الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تكثيف

عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي

2024 / 5 / 11
القضية الفلسطينية


خاض الكيان الصهيوني حروبا عديدة منذ أغتصابه فلسطين، أولها حرب عام 1948 ضد ثلاث ممالك عربية هي مصر والعراق والأردن حسمها سريعا بإلحاق الهزيمة بجيوش الممالك الثلاث التي كان يتحكم بها المستعمر البريطاني.
ثم كانت حربه المشتركة التي خاضها سوية مع المستعمرين البريطانيين والفرنسيين، ضد مصر بذريعة تأميمها قناة السويس، وحسمت على نحو سريع أيضا.
وفي حزيران — يونيو 1967 ألحق الكيان الصهيوني هزيمة نكراء بمصر وسوريا والأردن مدعومة بالعراق والجزائر، واحتل في ستة أيام قطاع غزة الذي كان تحت الإدارة المصرية، وكامل صحراء سيناء حتى قناة السويس، معطلا الملاحة فيها، والضفة الغربية بما فيها القدس القديمة، التي كانت تحت الإدارة الأردنية، ومرتفعات الجولان السورية.
وفي فترة لا تتجاوز الأسبوعين أمتص الكيان الصهيونية صدمة الهجوم المشترك الذي نسق بين مصر وسوريا في تشرين الأول — أكتوبر 1973 لتحرير أراضيهما المحتلة، وانتقل الصهاينة من الدفاع إلى الهجوم وفتحوا ثغرة الدفرسوار، التي عبروا منها إلى ضفة القناة الغربية وتوغلوا إلى الكيلومتر 101 ، وحاصروا الجيش الثاني المصري في سيناء، وعلى الجبهة السورية تمكن الصهاينة من تهديد العاصمة دمشق، ودفع الجيش العراقي ثمنا باهضا لدرء ذلك الخطر.
بعد تسع سنوات وفي عام 1982 أجتاح جيش العدوان الصهيوني بالتواطئ مع القوى الطائفية اللبنانية في فترة لا تزيد عن الشهرين لبنان، حيث كانت تنشط المقاومة الفلسطينية، ولم يتوقف جيش العدوان الصهيوني عند الجنوب اللبناني، بل توغل في القسم الشرقي من العاصمة بيروت وسط ترحيب الطائفيين اللبنانيين المتحالفين معه، والذين أقاموا الولائم للقادة العسكريين الصهاينة.
وبعد انسحابهم من بيروت بتأثير بطولة المقاومة اللبنانية الباسلة أستقروا في جنوب لبنان، وأقاموا فيه ما يسمى بالحزام الأمني، مستفيدين من خدمة العملاء الذين حملوا أسم "جيش لبنان الجنوبي" بقيادة العميل سعد حداد، الذي ورثه عميل آخر هو أنطوان لحد، الذي لم تتركه المقاومة اللبنانية يهنأ في خدمة أسياده، وأضطر عام 2000 إلى الهرب إلى الكيان الصهيوني بعد انسحاب الصهاينة تحت ضربات المقاومة اللبنانية.
بهذا السجل من النجاحات التأريخية ضد الأنظمة العربية وجيوشها، المنشغلة بلعبة السلطة وقر في وعي الصهاينة انهم كقاعدة كبرى لأمريكا والغرب، قوة عظمى لا يمكن تحديها، لهذا كان "طوفان الأقصى" صدمة كبرى أفقدتهم وأفقدت مشغليهم الأمريكان التوازن والصواب، وجاء رد الفعل من جانبهم منسجما مع التأريخ البربري لأوربا وامتداداتها في امريكا وأستراليا ونيوزيلاندا، التأريخ الحافل بإبادة الشعوب.
وبسبب همجيتهم، أسقطوا كل ما جهدوا، على مدى عقود من السنين، لترويجه في العالم من انهم ليسوا قاعدة أمريكية في المنطقة، وأنما مجرد تحقيق حلم بالأمان لمجموعة بشرية تعرضت للأضطهاد والتنكيل، وفقدت الملايين من أبنائها في محارق وأفران غاز أقيمت لهم في اوربا.
وأطار صوابهم عجزهم على مدى سبعة أشهر عن اجتثاث مقاومة غزة المحاصرة، وفشلت جرائم الإبادة الجماعية التي أقترفوها ضد أطفال ونساء غزة، في كسر إرادة الشعب الفلسطيني، وجراء ردود الفعل العالمية على جرائمهم صاروا هم ومشغليهم الأمريكان يتهمون المجتمع الدولي بمعاداة السامية، ومناصرة حماس التي يتهموها بالإرهاب. ووجهت هذه الاتهامات إلى الدول والمنظمات والمؤسسات الدولية، وامتدت إلى طلبة الجامعات الأمريكية الذين انخرطوا في حراك تضامني مع الشعب الفلسطيني وحقه في الحرية والاستقلال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تسارع وتيرة الترشح للرئاسة في إيران، انتظار لترشح الرئيس الا


.. نبض أوروبا: ما أسباب صعود اليمين المتشدد وما حظوظه في الانتخ




.. سبعة عشر مرشحا لانتخابات الرئاسة في إيران والحسم لمجلس الصيا


.. المغرب.. مظاهرة في مدينة الدار البيضاء دعما لغزة




.. مظاهرات في تل أبيب ومدن أخرى تطالب بالإطاحة بنتنياهو