الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السلاح يلعلع بالقصر الملكي

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2024 / 5 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


احد المواقع الالكترونية ، وأخرى جزائرية ، إضافة الى بعض الجرائد الاسبانية ، تحدثت وبنشوة عن خبر انقلاب بالقصر الملكي ، ولعلعة الرصاص بين ورثة العرش الملكي ، للسيطرة على النظام بعد ذهاب محمد السادس ، سيما وانه مريض ومرضه مزعج ، لان حتمية القادم هو حتمي ، وليس خيالي كما ذهبت بعض المواقع المختلفة مغربية وجزائرية .. فهل فعلا لعلع الرصاص بالقصر ؟ واذا كان الرصاص فعلا قد لعلع بالقصر . فمن هي العناصر التي شاركت في هذه اللعلعة ؟ هل هم مجرد افراد ؟ هل هناك قوى كانت تتحرك من الخلف الخفاء ، فحان الوقت لتظهر وجهها الحقيقي من النظام الملكي ؟
فحين يتدنى الاعلام ، ويصبح يروج للإشاعات ، بغرض عائدات اليوتوب YouTube ، فسلام على هذه المواقع ، التي زاغت في ترويج إشاعة الرصاص بالقصر ، ومنها من تحدث عن انقلاب في القصر بهدف السيطرة على العرش .
أولا . ان هذا الافتراء ليس له من مصداقية ، لأنه يبقى مجرد إشاعة من الاشاعات الرائجة ، ومن دون دليل يؤكد عليها ..
ثانيا . لنفرض جدلا ان الرصاص لعلع بالقصر ، فهذه المواقع لم تذكر الجهة التي تبادلت الرصاص ، ولم تشر الى نوع البرنامج الذي تحضره للرعايا المغاربة لنيل رضاهم وموافقتهم ، عند حسم مسألة العرش لجهة معينة . فلا يمكن الحديث عن لعلعة الرصاص ، دون ذكر الجماعات والأشخاص التي تبادلت اطلاق الرصاص ، وخاصة ان الرصاص لعلع داخل القصر الملكي ..
ثالثا . ما موقف الجيش الضابط للوضع بشكل جيد ، من هذه اللعلعة التي حصلت امام اعينه ؟ ومن هو الفريق الذي سيميل اليه الجيش لحسم مسألة الصراع على العرش ؟
رابعا . لا يمكن الحديث عن تبادل اطلاق النار داخل القصر ، دون ان يتحرك الجيش والدرك ، لتدعيم جهة ضد أخرى ، مما يفسر بالانقلاب على نوع من المسيرين المباشرين ، لصالح المسيرين المحتملين .
خامسا . كيف يتم الترويج لتبادل اطلاق الرصاص داخل القصر، من دون ان يكون تبادل اطلاق النار رائجا من قبل " راديو المدينة " .. والرعايا المغاربة ، معروفين بالترويج للمستملحات ، أي نوع من نميمة الشارع الذي دفعت الفرنسيين ان يطلقوا عليها " راديو المدينة " ، كما اطلقوا عليها " راديو بليما " حين كان لها شأن عظيم في الستينات والسبعينات وحتى الثمانينات ..
سادسا . كنت اشك في احد المواقع الالكترونية ، والفضائيات الخاصة ، أي المملوكة لا صحابها ، من ترويج الدعاية ولو كانت كاذبة ، للحصول على عائدات اليوتوب YouTube ، بل ومن خلال العديد من " المباشر " ، تبين انها مخابرات جزائرية ، تخوض الحرب بالوكالة ضد النظام المغربي .. مقابل الدفع طبعا . فلا يعقل الاستمناء مع المخابرات الجزائرية ، وضد النظام المزاجي البوليسي المخزني ، بالمجان ومن دون مقابل . فلكل عمل اجره ، ومن حق المخابرات الجزائري استعمال هذا النوع من الخونة ، في حربها ضد النظام المزاجي البوليسي المخزني .. لكن ما هي درجة مصداقية هذه الاخبار ، التي تبقى مجرد اشاعات لخلط الأوراق وسط الرعايا المغاربة ، اعتقادا منها ان هذا العمل البوليسي ، سيسرع باندلاع الثورة في المغرب ، وقد يسرع بتمرد جزء من الجيش ، خاصة اذا افترضنا ان هذه الدعاية الكاذبة ، اخذت من فكر وسلوك الصحراويين بالأقاليم الجنوبية المتنازع عليها . مما يعني تسهيل وتسريع العصيان المدني بالأراضي الصحراوية التي تحت سيادة النظام ، وخاصة ان ثلث الأراضي المسماة بالمناطق العازلة ، ووضع لگويرة القانوني ، والتحركات التي تحصل هنا وهناك بالأراضي الصحراوية ، توحي للصحراويين إنْ فعلا لعلع الرصاص بالقصر الملكي ، ان النظام اصبح ضعيفا راشيا كخيوط العنكبوت ، وان الانتفاضة التي ستتطور الى ثورة تحريرية للصحراء ، اصبح هذا وقتها ، بسبب الصراع الدائر بين فرقاء الوارثين للعرش العلوي .. وطبعا لم تلتقي صدفة عملية ترويج موقع من اسبانية لخبر تبادل الرصاص داخل القصر ، والموقع الجزائري Algérie News ، لترويج خبر كاذب بغية التأثير على الرعايا ، وبغية التأثير اكثر في الصحراويين سكان الأقاليم الصحراوية المتنازع عليها .. وهذه الحرب الإعلامية فشلت فشلا ذريعا ، حين تجاهلها الاعلام المغربي ، وتجاهلها الاعلام الفرنسي والإسرائيلي ..
سابعا . هل حقا ان الصراع الدائر ، والذي لعلع فيه الرصاص ، هو صراع بين الأمير رشيد ، والاميرات خاصة مريم ، وبين الأمير الحسن ، الذي اكيد سيكون مدعما من قبل امه التي تتحرك من وراء الستار ..
ثامنا . والدولة والمغرب قد تم سرقته من قبل البوليس السياسي ، جماعة " البنية السرية " ، نتساءل .. اذا كان الرصاص قد لعلع حقا بالقصر الملكي ، بين افراد الاسرة الحاكمة ، فأولى ان يلعلع الرصاص ، ضد من سرق المغرب ، وسرق الدولة ، وكبل الملك المريض الغائب ، وسيطر على كل اختصاصاته ، ويعيث في المغرب فسادا وخرابا ، أي ان الملك الغائب بسبب المرض ، يكون قد تعرض لانقلاب ابيض ، وطبعا بموافقة الجيش والدرك المسيطرين على الوضع بشكل جيد .. فما هو موقع البوليس السياسي ، ب " البنية السرية " مما جرى بالقصر من اطلاق الرصاص بين المتصارعين على العرش ؟ .. اذن من يحكم اليوم المغرب كما كان منذ قرون . هل القصر ؟ هل الجيش والدرك ؟ هل البوليس السياسي الفاشي ؟
وحتى نوضح اكثر . ما موقف الجيش والدرك ، من فضيحة ادخال الجزائري " نور زينو " الى المغرب ، ونظم له البوليس السياسي ندوة صحافية ، لتشويه النقيب والأستاذ محمد زيان ، رغم ان ما قاله في شخص الملك ، لم يقله احد من قبل ، لا من داخل المغرب ولا من خارجه ؟ .
فسكوت الجيش والدرك في فضيحة " نور زينو " اضرت بسمعتهما ، خاصة وقد ذهب البعض الى ان الجيش والدرك ، والقوات المساعدة ، يخضعون للبوليس السياسي المتحكمين في جماعة " البنية السرية " ..
تاسعا . ان سكوت الديوان الملكي عن اطلاق الرصاص داخل القصر ، بين افراد الاسرة الحاكمة ، وسكوت الأمير رشيد ، والأمير هشام ، دليل على ان ما تم الترويج له ، يدخل في الحرب الإعلامية التي يخوضها الاعلام الجزائري ، وعملائه ( المغاربة ) ، ضد النظام المزاجي البوليسي ، وضد المغرب المستهدف بذهاب الصحراء منه .. فهل مثل هذه الدعاية والدعايات ستؤثر في الوضع الداخلي المغربي ، وتشرعن لتحرك الشارع المغربي ، ونظرا للازمة الاجتماعية والاقتصادية المستفحلة ، وليس لها ولن يكون لها مخرج حتى على الأمد الطويل ، وليس المتوسط او القصير ، فيتحول النزول الى الشارع الى انتفاضة ، فعصيان مدني ، فثورة ، فإسقاط النظام ، واستقلال الصحراء ، ومن السهولة ان يصبح المغرب المُقزّم ، تابعا للدولة الجزائرية ، او يصبح ولاية من ولاياتها ..
ان تناول والترويج لخبر لعلعة الرصاص بالقصر، خبر عار من الصحة ، والدليل ان الواقفين وراءه لم يعودوا اليه مجددا . فهو خبر للمخابرات الجزائرية في حربها ضد المغرب ، وخبر لعملاء النظام الجزائري ، طبعا بسبب الدفع بالدولار الجزائري لشراء الذمم المستعدة للانقلاب على ( بلدها ) المغرب ، الذي لم يعد بلدها ..
ان تنظيم العرش في الدولة السلطانية ، بشكل متحكم فيه ، وبالرجوع الى التاريخ ، لم يعرف صراعا بين افراد النظام ورثة العرش .. بل ان الصراع كان مع الشعب الذي نزل يردد شعار اسقاط النظام في 23 ماس 1965 ، وفي يونيو 1981 بالدارالبيضاء ، ويناير 1984 بالشمال وبالجنوب ، وفي 1990 بفاس .. الخ ، كما كان صراعا مع الضباط الراديكاليين في الجيش من البرجوازية الصغيرة وما فوق الصغيرة والمتوسطة .. فالجيش بسبب فساد النظام ، حاول قلبه في سنة 1971 و في سنة 1972 ، وفي يناير 1982 .. ، وعندما فشل الجيش في قلب النظام ، ونظرا للترتيبات الجديدة ، ونظرا لحقوق الضباط الكبار المضمونة ، والامتيازات المختلفة ، يكون الجيش قد قطع أي دور له في محاولات قلب النظام ، بل اصبح الجيش والدرك هما الحماة الحقيقيين للنظام ، وليس البوليس السياسي ولا الجهاز السلطوي ، الذي غدا اذا جَدّ الجِدّ ، خاصة مع ضمان الاستمرارية للملك القادم الذي سيكون الحسن الثالث ، فالجيش وبناء على التعليمات ، سينظم محاكمة البوليس السياسي والجهاز السلطوي ، لضمان دفاع الرعايا عن الملك الحسن الثالث .. أي ضمان انتقال العرش في سلاسة ، وبكل هدوء الى الملك القادم ..
ان الصراع على العرش ، غير موجود ، وان الدستور صريح في هذه الأبواب ، كما ان التقاليد المرعية التي يفرضها عقد البيعة ، بعيدة كل البعد عن الانقلاب داخل القصر ، ومن افراد السلطة الحاكمة .. ان الأمير هشام سيكون من اول المبايعين لحسن الثالث ، والأمير رشيد والاميرات ، كلهم سيبايعون الحسن الثالث .. ولن يشكك احد من الاسرة الحاكمة في أهلية او عدم أهلية الحسن الثالث للحكم ..
فاذا خرج احد الامراء هشام او رشيد ، او اخواته ، ضد الحسن الثالث افتراضا وهذا الخروج لن يكون ، فان الامر والفعل ، سيصنف انقلابا على مؤسسة العرش . فهل يرضى احد هؤلاء بالانقلاب على وريث العرش الحسن الثالث ؟
لن يكون هذا ابدا ، ومن روج له عملاء المخابرات الجزائرية ( المغاربة ) الذين ينسقون مع المخابرات الجزائرية ، هدفهم التأثير على الوضع بالداخل المغربي ، لدفع الرعايا الى النزول الى الشارع ، وتحويل النزول الى ثورة يسبقها اعتصام مدني .. لأنه اذا نجحوا في دفع الرعايا الى النزول الى الشارع ، والرعايا لن تنزل ابدا في مثل هذه المناسبات ، يكونون قد اسقطوا النظام ، وسهلوا استقلال الصحراء واستقلال الريف ..
النظام في المغرب لن يسقط . لن تسقطه الثورة الوطنية الديمقراطية ، لان لا احد يدعو اليها ، بل تحول أصحابها الى مدافعين عن الملكية المزاجية الشمولية ، ومن بقي منهم لا يجمعه تنظيم ثوري ، بل هم جماعات جد صغيرة ، حين تتحدث عن الثورة الوطنية ، فحديثها سياسي ثقافي ، لا علاقة له بمقاصد الرعايا الجاهلة ، التي تجد راحتها في النظام الملكي الشمولي ، لأنها من زوار المقابر ، والمواسم ، والاضرحة .. الخ . كما لن يخرج الإسلام السياسوي وينزل الى الشارع ، لان الرعايا تكره هذا النوع من هواة السياسة ، وزادته مرحلة بن كيران قناعة عند الرعايا ، بان الحل ليس اسلاموي ، بل علوي شمولي اكثر من اللازم .. فهل شاهدتم الرعايا ، ورغم ان السلطة تهدم دورهم وبيوتهم ، يرفعون شعارهم الخالد " عاش الملك / عاش الملك / عاش سيدنا " ، وسيدهم امّا انه غائب غير موجود ، وامّا ان الأوامر أوامره ، لان الاحكام تصدر باسم الملك وتنفذ باسم الملك كذلك ..
كما ان ثقافة الجيش المخزنية التقليدانية العلوية والغربية ، تجعل نزول الجيش الى الشارع من ضروب المستحيلات . الجيش هو من يضمن انتقال العرش ، ولا يمكن ان يكون انقلابيا ، لان الانقلابات ذهبت مع الستينات والسبعينات والثمانينات .. ثم ان الجيش مربوط بتعهدات سلسة ، أي غير مكتوبة مع الغرب ، ومع الثقافة الغربية ، ولن يكون ابدا معمر القدافي ، ولا جمال عبدالناصر ، او صدام حسين او حافظ الأسد ... الخ .
من يردد انقلاب الجيش على النظام ، يكون بمن يضرب اخماسا في اسداس ، دون معرفة حقيقة النظام الملكي المزاجي المخزني البوليسي ..
ولنا ان نتساءل . اذا كان الصحراويون لا يعتبرون الصحراء مغربية ، فلماذا كل مدن الصحراء يسودها الهدود التام ، باستثناء بعد خرجات النساء في مدينة العيون التي لا تتعدى عشرة نسوة في غياب الرجال / الذكور ..
لا صراع ولا الرصاص لعلع بالقصر .. والامور تسير حسب الدستور ، وحسب عقد البيعة .. ان مصالح الاسرة الحاكمة في وحدتها وتضامنها ، وهي على علم بذلك، لذا لن تنتحر او ينتحر احدها ، ليخرج عن الدستور ويخرج عن عقد البيعة ..
الحسن الثلث سيحكم الدولة بكل سهولة وسلاسة ، والرعايا ستناصره ، والاسرة الحاكمة ستكون عونه ، والجيش ضامنه ..
ومنذ متى كان أربعة اشخاص ، او خمسة ، جالسين من وراء الحاسوب ، يرددون كلمة الجمهورية ، من دون ان يكونوا جمهوريين اصلا ..
سير على لله .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة الرئيس الإيراني ووزير خارجيته في تحطم طائرة مروحية كانت


.. إيران تعلن وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي ومرافقيه في تحطم مروحيت




.. وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في تحطم مروحية.. ماذا نعر


.. ما هي ردود الفعل على مصرع الرئيس الإيراني بحادث تحطم مروحية؟




.. ماذا يحدث في إيران بعد وفاة رئيس البلاد وهو في السلطة؟