الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حمير الشرق

ريان علوش
(Rayan Alloush)

2024 / 5 / 7
كتابات ساخرة


منذ أن وطأت حوافر الحمار أليخاندرو هذه الأرض المباركة _كما يسميها_ ارتسمت الدهشة على محياه حيث ظل يردد لفترة طويلة، و بطريقة أقرب إلى الهذيان:
لقد قلت لكم سابقا أن بإمكاننا العيش دون لُجُم ودون أرسن، انظروا إلى حمير هذه البلاد كيف وصلوا إلى مرحلة لا يحتاجون فيها لتلك الأدوات.
فيما بعد قرر الحمار أليخاندرو القيام بحملته المعنونة: لا للُّجم، لا للأرسن لحمير الشرق.
لاقت حملته هذه بعض المؤيدين من حمير هذه البلاد، بينما وقف الغالبية منهم موقف الحياد باعتبار أن الأمر لا يهمهم، وقد برروا ذلك قائلين:
إن حمير الشرق لهم ثقافات أخرى والأرسُن جزءا من ثقافتهم.
لكن أصعب ما واجهه أليخاندرو حقيقة كان محاولة اقناع أقرانه من حمير الشرق بالتخلي عن ارسنتهم ولُجمهم التي اصطحبوها معهم ، لأن الكثير منهم رفض ذلك بحجة أن هذه الأرسن تراثهم الذي لن يتخلوا عنه مهما كانت الظروف، إضافة إلى ان مجرد التفكير بالتخلي عنه سيؤدي إلى نبذهم من عشائرهم الحميرية المنتمين لها.
رغم ذلك لم ييأس أليخاندرو فبدأ بمرحلة جديدة من نضاله ضد ارسنة الحمير، وذلك بإقامة المعارض والاعتصامات المصحوبة بالصور والفيديوهات عن ضحايا الأرسنة في الشرق
كان التجاوب مخيبا للآمال خصوصا من قبل اقرانه القادمين من الشرق حيث ان اغلب من حضر كان يطوق رقبته برسن، أو يزين ظهره بسرج، وهذا ما أحرج الحمار اليخاندرو امام الصحافة التي تناولت الموضوع بسخرية.
في الأسبوع الماضي، وبعد أن تقدمت بطلب توظيف لأحد المعامل اصطحبت الحمار أليخاندرو كمترجم.
رحب صاحب المعمل بنا كثيرا باعتبار ان الحمار أليخاندرو بات حديث الساعة على الإعلام .
في البداية شرح لنا صاحب العمل عن ظروف العمل والمصاعب التي يواجهها جراء المنتوجات الرخيصة التي تصنع في دول الشرق الأقصى.
لكن أليخاندرو قاطعه متسائلا:
لقد فوجئت صراحة بوجود هكذا معمل في بلادكم لأني لم ألحظ أي حمار من حميركم يرتدي هكذا منتوجات!!
ضحك صاحب العمل ثم قال:
يا أليخاندرو إن منتوجاتنا ليست للاستهلاك المحلي، إنها للتصدير فقط.
عقب أليخاندرو قائلا:
و حسب ما اعلمه ان السياسيون ووسائل الإعلام في بلادكم يرددون ليل نهار عن خطورة هذه المنتجات وضرورة التخلص منها.
اجابه صاحب العمل مبتسما:
يا عزيزي دعك من السياسيين ومن الإعلام ، ما يقولونه شيئ، وما نفعله شيئ آخر، لأن جزء كبير من اقتصاد بلادنا قائم على تصدير هكذا منتجات.
بدأ قلبي يخفق بشدة بعد ان ترجم لي أليخاندرو ما قاله صاحب المعمل .
كان ذيله يهتز بعصبية عندما وجه له استفسارا أخيرا حول أكثر البلدان التي تستهلك هذه الأرسن واللُجم.
اشار صاحب العمل باصبعه على خريطة معلقة خلفه، ثم رسم أشبه بدائرة كبيرة تمتد من المحيط الاطلسي غربا حتى حدود الصين شرقا ثم قال :
إن هذه البلاد هي اكثر البلدان استيرادا للأرسن واللُجم، فالمستوردون ليسوا جهات رسمية فقط، وإنما أيضا جمعيات دينية وحتى سياسية أيضا.
خرجنا من المعمل بعد أن رفضت مباشرة العمل تضامنا مع أليخاندرو الذي فقد النطق ,وكأن الصدمة التي جلعت وجهه مكفهرا أخرسته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - الزمالك كان في زنقة وربنا سترها مع جوميز.. النا


.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ




.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين


.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ




.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت