الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العمل السياسي في العراق وامكانية الازاحة الجيلية

عدنان جواد

2024 / 5 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


نظر الكثير ممن ركب سفينة السياسة في العراق من الشباب للإزاحة الجيلية، وامكانية استبدال الجيل الاول الذي اصبح اغلب شخوصه من الشيوخ( الشياب) بجيل جديد يخالف الجيل القديم والذي يتكون من الشباب، ولكن غاب عن بالهم الجيل الثاني هو امتداد للجيل الاول، فلا يمكن لشخص ان يتسلق عالم السلطة والمناصب في العراق بدون تسلق سلم الاحزاب المشتركة في السلطة، ولا يمكنه الوصول الى المنصب والمسؤولية في الدولة او الحزب بدون تقديم الولاء والطاعة لزعيم الحزب، مع الاسف ان العملية السياسية العراقية في تراجع، والسبب ان الاشخاص لذين تولوا العمل السياسي ليس رجال دولة، فهم عملوا بفكر العشيرة وعقلية المعارضة، وكان هناك فشل واضح نتيجة ضعف امكانية المتصدين بعدم الكفاءة والقدرة على الادارة في نفس الشخص، وهناك مؤثرات اخرى كالتنافس غير الشريف ادى الى الفشل الذي اعترف به اغلب رموز وزعماء السياسة في العراق.
ان العقول السياسية التي تصدت للمسؤولية تفكر باللحظة وليس لديها بعد نظر، ودائماً ترمي الاخفاق والفشل على التعددية والمحاصصة والتوافق والمتوافقين، في حين ان هناك دول مثل الولايات المتحدة الامريكية والهند فيها المئات من المكونات والا ثنيات والاعراق، وقد كانت افضل الانظمة في الادارة والتطور والنمو وتوفير الخدمات لشعوبها، ولكن المشكلة في ادارة التعددية، ففي كل فترة يتم تقاسم الغنائم وتبقى البنى التحتية والمشاكل البنيوية معطلة او متوقفة، وفي نفس الوقت يتم بناء القصور وجمع الاموال بالنسبة للمتصديين للسلطة والسياسة في العراق خوفاً من فقدانها فهي فرصة ينبغي استغلالها قبل فقدانها، فالجيل الاول عمل في ظل الصراعات وبقى يعيش في هذه الصراعات، وهذا الجيل لا يمكن ان يترك مواقعه بسهولة وبدون ضمانات، فاذا ترك العمل السياسي قطعاً سوف تثار ضده ملفات فساد، وفقدان العناوين العائلية المعتبرة، والتسهيلات والرفاهية والامر والنهي التي توفرها له السلطة والتواجد الفعال في العمل السياسي، وكل تلك الامور لا تسمح بتوالد اجيال سياسية جديدة غير متصلة بالجذور القديمة.
البعض قال ان الجيل الثالث قد انبثق فعلا من بعد تظاهرات تشرين وانه سوف يكون مختلف عن الجيلين السابقين، بل هو ناقم على من سبقه وهو حالياً معارضاً للطبقة السياسية الحالية، وهو من سيقود الجماهير في الانتخابات القادمة، وهو لا يستخدم العنف وانما يصعد عن طريق الطرق الديمقراطية، ولكن في الحقيقة ان الحكم تحول بعد 2010 من حكم الاحزاب الى حكم العوائل، وهي لا تسمح لمن يريد الغاء دورها وانهاء وجودها، ومن يفعل ذلك لابد ان يكون اقوى منها، يملك القوة والارادة والدعم الشعبي والخبرة في عالم الادارة ، وتلك المقومات لازالت مفقودة، ولكن وفي ظل رغبة الناس في العدالة والمساواة وفي تطبيق القانون والتساوي في الحقوق والواجبات بين المواطنين وان لا تعود حقبة حكم العائلة التي جربتها الناس وما كان يحدث من ظلم واستهتار في فترة حكمها ، في الحصول على الشهادة والمنصب وصرف الاموال وتحريك القوات والبذخ والحفلات والناس تتضور جوعاً، وهي لا تصلح لإدارة الدولة بالعموم، فلازالت المستشفيات لا تستوعب المرضى، ولازالت المدارس فيها اكثر من وجبة دوام، والبطالة وغيرها من المشاكل، لذلك وصف المتخصصون في عالم السياسة الجيل الثالث بانه لازال لحد الان جسد بلا راس ، ولكن ربما يظهر راس جديد نتيجة السخط على الطبقة السياسية القديمة،
لذلك على الحكومة الحالية مصارحة الطبقة السياسية بجميع توجهاتها، ما دامت تحظى بالإجماع الوطني، بالسماح بتطبيق القانون بعيداً عن المجاملة والانتقائية، وشيوع ثقافة حكم المؤسسات واحترام الدولة بدل الزعماء والشخوص، وعدم الخضوع للتأثير الخارجي في ادارة الدولة، والكف عن تقاسم المناصب على المحافظ والمدير العام ، والخلاف على ذلك حد شر حبل بعضهم البعض، واصلاح النظام السياسي من داخله افضل من التغيير بالقوة والذي ربما يذهب بتلك التضحيات والدماء التي ثبتت اركان الدولة وما وصلنا له اليوم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران: ما الترتيبات المقررة في حال شغور منصب الرئيس؟


.. نبض فرنسا: كاليدونيا الجديدة، موقع استراتيجي يثير اهتمام الق




.. إيران: كيف تجري عمليات البحث عن مروحية الرئيس وكم يصمد الإنس


.. نبض أوروبا: كيف تؤثر الحرب في أوكرانيا وغزة على حملة الانتخا




.. WSJ: عدد قتلى الرهائن الإسرائيليين لدى حماس أعلى بكثير مما ه