الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مظاهرات الطلاب الأمريكيين مؤامرة روسية صينية!

توفيق أبو شومر

2024 / 5 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


حتى كتابة هذا المقال لم ينته المطبخ الإسرائيلي من إعداد المضادات والفيروسات القادرة على وأد هذه الانتفاضة وتغيير مسارها لتخدم إسرائيل وخطتها في الإجهاز على الوطنية الفلسطينية!
وفي الوقت نفسه لم ينته خطباؤنا المفوهون وزعماء أحزابنا البارزون، ومحللو الفضائيات وجنرالات العرب المتقاعدون من إعداد البيانات والخطابات البليغة التي تصب في شعارهم: "دمار غزة والضفة الغربية وإبادة الفلسطينيين وتشريدهم هو الثمنُ الضروري لتغيير العالم واستعادة دولة السلف الصالح، لأن العالم كله سيصبح عربيا وإسلاميا خالصا عما قريب"!
للأسف ركب مناصرو الأحزاب العرب والفلسطينيون موجةَ هذه الاحتجاجات الطلابية ليُبرزوا أحزابهم، فرفعوا أعلام حزب الله وحماس، وسارع المنسوبون للإسلام لتنظيم الصلوات وترديد الهتافات العنصرية، وأطلقوا عليها اسم (الربيع الأمريكي) فبدت صورة الانتفاضة الطلابية وكأنها تدعو لاحتلال أمريكا!
علينا أن نعترف بأن الإسرائيليين بارعون في امتصاص هذه الموجة في بدايتها، هم أيضا بارعون في إفسادها وتغيير مسارها! استغل اللوبي الإسرائيلي أحداثا مماثلة لتحقيق الهجرة اليهودية من بلدان العالم إلى إسرائيل، تمكن اللوبي اليهودي الداعم لإسرائيل من فرض هيمنته الدعائية على الجو الأكاديمي في العالم، وهو الجو الذي تفلَّت منها (مؤقتا) في هذه الأيام بسبب المجازر العرقية في غزة!
ظللت أتابع ما يُخطط له الإسرائيليون للقضاء على هذه الانتفاضة الطلابية، ومن ثَمَّ استغلال أحداثها لهدف إعادة فرض هيمنة الدعاية الإسرائيلية على الرأي العام بخاصة في السلك الأكاديمي الجامعي، لأن معظم الجامعات كانت مركزا لمقاطعة إسرائيل!
إليكم بعض ما رصدْتُهُ مساء يوم 5-5-2024م في مناسبة إحياء ذكرى الهولوكوست في متحف ياد فاشيم بالقدس، شدد رئيس الدولة، اسحق هرتسوغ على أهمية وحدة الجاليات اليهودية في العالم وأنهم سيحظون بدعم إسرائيل، وهم يتعرضون لموجات من الكره والعنف! اسحق هرتسوغ نفسه أرسل قبل يومين رسائل إلى كل الجاليات اليهودية في العالم، وقال لهم: "انتبهوا فإن الجامعات الأمريكية تحتفل بهولوكوست آخر جرى يوم السابع من أكتوبر ضد الدولة الديموقراطية" ثم أعلن مخطط إسرائيل المركزي، وهو تهجير يهود أمريكا إلى إسرائيل!
أما نتنياهو فقد أكد في خطابه على الشعار الإسرائيلي الأول (لن نسمح بإبادة اليهود مرة ثانية، وها هي محاولة إبادة جديدة من النازيين الجدد (حماس) وهم نسخة جديدة من هتلر) نحن مصرون على استعادة أسرانا، يجب أن نتوحد، وقد أشار أيضا إلى وجه إسرائيل الآخر الزائف عندما قال: "نحن نسمح لقوافل الغذاء أن تصل غزة منعا للمجاعة"!
أما معظم الكتاب والمحللين الإسرائيليين رسموا الخطط التالية بعد دعوة هرتسوغ لوحدة الشعب اليهودي، قرنوا المظاهرة بمؤامرة دولية على أمريكا! ادَّعى الباحث الصحفي، عاموس أسائيل أن هذه الانتفاضة ليست عفوية بل مدعومة من دولتين كبيرتين، هما الصين وروسيا! كما أن هتافات الطلاب (يجب محو الصهيونية) هي هتافات ضد أمريكا نفسها، وأكد بأن هناك سبعة ملايين ناخب يهودي أمريكي هم صهيونيون، وهناك مئات ملايين المسيحيين هم من معتنقي الصهيونية، وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي، جو بايدن!
كذلك حذر الكاتب، متشل كمبر الأمريكيين من أن هذه المظاهرات هي مظاهرات ضد أمريكا نفسها، لأن الطلاب قد هتفوا (الموت لأمريكا) وفق تصريح مسؤول الشرطة في نيويورك، وأبرز الكاتب المنشورات الموزعة على خيام الطلاب المنتفضين، فمن يقرأ تلك المنشورات سوف يصل إلى نتيجة وهي أن هذه المظاهرات منظمة وممولة من الخارج، لأن فيها تعليمات لكيفية مواجهة رجال الشرطة، وطريقة بناء مصدات ودروع وحواجز ضد الشرطة، لذلك فإن جهاتٍ عديدة منظَّمة هي المسؤولة عن هذا الانتفاضة الطلابية، وليست عفوية!
أما وزير شؤون المهاجرين (الدياسبورا) عميحاي شيكيلي فقد أرسل الرسائل لكل رؤساء الجامعات في أمريكا والعالم يوم 2-5-2024م وهو يحذرهم من ارتفاع ظاهرة اللاسامية في دولهم بنسبة 700% منذ السابع من أكتوبر 2023م وحذرهم من هتاف (عاشت الانتفاضة) ومن رفع أعلام حزب الله في جامعة برنستون، وحذرهم من أن الطلاب اليهود في تلك الجامعات يعيشون لحظات الخوف والرعب، وأن هناك فرقا بين دعم التعبير الحر وبين اللاسامية والإرهاب!
لم يُغفل المطبخ الإسرائيلي المناهض لمظاهرات الطلاب العالمية من إعادة التذكير بما جرى لليهود في أمريكا عام 1930م ربط هذا المطبخ بين ما جرى في تلك السنة وما يجري اليوم، حين انتفض الأمريكيون على وجود اليهود في أمريكا، بسبب ما كان يقال إن اليهود سيحكمون أمريكا ويغيرون الدين المسيحي، مما أدى إلى تحجيم دور اليهود في الجامعات والمدارس، ففُرضت نسبة معينة على قبول الطلاب اليهود في الجامعات بحيث لا تزيد نسبتهم عن 30% فقط، ولم يكن في تلك السنة سوى مائة أستاذ جامعي يهودي في كل جامعات أمريكا، ومُنع اليهود من شراء العقارات والبيوت، ومن الوصول إلى رئاسة الشركات!
لم ينسَ مخططو مؤامرة القضاء على هذه الانتفاضة أن يُحذروا اليهود مناصري الفلسطينيين والمشاركين في خيم الاعتصام، فقد حذرهم الكاتبُ أندريا صمويلز، وهو محرر في صحيفة جورسلم بوست يوم 6-5-2024م قائلا لهم: "كل يهودي يشارك في المظاهرات الطلابية ويدعم الفلسطينيين هو يهودي كاره لنفسه، محرض على اللاسامية ومناصر للإرهابيين من حماس وحزب الله"!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات بحث وسط الضباب.. إليكم ما نعرفه حتى الآن عن تحطم مروح


.. استنفار في إيران بحثا عن رئيسي.. حياة الرئيس ووزير الخارجية




.. جهود أميركية لاتمام تطبيع السعودية وإسرائيل في إطار اتفاق اس


.. التلفزيون الإيراني: سقوط طائرة الرئيس الإيراني ناجم عن سوء ا




.. الباحث في مركز الإمارات للسياسات محمد زغول: إيران تواجه أزمة