الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تمرّد الطلبة المطالب بوضع نهاية للمذابح الإباديّة الجماعيّة الأمريكيّة / الإسرائيليّة في حقّ الشعب الفلسطيني يواجه بالعنف و الإيقافات الجماعيّة و التشويهات. و الطلبة يردّون لن نتوقّف و لن نرضخ- -

شادي الشماوي

2024 / 5 / 10
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية



https://revcom.us/en/student-uprising-demand-end-usisraeli-genocidal-slaughter-palestinians-met-violence-mass-arrests

طوال الأسبوع الفارط ، إنتشر تمرّد الطلبة لإيقاف الإبادة الجماعيّة الإسرائيليّة المدعومة من الولايات المتّحدة الأمريكيّة و صار أقوى ، بينما إشتدّ القمع ضدّه . فقد إنتشرت الإحتجاجات إلى أكثر من مائة مركّب جامعيّ في الولايات المتّحدة و عشرات البلدان الأخرى . و حجر الزاوية في هذه الحركة هو آلاف طلبة الجامعات بمن فيهم " نخبة " الجامعات ، الذين يضعون مستقبلهم و أجسادهم على المحكّ من أجل ما يرون و هم حقّ أنّه من المسؤوليّة الأخلاقيّة المطالبة بأن تسحب مؤسّساتهم تمويل دولة إسرائيل ، و أن تضع حدّا لتواطئها مع الرعب المسلّط على الشعب الفلسطيني .
لقد حدث أكثر من 2300 إيقاف في الجامعات و وُوجه الطلبة بالغاز المسيل للدموع و الرصاص المطّاطي؛ و تمّت إزالة مخيّمات التضامن . و قد لقي هذا الدعم من القادة السياسيّين من الحزبين ، و قد شوّهوا المحتجّين على أنّهم " معادون للساميّة " و " عنيفين " و " محرّضين من خارج الجامعة " و حتّى " إرهابيّين " .
لماذا يسلّط هذا القمع بقسوة كبيرة على الطلبة المحتجّين المطالبين بوضع نهاية للإبادة الجماعيّة ؟ شرح القائد الثوريّ بوب أفاكيان ذلك قائلا :
" يُعزى ذلك إلى أنّ مصالح الولايات المتّحدة الرأسماليّة – الإمبرياليّة موضع رهان . "
" يُعزى إلى كون إسرائيل تنهض ب " دور خاص " كقلعة مدجّجة بالسلاح لدعم إمبرياليّة الولايات المتّحدة في جزء إستراتيجيّا هام من العالم ( " الشرق الأوسط " ). و قد كانت إسرائيل قوّة مفتاح في إقتراف الفظائع التي ساعدت على الحفاظ على الحكم الإضطهادي للإمبرياليّة الأمريكيّة في عديد أنحاء العالم . "
و يحدث هذا القمع لأنّ ممثّلين للطبقة الحاكمة في هذه البلاد لهم إحساس بأنّه إن شرع الشباب لا سيما في جامعات " النخبة" في التساؤل و التحرّك جدّيا ضد ما يقوم به هذا النظام – إذا " خسر النظام ولاء " أعداد كبيرة من هؤلاء الطلبة – قد يكون هذا عاملا مهمّا في خلق أزمة حقيقيّة للنظام ككلّ ، كما جدّ ذلك في ستّينات القرن العشرين : أزمة ، الآن أكثر من أيّ زمن مضى ، لا يمكن أن يقبل بها النظام و الحال أنّ البلاد بأكملها بعدُ تتمزّق بإنقسامات عميقة بصدامات مريرة بالذات في صفوف القوى الحاكمة . لذا ، في الوقت نفسه ، هم منقسمون بمرارة ، السلطات الحاكمة لهذه البلاد متّحدة بصلابة في تصميمها على عقاب و بثّ الخوف خاصة ضمن الطلبة في الجامعات النخبة الذين خطوا خطوة إلى الأمام للإحتجاج على المجازر الإباديّة الجماعيّة في حقّ الفلسطينيّين . و الطبقة الحاكمة يائسة في منع معارضة مصالحها الجوهريّة من الإستشراء و مشاركة الجماهير الشعبيّة ، من كافة أنحاء المجتمع . "
لكن الطلبة لم يتراجعوا و بدلا من ذلك عادوا أكثر قوّة و تصميما .
كلّ هذا يمكن أن تكون له تبعات عميقة على ظهور شعب ثوريّ – و فرصة حقيقيّة للثورة – في الأيّام و الأسابيع و الأشهر القادمة .
قمع شرس :
و التالى يعطى فكرة عن ما جدّ في بضعة مركّبات جامعيّة مفاتيح :
- في جامعة تولان في نيو أرليانس ، نظّمت الشرطة هجومين في يومين على خيمة من المخيّم : في 10 أفريل ، الشرطة على ظهور الجياد قامت بهجوم ما سبّب بعض الضرر و الرعب و قامت ببعض الإعتقالات إلاّ أنّها لم تقدر على طرد المحتجّين .ثمّ في غرّة ماي ، أكثر من مائة شرطي من نيو أرليانس و أعضاء فرق شرطة الولاية و شرطة المركّبات الجامعيّة شنّوا هجوما ثانيا – و هذه المرّة مستخدمين السيّارات المدرّعة و أبدت إستعدادا مرتدية خوذات و زيّا مضادا للرصاص . و أخرج البعض بنادقهم – كان المشهد يبدو مثل مشهد ساحة حرب . و تمّ إيقاف 14 شخصا آخر ، بعضهم " سحبتهم بعيدا " الشرطة . و تبيّن أشرطة الفيديو المحتجّين يصرخون : " لا نرى هنا أيّ إضطراب ، لماذا تحملون دروعا" و كانت الشرطة تمزّق المخيّم .
- في جامعة واشنطن في سان لويس ، في 24 أفريل 2024 ، ستيف تمارى ، أستاذ تاريخ عمره 65 سنة كان يصوّر الشرطة و هي تعنّف بعض الطلبة . و يظهر الفيديو أنّ أربعة من رجال الشرطة ذوى الأجسام الضخمة هجموا عليه و طرحوه أرضا و ضربوه و تاليا رموا جسمه الهزيل على العشب . تمّ علاجه في مستشفى وهو مصاب بتسعة ضلوع و يد مكسورة – و جاء في تقارير أنّ طبيبا قال له أنّه محظوظ أن بقي على قيد الحياة .
- في معهد دارتماوث في نيو همشاير ، أقام الطلبة مخيّما خارج أسوار الجامعة . و بعد ساعتين ، أمرت الجامعة الشرطة بأن تهاجم لطرد تسعين شخصا . و ضمنهم كانت الدكتورة أنليس أرلاك و عمرها 65 سنة . كانت قد درّست في دارتماوث لعقود . و كانت أرلاك تصوّر الشرطة حينما هجموا عليها و طرحوها أرضا و قيّدوها و أخذوها إلى السجن . و علّقت الدكتورة أرلاك أنّها كانت بدارتماوث طوال 34 سنة و " قد حدثت عدّة إحتجاجات ، لكنّنى لم أشاهد أبدا ، أبدا شرطة مكافحة الشغب يتمّ إستدعاؤها إلى الحرم الجامعي ".
- بجامعة أوكلا بلوس أنجلاس ، الشرطة و الأمن الخاص حاصرا المخيّم و ضلّوا قربه زهاء الخمس ساعات في 30 أفريل عندما هاجمت غوغاء موالية لإسرائيل هجوما عنيفا المحتجّين بلا عنف . و هؤلاء الصعاليك قذفوا بألعاب ناريّة و إستخدموا القنابل المسيلة للدموع و هرسلوا الأفراد المنعزلين و ضربوهم بالعصيّ و الألواح . ما لا يقلّ عن 15 إنسان جرحوا ؛ و أصيب رجل بجرح بليغ في رأسه إقتضى غلقه 14 مشبكا ، لكن الهجوم أخفق في إكتساح المخيّم . مستبسلين في غرّة ماي ، أخذ مئات المحتجّين في إعادة بناء المخيّم ، فقط ليُهاجموا بجيش مختلف من الصعاليك –LAPD . و يوم الخميس ، مئات رجال الشرطة إقتحموا المخيّم و كانت طائرة مروحيّة تحوّم فوق الرؤوس قاذفة قنابل ضربات كاذبة و مطلقة الرصاص المطّاطي . و كان المحتجّون يصرخون " لن نغادر المكان ، لا يخيفنا ما تقومون به ! " و بعد إيقاف 210 شخصا ، فكّكت الشرطة المخيّم . ( من أجل تقرير مفصّل عن الأحداث في جامعة أوكلا ، شاهدوا برنامج الثورة لا شيء أقلّ من ذلك ! The RNL-Revolution , Nothing Less ! على اليوتيوب ، الحلقة المعروضة يوم 2 ماي ) .
- في جامعة كولمبيا بمدينة نيويورك ، صار معروفا الآن أنّه فضلا عن قنابل الضربات الكاذبة ، على الأقلّ شرطي أخرج بندقيّته و أطلق النار في الهواء . لحسن الحظّ ، لم يقتل أو يجرح أحد ، لكن بماذا يشى أنّ شرطة مكافحة شغب مسلّحة تقترب من مجموعة محتجّين – حركتهم " عنفهم " الوحيدة كانت كسر نافذة – كما لو كانوا ذاهبين إلى الحرب مع كارتال مخدّرات ؟ و أنّ في رواية أو أخرى ، هذا ما حصل في عشرات المعاهد و الكلّيات عبر الولايات المتّحدة ؟
كلّ هذا مجرّد نموذج صغير من إجراءات شرطة الولايات الإرهابيّة التي إتّخذت ضد حركة معاداة الإبادة الجماعيّة . و لا علاقة لهذه الهجمات بالتهم المفبركة و الباعثة على السخط بأنّ هذه التحرّكات " عنيفة " أو " معادية للساميّة " أو حتّى أقلّ في ما يتّصل بالزعم السخيف الذى أطلقه عديد رؤساء الجامعات ب" نحن مائة بالمائة مع حقّ الإحتجاج ، لكن لدينا قانون مؤكّد ضد الخيم في المركّبات الجامعيّة " .
و الواقع هو أنّ مطالب هذه الإحتجاجات ، و فضح المحتجّين للطبيعة الإجراميّة لحرب الولايات المتّحدة / إسرائيل على غزّة ، تضرب قلب مصالح النظام الرأسمالي – الإمبريالي السائد بالذات . و حتّى نقاش جدّيّ لهذه المطالب خارج النطاق، و السبب الأساسي للإلتزام بالدفاع على الملأ عن جرائم حرب مريعة و تطهير عرقي و إبادة جماعيّة سيضرّ كذلك بمصالح إمبرياليّة الولايات المتّحدة . لذا الشيء الوحيد بالنسبة لهم هو اللجوء إلى مزيج من التشويه الخبيث و القمع العنيف ... و الظهور أنّهم " لا حدود " لديهم في المسألتين .
ما إنفكّ المحتجّون الجسورون يعودون بصفة أعمق و أوسع نطاقا :
و مع ذلك ما هو مذهل أكثر من هذه الهجمات ، و عدم المبالاة التامة بما صدّعوا به آذاننا عن " الحرّيات " هو أنّ النتيجة إلى حدّ الآن كانت تعزيز الحركة و توسّع جديد للمساندة .
- عقب إيقاف 108 طالبا و طالبة من مخيّم كولمبيا في 18 أفريل ، العشرات الأخرى من المخيّمات تركّزت حول البلاد . و شرع طلبة كولمبيا في تركيز مخيّم جديد في ذات اليوم الذى تمّت فيه الإيقافات و حافظوا عليه أما التهديدات المستمرّة . و في اليوم التالى من " تطهير " كولمبيا من المحتجّين في هجوم أعنف و أكثر عسكرة حتّى في 30 أفريل ، عقد المحتجّون ندوة صحفيّة جماهيريّة في الشارع خارج أسوار الجامعة ، و قد نظّم مائة من طاقم الجامعة مسيرة مساندة للمحتجّين ، و دعا قسم كولمبيا من الرابطة الأمريكية للأساتذة الجامعيّين ( AAUP ) للتصويت على حجب الثقة فى رئيس الجامعة ، في حين أنّ هذه الرابطة في معهد برنارد ( جزء من كولمبيا ) صوّتت بالإجماع على حجب الثقة في رئيسهم .
- و أيضا إثر الهجوم على جامعة كولمبيا في 30 أفريل – و هجوم في الليلة عينها على معهد مدينة نيويورك (CCNY ) و إيقافات جماعيّة للطلبة هناك – إنطلق طلبة في جامعة فوردهام بمنهاتن في إنشاء مخيّم قائلين أشياء من قبيل " رؤية ما عرفه طلبة كولمبيا أمر ملهم " . و هاجمت شرطة مدين نيويورك فورا المخيّم في الليلة ذاتها – مضيفة هذه المرّة مسيرّات إلى ذخيرة أسلحتها و موقفة " عديد المحتجّين " و أيضا قامت الجامعة بفصل عددا غير معلن . و نزل المحتجّون إلى الشوارع صارخين أنّ الطرد ليس " شيئا أقلّ من وسام شرف "!
- في برتلاند ، أوريغون ، أقام محتجّو جامعة ولاية بورتلاند مخيّما خارج أسوار الجامعة طوال أسبوع و إحتلّوا مكتبة لثلاثة أيّام . و في 2 ماي ، تعرّضوا للهجوم على يد شرطة المدينة و شرطة الولاية . و نجحت الشرطة في إيقاف حوالي 30 شخصا إلاّ أنّها عندها واجهت مئات طلبة PSU و قد قطعوا طرقا . و كان الردّ عنيفا بما في ذلك بالغازات المسيلة للدموع و إستطاعت الشرطة أن تغادر المكان مع الموقوفين . لكن " بعد مغادرة الشرطة ، أسرع المحتجّون إلى إعادة مواضع الحواجز و العلامات ، و إعادة تركيز وجودهم على المركّبات الجامعيّة "
- عقب مهاجمة شرطة أتلانتا و فرق ولاية جورجيا مخيّما في جامعة أموري ، مستخدمين القنابل المسيلة للدموع و / أو إيقاف العشرات ، و عقب تصريح حاكم جورجيا بأنّ " كلّيات المركّبات الجامعيّة ... لن تكون أبدا مكانا آمنا للذين يروّجون للإرهاب و التطرّف " ، مائتا أستاذ من أمورى نظّموا مسيرة في اليوم الأخير من الدروس منادين بإ‘ستقالة رئاسة الجامعة. و أكّد أحد الأساتذة " كانت الإدارة بلا رحمة . إستخدام العنف ضد الطلبة و الأساتذة الذين كانوا يمارسون حقّ التعبير الحرّ دون عنف أمر مروّع . إنّه خيانة لما هي الجامعة ". و بعد يومين من ذلك وُجد إحتجاج كبير آخر في المركّب الجامعي و إنتشر فيديو إيقاف رئيس قسم الفلسفة ، و قد شاهده عشرون مليون إنسان .
- و في جامعة برينستن في نيوجرزى : نفّذ 15 طالبا إضراب جوع معلنين ، " تتواصل عذابات ملايين الغزّيين بسبب الحصار التي تقيمه دولة إسرائيل . مليونان من سكّان غزّة يواجهون الآن مجاعة من صنع الإنسان " و أنّهم " يرفضون أن يكونوا متواطئين في الإبادة الجماعيّة ".
- و حتّى بآلاف الطلبة المطرودين أو المبعدين عن حفلات التخرّج ، تفجّرت إحتجاجات حيويّة في بدايات عدد من الحفلات إيّاها بما في ذلك في جامعة ميشيغان و جامعة أنديانا . و صرّحت شابة شاركت في مسيرة : " أعتقد أحيانا أنّه من المخيف القيام بما هو صواب . كنت خائفة . لكن الناس يموتون و لا مجال لأن أبقى مكتوفة الأيدى تجاه ذلك . "

شجاعة بعض الطلبة تجبر آخرين – في المركّبات الجامعيّة و عبر المجتمع – على أن يتّخذوا موقفا . و قد قال أحد الطلبة الموقوفين في جامعة التكساس :" لم أكن حتّى أعرف أن هناك مسيرة منظّمة اليوم ، لكن ما أن تحصّلت على ثلاثة نصوص من الشرطة تقول إنّ كلّ شخص في ساوث لاين يجب أن يمضي في حال سبيله و لا يشارك في التجمّعات و إلاّ سيقع إيقافه ، شعرت بأنّنى مضطرّ إلى المضيّ المشاركة في المسيرة و تقديم بعض الدعم " .
و قد عبّر الطلبة أنفسهم عن تصميمهم على عدم التوقّف إلى أن تنتهي الإبادة الجماعيّة للشعب الفلسطيني .
و بعد إيقافات جماعيّة في جامعة أوكلا بلوس أنجلاس ، سأل صحفيّ طالبا تمّ إيقافه و على وشك أن تقدّمه الشرطة إلى المحاكمة : هل هذه نهاية الإحتجاجات ؟ " و كان جوابه : " لا ، لا أبدا ...سيعود الناس . سيعود الناس . هذه ليست النهاية ... إلى أن تنتهي الإبادة الجماعيّة و تمويلها ، عندما تنتهى الإبادة الجماعيّة ، سيتوقّف إنفاق مليارات الدولارات ".
وإثر الهجوم الموالي لإسرائيل (الصهيوني) على المحتجّين في جامعة أوكلا ، أصدرت مجموعة من الطلبة بيانا جاء فيه : " هجمات الصهاينة و إستخدامهم للأسلحة الكيميائيّة و كرههم ، و تدميرهم ليسوا سوى نموذج مصغّر عن ما يجرى في غزّة . و الجامعة سترانا بالأحرى أمواتا و لن نتراجع ...و دعوة إلى أوكلا ، حماية طلبتك واجبة ، و طالبى بما نحتاج إليه –التراجع عن أنظمة الموت المستفيدة من القنابل العشوائيّة و لتصدرى نداء لإيقاف الإبادة الجماعيّة في غزّة و إنهاء إحتلال فلسطين . " و في بيان آخر ، تمّت ملاحظة أنّ " اليوم هو اليوم 207 من حملة الإبادة الجماعيّة الإسرائيليّة ضد غزّة ، و 76 سنة من إحتلال إسرائيل لفلسطين " و ختم ب : " سنتحرّك هذا الأسبوع المرّة تلو المرّة إن كان هذا يعنى تحرير فلسطين و سنظلّ ملتزمين بقضيّتنا العادلة – كما يجب عليكم جميعا . لن نتوقّف ، لن نرضخ " .



تجمّع أوّلى لصعاليك جعل أمريكا عظيمة من جديد الفاشيّين الأمريكيّين
لم تقع مواجهة إحتجاجات الطلبة بقمع الولاية الخبيث فحسب بل وُجدت حالات متنامية من عنف الصعاليك الصهاينة الملتقين مع صعاليك جعل أمريكا عظيمة من جديد الفاشيّين و الغوغاء الموالية للشرطة بمن فيهم أعداد من عنصريّى فرات بويز لدعم أمريكا و كلب هجومها إسرائيل .
في جامعة أوكلا ، جدّت مسيرة موالية للصهاينة من مئات يرفعون العلمين الأمريكي و الإسرائيلي . ثمّ ، بعد ليلتين فقط ، هاجمت غوغاء من الصعاليك الصهاينة العنيفين مخيّن التضامن مع غزّة . ( أنظروا أعلاه ) . و بعد ساعات من الهجوم الصهيوني ، عندما تدخلت أخيرا الشرطة فى المركّبات الجامعيّة ، أخذ الصهاينة يصرخون " الولايات المتّحدة ، الولايات المتّحدة " . و نجم عن وجود الشرطة أن ترك الصهاينة المركّب الجامعي ، غير أنّه لم تحدث أيّة إيقافات في صفوف أولئك الذين كانوا يرفعون عصيّا حديديّة و ألواح و عبوّات غازيّة و غير ذلك ليستخدموها ضد الطلبة .
و أضحى العلم الأمريكي – كرمز للشوفينيّة الأمريكيّة و الهيمنة على العالم – تكثيفا لهذا الصراع .
و في 30 أفريل ، والي نيويورك، أريك أدامس، إنتابته نوبة عصبيّة لأنّ المحتجّين في CCNY أنزلوا العلم الأمريكي و رفعوا علم فلسطين . و غمغم أدامس " هذا علمنا يا ناس ... و إنّه لمحزن أنّ تسمح المعاهد و الكلّيات بأن يرفع علم آخر في هذه البلاد . لذا وبّخونى لأنّنى فخور بأنّي أمريكي ".
و في غرّة ماي ، حدثت معركة حول سارية العلم في جامعة كارولينا الشماليّة (UNC ) في شبال هيل . و بُعيد طردهم من مخيّمهم في المركّب الجامعي ، عادت مجموعة من المحتجّين المناهضين للإبادة الجماعيّة و أنزلت العالم الأمريكي ، و رفعت العلم الفلسطيني و صار أفراد المجموعة يرقصون ببهجة حول العلم الفلسطيني . و قام المستشار بالوكالة بحركة مسرحيّة كبرى حيث تقدّم إلى سارية العلم بفيلق من الشرطة ليعيد رفع العلم الأمريكي بينما كانت الحشود الموالية لأمريكا و إسرائيل تهلّل لذلك و تصرخ " الولايات المتّحدة ، الولايات المتّحدة " . و تمّ إيقاف محاولة ثانية لإنزال العلم الأمريكي من طرف مجموعة من فرات بويز و حصُلت مواجهة . في نهاية المطاف قرّر المسؤولون الرسميّون – لأسباب لم يقع توضيحها – إنزال العلم الأمريكي تاركين السارية فارغة ، وقتها .
غداة هذا ، بات " الفرات بويز " مشاهير رجعيّين ، ب أكثر من خمسة مائة ألف دولار جُمّعت لدفعهم ضد المحتجّين . و الجمهوريّون الفاشيّون أمثال ترامب و سيناتور كارولينا الشماليّة ليندساي غراهام مدحوهم على أنّهم " أبطال ".
و في 3 ماي ، وُوجهت مسيرة صغيرة – لكن جريئة و مصمّمة – من أجل فلسطين في جامعة ولاية لويزيانا بغوغاء متنامية الأعداد من المناهضين الفاشيّين للمحتجّين ، و تاليا إلتحق بهم سيناتور فاشيّ ، و هم يصرخون " الولايات المتّحدة، الولايات المتّحدة " و يرفعون علم أمريكا .
و في جامعة ميسيسيبي – في حادث بغيض للغاية يبيّن أنّ عقليّة غوغاء السحل لا تزال قويّة وهي في الواقع تعود في لحاف قبّعات أنصار جعل أمريكا عظيمة من جديد و الأعلام الأمريكيّة – غوغاء هائجة مائجة من المجانين حاصروا و إعتدوا على امرأة سوداء البشرة كانت تقف إلى جانب فلسطين . توجّهوا إلى هنا من أجل رواية كاملة للحدث .
ما الذى يحتاج أن يتمّ الآن :
مثلما يقول بيان هيئات الشيوعيّين الثوريّين من أجل تحرير الإنسانيّة :
الآن بالذات ، يجب أن تحصل أشياء ثلاثة :
1- ينبغي أن تنتشر مقاومة الإبادة الجماعيّة في غزّة – في المركّبات الجامعيّة و عبر المجتمع بأسره !
2- الدفاع عن جميع الطلبة و المحتجّين المناهضين للإبادة الجماعيّة ! علينا أن لا نتركهم يقسمون صفوفهم و يُشيطنون الحركة و الحقّ إلى جانبنا !
3- كلّ من يتعذّب بجدّية بشأن المستقبل و يرغب في رؤية عالم خال من العنف غير العادل الذى نشهده في غزّة ، و في هذا القمع غير الشرعي ، يحتاج إلى أن يتعمّق بجدّية في البحث في منبع كلّ هذا : النظام الرأسمالي – الإمبريالي . و التعمّق في البحث في حلّ ذلك : ثورة حقيقيّة . هيئات الشيوعيّين الثوريّين من أجل تحرير الإنسانيّة تدعوكم و تحثّكم على القيام بذلك بقراءة المطويّة أدناه و الحديث معنا بأكثر عمق و الإلتحاق بنا . إكتشفوا إستراتيجيّتنا و رؤيتنا و خطّتنا و قيادتنا لهذه الثورة . أجلبوا روح التحدّى و رغبتكم في تحقيق عالم حيث هذه الأنواع من الجرائم لن تحدث مجدّدا لأي كان ! مع كلّ هذا النظام الواقع في أزمة و المجتمع الذى تتمزّق أوصاله ، الثورة التي نحتاجها للإطاحة بهذا النظام يمكن أن تحصل ليس في مكان و مستقبل بعيدن ، بل هنا بالذات و بالذات في هذا الوقت الذى نعيش فيه .
دعوة من بوب أفاكيان :
لنمض في رحلة حيويّة معا – في وحدة تامة ضد الإضطهاد و النضال الحيويّ بشأن منبع المشكل و حلّه . تابعوا قناعاتكم الخاصة – بأنّ التجاوزات التي تحرّك مشاعركم لا يمكن تحمّلها – إلى نهايتها المنطقيّة ، و كونوا مصمّمين و مصمّمات على عدم التوقّف إلى أن يتمّ القضاء على هذه التجاوزات و الأفكار حول كيف يتماشى كلّ هذا و ينبع من مصدر مشترك – و كيف يمكن وضع نهاية له و إنشاء شيء أفضل بكثير – يؤدّى إلى إتّجاه رؤية ليس المقاومة الجريئة و المصمّمة فقط، و إنّما أيضا الحاجة إلى ثورة و في نهاية المطاف الشيوعيّة ، عندئذ لا تديروا ظهوركم لذلك لأنّه يجرّكم إلى أبعد من منطقة رفاهكم ، و يتحدّى ما كان معتقداتكم المحبوبة ، أو لأنّه يجلب الأذى و التشويهات . بدلا من ذلك ، إبحثوا بنشاط و همّة عن التعلّم أكثر عن هذه الثورة و هدفها الشيوعيّة و عن تحديد ما إذا كانت فعلا حلاّ ضروريّا و ممكنا . ثمّ تصرّفوا وفقا لذلك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة اليمين المتطرف برئاسة


.. تفاعلكم | تعطل حركة الطيران في مطار ميونخ، والسبب: محتجون في




.. إسبانيا: آلاف المتظاهرين ينزلون إلى شوارع مدريد للدفاع عن ال


.. لماذا تتبع دول قانون السير على اليمين وأخرى على اليسار؟ | عا




.. مظاهرات في القدس تطالب بانتخابات مبكرة وصفقة تبادل والشرطة ا