الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هواجس ثقافية 163

آرام كربيت

2024 / 5 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


في أوروبا خاصة والغرب عامة، انتهت ظاهرة الجماهير، تحولت المؤسسات إلى دولة أو الدولة إلى مؤسسات.
لهذا عندما يأتي الملك أو رئيس الوزراء الغربي الى مدينة ما، لا يمكنك رؤية أحدهم يهتم به.
ظاهرة الجماهير هي في البلدان الاستبدادية، التي تقدس المقدس الذي صنعته.
حتى أبناء العالم العربي والإسلامي، لا يقيمون أي اهتمام للمسؤول الأول في الدولة الغربية، لا الملك ولا لغيره، ينظرون إليه كموظف لا قيمة له، لكن إذا جاء رئيس جمهورية بلده أو ملك بلده، سرعان ما ينسى الدولة الأوروبية أو الغربية المقيم فيها، ويهتف لحاكمه، بالروح بالدم نفيدك يا طويل العمر.
رأيت الملك محمد الخامس، ملك المغرب يمشي في الشارع عندما زار هولندا، بدأوا جماعتنا يركضون وراءه كالأطفال، نسوا أو تناسوا أنهم في دولة اوروبية.
وكان معه في الشارع رئيس وزراء هولندا، بيد أن العربان المقيمين في هذا البلد الأوروبي لم يهتموا به، ولم يقيموا له وزنًا.
كيف سنحترم هذه الناس المأزومة المنفصلة عن العالم.
شيء مخجل.

الفعل المشين
في كتابه المعنون، الفعل المشين، للكاتب التركي تنار أجام، ترجمة كيفورك خاتون وانيس، يطرح المؤلف السؤال التالي:
ـ هل الإبادة التي تعرض لها الأرمن كانت أمرًا محتومًا لا مفر منه؟
ويضيف:
فحتى قبل قرار الإبادة مباشرة كانت هناك دائمًا خيارات أخرى متاحة للسلطنة العثمانية. فمن السهل الوقوع في فخ الحتمية عند وصف أحداث تاريخية.
ويقول:
لم يكن السياق والظروف يدفعان بالضرورة باتجاه الإبادة.
ساد بين المسلمين الأتراك الإيمان" بالأمة الحاكمة" حيث تكون لهم اليد العليا على الشعوب والأمم والأقوام الأخرى، وبالتالي يمتلكون الحق المتوارث في حكمها، هذا المفهوم عائد في جزء منه إلى تأثير الأفكار الإسلامية,
حددت النخبة العثمانية ـ التركية الحاكمة شخصيتها بالإسلام ونظرت إلى نفسها على أنها أسمى من الجماعات الدينية الأخرى.
أضيف:
جنون العظمة جزء من سيكولوجية الأمم المهزومة، التي تخلف وراءها الخراب والدمار لنفسها وللأخرين المبتلين بها.
نادرة هي الأمم المبتلية بالاستبداد الديني، لا تعاني من هزائم ذاتية على المدى الطويل. هذه الأمم تكون في حالة هيجان دائم إلى أن تهتدي إلى عدو تفرغ فيه انكساراتها النفسية والسياسية والوجودية.

البدائل
وأنت في بحثك عن بدائل، ربما تكون نهرًا آخر أو كوكبًا آخر، تشق طريق الحياة نحو البحر الواسع أو المجرات العظيمة.
من قال أن الأنهار والروافد ثابتة، فالأنهار العظيمة تبدل مواضعها دائما، لتستقر على أرض ثابتة وقوية.
تحرك ولا تقف في مكانك، ولا تتكل على فكر ثابت أو تقاليد عتيقة أو رأي لفظته الحياة.
عش في الحاضر والمستقبل، فإرادة الحياة كامنة في المستقبل، في صيرورتها واستمراريتها.
إن منازل الأمس متاحف اليوم.

محمد
الرسول محمد بن عبد الله فرض نفسه رقماً صعباً على المعادلة العالمية, وأعاد للشرق مكانته, رفعه إلى الأعلى وأعاد الاعتبار لدمشق الآرامية والفينيقية وبابل عبر بغداد الأشورية, وحصن الشرق عشرة قرون في موجهة أوروبا وغيرها من القوى العالمية, مع استثناءات.
بعد معاهدة ويستفاليا استطاع الغرب أن يغير موازين القوة على الصعيد الدولي بعد ان حقن السلعة بمعايير ثقافية وفكرية وسياسية ومالية, وغير الصراع من صراع عسكري عسكري الى صراع عبر التجارة والنهب عبر فائض القيمة.
واستطاع عبر التبادل الغير متكافئ أن يفرض نفسه قوة لا يستهان بها جعل شرقنا يتراوح في مكانه, مازوماً, مصدومًا من هو المفأجاة, لا يحرك ساكناً.
في ظل هذه القوة الغير مكتافئ اليوم على كل الصعد من ضفاف المتوسط إلى الأوروال لا خيار لنا إلا طرح بدائل أخرى عملية كبديل عن الخوف والتوجس.
يجب أن ينظر إلى المتوسط كبنية ثقافية متقاربة وإلا سندخل في صراع بيني لا نعرف حدود نهايته أين سينتهي.

فضائل السجن
من فضائل السجن والمنفى انها توفر فرصة اكتشاف الذات والتأمل والعطاء بمتعة السكينة المتفجرة لحكاية تاريخ وناس افراد وجماعات ومكان لاجيال ستفكر انها حكايات ما قبل النوم لكنها بالتأكيد حقيقة حيوات تناسلت وتعذبت والاهم حكاية اقدام مشت على الارض كان كل فيهم ابراهيم او موسى او يسوع والارض سيناء وسامرة ورها وبحيرتا وان وطبرية، آرام واحده من هذه المعزوفات التي تناجي الريح وهي ترتاد امكنة الفصول ومجاري الانهار والبراري الموحشة كالجوع.

الثقافة
الثقافة هي الرحم الذي يغلف أي شعب في هذا العالم, يصونه, يحميه, يعزله, يقوقعه, يأخذه نحو الصعود, أو يرميه في الدرك الأسفل.
بالرغم من أن الإنسان أسير الثقافة, بيد أنه قادر على تغييرها, فهي ليست معطى ثابت أو جامد.
لقد جاء الإنسان إلى هذه الحياة, ووجد نفسه يتغذى بثقافة ما, لغة, دين, عادات وتقاليد, تاريخ, جملة الفنون, الموسيقا, الغناء, أسلوب الفرح أو الحزن...هذه الثقافة إذا لا ترفعك, تضعك في المكان الرفيع, أرفعها أنت, خذ بيدها, صرم حراشفها, قصقص أظافرها, قلمها لتكون على مقاس دفعك إلى الأمام, ووضعك في النهر العالمي.
وإذا بقيت تقيدك, تمسك بك, وتحط منك, من قدراتك, وتدفعك نحو العجز والاستسلام, أرمها وراءك, وأبحث عن بدائل.
الحياة لا تقبل منازل الأمس.

الضعيف
لا أحد يعترف بالضعيف, حتى أهل بيتك يتنكرون لك. فالتاريخ قام على قدسية احترام الأقوياء, ولهذا, سعى الجميع للبقاء في القمة, هربًا, خوفًا من النزول. يريدون أن يكونوا سادة, ليرموا العبودية لغيرهم.
يا له من تاريخ؟

هاجس
في أعماق الإنسان هاجس أن يتجاوز الزمان والمكان, لهذا, أطلق العنان لخياله, حلق وطار, صنع الملاحم والاساطير, في محاولة تمجيد نفسه في الخيال والحلم. جلجامش لم يكن حالة متفردة, انه هروب دائم من المكان القاسي, لتفكيك حالة الاغتراب بالحلم.

الاستعمار القديم والحديث
هناك فارق نوعي بين الاستعمار القديم والجديد, الأول مجسد, واضح, بين يديك. تقاتله وجهًا لوجه. لا يخبأ صورته أو وجهه. إنه كائن موجود, هدف تضعه نصب عينيك وتأخذ حقك من ضلوعه, بينما الاستعمار الجديد, فهو قناع, مخفي, حقير وضعيف ويعتمد على احط انواع المخلوقات في البلدان المحتلة, من زعران وسرسريه وقطع طرق وهمج ولصوص. باختصار يعتمد على الحثالة الذين على شاكلته.
إذا كان النظام السلطوي الدولي لديه مصلحة حقيقة في دفع سورية نحو الهاوية, الولايات المتحدة وأوروبا والصين وروسيا وايران والخليج والاذناب.
الا يتوجب منا كسوريين أن نرى ذلك. هل جننا, أصابنا مس حتى لا ندرك ما يحدث حولنا.
إنهم يسعرون الحرب. ويدفعون شعبنا للاقتتال لوضع أجندتهم الخبيثة والوسخة على الطاولة في الأيام القادمة. نظام الاسد نظامهم, بيد انهم يدفون السلاح والمال من تحت الطاولة لنا, ويتفرجون علينا كيف نذبح. هل هناك رؤية أفضل مما نراه الأن.
الأن يتفقون, الولايات المتحدة وروسيا بالنيابة عنا. وكأن دماءنا لا دماء, وكوارثنا عبارة عن لعبة لتزجية الوقت

الحرب
انتهى الغرب والدول الكبيرة من الاقتتال بينهم. اصبحنا ميدان لحروبهم. ومع الاسف توقع المفكر الماركسي كاوتسكي هذا الموضوع في العام 1904 . قال: ستقوم الحرب بين الامبرياليات بيد أن هذه الحرب ستمنحهم الفرصة للتوافق على اقتسام العالم, وهذا ما يحدث. المجلس الوطني والائتلاف تابعان للغرب, ويتلقوا المال منهم, والمنح والمكاسب. ومال التسلح. كيف ستنتصر ثورة شعب يقودها عدونا, اقصد السلطات في العالم. رأي أن نأسس لعمل فكري, معرفي عميق بعيدا عن الارتجال والركض وراء المكاسب السريعة. نحتاج لقيادة سياسية غير مرتهنة لهذا الطرف أو ذاك. قيادة وطنية تضع مصلحة الناس فوق كل اعتبار.
في منتصف القرن العشرين وما قبله, كانت الارض حبلى كثيرا, بيد ان الزمن الامريكي مختلف تماما. في ذلك الزمن كان لنا رواد في الثقافة كطه حسين وفن ادارة الدولة ديمقراطيا. العسكر جاؤوا وفق اجندة امريكية الى الحكم, اغلبهم معتوهين على الصعيد النفسي والعقلي, ولديهم جنون العظمة التي هي مقدمة لامراض عقلية خطيرة كالانفصام. ماذا تتوقع ان يحدث في بلد يحكمه رجل لديه شبق للسلطة وجاءته دون تعب. لقد مرغ الارض والزمن بالوحل واعادنا مئات السنين الى الوراء وزرع الفتن والطائفية والعشائرية والقبلية والعائلية في بلادنا. صدقني اذا وضعت مثل هيك ناس في الحكم في المانيا سيعيدون المانيا الى ما قبل المسيح في المجال السياسي والاجتماعي. قارن سوريا قبل مجيؤ حافظ الاسد بالان. ماليزيا اصبحت من النمور ونحن صرنا في المؤخرة.

العصر
المشكلة في عصر العولمة والانتقال من الوطني إلى فضاء العولمي اقتصاديًا وسياسيًا يجعلنا نفكر في موطأ قدم لوطننا. وكيف يمكن ان نحجز له مكانًا بين الشعوب. مع الأسف يأتي أولئك الدوغما ليغلقوا الافاق. ويفكروا بمطنق القرون الوسطى. وكأنهم خارج الزمان والمكان. وهم عمليًا خارج الزمان والمكان. لأننا في زمن الوصل والافتراق في كل المجالات. حتى المختلف معك يجب ان تحترم خياره ورأيه. وإلا الوطن اذا كنا سنستبدل طائفة بطائفة. وفكر اقصائي بآخر. ما الفائدة الذي سنجنيها من صراعنا مع قوى ظلامية متمثلة بالسلطة اذا كان على الباب فئة أخرى تفكر مثله.
في الحقيقة نحن نحتاج الى تربية سياسية واجتماعية وإنسانية حتى نقبل بعضنا ونتعايش.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران :ماذا بعد مقتل الرئيس ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إيران تعيد ترتيب أوراقها بعد مصرع رئيسها | #التاسعة




.. إسرائيل تستقبل سوليفان بقصف مكثف لغزة وتصر على اجتياح رفح


.. تداعيات مقتل رئيسي على الداخل الإيراني |#غرفة_الأخبار




.. مدير مكتب الجزيرة يروي تفاصيل مراسم تشييع الرئيس الإيراني وم