الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هواجس ثقافية 160

آرام كربيت

2024 / 5 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


المصالح فوق الديمقراطية
عندما تتعارض المصالح مع الديمقراطية تنتصر المصالح.
الديمقراطية شكل من أشكال إدارة الدولة، بمعنى، ليست جزءًا من تكوين الدولة.
لا شك أن الديمقراطية شكل متقدم في إدارة الدولة، بيد أنها ممكن تتطور إلى قدام، وممكن تتعرض للنكوص والانهيار.
في هذه الحرب، ما هي مصلحة أوروبا السياسية والاقتصادية؟
لمصلحة من تحارب؟
اليوم نعاني من ارتفاع الأسعار الجنوني في السويد، وانحدر دخل الفرد إلى النصف، لهذا نقول:
إلى أين يذهب هذا الجنون الديمقراطي، لماذا أغلقوا باب المفاوضات، لماذا الدفع باتجاه المزيد من الحرب؟
هذه اسئلة أكثر من مهمة؟
هذا التدمير الممنهج والمدروس بدقة من قبل صناع القرار في الولايات المتحدة يتجه نحو تدمير البناء العام لدخل الفرد العادي في الدول الديمقراطية، عبر أخذ العائدات المالية والضرائب ووضعها في غلة القطاع العسكري.
نحن أمام تحولات درامتيكية سريعة ومدمرة.
أكيد الجميع سيرمي المشكلة على روسيا، وينسوا أن روسيا جزء من المشكلة وليس كلها.
أكيد أن بايدن الخرفان مبسوط أن شركات السلاح اليوم راضية عن أداءه، وربما تحوله إلى رمز وتضع اسمه على شيء غواصة أو حاملة طائرات أو على منجم فحم.
ولد عالمنا مريضًا بجنون العظمة والارتياب، ولن يتوقف إلا بفناء البشر كلهم.

في السجن
في العام 1988 جاء أخي في زيارة خاصة إلى السجن الكائن في عدرا بدمشق.
وكان قد مضى على وجودي في ذلك المكان حوالي ستة أشهر،
سألني:
ـ متى ستخرج من السجن، والدتك تكاد تموت عليك حزنًا؟
قلت له:
ـ سأخرج من السجن عندما يموت الرئيس. قال:
ـ شو هذا الحكي، ستبقى إلى أن يموت الرئيس؟
ـ نعم، لن نخرج إلى ذاك الحين.
أخذني رفيق لي اسمه، أمين مارديني، ابو عبد الله إلى طرف، وضع يده على كتفي بطريقة ودودة واخوية جدًا.
قال لي:
ـ عندي كلام أريد أن أقوله لك.
ـ تفضل يا ابو عبد الله.
قال:
ـ المساعد الذي كان معك في الزيارة الخاصة، قال لي محذرًا؟
ـ ماذا قال:
ـ قال:
ـ أخبر صاحبك المجنون أن لا يقل هذا الكلام الخطير أمام أي عنصر في الجهاز، ما قاله خطير للغاية، أنا كنت أرجف من الخوف من هذا الكلام الخطير للغاية عندما نطقه، يقول لن يخرج من السجن إلا بموت الرئيس، من الجميل لم يكن هناك غريب بيننا. أرجوك أن يصمت وأن لا يقل لأحد ما دار من حديث بحضوري، لأني سأذهب إلى بيت خالتي معه.
ليس كل السجانين سيئين، وليس كل ما نراه نقدر نحكم عليه دون تجربة.
كانت علاقتهم مع الكثير من السجناء فيها مودة وأخوة، ويشربون المتة معًا ويتبادلون أطراف الحديث عن حركة الشارع والناس، وكانوا يجلبون لنا الكتب والأقلام والدفاتر خفية، والخرز والخيطان، ويبيعون ويشترون لنا ما نريده.

المشكلة
المشكلة أن الحوار بيننا غير مجدي، تحددت القناعات عند الكثير من الأصدقاء، أما مع أو ضد.
في السياسات الدولية الجميع ينطلق من موقع المصالح. بالله عليكم، من الذي جلب اسرائيل الى المنطقة ووطنها وطرد سكانها؟ من يدعمها؟
من يدعم اسرائيل للإبقاء على الجولان والقدس تحت السيادة الاسرائيلية؟ من احتل الصومال وفيتنام وافغانستان والعراق مرتين، مين جيشه لا يزال في كل مكان ومخابرات أقوى مخابرات في العالم، أليست الولايات المتحدة؟. ما دام هناك سياسة لا يوجد مبادئ واخلاق، لا عند روسيا ولا عند الولايات المتحدة. ثم أن روسيا اليوم دولة امبريالية، والصراع بينها وبين بقية الدول يشبه الحرب العالمية الأولى، حرب الامبرياليات، حرب على المصالح.
لا شك أن السويد دولة رائعة جدًا، يا ريت الولايات المتحدة تكون مثل عشر السويد.
في السويد حياتي مؤمنة وأنا سيد نفسي، وأعرف حدودي، أين تبدأ في هذا الوطن الجديد وأين تنتهي.
سأقول:
الحل اليوم هو في يد امريكا، هي التي تستطيع أنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، لا، ليس اليوم وأنما منذ بداية الحرب وقبلها بسنوات.
أنا لا أدافع عن روسيا، ولا مصلحة لي في الدفاع عنها.
سأسأل الجميع:
عندما عرض بوتين على الرئيس كلينتون الانضمام الى الناتو، لماذا لم يقبل؟ ولماذ تلجأ امريكا إلى محاصرة روسيا؟ ألم يكن بالإمكان احتواءها؟ ألم يكن بالإمكان ضمها الى الاتحاد الاوروبي مثل بولونيا أو المجر، لو قبلت الولايات المتحدة؟
الولايات المتحدة هي التي جلبت هذه الأنظمة إلى السلطة، وعلمتهم كيف يلتفون إلى اليسار ويشتمون اليمين، أول انقلب في سوريا كان حسني الزعيم، ثم الشيشكلي، وكان بدعم ومباركة امريكا، ولم تخفي دعمها لهما.
وقالت نحن دعمنا عبد الناصر والخميني وكمان دعمت الانقلاب على حكومة مصدق في ايران وفي تشيلي.
لقد قامت بثمانين انقلاب عسكري في العالم، واعادت انتاجهم مرة بعد أخرى. بعدين في سوريا كل أسبوع كنا نرجم روسيا واعتبرناها مجرمة.
إذا كان لدي شيء من الماضي لقلته، لأنني لا أخاف من أحد ولا لأي انسان سلطة علي.
لقد طلقت الشيوعية منذ كنت في السادسة عشرة من العمرتنظيميًا، وهاجمت لينين عشرات المرات والثورة البلشفية على هذه الصفحة.

العنف المعنوي واللغوي
أغلبنا يظن أن العنف المباشر، الضرب، هو القاسي، بيد أننا ننسى أو نتناسى أن العنف اللفظي واللغوي هو الأقسى، لأنه مكمل للمؤسس، أي العنف المباشر.
العنف اللفظي واللغوي هو الأعنف لأنه يترافق مع الإهانة والشتائم والاحتقار والإذلال للآخر.
التحقير يترك أثره في النفس طوال الحياة، يقزم الإنسان المعنف، يزرع فيه عدم الثقة بالنفس، وينزع عنه احترامه لنفسه، ويتعامل مع الأخر وفق مبدأين، أما فوق أو تحت.
وتفترق النفس عن النفس، يعيشان مستويين متفارقين، أنا الذي لا أثق بنفسي، وبالأخر، أريد أن أعزز من مكانتي ونفسي أمام هذا الأخر، على أنني محل احترام وتقدير.
يقدم نفسه، خارج، على أنه محترم وموضع تقدير، ومع الداخل، داخل ذاته، لديه اعتقاد راسخ على أنه تافه ورخيص ومكسور ومهزوم.
أغلبنا عاجز عن اتخاذ قرارات تمس حياتنا، لأن ما حدث ويحدث لنا يجعلنا مترددون، ضعاف، لا رؤية دقيقة لنا.
إننا نتلقى في البيوت منذ طفولتنا المبكرة، في المدارس، في الشارع، العنف اللفظي، فيخرج لنا جيل عنيف، خارج، ورقيق وطيب ومهزوم، داخل.
ودائمًا، يتداخل العنف المباشر مع العنف اللفظي: يا تافه، يا غبي، أنت ما تفهم، طول عمرك حمار، يا كسلان.

عرج الجوى
في عملي الجديد الذي نشر، روايتي، عرج الجوى، رواية عن الطفل العربي، أعلنت بصريح العبارة أن المدارس هي ثكنات عسكرية أو سجن مغلق لا يخرج إلا طلاب نمطيين.
بعد إكتشاف الإنسان لعلم الاجتماع وعلم النفس، استخدما عمليًا من قبل السلطة في الإصلاح الممنهج لتدمير النفس الإنسانية والإبداع لتبقى خاضعة ضعيفة، لا تملك أدوات التمرد والثورة على الواقع.
إن الثكنات السياسية المجسدة بالجامعة والمدرسة والروضة هي لإنتاج جيل يتلقى المعلومات، والأفكار الجاهزة الموضوعة أمام التلميذ أو الطالب ليتلقاها بشكل ببغائي.
تبدو المدرسة من الخارج عملًا مفيدًا تخرج أجيال مهذبة ومتعلمة، بيد أنها إحدى أكثر أدوت القمع تدميرًا لقدرات الطفل الإبداعية ولحياته وسلوكه وتطلعاته.
إنها توجيه من الأعلى لإنتاج جيل خاضع مغرق في المعلومات المسبقة الصنع، نمطي يتحرك وفق مواصفات مرسومة أمامه بدقة.
هنيئًا لنا في إنتاج جيل مدجن ضعيف يأكل ويشرب ويتناسل بفرح.
إن المدرسة إعلان النكوص والمراوحة في المكان والبقاء فيه وعدم الإقدام على التغيير.
إن يبقى كل شيء خامدًا وتموت الثورة والتمرد في قلب الإنسان. إنه عودة للتذكير الدائم أن يبقوا كل شيء في مكانه، في موقعه أو موضعه.
إنه خوف السلطة على نفسها من المستقبل.

الجهاد
في هذا العصر يجب أن لا نأخذ كلمة الجهاد دون حمولة سياسية واجتماعية واضحة, ووفق برنامج سياسي واضح المعالم ينسجم مع مطالب المجتمع وحاجاته السياسية والاجتماعية والاقتصادية. ودون ذلك لا يصلح الا كمزاد عاطفي.
حتى برنامج اسقاط السلطة يجب أن يكون وفق برنامج معاصر, يتعلق بالدولة, ونمط الحكم وشكل إدارتها, الدستور, المؤسسات المعاصرة, فصل السلطات.
هل لدى جبهة النصرة, دولة الشام والعراق, هدف محدد يتعلق بوضع المجتمع ومستقبل الوطن؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نادين الراسي.. تتحدث عن الخيانة الجسدية التي تعرضت لها????


.. السودان.. إعلان لوقف الحرب | #الظهيرة




.. فيديو متداول لحارسي الرئيس الروسي والرئيس الصيني يتبادلان ال


.. القسام: قنصنا جنديا إسرائيليا في محور -نتساريم- جنوب حي تل ا




.. شاهد| آخر الصور الملتقطة للرئيس الإيراني والوفد الوزاري في أ