الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعركة الأخيرة دوت كوم

روزا سيناترا

2024 / 5 / 8
ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي 2024: تأثير الحروب والصراعات المسلحة على العمال والكادحين، والحركة النقابية


لا أحد يستطيع تعليمك الحب ولا الفرح فهو شعورٌ إلهي ينبع من أعماق الروح، اذ كيف تقنع حمامةً بيضاء مثلاً ان تقف فوق كتفيك دون خوف وتتنازل في تلك اللحظة عن حرية الرفرفة والتحليق ؟
ولكن الحب يمنحنا أجنحة من نوعٍ آخر، نوعٍ ساحرومخدر لا يشبه أي شيء آخر ومشكلة الإنسان الحديث انه يفكر كثيراً، فمن أهم ؟ الفطرة الإنسانية ام الفكر ؟
وهل علينا ان نغرق بمصائب أكبر كي نفهم أننا في معركتنا الأخيرة ؟
المعركة التي وعلى الغالب سيجلب فيها الإنسان دمار نفسه حرفياً وانقراض نوعه، هذا النوع الذي صار معظمه اما حقير واستغلالي اوخانع وخاضع أكثر من اي وقت مضى ؟

الفكر كان دوماً وسيلةً للنجاة والتطور مذ تعلم اللغة من العصافير والجنس من الحيوانات والموسيقى من الطبيعة ثم زراعة الأرض كي يظل على قيد الحياة ومكتفياً بذاته وانتقل نحو الثورة الصناعية وبناء المصانع
واليوم و(بعبقريته الخرافية- العبقرية الغبية) يعتقد انه سيحل محل الله في التحكم بالمناخ والشعوب ومحو التاريخ الإنساني تحت شعارات الحضارة رقمية !
لنعتبر أن كل هذه التغييرات الأخيرة بدأت حقاً بحسن نية مع أني أشك في ذلك، أتعلمون اين المشكلة ؟
هي تماماً في هذا الفكر الغبي اولاً لأننا كنوع خلاّق ومبدع وبصفتنا خلفاء الله على الأرض ونفخ فينا من روحه بدل أن نستغل هذه الشيفرة الإلهية نحو النور والوفرة والسلام وخلق الجمال ألقينا بالإبداع البشري وراء ظهرنا
وغرقنا في الواقعية القاسية المعتمدة في صُلبها على الأرقام الجامدة والمادة بدل المشاعر الحقيقية والفطرة الإنسانية، هذه الفطرة التي كنا ننفذ الأشياء من خلالها بحب وبضحكةٍ حقيقية من القلب ..
وثانياً: لأن الإنسان لم يكن ذكياً كفاية كي يمضي في حضارته الحقيقية نحو الأمن والأمان والسلام الكوني العظيم بل تعلم طريقة خبيثة للإنتاج وبناء منظومة اقتصاده الحديثة وهي استغلال أخيه الإنسان وأكل لحمه حياً حرفياً ودون ان يرف له جفن باعتباره وسيلة انتاج وتدجين رخيصة وليس هذا فحسب بل أقنع كل هذه الأجيال الماضية كالقطيع ببيع ساعات حياتهم وشبابهم مقابل الفتات ونحن النساء ايضاً صدّقنا كذبة النسوية وكل ما في الأمر أنهم أرادوا عبيداً جدد لهذه المنظومة الفاسدة وأقنعونا بمفاهيم المساواة الزائفة التي تحول فيه قسم كبير من الذكور لإتكاليين ومهزومين فلم نتحول نحن النساء سوى لحطبٍ داخل موقدة النار التي لا تشبع كي نقوم بدور المرأة والرجل معاً احياناً !
هذه المنظومة التي طحنت الناس على رحى مصالح الشركات الكبيرة ومونوبول المؤسسات التي تبدل موظفيها (العبيد الجدد) كما تبدل الأحذية تماماً
وليس هذا فحسب بل اقنعتهم بخدعة الأمان الوظيفي،هذا الأمان الوهمي الذي لا يشتري لهم سوى الشقاء وبعض الخبز حيث يزورون السوق مرتين (سوق النخاسة الحديث) الذي سمّوه سوق العمل !
مرة لبيع ساعات حياتهم بأرخص ثمن ومرة كضحايا لإعلانات شركاتهم التي تغرق الهواتف الخليوية وشبكات التواصل والإذاعات والتلفاز !
فصار للصحة سوق ومؤسسات وللشكل والتجميل أسواق وأطباء وللتغذية المسممة حرفياً سوق بل وجمعيات ايضاً (إلا من رحم ربي) حتى لو كان هذا الأجر الشهري (ثمن الحرية) يهبط وتهبط معه قيمته كل يوم !
يريدونك هكذا تماماً فأراً في دولاب حتى النفس الأخير !

كان الإقتصاد اقتصاداً حقيقياً حين كان يتطور مع تطور احتياجات البشر..كل البشر دون تفرقة ولكنه تحول إلى ضبع مفترس وحوّل اخوته إلى أداة وفريسة في الوقت ذاته فبدل أن يستمر في التطور وتعمير الكوكب والحفاظ على أمّنا الطبيعة تعلم كيف يستخدم اخوته كوسيلة انتاج رخيصة ثم عبيد في مزرعته فامتلاكهم وامتلاك خيرات الأرض وتحويلها لثروات خاصة وبعد تحويلها لثروات تم تشكيل هيئات وتنظيمات على شكل قوة وسلطة !
وبماذا حظي ال99% من البشر ؟
نعم تماماً ما خطر بأذهانكم فعلا ً !
كل أشكال الوحوش والنصب والتزوير والسرقة والإجرام والعنف وتعاملي المباشر امام بعض هذه المجموعات محاولةً حفظ حقوق البسطاء كلّفني كثيراً من الألم النفسي والقلق والأعصاب
فهذه النوعية من الوحوش قد تفعل اي شيء بل وكل شيء لحماية مصالحها حتى وان احترق الكوكب كله !

هذه المنظومة الرأسمالية زورت كل شيء بل وشوّهت ما ظنناه تطوراً فبدل ان نعمل معاً يداً بيد ونسخر هذه الطبيعة لبقاء جنسنا الآدمي واختلافنا الجندري (المرأة امرأة والرجل رجل) ! غرقنا بواقعية الحياة المزيفة المرهقة التي تحاول ان تقنعك كل الوقت باستغلال أخيك الإنسان كي تنجو مع انه لا شيء هناك اصلاً كي تنجو منه لأن الخلاص اصلاً هو عودتنا جميعا للتعمق بدواخل روحنا والتركيزعلى اللحظة الحالية فالماضي لا يعود والمستقبل مبهم ولا ضمان عليه والخلاص الحقيقي لنا جميعاً يبدأ بالعودة اولاً لأن نكون جاهزين للإشتراكية في المشاريع والطبيعة والحياة لا المنافسة والتحطيم لأن كل ما يحدث اليوم اصلاً هو عكس قوانين الكون وبحسب رسائل الحكمة فعدد البشر لا ينقص ولا يزيد وما خلق لنا من رزق لن ينتهي والوفرة دائمة فكما فُطر الطير على ايجاد رزقه كل يوم دون خوفٍ او قلق نستطيع ان نهدأ ونوقف هذا الذي يسمى فكراً عصرياً تحت شعارات التطور وهو بالحقيقة ليس سوى عنف وإجرام ولا علاقة له بالفكر الإنساني الحقيقي لا من قريب ولا من بعيد!

كلما قلّ الخيال الإنساني كلّما ارتفع صوت الواقعية المشوهة حرفياً، هذه الواقعية التي تشن عليك حرباً حديثة العهد ومن كل الجهات كي تقنعك أن درب النجاة يكمن في تحويلك لإستغلالي متمرس او عبد
وإفرازات هذه المرحلة المشوهة ستجدها في كل مكان بدايةً من المدارس والتعليم وخاصة المناهج التي لم تتغير في العالم بشكلٍ جذري منذ اكثر من مائة عام مع أنها لا تواكب المتغيرات بل تبني الأجيال على المنافسة والمقارنات الغير عادلة !
طريقتنا الحالية في الحياة لن تعود علينا إلا بالدمار عاجلاً او آجلاً مهما كان الزيف مقنعاً وحاولوا إيهامك بأننا ننتقل نحو عصر روبوتي أكثر سرعة وحضارة !
ومثال بسيط على ذلك :
يكفي ان تجري محادثة بسيطة مع الذكاء الصناعي (الغباء بكل تجلياته) في التاريخ او العلوم او الشخصيات المهمة عبر التاريخ من مبدعين وشعراء وعلماء مع ما يسمى الذكاء الصناعي حتى تفهم اننا نسقط سقوطاً حراً ومؤلماً لن نقوم منه يوماً
الا اذا ترفّع كل واحد منا عن الإيجو وبدأ العقلاء منّا بالتفكير بحلول اقتصادية وإشتراكية مغايرة وإلا فمصيرنا لن يختلف كثيراً عن مصير الديناصورات !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران: ما الترتيبات المقررة في حال شغور منصب الرئيس؟


.. نبض فرنسا: كاليدونيا الجديدة، موقع استراتيجي يثير اهتمام الق




.. إيران: كيف تجري عمليات البحث عن مروحية الرئيس وكم يصمد الإنس


.. نبض أوروبا: كيف تؤثر الحرب في أوكرانيا وغزة على حملة الانتخا




.. WSJ: عدد قتلى الرهائن الإسرائيليين لدى حماس أعلى بكثير مما ه