الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف و لماذا و من يصنع الطغاة؟

الحسن من محمد بن عامر بن صالح

2024 / 5 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


جاء في احدى المقالات الشيقة"اننا شعوب نصنع طغاتنا في ظروف اجتماعية ونفسية خاصة وضعناها ببواعث الخوف والتوجس وغياب الرفض فينا، فالطغاة يصنعون لا يولدون، ولا ينمون الا في بيئة التخلف والجهل وقلة الوعي والركون الى زعيم يجعلون منه مستبداً له كل الحقوق وليس عليه اية واجبات، ففي ابجديات التنمية الثراء حاصله ثراء والتخلف حاصله قبول بالطغيان والظلم..."
بينما الحقيقة هي ان صناعة الطغاة صناعة فكر سياسي مسيحي بامتياز، جاءت عبر البعثات التبشيرية المسيحية،المطرودة من الساحة السياسية و الاجتماعية الغربية بالقوة تحت شعار اشنقوا اخر ملك بامعاء اخر قس،حيث تخلص الفكر العلماني الحديث من ظلم و بطش هيمنة حلف الملك و القس،التي كانت أهم اسباب ضعف المجتمعات الغربية في مواجهة شر و ذل و اهانة الفتوحات العثمانية،و حيث الغرب المنافق لم يستطع التخلص كليا من حلف الملك و القس،مهما خوض معارك دامت حوالي ثلاثة قرون بين العلمانية و حلف الملك و القس، لم يجد امامه سوى تمويل و توجيه شر الفكر السياسي المسيحي الى المجتمعات المستهذفة بالاستعمار،حيث ضرب عصفورين بحجرة واحدة، من جهة تخلص من شر هيمنة حلف الملك و القس من سياسته الداخلية،حتى استطاع خلق انظمة سياسية تناوبية ديمقراطية ،على الاقل على صعيد مجتمعاته الغربية، و من جهة استخدم شيطنة الفكر المسيحي كأداة استعمارية جد متفوقة في غزو عقول الحكام و النخب الدينية و الاقتصادية و العسكرية العربية،حيث استطاع شحن عقولهم بفوائد الحكامة المطلقة، أي بكعكة حكامة التوريث السياسي، التي ضمنت للحاكم استمرارية توريث عرش الحكامة دون منافس،و ضمنت للنخبة العربية الاستفادة من كعكة المنافع الريعية،و ضمنت للنخبة الدينية استمرارية قداسة ألسنتهم ,,ادن صناعة الطغاة صناعة مسيحية بامتياز، اما النخبة العربية فهي تدافع عن استمرارية الطغاة ،مقابل ضمان استمرارية الاستفاذة من كعكة المنافع الريعية ،المتمثلة في استدامة المناصب الادارية العليا، و في خلود الزعامة السياسية و النقابية و في الاستفادة من اموال الصناديق السوداء و في كل ما يحقق الاغتناء السريع الغير المتعب،اما الشعوب العربية و الاسلامية عموما فهي مجبرة ان تعيش على ايقاعات ثقافة الغباء المفبركة من طرف الحكام و النخب،المتحكمين في كل اساليب و وسائل التثقيف، من ثقافة الاقتصاد الغير السلوكي الى ثقافة افينة الخطاب الديني مرورا بثقافة التعليم المصرفي,,اما عن لماذا صنع الغرب الطغاة ؟فالجواب هو ان الغرب شبه مقتنع بان تشبث الطغاة بتوريث عرش الحكامة و تشبث نخبهم بكعكة استدامة المناصب الادارية العليا و خلود الزعامة السياسية و النقابية و اموال الصناديق السوداء وتشبث الفقهاء بقداسة ألسنتهم ،بالاضافة الى عجز الانظمة السياسية عن متابعة و محاسبة المفسدين الماليين و السياسيين,,،سوف يلهيهم و يشغلهم عن القيم الوطنية و الهوية الاسلامية ، و يشغلهم بردع الشعوب المسلمة ،حتى لا تفكر الشعوب في اعادة نشر الاسلام بالسيف ،و كأن الشعوب هي التي تفكر و ليس الحكام و النخب,,,ان الغرب هو من صنع الطاغة و ان النخب العربية هي من تدافع عن استمرارية الطغاة ،اما الشعوب العربية و المسلمة عموما فهي كبش فدى سياسة صناعة الطغاة,,,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات بحث وسط الضباب.. إليكم ما نعرفه حتى الآن عن تحطم مروح


.. استنفار في إيران بحثا عن رئيسي.. حياة الرئيس ووزير الخارجية




.. جهود أميركية لاتمام تطبيع السعودية وإسرائيل في إطار اتفاق اس


.. التلفزيون الإيراني: سقوط طائرة الرئيس الإيراني ناجم عن سوء ا




.. الباحث في مركز الإمارات للسياسات محمد زغول: إيران تواجه أزمة