الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المفاوض الفلسطيني يفرض شروط المقاومة على صفقة الوسيطين المصري والقطري قبل أن يوافق عليها

عليان عليان

2024 / 5 / 9
القضية الفلسطينية


المفاوض الفلسطيني يفرض شروط المقاومة على صفقة الوسيطين المصري والقطري قبل أن يوافق عليها
ببراعة سياسية وبالاستناد إلى عامل القوة على الأرض، وافق المفاوض الحمساوي بالنيابة عن فصائل المقاومة ، على المقترح المصري القطري لإبرام صفقة تبادل الأسرى ، إثر مفاوضات مكثفة في قطر بعد عودته من القاهرة ، بعد أن قبل الوسيطان المصري والقطري وكذلك الأمريكي ممثلاً برئيس المخابرات الأمريكي “وليام بيرنز” ، بالتعديلات التي أدخلها المفاوض الفلسطيني على صيغة 29 نيسان الأمريكية، التي تشبث فيها المفاوض الصهيوني ،ولم ترفضها حماس في حينه بالمطلق- في سياق تكتيكي- بل طالبت بإجراء تعديلات عليها .
إنجازات المقاومة في حال تنفيذ الصفقة
نسجل ابتداءً تمسك المفاوض الفلسطيني بالخطوط الحمراء ، التي لا يمكن للمقاومة التنازل عنها ، من خلال جملة من الإنجازات النظرية الواردة في بنود نسخة (5) مايو(أيار) 2024 التي طرحها الوسيطان المصري والقطري بموافقة أمريكية ، والتي يمكن أن تتحول إلى إنجازات ملموسة في حال تطبيق الصفقة ، وهي على النحو التالي :
1-وقف إطلاق النار عبر تطوير نص ” الهدوء المستدام ” ابتداء من المرحلة الثانية ليصبح ” هدوء مستدام يفضي إلى وقف إطلاق نار دائم” ، وتحرير نسبة وازنة من الأسرى الفلسطينيين في المرحلة الأولى من ضمنهم ذوي الأحكام العالية ، وأحكام المؤبدات ، وتحرير كافة أو معظم الأسرى الفلسطينيين في المرحلة الثانية.
2- ضمان انسحاب قوات الاحتلال من عموم قطاع غزة ، يبدأ بانسحاب متدرج في المرحلة الأولى وينتهي بتمركز قوات الاحتلال بجانب السياج ، ومن ثم انسحاب كامل من القطاع في المرحلة الثانية.
3- ضمان عودة النازحين إلى أماكن سكناهم من الجنوب إلى مدينة غزة ومحافظة الشمال ابتداءً من المرحلة الأولى دون قيد أو شرط ، والبدء من اليوم الأول بإدخال كميات مكثفة وكافية من المساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة والوقود (600 ) شاحنة يومياً على أن تشمل 50 شاحنة وقود، منها 300 للشمال ، بما في ذلك الوقود اللازم لتشغيل محطة الكهرباء والتجارة والمعدات اللازمة لإزالة الركام، وإعادة تأهيل وتشغيل المستشفيات والمراكز الصحية والمخابز في كل مناطق قطاع غزة، واستمرار ذلك في جميع مراحل الاتفاق.
4- إعادة بناء البنية التحتية الخدمية والطبية في القطاع وتأهيلها من خلال النص : “البدء في الترتيبات والخطط اللازمة لعملية إعادة الإعمار الشامل للبيوت والمنشآت المدنية والبنية التحتية المدنية التي دمرت بسبب الحرب وتعويض المتضررين بإشراف عدد من الدول والمنظمات من ضمنها مصر وقطر والأمم المتحدة.
5- إلغاء الحصار عن قطاع غزة خلال المرحلة الثالثة، وهو مطلب مركزي لفصائل المقاومة سبق وأن أكدت عليه في مواجهة الحروب العدوانية : حروب 2008-2009، 2012 ، 20014 ، 2021 .
يضاف إلى ذلك تسهيل خروج الجرحى من المدنيين ومن رجال المقاومة للعلاج خارج قطاع غزة.
المراحل الثلاث للحرب وتعديلات المقاومة على النص الأمريكي
صيغة الصفقة الجديدة في (5) مايو ( أيار 2024 ، مؤلفة من ثلاث مراحل مدة كل مرحلة (42) يوماً .
المرحلة الأولى : على صعيد تبادل الأسرى ، تتضمن مبادلة (33) أسير صهيوني من كبار السن والمرضى والنساء والمجندات مقابل الإفراج عن ما يزيد(1000) أسير فلسطيني وفق الأقدمية تحددها حماس مسبقاً ، من ضمنهم مائة من أحكام المؤبدات والأحكام العالية ( راجع تفاصيل التبادل في المرحلة الأولى رقمياً)
كما تتضمن المرحلة الأولى رفع الإجراءات والعقوبات التي تم اتخاذها بحق الأسرى والمعتقلين في سجون ومعسكرات الاعتقال الإسرائيلية بعد 7 أكتوبر 2023، وتحسين أوضاعهم بما في ذلك من تم اعتقالهم بعد هذا التاريخ.
وتتضمن في سياق تدريجي انسحاب قوات الاحتلال إلى منطقة السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 ، وحرية انتقال النازحين الفلسطينيين من الجنوب إلى مناطق سكناهم في غزة وشمال غزة بدون قيد أو شرط ، وإيصال كافة المواد المطلوبة إلى قطاع غزة من غذاء ودواء وأجهزة طبية ومحروقات ألخ.
المرحلة الثانية: تتضمن الإعلان عن عودة الهدوء المستدام (وقف العمليات العسكرية والعدائية) وبدء سريانه قبل البدء بتبادل المحتجزين والأسرى بين الطرفين – جميع من تبقى من الرجال الإسرائيليين الموجودين على قيد الحياة (المدنيين والجنود) – مقابل عدد يتفق عليه من الأسرى في السجون الإسرائيلية ومن المعتقلين في معسكرات الاعتقال الإسرائيلية، وانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل خارج قطاع غزة.
ووفق مصادر المقاومة فإن المقاومة ستستخدم ورقة الأسرى من كبار الضباط والجنود الإسرائيليين لتبييض السجون وإخراج كل أو معظم الأسرى الفلسطينيين ، بما فيهم الأسرى الذين جرى اعتقالهم بعد السابع من أكتوبر ، وستتجاوز المرونة التي أبدتها في المرحلة الأولى عندما تراجعت عن موقفها بمبادلة كل مجندة إسرائيلية ب 500 أسير فلسطيني وقبولها بمبادلة كل مجندة ب (50) أسيراً فقط .
المرحلة الثالثة : تبادل جثامين ورفات الموتى لدى الجانبين بعد الوصول لهم والتعرف عليهم / البدء في تنفيذ خطة إعادة إعمار قطاع غزة لمدة من 3 إلى 5 سنوات بما يشمل البيوت والمنشآت المدنية والبنية التحتية، وتعويض المتضررين كافة بإشراف عدد من الدول والمنظمات منها مصر وقطر والأمم المتحدة / إنهاء الحصار الكامل عن قطاع غزة.
لقد أجرى المفاوض الفلسطيني تعديلات على النصوص الواردة في النسخة الأمريكية السابقة التي طرحت في 29 نبسان ( أبريل) ، والتي حظيت بالموافقة الإسرائيلية ، ودفعت وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في حينه، لأن يحرض على حركة حماس بقوله : ” أن ( إسرائيل) قدمت تنازلات كبيرة ، وعلى حماس القبول بها إذا كانت حريصة على الشعب الفلسطيني.
فموافقة المفاوض الفلسطيني على صيغة الخامس من مايو ( أيار) ، جاءت بعد إجراء تعديلات على الصيغة الأمريكية السابقة في أل (29) من نيسان الماضي ، والتي انطوت على قضايا محددة في المرحلة الأولى ، من حيث التواريخ المتعلقة بالانسحابات الإسرائيلية وعدد الأسرى الصهاينة التي يتم إطلاقهم في كل تاريخ بعينه، حيث تم الأخذ بالتعديلات الفلسطينية ، على النحو التالي:
1- الصيغة السابقة نصت على عبارة ” هدوء مستدام ” ابتداءً من بدء المرحلة الثانية ولم تنص على وقف إطلاق النار ، في حين أن النص في صيغة الخامس من مايو ( أيار) 2024 تضمن عبارة ” هدوء مستدام يفضي إلى وقف إطلاق نار” دائم تلبية للصيغة التي طرحتها حماس.
2-الصيغة الحالية للصفقة تختلف في مواعيد الانسحابات التدريجية وعودة النازحين إلى مناطق سكناهم عن الصيغة السابقة، إذ ينصّ الاتفاق السابق على أنه في اليوم السابع بعد إطلاق سراح جميع النساء، تنسحب القوات الإسرائيلية من شارع الرشيد شرقاً بمحاذاة شارع صلاح الدين بشكل يسهّل دخول المساعدات الإنسانية، ويسمح ببدء عودة النازحين المدنيين غير المسلحين إلى مناطق سكنهم، وبحرية حركة السكان المدنيين في جميع.
في حين أن الصيغة الحالية تنص في اليوم الثالث (بعد إطلاق سراح 3 من المحتجزين) تنسحب القوات الإسرائيلية بالكامل عن شارع الرشيد شرقاً حتى شارع صلاح الدين، وتفكيك المواقع والمنشآت العسكرية في هذه المنطقة بالكامل، والبدء بعودة النازحين إلى مناطق سكناهم (بدون حمل سلاح أثناء عودتهم)، وحرية حركة السكان في جميع مناطق القطاع، ودخول المساعدات الإنسانية من شارع الرشيد من اليوم الأول ودون معوقات.
3-الصيغة السابقة تنص على ما يلي : “وفي اليوم الـ22 بعد إطلاق سراح ثلثي المحتجزين، تنسحب القوات الإسرائيلية من وسط القطاع، وخصوصاً “محور الشهداء – نتساريم”، ومحور دوار الكويت، شرقي طريق صلاح الدين، إلى منطقة قريبة من الحدود، ويُسمح بعودة النازحين المدنيين إلى أماكن سكنهم شمالي القطاع.
الصيغة الحالية للصفقة تنص على ما يلي : في اليوم الـ (22) بعد إطلاق سراح نصف المحتجزين المدنيين الأحياء بمن فيهم المجندات ، تنسحب القوات الإسرائيلية من وسط القطاع (خاصة محور الشهداء نتساريم، ومحور دوار الكويت) شرق طريق صلاح الدين إلى منطقة قريبة بمحاذاة الحدود، وتفكيك المواقع والمنشآت العسكرية بالكامل، واستمرار عودة النازحين إلى أماكن سكناهم شمال القطاع، وحرية حركة السكان في جميع مناطق القطاع.
يضاف إلى ذلك أن التعديلات الفلسطينية ألغت العودة المشروطة للنازحين الفلسطينيين من الجنوب إلى الشمال ، والتي نصت على عدم عودة من يحمل السلاح في إشارة إلى وضع جهاز رقابة صهيو أميركي رجعي على عودة النازحين ، ناهيك عن رفضها للمقترحات الإسرائيلية التي تحدثت عن انسحاب قوات الاحتلال مسافة 500 متراً شرق شارع الرشيد و
500 مترا شرق شارع صلاح الدين في المرحلة الأولى.
لماذا رضخت الإدارة الأمريكية لشروط المقاومة؟
ما يجب التأكيد عليه (أولاً) أنه ما كان بوسع مدير المخابرات الأمريكية “وليام بيرنز “- والمفوض من قبل الرئيس الأمريكي ” جو بايدن” لإنجاز صفقة لتبادل الأسرى ، أن يرفض الصيغة الجديدة التي وافقت عليها المقاومة ، إلا بعد أن تأكد أن الكيان الصهيوني فشل في تحقيق أي هدف من أهداف الحرب بعد مضي سبعة شهور من القتال في القطاع ، وبعد حدوث تغيير جوهري كبير داخل الولايات المتحدة وفي الرأي العام العالمي لصالح القضية الفلسطينية وضد الكيان الصهيوني ، وبعد أن أكد اجتماع المستوى الأمني الموسع قبل حوالي أسبوعين أن الحرب استنفذت أدواتها ، وأن الجيش الصهيوني وصل إلى طريق مسدود ، وأن الذهاب إلى رفح لن يحل مشكلة ل (إسرائيل ) وأن المخرج هو القبول بصفقة مع حركة حماس وفصائل المقاومة.
وما يجب التأكيد عليه (ثانياً) أنه ما كان بوسع المفاوض الأمريكي والوسيطين المصري والقطري أن يرفضا التعديلات التي أصرت عليها حماس على صيغة 29 نيسان ( أبريل) 2014 لولا وصولهم إلى نتيجة محددة خلاصتها : “أن المقاومة حتى اللحظة هي المنتصرة في الحرب” ، ولعل الضربة العسكرية الصاروخية التي وجهتها كتائب القسام لمقر قيادة قوات الاحتلال في كفر أبو سالم ، رسالة لكل من يهمه بأن أإطالة أمد الحرب لن يكون في مصلحة الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية ولأطراف عديدة من حلف الناتو ، خاصةً وأن هذه الضربة جاءت لتراكم على كمين الزنة ( الأبرار) الذي أجبر قوات الاحتلال على الانسحاب من مدينة خان يونس ومن عموم القطاع ، ولتراكم على مسلسل كمائن المغراقة وعلى عمليات القصف على محور نتساريم ، التي أوقعت خسائر هائلة في صفوف قوات الاحتلال.
لكن التطور الجديد الذي يجب أن يقف الوسيطان المصري والقطري أمامه ، هو لجوء المتحدث باسم الخارجية الأمريكية “ماثيو ميلر” إلى الكذب لإرضاء الجانب الإسرائيلي والتنصل من موافقة مدير المخابرات الأمريكية وليام بيرنز على النسخة المعدلة ، بزعم أن حماس لم توافق على الصفقة المطروحة ، بل تقدمت بورقة تعديلات عليها .
نتنياهو في ورطة بعد موافقة المفاوض الفلسطيني على ورقة الوسطاء
موافقة المفاوض الفلسطيني على الصفقة ، أحرجت رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو ، الذي راهن على رفض حماس للصفقة المقترحة ، ليرمي الكرة في الملعب الفلسطيني ، وليتهرب من الموافقة على أية صفقة ، لا سيما وأن نتنياهو وفق أوساط المعارضة الصهيونية، ووفق عائلات الأسرى ووفق وزراء حزب المركز في حكومة الحرب ، غير معني بالصفقة ، ومعني فقط بإدامة الحرب وشن الهجوم على رفح بانتظار متغيرات تنقذه من مأزقه السياسي ، ولإدراكه أن موافقته على الصفقة – أية صفقة- ستؤدي لانهيار ائتلافه الحكومي ، في ضوء تهديد شريكيه في الائتلاف بن غفير وسيموريتش بالانسحاب من الحكومة ، وإسقاطها في حال موافقة نتنياهو على الصفقة.
كما أن موافقة حماس على الصيغة الجديدة ، عمق الشرخ والاستقطاب السياسي في الخارطة الحزبية لدى الكيان الصهيوني ، وعمق التباين بشأن المواقف من سير الحرب على غزة وأولويات إعادة الأسرى.
دخول قوات الاحتلال لمدينة رفح يعمق مأزق نتنياهو
وفي محاولة يائسة من الائتلاف اليميني الإسرائيلي بقيادة نتنياهو تصدير الأزمة الداخلية عقب رد حماس، سارعت قوات الاحتلال ، وبناء على تعليمات المستوى السياسي- إلى تنفيذ عملية برية محدودة شرق رفح، وسط غارات مكثفة وقصف مدفعي عنيف، في رسائل داخلية وخارجية تحمل العديد من التناقضات.
وما زاد من ارتباك نتنياهو وحكومته – وفق العديد من المراقبين والمحللين- الترحيب الإقليمي والدولي على رد حماس، وموقفها الإيجابي من مقترح الوسطاء للتهدئة، في حين بدا الكيان الصهيوني منقسماً على نفسه ، بشأن ما يتعلق في إبرام صفقة تبادل ،حتى لو كان الثمن وقف إطلاق النار، حيث سارع مجلس الحرب المنبثق عن حكومة الطوارئ إلى الإعلان عن بدء التوغل البري في رفح، كوسيلة ضغط عسكرية مكثفة على حماس في المفاوضات.
لكن دخول قوات الاحتلال إلى مدينة رفح ، تنفيذا لقرار لمجلس الحرب الصهيوني لن يخرج نتنياهو من مأزقه ، ولن يمكنه من الحصول على صورة نصر ، لأن سيواجه هزائم على نحو أكبر من هزائمه في خان يونس وبقية مناطق القطاع ، وقد أكدت حماس في مؤتمر صحفي للقيادي أسامة حمدان، “أنّ العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح ،”لن تكون نزهةً لجيشه” وأنه سيخرج “مندحراً كما في كل المناطق التي دخلها في قطاع غزة”، بعد أن أذلّته فيها المقاومة الفلسطينية.
دخول قوات الاحتلال فجر الثلاثاء الماضي، من معبر كرم أبو سالم بقوات مؤللة وقوات مشاة باتجاه أطراف مدينة رفح من الشرق ، بدءاً من ضاحية ” بويك ” مرورا بمنطقة شوكة وصولاً إلى السيطرة على معبر رفح الذي يربط مصر بقطاع غزة ، ورفعها علماً إسرائيلياً بطول 20 متراً بعد نزع العلم الفلسطيني ، لا تعدو كونها حركة بهلوانية وكأنها حققت نصراً على المقاومة ، لكنها وفق تقديرات العديد من المراقبين ، مجرد عملية سياسية لممارسة الضغط على المقاومة، لتقديم تنازلات والتراجع عن التعديلات التي أدخلتها على صيغة ” 29 ” نيسان (ابريل) االأمريكية، لا سيما وأن إغلاق المعبر سيحول دون وصول الامدادات الطبية والغذائية وإمدادات الوقود لقطاع غزة هذا ( أولاً) و (ثانياً) أن عملية رفح المحدودة لا تعدو كونها محاولة لاسترضاء كل من وزير الأمن ” إيتمار بن غفير” ووزير المالية ” بتسئيل سيموريتش” اللذان ألحا على نتنياهو اقتحام رفح تحت تهديدهما بإسقاط الحكومة إذا لم يلب طلبهما.
فهو بهذا الاجتياح المحدود لضواحي رفح وسيطرته على المعبر ، يغطي على مشاركته في اجتماع القاهرة المقرر عقده الأربعاء ( 8 مايو) ،بحضور مدير المخابرات المركزية والوسيطين المصري والقطري ، على أمل إجراء تعديل جزئي على صيغة الاتفاق ، يلبي نسبياً بعض المطالب الإسرائيلية لإنقاذ ماء وجهه المهدور ، ومن أجل النزول من فوق الشجرة ، خاصةً بعد موافقة الإدارة الأمريكية عليه ، وتلميحها بوقف شحنة الذخائر المقرر ارسالها للكيان الصهيوني وأن الإدارة الأمريكية ترفض أن يضر نتنياهو بمصالح الولايات المتحدة في المنطقة.
وقد نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤولين، أن المقترح الذي أعلنت عنه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فيه تغيير عما قدمته تل أبيب وواشنطن
وأن رد حماس كان جديا، وأكدوا أن الأمر لتل أبيب لتقرر إذا ما كانت ستدخل في اتفاق.
اليوم التالي للحرب لمصلحة المقاومة
جاءت الصيغة التي وافقت عليها حماس ، وفي حال تنفيذها ، لتعكس نسبياً نتائج الحرب بعد مرور سبعة أشهر على بدئها ، والتي كرست انتصار المقاومة ، بعد فشل الحرب العدوانية الصهيو أميركية في تحقيق أهدافها ممثلة في القضاء على حركة حماس وتقويض حكمها في قطاع غزة ، وفي استرداد الأسرى الإسرائيليين بالقوة المسلحة ، وتحويل قطاع غزة إلى مكان لا يهدد أمن ( إسرائيل) ،وتحقيق الهدف الاستراتيجي بتهجير أبناء القطاع إلى مصر والأردن وغيرهما من البلدان .
كما أن نتائج الحرب ومحتوى صيغة الصفقة، التي وافق عليها المفاوض الفلسطيني، جاءت لتدفن المخططات الصهيو أميركية الرجعية ، بشأن اليوم التالي لوقف الحرب ، ومن ضمن هذه المخططات : المخطط الأمريكي لتسليم القطاع لسلطة فلسطينية متجددة ، ومخطط نتنياهو لإقامة إدارة تتولى حكم القطاع في ظل سيطرة أمنية إسرائيلية ، ومخطط بن غفير لتهجير الفلسطينيين وإعادة الاستيطان في قطاع غزة وغيرها من المخططات الصهيونية .
وهذه النتائج وفق تصريحات قادة المقاومة الظافرة في قطاع غزة ، تؤكد أن من يقرر مصير القطاع الفلسطينيون وحدهم ، الذين خاضوا أشرس معركة ضد العدو الصهيو أميركي الأطلسي منذ نكبة عام 1948 ، وأن فصائل المقاومة هي المعنية بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية على أرضية برنامج المقاومة ورفض اتفاقيات أوسلو ، وهي المعنية بتطوير الإطار الوطني الذي يمثل الشعب الفلسطيني .
بقي أن نشير أن سعي الإدارة الأمريكية لإتمام الصفقة ، لا يعني أنها تنازلت عن أهدافها المشتركة مع الكيان الصهيوني من شن الحرب على قطاع غزة ، لكنها في هذه المرحلة معنية بالتهدئة ارتباطاً بالتطورات الداخلية في أمريكا، ومن ضمنها ثورة الطلبة في الجامعات الأمريكية ، وتأثير هذه التطورات على الانتخابات الأمريكية ، وعلى فرص فوز الرئيس بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هو محمد مخبر الذي سيتولى رئاسة إيران موقتا بعد وفاة رئيسي


.. فرق الإنقاذ تنقل جثامين الرئيس الإيراني ورفاقه من موقع تحطم




.. هل ستكون لدى النائب الأول للرئيس صلاحيات الرئيس رئيسي؟


.. مجلس صيانة الدستور: الرئيس المقبل سيتولى مهام الرئاسة لأربع




.. ماذا سيختل بغياب الرئيس رئيسي عن السلطة؟