الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تراجيديا سقوط الانظمة العربية التقدمية-3

مكسيم العراقي
كاتب وباحث واكاديمي

(Maxim Al-iraqi)

2024 / 5 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


1-- استكمال المسببات الاخرى لتداعي تلك الانظمة واسباب سابقة يتم تحديدها الان بشكل اوضح:
2—امور اخرى مهمة

(1)
8. بطالة مقنعة وادارات بائسة وقيادات عسكرية متخلفة وانظمة تدور حول نفسها في مدارات مرسومة سلفا او مدارات عبثية لايعرف احد اين ستنتهي, وقياداتها مصابة بحب الظهور والتفاخر والتباهي وجنون العظمة والدموية كثيرا وتقديس الشعارات وليس الاهداف او الوسائل وعدم فهم الممكن واللاممكن ولافهم عميق للوسائل الحقيقية والوسائل الوهمية! ولافهم للمتغيرات الدولية وامكانات دولها!
9. عدم التفكير باعداد اجيال جديدة للقيادة وتعزيز دور المواهب والنوابغ من الشباب اومدارس المتميزين لتسليمهم قيادة الدولة مستقبلا, بل سلمت او بدات بتسليم ابناء الحاكم والاقرباء من الاغبياء والعاهات او انصاف الاميين والجهلة مقاليد الامور من اجل استمرار ذلك الارث المتخلف العشائري والقبلي ..باعتبار ان الدولة هي ملك لذلك الحاكم وارث لعائلته من قبله!
هذا الامر, امر حكم العائلة والعشيرة يتعلق بالجزء الشرقي من تلك الانظمة مع ليبيا في الغرب!
وهكذا بدات تلك الانظمة تدور في حلقة مفرغة خارج التاريخ والجغرافية والمنطق وانتهت الى تلك النهاية الماسوية غير ماسوف عليها!
10. اصبحت تلك الدول منتجة وطاردة للكفاءات بشكل متزايد مع زيادة ازماتها ومشاكلها الاقتصادية وانعدام الديمقراطية والحرية فيها.. ثم تحولت الى دول طاردة للكفاءات لانها لم تعد تنتج شيء بعد كل الخراب الذي وقع والتخريب المتعمد لكل مناحي الحياة.
كل كفاءة على الاغلب تحتاج الى حرية وتقدير ومدخول جيد واحترام وسلام وامن وذلك غير متوفر على الاغلب لكون تلك الدول هي دول متازمة دائما .. وعندما تكون تلك الدول بهذا الوضع تتضائل اي فرصة للتقدم الحقيقي! اي ان التقدم بحاجة الى سلم دائم او الى ديمقراطية حقيقية وتنمية وتطور ورفاهية وتاكيد على النوع لا على الكم (الذي سارت عليه تلك الانظمة على الصعيد الداخلي) كما هو حال اسرائيل!
11. الانفاق العسكري المذهل دون الاهتمام بترقية الانسان المقاتل وتطوير التقنيات والاستخدام الامثل للسلاح والحفاظ عليه وتطويره ورفع المستوى العملي والاداري والقيادي لان الوساطة والمناطقية والحزبية وغيرها هي من تحدد من يشغل المناصب القيادية ومادونها, التي هي عماد الدولة الفعالة ان كانت تقودها للتطور او للتخلف!
وهكذا راينا تلك الجيوش في كثير من الحالات تترك دباباتها المتطورة الغالية والياتها وتهرب حتى دون ان تقوم بتدميرها خشية وقوعها بيد العدو ليستخدمها ضدها!!
لان قادتها على الاغلب اغبياء وجهلاء ومتعجرفون وادارتها متخلفة وادارياتها ودعمها اللوجستي فقير ورواتبها منخفضة وقضيتها لم تعد تومن بها! وهي تقاتل تحت نظام فاشل عشائري او قروي وضع العشيرة والعائلة فوق الدولة وتركهما يستهتران باعلى درجاته بلا قانون ولاعدل ولارادع..
لابل ان تلك الجيوش لم يجعلها شي اخر تتماسك وتستمر في القتال الا الاعدامات والقمع والتصفيات وعقاب الاهل! والمغريات المادية, ودون ان تقاتل بشكل عام (عدا حالات خاصة) بداعي الدفاع عن الوطن او الحرمات او الاهداف الوطنية الواضحة مع ان تلك الجيوش كانت افضل كثيرا من حيث الاداء والقوة والتدريب والعمل من الجيوش التي تلت مرحلة تدمير تلك الانظمة وانتاج جيوش جديدة كسيحة غارقة في الفساد والمحسوبية والرشوة والتامر وسيطرة المدنيين المتحزبين من المرتبطين بالخارج وقد كانوا من سقط المتاع!

12. رغبة عارمة بتدمير الامكانيات والدخول في مغامرات من اجل:
- البطولات الشخصية للحكام لكي يتذكرهم التاريخ!
- تحقيق الوحدة العربية ليكون مثلا عاطفيا ملهما للعرب في دولهم النائمة الاخرى.
- عدم تحقيق تقدم اقتصادي واجتماعي عالي, اي الابقاء على مستوى من التخلف لتسهيل تحقيق الوحدة العربية بين دول عربية متخلفة لان انجاز الوحدة بين دول غنية واخرى فقيرة سيكون شبه مستحيل!
وقد قال صدام مرة مامعناه ان تقدم العراق وحصول تفاوت كبير في المستويات الاقتصادية مع دول عربية اخرى, يجعل الوحدة العربية صعبة بين الدول العربية! والوحدة مع اليمن, كما ذكر ذلك!
مع العلم ان تحقيق التقدم الاقتصادي والمعاشي الكبير وفق مستويات دول الخليج العربي يجعل الدخول في الحروب والمغامرات والحصار امرا صعبا بالنسبة للشعب! وكذلك الوحدة مع الفقراء او الاغنياء كذلك!
13. الاعجاب بالثقافة المصرية والثقافة البدائية وثقافة ماقبل الدولة:
كان هولاء الحكام معجبين بالثقافة المصرية وهي في جوانب منها جيدة وبعضها الاخر كارثي.
تلك الثقافة والفن والادب يعكس واقعا معيشيا مريرا وامراض وعلل خطيرة في المجتمع كانت تتحدث الافلام المصرية والمسلسلات عن تجار المخدرات والخيانات والغدر والتزييف للعملة وغيرها والوثائق الرسمية وصعوبات الحياة والتقشف التي يحياها المصرون ولم يكن كل ذلك موجودا في العراق مثلا, او اغلبه.
ثم جرى التركيز على المسلسلات البدوية اي ان اي ثقافة متجددة تقدمية وطنية وقومية حقيقية لم يتم انتاجها عدا الاناشيد الحماسية الفارغة من محتواها العملي الا لفترة الفورة العاطفية وكانت بعيدة عن الواقع! وهيمنة الفاسدين والانتهازيين! ومسلسلات او افلام دعائية لانفع منها لاتستند الى الواقع.

(2)
امور مهمة مختصرة
1. التطبيل والتزمير للقائد الذي اختزل الدولة والثورة والحزب واصبح شعاره انا ربكم الاعلى! كنتاج للنفاق الاجتماعي للمجتمع الذي نفخ القادة وجعلهم الهه, وهو انعاكس اخر للارهاب الذي مارسته تلك الانظمة ضد شعوبها, مما جعلها تسارع للانتهازية والتلون من اجل البقاء وتجنب البطش الذي كان احيانا دون اي داع!
ان الانتهازيين في الدولة والمجتمع والحزب لعبوا دورا خطيرا مخزيا ولم تكن هناك اي وسائل لايقاف تلك الجراثيم ولااختبارها او ابعادها لان الحاكم نفسه كان يطرب للمديح, والمديح يفسد الحكام.
2. سحق كرامة الانسان وعدم احترام التعدد السياسي حتى في اطار الفكرة الواحدة كما حصل عندما سحق البعثيون حتى زملائهم القوميون من الناصريين وغيرهم!
3. اجراءات الطواريء التي لاتنتهي بسبب الحروب والازمات المستمرة والصراع الساخن المستمر مع الاخرين, حطمت الحياة الانسانية الحقيقية.
4. اجهزة اعلامية بائسة متخلفة عديمة الكفاءة اساءت حتى لفكرة القومية العربية والتقدم الاجتماعي والاشتراكية والتقدم والعلمانية.
5. اجبار الناس على الانتماء للحزب الواحد والتحول لارقام واداوت وقسم منهم تحول لطبالين وزمارين.
6. حصول الحزب على مغانم الدولة لحد ما وان كانت اقل كثيرا مما حصل بعد سقوط تلك الانظمة.
7. عدم الاعتماد على دراسات مفصلة ومراكز بحث متقدمة وخبراء محليين او اجانب اكفاء لتقييم الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي لتحقيق التقدم العلمي والاقتصادي.
8. لاوجود لتخطيط ستراتيجي بعيد المدىّ ولاوجود لطول النفس الذي تمارسه الصين مثلا او الغرب احيانا في معالجة مشكلاتها العضوية او مشكلاتها مع اعدائها, بل ارادة القائد الاوحد التي تخضع لمزاجية مريعة او لعقد نفسية او مسلمات قروية وعشائرية واجتماعية.
والحروب الجانبية العبثية والتجارة بفلسطين والقومية وحتى الدين والاشتراكية والحرية والوحدة.
9. لاوجود لفلسفة وفكر وثقافة متجددة وراسخة تومن بحرية الانسان الشخصية والايفاء بمتطلباته الضرورية.
وعدم وجود ثقافة جامعة حقيقية او ثقافة الدولة الحقيقية القوية لحد كبير وموسساتها الاساسية المستقلة الفاعلة.
10. شيوع العنف في المجتمع ووجود القيم العشائرية والطائفية والمناطقية والتفاخر بها وتشجيع تلك الانظمة احيانا ودعمها لشيوخ العشائر عند ضعفها!
وشيوع ظاهرة البطالة المقنعة في الدولة وقلة انتاجية العامل والموظف واصبحت الان بعد سقوط تلك الانظمة كارثة كبرى مدبرة لتدمير الوطن والدولة.
11. لم يتم الاستفادة من عوائد النفط بشكل كبير كما لم يتم ترفيه الانسان ليتمسك بالنظام السياسي كما يتمسك الخليجيون بحكامهم.
12. عدم وجود حلف او تعاون مع الغرب المتقدم كما تفعل دول الخليج العربي او حتى الاستفادة من العلوم والتكنلوجيا الغربية من خلال وسائل غير مباشرة.
13. عدم الانفتاح على الخارج لاسباب الطواريء والحروب ومنع الناس من السفر احيانا ولمدد طويلةمما ادى الى عدم احتكاك الناس بالمجتمعات المتطورة وتابد التخلف وهذا امر تحرص عليه كل الانظمة التي جاءت بعدهم.
انهم مثلا يهتمون بالطغم الحاكمة من حملة الجوازات الدبلوماسية والقواويد والقوادات للمتع والبزنس في الخارج ونقل اموالهم واهمال عقد اتفاقيات للسماح للمواطنين بزيارة الدول الاخرى! والجواز في تلك الدول لايساوي الورق الذي يطبع به!
14. طول فترة الخدمة الالزامية التي سحقت اجيال واجيال وسحقت حتى الاقتصاد او ماتبقى منه.
15. لاوجود للقيادة الجماعية الحقيقية او حتى شبه قيادة جماعية حقيقية بل افراد يتسيدون ومن ثم تجري تصفيات مستمرة, تحول الاخرين الى مجرد عبيد مذعورين همهم البقاء ولو تحولوا الى قرود.
16. تحول الحزب الى دولة والطائفة الى دولة والمدينة او المنطقة او القرية الى دولة والعشيرة والعائلة!
17. لاتركيز على الخطر الحقيقي الداهم الذي بدا يتشكل من دول الجوار العربي تركيا وايران واثيوبيا الخ ولا تفكير في المصالح الجوهرية مثل الامن المائي والغذائي والصناعي!
18. الصراع بين تلك الدول والدول الرجعية العربية التي شعرت بالتهديد منها بعد حملة العداء ضدها!
19. الثقافة التاريخية البالية مثل الاعجاب بصلاح الدين الايوبي ومحاولة تكرار دوره دون النظر للظروف والامكانات والوسائل لدول عربية, يكون الحاكم عظيما ان حافظ على حدود دولته وبقائها كما حدث من تداعي لحدود العراق والسودان وسوريا بسبب نظام صدام وغيره فضلا عن الخسائر والتدمير والدماء!
20. دخل الحكام في اطار الثقافة الدينية التي ادت لثقافات طائفية متناحرة متشرذمة ادت لخراب الاوطان فيما بعد لانها انتجت القاعدة المادية والنفسية والمعنوية لمن جاء بعدهم من حثالات الاسلام السياسي, والاعداد للحملات الايمانية التي اسست للاسلام السياسي الذي جاء بعد ذلك على ظهور الدبابات الاجنبية.
21. ظهور طبقة متضخمة من ابناء واقارب وعشيرة القائد وتسيدها على كل شي مع الزمن الى الحد الذي خنقت المجتمع وضاع العدل والمساواة مما ادى الى اضمحلال الروح الوطنية!
22. عدم الاهتمام بالامكانات الهائلة الزراعية او الصناعية او التجارية او السياحية لتلك الدول واهمال تلك القطاعات.
23. سيطرة الريف على المدينة بهجرات مريعة جراء عدم الاهتمام الملفت للنظر بالقرى والقرى العصرية والقرى الانتاجية والقرى الصناعية او المدن الصناعية والزراعية.
24. شيوع ثقافة العنف وامتلاك السلاح وتوزيعه على شكل هدايا مما ادى حل النزاعات بتلك الطريقة مع اضمحلال دور الشرطة والقانون في حل المشاكل فاصبحت تلك الدول غابات! او اسست لذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران: ما الترتيبات المقررة في حال شغور منصب الرئيس؟


.. نبض فرنسا: كاليدونيا الجديدة، موقع استراتيجي يثير اهتمام الق




.. إيران: كيف تجري عمليات البحث عن مروحية الرئيس وكم يصمد الإنس


.. نبض أوروبا: كيف تؤثر الحرب في أوكرانيا وغزة على حملة الانتخا




.. WSJ: عدد قتلى الرهائن الإسرائيليين لدى حماس أعلى بكثير مما ه