الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهجوم على السفارة المكسيكية في الإكوادور تم التخطيط له في واشنطن

الحزب الشيوعي الكوبي

2024 / 5 / 10
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


بقلم كاتو أركونادا بتاريخ 5 مايو 2024

وفقا لمصادر مقيمة في واشنطن، طلبت عدم الكشف عن هويتها، فإن هجوم الحكومة الإكوادورية على السفارة المكسيكية في كيتو كان عملية موجهة ومدعومة من وراء الكواليس من قبل الحكومة الأمريكية.

كان الهدف الرئيسي هو بناء استراتيجية سياسية-انتخابية تهدف إلى تعزيز صورة الرئيس {الاكوادوري دانيال}نوبوا في الفترة التي تسبق استفتاء 21 أبريل، وكذلك إرسال رسالة إلى حركة ثورة المواطنين التقدمية (Revolucion Ciudadana).

أما الهدف الثاني فكان إضفاء الصبغة الاستثنائية على الانتخابات في المكسيك، حيث يتصدر حزب مورينا، و تشديد الهجوم والأزمة ضد {الرئيس المكسيكي} أندريس مانويل لوبيز أوبرادور من وسائل الإعلام وقوى المعارضة. أما الهدف الثالث فهو الحفاظ على حالة التوتر في المنطقة، لمنع إعادة تنشيط منظمات مثل مجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (CELAC)، مكملة لهجوم اليمين الأمريكي اللاتيني الجديد، الذي ينتظر نصر ترامب لتشديد الهجوم (أكثر).

و الهدف الرابع للهجوم على السفارة، كان تخويف المعارضة، وخاصة حركة ثورة المواطنين (Revolucion Ciudadana)، سعيًا لإيصال رسالة مفادها أن الحكومة مستعدة لعبور أي خط أحمر لسحق أتباع {الرئيس السابق رافايل}كورييه وجعلهم يختفون كقوة سياسية.

حصل الهجوم على السفارة المكسيكية في الإكوادور على موافقة مسبقة من السفارة الأمريكية ووزارة الخارجية ووكالة المخابرات المركزية. وأبلغوا رئيس الإكوادور أن هروبًا وشيكًا محتملًا لخورخي جلاس، على غرار ما حدث في عام 2023 مع وزيرة حكومة كورييه السابقة ماريا دي لوس أنجليس دوارتي، التي كانت لاجئة في سفارة الأرجنتين، ستجعل من حكومته اضحوكة وستدفن تطلعاته إلى إعادة الانتخاب، مع هزيمة شبه مؤكدة في الاصوات الشعبية .

أعدت محطة وكالة المخابرات المركزية في الإكوادور، بالتعاون مع وحدات النخبة الإكوادورية، عملية القبض على نائب الرئيس السابق خورخي جلاس في السفارة المكسيكية.
قبل العملية، شاركت محطة وكالة المخابرات المركزية في كيتو العاصمة مع حكومة الإكوادور جميع المعلومات المتاحة من السفارة المكسيكية، والموقع الدقيق لخورخي جلاس. المعلومات التي تم الحصول عليها من اجهزة التنصت والتصوير السري غير القانونية في السفارة المكسيكية.

قبل ساعات من الغارة على السفارة المكسيكية، التقى رئيس الإكوادور دانييل نوبوا سرًا مع سفير الولايات المتحدة، الذي قدم دعمه وموافقته على تنفيذ الإجراء.
كان فريق الهجوم العسكري مكونًا من قوات ومستشارين أجانب، الذين شاركوا وهم يرتدون القلنسوات والزي الرسمي بدون شارات رسمية، في نفس الوقت كانت سفارة الإكوادور في الولايات المتحدة على اتصال دائم مع وزارة الخارجية أثناء جريان العملية.

حاليًا، هناك اصطفاف وتبعية لحكومة الإكوادور مع الولايات المتحدة، فلا يتم تنفيذ أي شيء في البلاد دون موافقة سفيرها. واتفقت الإكوادور مع الولايات المتحدة، مع قيام الاخيرة "بتوبيخ" العملية في العلن، على أن القوة الإمبريالية ستستخدم قدرتها على الاحتواء حتى لا يتصاعد الأمر، ولتجنب التداعيات الاقتصادية وتطبيق العقوبات ضد الاكوادور. من جانبها، ضمنت الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين والأوروبيين لنوبوا بأن التأثير السلبي، السياسي والاقتصادي، سيكون محدودا.

وعلى الصعيد الدولي، أصبح واضحا عدم كفاءة المسؤولين عن السياسة الخارجية الإكوادورية، الذين لا يمثلون المسؤولين الدبلوماسيين في وزارة خارجيتها. والواقع أن وزيرة الخارجية نفسها، غابرييلا سومرفيلد، تأتي من قطاعات أعمال مرتبطة بالصهيونية الإسرائيلية، وليس لها أي صلات سابقة بالدبلوماسية.

تؤدي الحرب القانونية، أو إضفاء الطابع القضائي على السياسة، الى تغييرات جيوسياسية كبرى في المنطقة. ومثال على ذلك تصرفات {الرئيس الاكوادوري السابق} لينين مورينو عندما روج من خلال القضاء للاضطهاد السياسي ضد كورييه ودائرته السياسية الأقرب. نفس الاضطهاد الذي كان أو يجري استخدامه ضد ديلما ولولا في البرازيل، أو إيفو في بوليفيا، أو كريستينا فرنانديز دي كيرشنر في الأرجنتين. والهدف هو تدمير الزعماء والتيارات الرئيسية لليسار في أمريكا اللاتينية، مما يترك الطريق مفتوحا لصعود الجناح اليميني الجديد في أمريكا اللاتينية.

إن نوبوا وحكومته غير مهتمين بما يقوله أو يفعله المجتمع الدولي، ويتبنى تدريجياً صورة مشابهة لصورة {الرئيس السلفادوري نجيب بُقيلة } بوكيلي، وهي الشخصية التي يتعاطف معها نوبوا. وليس من قبيل الصدفة أن السلفادور كانت الدولة الوحيدة التي امتنعت عن التصويت على قرار الإدانة في منظمة الدول الأمريكية OAS.

وفي الوقت الحالي، لدى حكومة نوبوا خيارات أخرى يمكن تنفيذها في سيناريو تفوز فيه في نموذج أمني شبيه ببوكيلي، من أجل تعزيز صورتها داخلياً أثناء الاعداد للانتخابات الرئاسية العام المقبل. مذكرة الاعتقال ضد حاكمة بيتشينشا باولا بابون بتهمة الاختلاس جاهزة، وانقلاب على شاكلة {اعلان الاحكام العرفية من اجل} اعتقال زعيم المخدرات "فيتو"، لإظهار التزام نوبوا بمكافحة الجريمة المنظمة.

وبالمثل، هناك قضيتان مهمتان يمكن أن يكون لهما تأثير سلبي يجري تقييمهما بين حكومتي الولايات المتحدة والإكوادور:

فمن ناحية، فإن استجواب الإكوادور داخل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة باعتبارها دولة عضو (مراقب) بتهمة انتهاك القانون الدولي والتحريض على صراع دبلوماسي مع دولة أخرى، أو ما يتعارض مع أغراض تلك الهيئة، و التي يتمثل من الناحية النظرية في الحفاظ على السلام والأمن الدوليين.

ومن ناحية أخرى، فإن فقدان الإكوادور هيبتها وريادتها الدولية يتناقض مع الاعتراف باستضافة القمة الأيبيرية الأمريكية المقبلة المقرر عقدها في نوفمبر المقبل في مدينة كوينكا.

على أية حال، يبدو أن كل شيء يشير إلى أنه بالإضافة إلى احتواء هذه المشاكل، هناك قرار من حكومتي الولايات المتحدة وإكوادور نوبوا، لمنع فوز حركة ثورة المواطنين Revolucion Ciudadana في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 9 فبراير/شباط 2025، بكل الوسائل وبأي ثمن.

المصدر: Resumen Latinoamericano – الإنجليزية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: ما حقيقة هبوط طائرات عسكرية روسية بمطار جربة التونسية؟


.. ليبيا: ما سبب الاشتباكات التي شهدتها مدينة الزاوية مؤخرا؟




.. ما أبرز الادعاءات المضللة التي رافقت وفاة الرئيس الإيراني؟ •


.. نتنياهو: المقارنة بين إسرائيل الديمقراطية وحماس تشويه كامل ل




.. تداعيات مقتل الرئيس الإيراني على المستويين الداخلي والدولي |