الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هواجس ثقافية 161

آرام كربيت

2024 / 5 / 8
الادب والفن


الديمقراطية
الديمقراطية على المستوى الفردي تقول، عليك أن تتقبل رأي الأخر برحابة صدر.
إن لا تجيش نفسك أو غيرك على رجمه أو طعنه أو نبذه.
عليك أن تأخذ مسافة، تحاوره، ولا مشكلة أن تناقشه.
إن إهمالك له، أو رجمه في السر أو العلن يدل على العدوانية في داخلك، وأنك تختزن تكوينًا نفسيًا عصابيًا يحتاج إلى علاج.
تعامل مع النص، أنه نص عائم في الفضاء يحتاج إلى يد حنونة توقظه من عيوبه، حاوره كما تحاور طفلك الصغير، بفرح ورحابة صدر، بالرفقة الحسنة.
تعامل مع النص كأنه صديقك، أخوك، وبهذا الحوار ستستطيع أن تكتشف العيوب والنواقص فيه.
الغضب لن يدخلك إلى بيت العافية، بل سيبعد عنك حاجتك إلى المعرفة.

عري التاريخ
اليوم التاريخ كله يتعرى، ولا وصي على الحقيقة.
اكشفوا الغطاء كله أمامنا، نحن قادمون.
فنلقف أمام التاريخ، وندق بابه، ونعلن كل شيء على الملأ، أن لا نخفي حقيقتنا.
المطلوب من الجميع أن يتسلح بالثقافة والحجج والبحوث والفلسفات، ليرشف منهم القوة والحجج.
فالتاريخ الذي مات سيجري احياءه، وسيحاكم كل من قتل أو غزا أو سرق أو سبا الضعفاء والمقهورين.
هذا ليس موجها ضد أي جهة محددة، أنه بحث عن الحقيقة.
والحقيقة عطشانة، أنها في قلوب وأرواح الناس الذين قتلوا على يد السفاحين.
المطلوب من الضحايا، المهزومين أن يدقوا أبواب التاريخ، ليفتحوه، ليخروجوا منه معلنين عن أنفسهم أنهم ما زالوا على قيد الحياة.

الديمقراطية والدين
إذا كنت تحب دينك وتؤمن به، فلتكن الديمقراطية هي نهجك في الحياة، لأنك ستفتح نوافذك على الحرية سواء شئت أو لم تشاء.
أما إذا كنت تخاف على دينك، هويتك، فهذا يدل على عدم ثقتك بهذا الدين، لأنك تعلم علم اليقين، أن الديمقراطية فضاء مفتوح على الحرية والعلن، لهذا فإنت تفضل السر، لتبث خرابك بين الجهلة مثلك.
لم يعد هناك أي سر في عالمنا المعاصر، الرياح ستهب عليك وأنت في فراشك، وأنت في حمام منزلك، وفي اللحظة الحميمية مع الشريك.
لا تخف رأسك في الرمال كالنعامة، فمؤخرتك ستتنكر لك وتذهب لمصاحبة نهر الحياة الجارف، وتأخذك إلى كل التيارات القائمة، وستجبرك في الانفتاح على العالم.
إذا كنت تعتقد أن التمترس بالدين، بالقوقعة، سينقذك من الهزيمة، فأنت غلطان، هذا التمترس هو مقتلك.
لم تعد كبيرًا كما كنت في الماضي، اليوم أنت قزم، لأننا في زمن يقزم أكبر قامة ويحولها إلى شيء نافل

الشعراء الروس
عندما إنتحر الشاعر الروسي سيرغي يسينين، كتب بدمه إلى صديقه الشاعر ماياكوفسكي:
ـ وداعاً صديقي، دونَ يَدٍ، أو كلمة. ولا تحزن، ولا تقطّب حاجبيك فليسَ جديداً في هذهِ الحياةِ أن نموت، وليسَ جديداً بالتأكيد أن نعيش"
كانت حبيبته مريضة أثناء إنتحاره، لذلك لم تستطع أن تحضر جنازته، لكنها ذهبت إلى قبره فى اليوم التالي حينما قدرت، وأطلقت على نفسها الرصاص أمام قبر حبيبها!
في هذه الأثناء كتب الشاعر ماياكوفسكي مؤنباً يسينين على خيار الانتحار قائلاً:
ـ ليس من الصعب أن نموت، بل أن نصنع الحياة أصعب بكثير.
وبعد مرور خمس سنوات، إنتحر ماياكوفسكي! وكتب في رسالة إنتحاره:
ـ أعرف أن هذه ليست هي الطريقة الصحيحة، و لكن ما باليد حيلة.
من شِعر سيرغي يسينين :
صديقي
مريضٌ أنا، وجداً مريض.
لست أعرف من أين يعصف بي ألمي.
أم هي الريح تعوي على ناصيات الحقول الموحشات، المقفرات .
متجمدة هي الليلة
ووحدي على النافذة
لست على انتظار ضيف، أو صديق.

عقد الدونية كانت مصاحبة للأنبياء
أغلب الأنبياء كان لديهم عقدة الدونية والاضطراب النفسي والعقلي والهذيان.
والفقر ساهم بتعميق هذا الإحساس في بنيتهم النفسية والسلوكية وفي ممارساتهم اليومية.
كانت عيونهم مفتوحة بوسع شديد على المال والنسوان والسلطة، بشروا بالسماء من أجل الصعود على أكتاف المهابيل للوصول إلى المكانة والثروة والشهرة والتسلط.
ونجحهوا أيما نجاح.
السماء كما نعرفها اليوم، لا سماء ولا أرض ولا ضوء ولا نجوم، مجرد خلاء مادي، يتسرب منه وإليه الضوء من جرم بعيد اسمه الشمس.

جنزن العظمة
جنون العظمة يمنع الكثير من الناس من رؤية الحياة الطبيعية بجمالها وبساطتها ورقتها.
وهذا الجنون لا يسمح لصاحبه أن يرى الناس بكل ألوانهم وطبائعهم وآراءهم وأفكارهم المختلفة.
إنه ينظر إليهم من فوق على أنهم كتلة واحدة يجب سحقهم منطلقًا أنه مركز الكون والآخرين أطراف، ومن ليس معي فهو بالتأكيد ضدي.
التواضع هو المدخل لرؤية الغابة بتعدد أنواع أشجارها، ورؤية الناس الفكرية والسياسية والثقافية بأنواعها المختلفة.
لستَ وصيًا على نفسك يا مريض حتى تكون وصيًا على غيرك. مكانك الطبيعي هو أقرب مصح من أجل العلاج وأخذ الأدوية اللأزمة.
هذا الرابط ليس اتهامًا لإنسان محدد، ولا أعني فيه إنسان معين.

الفم
كيف يستطيع هذا الفم الصغير للرجل أن يلثم كل مساحات الجمال الممتد على الجسد الأنثوي المملوء بالحياة؟
كيف له أن يرتوي، والحياة عطش دائم، ومنبع لعدم الارتواء؟
كيف يمكن إرواء العطش الكامن في صوتها، عينيها، شفتيها، وفي كل خلية وذرة منها؟
من ارتوى منها ليس برجل.

في لقاء مع مجموعة كبيرة من الأصدقاء، وهذا نادر جدًا في السويد، قال الصديق فاهان كيركوسيان كلمة معبرة جدًا:
أغلب الفئات القومية والدينية والمذهبية والطائفية لديهم عصاب مزمن، وهؤلاء، لا يمكن أن يشكلوا دولة المواطنة أو الحرية.
إنهم بحاجة إلى مصحات من أجل علاجهم نفسيًا.
هل سمعت مريضًا، يستطيع أن يعالج قضية إنسانية عميقة، مثل مفهوم الحرية والديمقراطية والمواطنة؟
وبالتأكيد، شكل دولتهم، أو تكوينها، استبدادي بالضرورة.
إن الثقافة التي تكرس الانقسام النفسي والعقلي والاجتماعي بين الرجل والمرأة هي ثقافة عاجزة، لا تصلح للحياة والبقاء.
وجد الرجل والمرأة ليتناغما لتناغم العلاقة بينهما وجودياً، لاستمرار الحياة وجمال الحياة وبهاءها. ومن يحط من قدرهما، من تواصلهما الطبيعي، فهو يحط من قدر الوجود والطبيعة والجمال.

التوطين
اعتقد أن المهجرين الموجودين في أدلب وريف حمص وغيرهما من مناطق سوريا سيتم توطينهم في مناطق الجزيرة السورية والشريط الحدودي السوري مع تركيا.
رأي أن تركيا ستعمل في الحفاظ على أمنها الوجودي المزعزع مدة طويلة جدًا عبر تهجير الفلسطينيين خاصة والسنة عامة من مناطقهم ووضعهم في الشريط الحدودي معها
دور تركيا هو الأسوأ.
وتركيا الحديثة ولدت من رحم الماسونية، وما زالت مستمرة.
أما المتاجرة بالدين الإسلامي فهو للتسويق السياسي المبتذل ليس إلا.
فكرة نقل الناس من الداخل السوري إلى الجزيرة، والحدود مع تركيا قديمة، قدم وجود إسرائيل في المنطقة
وهي رغبة اسرائيلية أمريكية وتتقاطع مع الرغبة والمصلحة التركية.
تركيا مثل إسرائيل ليس لهما جذور عميقة في المنطقة لهذا فإنهما يهربان بأمنهما إلى المستقبل.
والنظام السوري ليس له أي إنتماء إلى سوريا منذ أن ولد حافظ الأسد في بيت يكره سوريا كوطن ومجتمع. عمل النظام وما زال يعمل مع إيران وحزب الله المجرم على تهجير أهلنا بالقوة المسلحة من مناطقهم إلى مناطق أخرى، كأدلب الأن.
وروسيا مجرد عراب حرب ومنفذ سياسات.

جنون العظمة يمنع الكثير من الناس من رؤية الحياة الطبيعية بجمالها وبساطتها ورقتها.
وهذا الجنون لا يسمح لصاحبه أن يرى الناس بكل ألوانهم وطبائعهم وآراءهم وأفكارهم المختلفة.
إنه ينظر إليهم من فوق على أنهم كتلة واحدة يجب سحقهم منطلقًا أنه مركز الكون والآخرين أطراف، ومن ليس معي فهو بالتأكيد ضدي.
التواضع هو المدخل لرؤية الغابة بتعدد أنواع أشجارها، والناس الفكرية والسياسية والثقافية بأنواعها المختلفة.
لستَ وصيًا على نفسك يا مريض حتى تكون وصيًا على غيرك. مكانك الطبيعي هو أقرب مصح من أجل العلاج وأخذ الأدوية اللأزمة.
هذا الرابط ليس اتهامًا لإنسان محدد، ولا أعني فيه إنسان معين.

لا تغتر كثيرا بنفسك, فأنت لا تملك الحقيقة ولن تملكها. أنت على أرض رخوة وعليك أن تقتنع بذلك حتى تجتاز المسافات الصعبة التي تقف حائلة أمام عينيك.
فالهدف الحقيقي لحياتنا أن نهرب إلى الأمام من الألم الكامن في دواخلنا.


إن إرضاء الله غاية لا تدرك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ


.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين




.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ


.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت




.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر