الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امة اللاامة اللادولة واللانخبه/1

عبدالامير الركابي

2024 / 5 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


يعامل واقع ومفهوم "الامة" ببداهة غائرة فيما قبلها من تجسدات رافقت التبلورات المجتمعية على طول الفترة اليدوية انتاجيا، الى ان تمثلت اليوم ب ( الدولة الامة) الاعلى بنية وتنظيما متعدية القبلية والمناطقية، فالمجتمعات تتبلور وتفصح عن كينونتها وفقا لاعتبارات وحضور البيئة والنطاق الجغرافي، مايمنح التكتلات المجتمعية مامعتبر بمثابة هويتها وكيانيتها الداله على الشخصية، بغض النظر عن التعبيرات الاولى عن المعطى "الكيانوي الوطني" المتشكل كجزء متمم للتشكل المجتمعي، متصاعد ومترق تكاملا، وصولا لما بعد القمة الاعلى كما تمثلت اليوم مع الحداثة الاوربية الالية/ البرجوازية.
فكل ماقد جرى، لم يكن حافزا لان يخطر على البال، لا اليوم ولافي اي وقت سابق، احتمال ان تكون " الكيانوية" الوطنية والقومية، مع تداخلهما، مرحلية او مؤقته في التاريخ المجتمعي، على طولها، وان ثمة احتمالية اخرى مدفونة وغائرة في الظاهرة الوطنيه الكيانوية، هي ممكن مستقبلي غير متجسد عيانا، يظل خارج الاحاطة الراهنه، هذا اذا اقرينا بان وعي وادراكية الكائن البشري لاشتراطات وجوده ليست نهائية، ولايجوز ان تكون، بالاخص في القضايا الكبرى والرئيسية ومايواكبهتا من حكم نهائي جاهز. الامر القابل للانطباق على منطويات الحقيقة المجتمعية المعاشه في الماضي كما في الحاضر.
هل يمكن التصور او الافتراض، بان التحققية الكيانوية هي تعبيرية غير نهائية بذاتها، وانها بالاحرى دالة على مايناقضها مما هو غير قابل للتجسد الراهن، او ابان بدايات التشكل المجتمعي، بمعنى كون التعبيرية المقصودة والاساس الاصل هي، اللاكيانيه واللا تشكلية ضمن نطاق محدد بذاته جغرافيا وبشريا، وقتها نكون بحاجة لان نشير الى مايمكن ان يبررمثل هذا الاعقاد اذا وجد، دفعا لاحتمالية التوهمية الكلية بهذا الخصوص، لنجد انفسنا ساعتها امام حالة ونموذج مطرود من الملاحظة، وغير موعى، وجار نفيه وعيا نحو عالم اخر غير الذي هو منه، او يفترض نسبته اليه.
ثمة في موضع من الكرة الارضية هو الشرق المتوسطي الانهاري الاحترابي الصحراوي، حالة من التحقق النمطي بلا عناصرمن نوع تلك المادية المعاشية، تنتمي لعالم التعبيرية الكتابية من دون ان تتقيد او تخضع لاشتراطات المكان، والابراهيمه مثال ساطع على المقصود، فنحن هنا امام كيانيه اخرى مستقلة، اختراقية للكيانيه الارضوية، ومؤهله للعيش بين تضاعيفها باعتبارها سماوية، مقابل الارضوية الاصل وبين جنباتها، وهي ظاهرة غير معرفه بصفتها كيانيه متعدية للكيانيه قصورا، ولعدم قدرة العقل الكيانوي الارضوي على الاحاطة بها كما هي، فتحال الى العالم الاخر السماوي اي اللامجتمعي.
وهكذا تتكرس النموذجية الارضوية وكيانيتها المفردة ابتداء، طاردة من المشهد والظاهرة المجتمعية اهم خاصياتها بما هي ظاهرة "ازدواج" وتفاعلية ثنائية، مع كل مايمكن ان يترتب على هذا الجانب من انقلابيه مفترضة بما يخص التاريخ ومسارات ومالات الوجود والحركة المجتمعية التاريخانيه، بما في ذلك وفي الاساس، احتمالية التعاقبية الازدواجية الكيانوية، مابين لاارضوية مطموسة ابتداء وموجوده بما يتلائم واشتراطات الوجود غير المؤاتية تحققا الاولى، وصولا في نهاية المطاف الى الطور التحققي، المتلازم مع توفر اللازم والواجب الحضور من الاسباب التي تؤمنها مجريات التفاعلية التاريخيه وماتنتهي اليه من انقلابيه نوعية في وسائل الانتاج.
يعني هذا ان المجتمعية ذاهبة الى"اللاكيانوية" اللاارضوية كمنتهى ومآل، وقت تتحقق الامه مابعد الامة، بذات الوسائل الكتابية التعرفية الاولى، انما بحسب اشتراطات التحقق، غيرماكانت عليه ايام الحدسية النبوية الابراهيمية الاولى، وهو مايفترض لابل يوجب ساعتها تعرض العنصر الاخر الكيانوي الارضوي لظروف وواقع انتهاء الصلاحية، والتحول الى اشتراطات الزوال، وهو مايبدا على العكس مكرسا بدرجات اعلى، النمطية الارضوية الكيانوية ابتداء من الانتقالية الالية الحالة محل اليدوية، اذ تتعزز وقتها اسباب وموجبات ومقومات الكيانيوية وهي ترتفع الى اعلى تجسداتها الممكنه، مترافقه مع مايواكبها من توصيف توهمي، هو تكرار للاحادية الموروثة.
ولا يكون ممكنا وقتها الاعتقاد او التصور بان الالة هي بالطبيعة والكينونه عنصر مناقض للبنية الارضوية، يوجد بالاصل ويتحور ضمن مسار اصطراعي وتوهمية، لينتقل بما هو وسيلة انتاجية بالاساس، الى اداة انتقال انتاجي "عقلي" محل الجسدي الحاجاتي الارضوي، تقع البنية والوجود الكيانوي الارضوي تحت اثره بحال تازم متزايد، يبلغ حدوده القصوى الانتقالية، باضطرابية غير قابلة للضبط او التدارك، بالاصل لانها خارج الاحاطة طبيعة وفعالية، مايضع المجتمعية عموما ساعتها امام اخطر حالة عرفها التاريخ من التفارقية، بين الادراكية وبين الواقع المحتدم بالحد الاقصى، وحركته.
هذا في الوقت الذي تكون فيه اللاارضوية وتعبيريتها المتعدية للكيانيه في حال استحالة تحقق ابتداء على مستوى قاعدة الوعي ومنطلقة الذي لاانقلابية من دونه، ومادامت الازدواجية المجتمعية واللاارضوية خارج الادراكية فان مايظل غالبا ومسيطرا هو الاحادية ومايتصل بها وبالذات ومجددا مايتولد ابان الانقلابية الالية ومايرافقها من توهمية غربية غالبة على مستوى المعمورة تفكرا ونموذجيا، ولايقف الامر لهذه الجهه على وجه التحديد عند موضع التعبيرية الاخرى الغائبة والمغيبه، بقدر مايحضر وقتها ثفل ووطاة القصور التاريخي الموروث العاجز عن ادراك الازدواج البنيوي المجتمعي الاساس، وبالاخص الحقيقة الاكبر " اللاارضوية" اذ يظهر ساعتها بان لا وعي سابق بالمجتمعية بمافي ذلك ماقد اوحت به التوهمية الحداثية الغربية، بالحقيقة المجتمعية تكوينا ومن ثم آليات وديناميات سيرورة ومآل الامر الذي عند نطاقة وحدودة تتمثل الانقلابيه والثورة الكبرى الادراكية البشرية للوجود خارج الاحادية الارضوية وابتسارها المتواصل المتجدد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: ما حقيقة هبوط طائرات عسكرية روسية بمطار جربة التونسية؟


.. ليبيا: ما سبب الاشتباكات التي شهدتها مدينة الزاوية مؤخرا؟




.. ما أبرز الادعاءات المضللة التي رافقت وفاة الرئيس الإيراني؟ •


.. نتنياهو: المقارنة بين إسرائيل الديمقراطية وحماس تشويه كامل ل




.. تداعيات مقتل الرئيس الإيراني على المستويين الداخلي والدولي |