الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وطنية الكنيسة القبطية الارثوذكسية

محمد رجب التركي

2024 / 5 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


ان تاريخ الكنيسة القبطية الارثوذوكسية و منذ نشاتها علي أرض مصر وإلى اليوم، لا تخلو من المواقف الوطنية المشرفة: :
*فققدوقفت الكنيسة القبطية بجانب الدولة فى وجه الحملات الأوروبية رغم أن تلك الحملات قد رفعت الصليب وادّعت الحرب لأجله، وبسبب المواقف الوطنية لهذه الكنيسة القبطية فقد تعرض المصريون المسيحيون للعقابٍ بالحرمان من زيارة الأراضى المقدسة، كما تحمّلوا مصاعب شتّى كلما أكدوا ثباتهم على عقيدتهم الوطنية.
*عندما أراد الملك قسطنطين فى زمن أثناسيوس الرسولى «البطريرك العشرين» تصدير القمح للقسطنطينية، تصدى له القديس بالرفض: «قمح مصر أولى به المصريون»، وهو ما أثار غضب الملك فأمر بنفيه، وكان الأول من خمس مرات نُفى فيها البطريرك.
** طوال فترة الحروب الصليبية، أبلى الأقباط المسيحيين بلاء حسنا بجانب إخوانهم المسلمين، ودافعوا عن التراب الوطنى، ولشدة غضب الصليبيين من عدم تعاونهم، منعوهم من زيارة الأراضى المقدسة خلال احتلالها.
* في عهد محمد على باشا، حيث كانت حبرية البابا 109 "بطرس الجاولى "، فقد زاره في احد الايام سفير روسيا عارضا حماية القيصر للأقباط، فسأله البابا: «هل ملككم يموت أم يعيش للأبد؟» فتعجب السفير وأجاب: قطعا يموت مثل سائر البشر، فردّ البابا: «إن كان قيصر روسيا يموت فإننا نُفضّل أن يكون حامى الكنيسة راعيها الإله الذى لا يموت»، ..فبُهت السفير من حكمته وذهب للوالى الذى سأله عما أعجبه بمصر، فقال: " لم تدهشنى عظمة الأهرامات ولا ارتفاع المسلات؛ بل أثرت فىّ حكمة البطريرك" ..، ولمّا روى له ما حدث فرح الوالى وزار البابا شاكرا موقفه الوطنى، فرد البابا: " لا تشكر من قام بواجبه نحو بلاده".
* البابا كيرلس الرابع لقب «أبو الإصلاح»، وسعى لإنشاء المدارس القبطية العامة والفنية للمصريين جميعا دون تمييز، وكان سابقا لعصره حينما أنشأ أول مدرسة لتعليم البنات عام 1858 سابقًا بذلك دعوة "قاسم أمين"، وسابقا "المدرسة السنية " بنحو 15 عاما.
وكان سبّاقا أيضا بإحضاره مطبعة من الخارج لطبع الكتب ونشر الثقافة، وكانت الثالثة بعد مطبعتى الحملة الفرنسية وبولاق.
* عاصر البابا " كيرلس الخامس" الثورة العرابية سنة 1881 وثورة 1919 وذكرت عنه الكتب والمراجع التاريخية أنه كان رجلا وطنيا مخلصا لبلاده، وطوال سنوات حبريته كانت مشاركته إيجابية في كل قضايا الوطن ..فقد رفض العرض الذى قدمه اللورد " كرومر “ بوضع الأقباط تحت الحماية البريطانية ..كما رفض محاولات اللورد "كتشنر" قبول الكنيسة القبطية حماية كنيسة إنجلترا لها ..وكان رد قداسته على اللورد " يا ولدى إن الأقباط المسيحيين والمسلمين منذ أقدم العصور يعيشون جنبا إلى جنب في البيت الواحد .. يتعايشون معا وفى غرفة واحدة يأكلون من أرض طيبة واحدة ويشربون من نيل واحد ويتلاحمون في كل ظروف الحياة في السراء والضراء ولن يستطيعوا أن يستغنوا بعضهم عن بعض، ولن نطلب نحن الأقباط حماية إلا من الله ومن عرض مصر". .
* ومن اقوال البابا كيرلس الخامس
"مصر ليست وطن نعيش فيه بل وطن يعيش فينا".. "وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن" مقولات وطنية لا يمكن أن ينساها جموع المصريين للكنيسة القبطية الأرثوذكسية فهى مقولات أكدت على وحدة وتماسك وترابط وقوة الشعب المصرى بمسلميه ومسيحيه على مدار التاريخ، فالكنيسة القبطية الأرثوذكسية تتمتع بقدر عالى جدا من الوطنية على مدار تاريخها .. ومواقف أثبتها بطاركة الكنيسة فى كثير من المجالات.
*ولا ننسي البابا كيرلس السادس بعلاقة طيبة مع عبدالناصر، وحينما تنحى الأخير عقب هزيمة يونيو 1967، زاره البابا معلنا تمسكه بالرئيس، الذى استجاب لمناشدته، فدقت الأجراس في الكنائس المصرية ابتهاجا.
* وفى أثناء حرب الاستنزاف أرسل البابا كيرلس السادس برقية للجنود على الجبهة يحثهم على مواصلة القتال .
* وعندما رحل عبدالناصر اصطحب البابا وفدا للعزاء، ورثاه فى بيان شجى، وكتب كلمة شديدة الصدق والإخاء فى سجل التشريفات، كما أعلن تأييد الكنيسة ترشيح " السادات " لخلافة عبد الناصر..
*البابا "شنودة الثالث" أحد أكثر البطاركة انتماء ووطنية، كان له دور بارز فى مؤازرة الدولة فى كل المواقف، وأولها حرب أكتوبر 1973، حيث زار الجنود على الجبهة عدة مرات، ووفرت الكنيسة مساعدات من الأدوية.
ومن أهم مقولاته: «مصر ليست وطنا نعيش فيه؛ بل وطن يعيش فينا».
*البابا "تواضروس الثانى" بعد شهور من تجليسه،و أمام موجة الإرهاب التالية لفض اعتصامى رابعة والنهضة الإرهابيين، قال عبارته الشهيرة: «وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن»، مؤكدًا أن حرق الكنائس تضحية بسيطة يقدمها الأقباط من أجل الوطن. وله مواقف وطنية مهمة فى الأزمات، منها وقت تفجير الكنيسة البطرسية 2016، قال جملته المعبرة: «الجماعات الإرهابية تجردت من المشاعر والإنسانية»،،
وعقب الهجوم الارهابي على مسجد الروضة بسيناء 2017، أعلنت الكنيسة دق الأجراس تضامنا مع اخوتهم المسلمين وحزنا على الشهداء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات بحث وسط الضباب.. إليكم ما نعرفه حتى الآن عن تحطم مروح


.. استنفار في إيران بحثا عن رئيسي.. حياة الرئيس ووزير الخارجية




.. جهود أميركية لاتمام تطبيع السعودية وإسرائيل في إطار اتفاق اس


.. التلفزيون الإيراني: سقوط طائرة الرئيس الإيراني ناجم عن سوء ا




.. الباحث في مركز الإمارات للسياسات محمد زغول: إيران تواجه أزمة