الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحي ؛ مدينة الورد والقداح

طالب الجليلي
(Talib Al Jalely)

2024 / 5 / 10
الادب والفن


يحكى أن الحجاج بن يوسف الثقفي كان وهو يسير جنوبا من الكوفة قاصدا البصرة؛ كان يذبح في كل ليلة شاة، ويشم نحرها في الصباح!. كان يفعل ذلك ليعرف مدى تعفن الشاة المذبوحة، تبعا لنقاوة المناخ. وحين وصل منطقة واسط ، أمر ببناء مدينة هناك ليجعلها عاصمة للعراق بدلا من الكوفة. لقد اكتشف بأن الشاة المذبوحة لم تتعفن في ذلك المكان !
ومدينة الحي تقع قرب آثار واسط وتحمل مناخها نفسه.. أنها مدينة الأنهار والأشجار .. وفيها الثلاثة اللواتي يذهبن الحزن ؛ الماء والخضراء والوجه الحسن !
إن القادم إلى مدينة الحي يحس بها قبل أن يصلها.. يشمها عن بعد من خلال عبير القداح، وتتضوع في شوارعها رائحة الورد والياسمين، تلك المدينة التي تغفو على ضفاف نهر الغراف في أبهى حلة من جدائل النخل وأشجار الخوخ والتين والبرتقال .. أسواقها عامرة بكل ما تطيب به النفس بدءا من طيبة أهلها وكرمهم ، ومرورا بما تعج به أسواقها من خير تجود به بساتينها الغناء .. حتى أن الوجنات المحمرة الرقيقة تشبه بخوخ الحي ( أبو خد.. اوخد) . تتميز أسواق الحي بما تعرضه من بضاعة متنوعة ونادرة وكلها من صناعة أبنائها وتشمل السجاد الرائع والأزر الجميلة المميزة بحياكتها الرصينة ونقوشها الفلكلورية الجميلة، هذا إضافة إلى صناعاتها اليدوية وأهمها صناعة الجلود وتشمل السروج وأغمدة السلاح والصناعات الجلدية الأخرى .
اجتماعيا ، تتميز مدينة الحي بالتجانس الذي يجمع الريف وأبناء المدينة من عرب وأكراد، ويكاد الأكراد يشكلون نسبة الربع من سكانها، ويوجد حي ضمن المدينة يسمى حي الأكراد وهم يشكلون مع العرب وحدة متجانسة منذ القدم ..
تمتاز هذه المدينة بسوقها التاريخي الذى يشطر المدينة من مدخلها الجنوبي وحتى شمالها، والداخل إلى ذلك السوق في الستينيات من القرن الماضي، يكون كالداخل إلى معرض تشكيلي يتنقل فيه من لوحة إلي أخرى !! فأول ما تدلف إليه من مدخله تغريك رائحة الكباب وتقودك من أنفك إلى مطعم الحاج كريم الكبابجي .. وتروي عطشك من لبن ( جحيش) المجاور .. وتستريح لتنعم بالشاي المهيل في مقهى المختار !!..متمتعا بسماع الغناء الحياوي الأصيل ينطلق من المسجل (كر وندنك أبو البكرة). تنهض لتكمل جولتك في ذلك السوق المسقف حيث يصعب عليك السير بسهولة ، من كثرة المتسوقين والمارة. تبدأ بسوق الخضارة ، وحين تدلف إلى السوق المسقف ، يدعوك من دكانه الشيخ محمد جواد قفطان، بصوته الجهوري الحنون ؛ الذي تمرنت أوتاره في النعي من على منبر الحسين(ع).. كان ذاك الشيخ الجليل يفقد عقله تماما في ليلة العاشر من محرم، يشق قميصه، وينزل من على المنبر وهو يصرخ كالجمل المفجوع.. بلا وعي والناس تنسى المناسبة الأليمة وتنشغل بتهدئته والبكاء على تأثره الذي يضاعف أحزانها. كان الناس يتعاطفون مع القفطان، عكس ما كانوا يفعلون مع القارئ الآخر؛ الشيخ علي، صاحب المتجر المعروف، والذي يقيم مجلسا خاصا به، ويتناوب مع أبنائه ، المهندس والأستاذ والمحامي، كانوا كلهم يتناوبون على إنشاد القصائد الحسينية ، وبأصوات شجية، ولكن الناس كانوا لا يتعاطفون مع الشيخ علي، بل كانوا يناكدونه! لأنه كان يغلبه الغضب لأدنى ضجة أثناء المجلس، وكانت النساء يثرنه بسرعة ، فيأخذن منه حصة في التقريع عادة!!
تلقي التحية على أبو عزيز، ثم تستمر سالكا طريقك ، ويستوقفك الكثير من الأحبة ؛ وهم يدعونك لتناول قدحٍ من الشاي، أو يلمزونك بشيء من ( الحسجة) ، الكثير من الشخصيات المحترمة من وجهاء الحي، لهم محال تجارية في ذلك السوق؛ فها هو الحاج يونس حليو بكامل أناقته المعهودة ، يتصدر مجلسا في متجره وهو يجالس عددا من أعيان المدينة، وذاك السيد كاظم الدهان قد وضع كرسيا أمام محله وهو يهمس في اذن صديقه الذي لا يفارقه؛ أبو عقيل ، ثم يليه عبد الله أبو الجبن وسيد تقي وعبد الله أبو الدانتيل! ، وفالح تويه والتمر الخضراوي الذي يلمع وهو يعكس ضوء المصابيح الذهبي ..سوق طويل ، طويل جدا ، يتميز بتنوع صفحاته ، وكأنه لوحة سريالية .. لوحة تراها وتحس بها.. تغزو تلك الصور قلبك بمكوناتها البشرية ، وخياشيمك ، بعطورها المنوعة والتي تجمع بين رائحة الورد والتوابل ، التبغ وعطر الفواكه والريحان ... وسماعك وأنت تتنقل بين سماع الغناء الحياوي وهو يصدح من أحد المقاهي ، وفي مناسبات أخرى تسمع النويني وصوته الجميل وهو يردد تلك الأشعار التي تمجد آل البيت(ع).
وأنت تسير في السوق تحس بأن خيطا من ضوء الشمس يلامس وجهك بين الحين والآخر ، تتطلع إلى السقف فتلاحظ بأنه يحوي ثقوبا دقيقة لا تحصى ! تذكرك بآثار الرصاص ؛ معيدة لذاكرتك انتفاضة الحي الخالدة عام 1956، وشهيديها عطا الدباس وعلي الشيخ حمود ، واللذين تسلقا أعواد المشانق وهما يهتفان بحياة الشعب .
تمشي ويصعب عليك أن تحصي التفرعات من ذلك السوق الحبيب؛ سوق البزازين ، سوق القصابين، سوق النجارين، سوق العطارين، سوق السجاد، سوق الصائغين ، سوق السراجين .. أسماء كثيرة لكل منها جماليتها وصفاتها المحبوبة الأليفة ، والتي تفرض عليك احترامها؛ محمد الدخيل ، آل مرشد، الشيخ علي ، حاج نعيمه.. حسن القماش ، السادة آل الحكيم ،التمايمه، سيد كامل أبو رغيف،محمود امشيري، محمود عبيد، عبد القادر الذي غنت عليه إحدى المطربات: (يابا يابا اشلون اعيون عندك يابا)، عجم ؛ مصلح الراد يوات .. أسماء وألوان كثيرة ،وألقاب ومسميات، وطرائف وحكايات، لا يمكن تذكرها كلها ..
لا تستطيع أن تكمل جولتك ، لأنك سوف تتحمل زعل الكثيرين من الأحباب وأنت قريب لقلوب الكثيرين منهم ،وبالأخص إن كنت برفقة والدك الذي كانوا يلقبونه بـ ( شبيه العباس) ، لأن السيد عزيز كان يقوم في كل عاشوراء بتأدية دور الإمام العباس (ع). ، تعود أدراجك لتروي عطشك من شربت الحاج حسان ؛ شربت الزبيب المعطر بماء الورد، والذي إن ذقته ، فلن تنسى طعمه ابداً !!..لحلاوة مذاقها، وطيبة الحاج حسان ووجهه الصبوح ودعائه الذي يدعوه لك بصدق، بالهناء والعافية، ذلك الرجل الطيب، الذي يفج رأسه بالقامة في كل عام ، وهو يشارك الإمام الحسين (ع) آلامه وجروحه ومصيبته التاريخية يوم الطف. 
تعود لتستريح في مغازة السيد رضا الأعرجي ، وهو يستقبلك، ورأسه تتوجه تلك الكشيدة العلوية الحمراء، والمطوقة من الأسفل بالجوخ الأخضر .. تختفي عيناه خلف تزلرى رمادية اللون ، ذات اطار مذهب.. قبل أن تجلس يهجوك ببيت من الشعر! .. ثم ، ما أن تستريح حتى يقدم لك قدحا من الشاي ، وهو يرحب بك ببيت آخر !.. تتلاطف مع السيد، وأنت تحتسي الشاي، ثم تتفق معه على موعدين؛ الأول في مقهى الشعراء الشعبيين مساء، والآخر ، بعد العشاء ، في ديوانية السيد محسن، في محلة العروبة أو في ديوانية الحاج مهدي الشيوخ، أو عند الشيخ عدنان ، في جامعه الذي يطل على نهر الغراف ، حيث النقاشات السياسية والدينية، ..المطارحات الشعرية والنقد الأدبي،.. ومناقشة كتاب جديد..، وتداول النكات الساخرة .., وقرصة لهذا ولمزة لذاك !! وهكذا تعود بعد منتصف الليل منتعشا ومشبعا بسيل من فنون المعرفة والألفة..
ذلك وصف مختصر لما كانت عليه مدينة الحي في الستينيات من القرن الماضي، وكيف كانت تعيش. تلك المدينة التي اشتهرت بأجمل المواصفات؛ الموقع الجغرافي وجمال التصميم..، تجانس المجتمع وطيبة الأهل ونخوتهم وشجاعتهم وكرمهم المشهود له ..
كان الطريق العام الذي يربط بين الكوت والناصرية آنذاك غير معبد ..، وفي الشتاء ، وأيامه الممطرة، كانت الحافلات تغرز قرب قرية الشيخ بلاسم، فيهرع أهالي المدينة ليلا وفي البرد القارس ، وتحت وابل المطر، ليصطحبوا المسافرين إلى بيوتهم، ليتباروا في إغداق الكرم وحسن الضيافة عليهم ، ثم يقومون في الصباح بتخليص المركبات لكي تكمل مسيرها..
كانت مدينة الحي تتكون من ثلاثة أحياء رئيسية، وهي: حي السراي، حي العرب، و حي الأكراد، وكانت تحيط بها البساتين الغناء من ناحيتي الشمال والجنوب، ونهر الغراف يفصلها من الجانب الغربي عن بساتينها الواسعة .. حيث التنقل بين الشطرين بكون بواسطة عبارة كبيرة تسمى ( الطبكه). 
كان نهر الغراف يمتلئ بالسفن التجارية القادمة من البصرة ، والتي كانت تنقل المنتجات الزراعية من المدينة والتي كانت تجود بها أرض الحي البالغة الخصوبة. كانت تلك البساتين تنتج أنواع التمور والفاكهة ، وخاصة التين والخوخ والحمضيات والتفاح، ولكون تلك البساتين تتداخل مع أحياء المدينة ملاصقة لها، كان مناخ المدينة يختلف عن كل المدن المجاورة، بتميزه بالنقاوة والبرودة في أيام الصيف ..أما الأعمار فيها فكان متميزا، وذلك لرخاء أهلها وذوقهم المتميز .. كذلك تميز الشيوخ فيها بمساهمتهم في الإضفاء على المدينة مسحة عمرانية وحضارية تعكس مدى ما يحمله شيوخ العشائر من رغبة في تطوير مدينتهم ؛ فقد شيد الشيخ بلاسم آل ياسين ، شيخ قبائل المياح، في المدينة، ثانوية كانت تعتبر من أكبر وأجمل مدارس القطر في عام 1947 ، وقد جهز الشيخ تلك المدرسة بأثاث ومستلزمات، ومختبر، كان يضاهي في ذلك الزمان، وبشهادة المختصين، ما كان موجوداً في كلية العلوم !!. كانت تلك المدرسة تحوي مسرحا مميزا أيضا، احتضن العديد من الأعمال المسرحية أثناء المد الثقافي في تلك العقود!! كذلك امتازت تلك المدرسة ببرج ساعتها الذي اتخذ منه زوج من اللقالق المهاجرة عشا سنويا، تضع الانثى فراخها فيه في الربيع ويهاجران صيفا ، ليعودوا في العام التالي .. كان صوت مناقير تلك اللقالق وهي تطقطق في الصباح الباكر لصغارها، موسيقى مميزة ، يتداخل إيقاعها مع شدو البلابل والحمام في حديقة ثانوية الحي الغناء، والتي كانت تظلل تلك التحفة المعمارية الفريدة. لقد تخرج في تلك الثانوية الكثير من العلماء والأساتذة والشعراء والفنانين والمهندسين والأطباء ، كان أشهرهم العلامة المجتهد عبد الأمير القسام، وعالم الأحياء المجهرية الأستاذ عبد الجليل ثويني، و أستاذ التأريخ عبد الرزاق الدراجي، والشاعر المعروف زاهد محمد؛ صاحب الأنشودة التي جسدت في الخمسينيات من القرن الماضي، تلاحم أطياف شعب العراق (( هربجي كرد اوعرب رمز النضال)، كذلك تخرج فيها الصحفي والكاتب الشهير شمران الياسري، صاحب العمود الشهير، والبرنامج الإذاعي المعروف ( بصراحة أبو كاطع).. أما من النواحي الأخرى فقد تميزت المدينة بكثرة رواد الحركات التشكيلية والرياضية ، فكان منهم كمثال : الفنانان التشكيليين سلمان الواسطي وهادي نفل، ومن رواد الحركة الرياضية السيد هادي عيسى ، و حميد مشيمش , وآخرون كثر ، لا تستوعبهم هذه السطور.. 
كانت المدينة تشتهر بجمالية تصميمها الهندسي ، وكثرة حدائقها الجميلة، أمثال حديقة السراي، وحديقة ثانوية الحي ، و حديقة المكتبة ، وحديقة القائممقام، و الحديقة العامة.. كانت تلك الحدائق منسقة على الطراز الغربي، شكلا وبما تضمه من نباتات وأشجار الزينة، حيث وصف أحد الفلاحين أرض الحي، لخصوبتها: لو زرعت فيها حصى لأنبتت !!، ولذلك تجد أن حدائقها وبساتينها آنذاك تضم أنواعا من الأشجار والورود لا تنمو في مدن أخرى ، وذلك ما قد يفسر اختيار الحجاج لتلك المنطقة !!
بالقرب من المدينة يوجد مرقد الشهيد ( سعيد بن جبير) ، والذي كان آخر ضحايا الحجاج!! 
ترى ما هو وضع مدينة القداح والورد الجوري في هذه الأيام وأثناء الحقبة المنصرمة؟؟ 
لقد أمست تلك المدينة التي مازالت عامرة بأهلها الطيبين، أمست، عمرانيا، كشجرة توت ، نخرتها الأرضة !!
لقد سقيت كل حدائقها بالنفط !! وقطعت أشجار تلك الحدائق لكي لا تكون مكمنا !! كذلك أضاف التصميم السيئ والغباء في التخطيط لمشروع ( نهر الجنابي ) سوءا آخر، حيث صمم النهر ليحيط المدينة من الشمال والغرب، وبمستوى أعلى من مستوى المدينة، ما أدى إلى زيادة نسبة المياه الجوفية في المدينة ، والذي أدى بدوره إلى قتل الأشجار ، وكثرة المستنقعات !!
أما البنايات الجميلة فالتي تم إهمالها كثانوية الحي التي أصبحت جرداء متآكلة الجدران، والمكتبة أصبحت خاوية مهملة بعد أن كانت لا ينقصها مؤلف ولا أثاث، وقصر الشيخ عبد الله الياسين ذو الطابع الذي كان يجمع بين التراث الإسلامي والعمارة الفيكتورية، فقد هدمته البلدية ، وتحول البستان الملحق به إلى محلات للسكراب!! والسبب هو أن القصر كان متجاوزا لبضعة أمتار على الكورنيش ( الذي فقد بلاطه منذ عدة عقود !!). أما تصميم المدينة القديم الجميل فقد عانى من الجمع بين الإهمال والغباء في التطوير والتدمير .. لقد أهملت الشوارع فأصبحت كوجنات امرأة عجوز ! .. وتحولت واجهة متنزه المدينة اليتيم إلى دكاكين ومآرب للسيارات بعد أن أهمل المتنزه ويبست أشجاره .. والبناء السكاني زحف وبشكل عشوائي على البساتين الشمالية فأكلها كلها !! ضمن الانفجار السكاني الذي تبع سياسة (ترييف المدينة )!! بعد أن عجزت الأنظمة السابقة عن مسايرة العالم المتحضر في العمل على ( تمدين الريف)!! هذه المدينة الجميلة ، تسودها الآن حالة من الفوضى والإهمال ، وكبقية المدن العراقية الجنوبية الأخرى، لكنها تتطلع والأمل يحدوها، للعراق الجديد ولها ثقة بأبنائها المخلصين ، ومجلسها البلدي الوليد والمخلص، ولابنها المحافظ ، تتطلع وكلها ثقة ، بأن واردها البلدي ( فقط)، وفي أسوأ الاحتمالات، كاف لأن يعيد للمدينة نضارتها وجمالها ، فليشمر أبناؤها سواعدهم، وليبروا أقلامهم للمطالبة بأن تكون لمدينتهم حصة في البناء والتعمير، وليستعن مجلسها البلدي ، بذوي الخبرة والتخصص ، لتعمير المدينة ، بعيدا عن التفرد في القرار ، والعشوائية في التخطيط والتنفيذ ، وأن تكون هنالك أجهزة تراقب بدقة تسلل المستفيدين على حساب مصلحة المدينة وحقوقها ، وأن تضرب ، وبقسوة على كل من يحاول الإفساد الإداري والتلاعب بأموال التعمير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنان بولندي يتضامن مع فلسطين من أمام أحد معسكرات الاعتقال ال


.. عندما يلتقي الإبداع بالذكاء الاصطناعي: لوحات فنية تبهر الأنظ




.. إسرائـ.يل سجنتني سنتين??.. قصة صعبة للفنان الفلسطيني كامل ال


.. عمري ما هسيبها??.. تصريح جرئ من الفنان الفلسطيني كامل الباشا




.. مهرجان وهران للفيلم العربي يكرم المخرج الحاصل على الأوسكار ك