الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإنتصار على النازية و أثارها على الشعوب

كوسلا ابشن

2024 / 5 / 9
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


تحتفل شعوب البلدان الغربية و شعوب الإتحاد السوفياتي السابق بالذكرى السنوية 79 للإنتصار على النازية, بإنهزام ألمانيا النازية بالحرب العالمية الثانية و توقيع إتفاقية الإستسلام, في يوم 8 ماي 1945, في الساعة 22 و 43 دقيقة بتوقيت برلين, المتأخرة بساعتين على ما هو عليه في موسكو حيث تكون الساعة 00 و 43 دقيقة و دخول يوم 9 ماي. و بهذا أعلنت رئاسة المجلس الأعلى للإتحاد السوفياتي يوم 9 ماي يوم الإحتفال بيوم النصر على النازية الألمانية و ذكرى للتذكر قتلى الحرب الوطنية العظمى. ظل الإحتفال بذكرى الإنتصار على النازية تقليد تاريخي حتى بعد إنهيار الإتحاد و قيام الجمهوريات المستقلة.
تخلد أوروبا يوم النصر في ظل الحروب الطاحنة بين رفاق البندقية ضد النازية, و في ظل هيجان التنظيمات النازية الجديدة في أوروبا, و كذا طغيان إنتهاكات حقوق الإنسان و حقوق الشعوب في البلدان المتحررة و البلدان المستعمرة أو الشبه إستعمارية.
رفع راية النصر فوق الرايخستاغ, لم ينهي الفكر النازي الذي قتل 6 ملايين يهودي لأسباب عرقية و قتل 60 مليون أوروبي, لتحقيق الحلم العرق الآري في سيادة العالم و إستعباد شعوب العالم.
كان من نتائج الحرب العالمية الثانية ظهور قوة الإتحاد السوفياتي, الحليف الطبيعي لحركة التحرر الوطني في العالم. ساهم الإتحاد السوفياتي في تحرير أوروبا من خطر النازية, و كان له الفضل الكبير في تحرير البلدان التي كانت خاضعة للإستعمار الغربي. إذا كان الدعم السوفياتي اللامشروط لحركة التحرر الوطني من أجل إستقلالها و تقرير مصيرها, و بناء علاقات مع البلدان المستقلة مبنية على التعاون المشترك و الإحترام المتبادل, ففي المقابل و رغم ما عانته أوروبا الغربية إثر الحرب النازية العدوانية, فقد تناست الأنظمة الرأسمالية بسرعة ويلات الحرب و ما قدمته شعوبها من تضحيات و ضحايا و خسائر مادية من أجل الإنتصار على النازية و إنهاء الحرب و من أجل الإنفراج الدولي. بعد الحرب العالمية الثانية أحل محل النازية في أوروبا, أنظمة لا تختلف عن النازية في نهجها الإستعماري و في غطرستها و وحشيتها و عدوانها على الشعوب, و قيام هذه الأنظمة بدعم الحروب في العالم و دعم للأنظمة الإستبدادية المنتهكة لحقوق الإنسان بأمريكا اللاتينية و بآسيا و بإفريقيا.
الغرب الإمبريالي الداعم المباشر لكل الحروب في العالم و في مقدمتها إشعال و تمويل الحرب الروسية -الأوكراينية حاليا و العمل من أجل إطالة أمدها لإنهاك الإقتصاد الروسي.
الحرب على النازية لم تدمر الفكر النازي نهائيا, فقد تغلغل هذا الفكر العنصري المدمر في صفوف أصحاب النزعة العرقية و الإستعمارية في الغرب الإمبريالي و خارجه. لم يختلف النظام الإمبريالي عن النازية في حروبه الإغتصابية و ممارساته العدوانية لإستغلال الشعوب و إستغلال مواردها الطبيعية. بالإنسحاب الإستعمار من مستعمراته, أتاح لعملائه و مرتزقته من بقايا الزمن الإستعماري, السيطرة على الحكم في المستعمرات للحفاظ على مصالحها و بقاء التبعية لمراكز النظام الإمبريالي. النظام الإمبريالي هو المسؤول عن إنتشار النزعات العرقية في أوساط الشباب في الكثير من الدول و من بينها الدول الأوروبية.
الشعوب في آسيا و أمريكا اللاتينية و افريقيا عانت من مخلفات النظام الإمبريالي, الذي ترك عن قصد إرث من النزاعات الإقليمية و الحروب بسبب مقاصد الإمبريالية في ترك مشكل عدم وضوح الحدود بين الدول, الفعل الذي إستغلته الإمبريالية للتدخل في شؤون هذه الدول مجددا. النظام الإمبريالي حتى اليوم ما زال يدعم الأنظمة الإستبدادية التابعة لنظامه الإستغلالي المتوحش, رغم إدعائه الباطل, الدفاع عن حقوق الإنسان و حرية الرأي و التعبير و حرية الأدايان. النظام الإمبريالي المساهم الرئيسي في صناعة الهويات الزائفة في بعض الدول, و بطبيعة قابليتها للتبعية للنظام الإمبريالي, دعمها و علم كوادرها علم السياسة و زودها بمفاتح الحكم بعد الإنسحاب الإستعماري من المستعمرات, هكذا تم إعلان عن ولادة أنظمة نازية جديدة في خدمة الإمبريالية, تبيد و ترهب و تستغل الشعوب.
فقد العالم لتوازنه بإنهيار النظام السوفياتي و ترك الساحة للنظام الإمبريالي, القطب الواحد, الحر في إستغلال البلدان و الشعوب و طمس حقيقة أعماله بما يتوفر لديه من وسائل الإعلام المتطورة, للكذب على الشعوب, بتصوير أعمال الإمبريالية الإجرامية, تقدم و تطور لصالح الشعوب في البلدان النامية.
بعد مرور 79 سنة عن إنهيار النظام النازي في ألمانيا, إلا أن أفكاره و ممارساته ما زالت سائدة في الكثير من البلدان, و منها تامازغا ( بلاد الأمازيغ) الخاضع للإضطهاد النظام الكولونيالي النازي العروبي. إذا أراد شعبنا العيش بحرية و كرامة, فعليه التعلم من أبطال ملحمة لينينغراد, القوة لا تجابه إلا بالقوة, و القوة كانت دائما هي الحاسمة في التحرر من الإستعمار, كما أثبتها التاريخ. الحق يؤخذ بالقوة و لا يعطى هدية و إكرامية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وصلت مروحيتان وتحطمت مروحية الرئيس الإيراني.. لماذا اتخذت مس


.. برقيات تعزية وحزن وحداد.. ردود الفعل الدولية على مصرع الرئيس




.. الرئيس الإيراني : نظام ينعيه كشهيد الخدمة الوطنية و معارضون


.. المدعي العام للمحكمة الجنائية: نعتقد أن محمد ضيف والسنوار وإ




.. إيران.. التعرف على هوية ضحايا المروحية الرئاسية المنكوبة