن بانتظارك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العربية ترصد معاناة النازحين السودانيين في مخيمات أدرى شرق ت


.. أطفال يتظاهرون في جامعة سيدني بأستراليا ويدعون لانتفاضة شعبي




.. هيومن رايتس ووتش تدين تصاعد القمع ضد السوريين في لبنان


.. طلاب في جامعة كاليفورنيا يتظاهرون دعمًا للفلسطينيين.. شاهد م




.. بعد تطويق قوات الدعم السريع لها.. الأمم المتحدة تحذر من أي ه