الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الترحيل و التوطين و التشتيت

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2024 / 5 / 11
القضية الفلسطينية


لا نظن أننا نجانب الحقيقة بقولنا أن الحرب التي يتعرض لها سكان قطاع غزة هي في جوهرها حرب دولية ، تحديدا أطلسية ، الغاية منها ترحيلهم إما لتوطينهم في مكان جديد و إما لتشتيهم ، علما أن الإبادة الجماعية و الترحيل هما في صلب السيرورة الاستعمارية الاستيطانية ،وأن التشتيت يأتي في مرحلة تالية بعد محاولة التوطين إذا اقتضى الأمر ذلك ،لا سيما عندما يفشل التوطين أو تتوافر الظروف الملائمة و ينمو الوعي الجمعي ، لنشوء حركة تحرير وطني ، لاسترجاع البلاد الأصلية . فليس من حاجة إلى توسع للدلالة و البرهان على أن الحرب الدائرة في قطاع غزة ، هي حرب دولية . يكفي أن نتابع الزيارات المكوكية التي يقوم بها كبار المسؤولين الأوروبيين و الأميركيين إلى حكام شبه الدولة العربية في المشرق ، و إلى الدعم العسكري و الإعلامي الذي تقدمه السلطات في الولايات المتحدة الأميركية والدول التابعة لها ، لإسرائيل و صولا إلى تقييد حرية التعبير في بلدانها إلى حد غير مسبوق منذ الحرب العالمية الأولى . لا بد من الإشارة هنا إلى أن الطبيعية الدُوَلية لهذه الحرب تتبدّى ، على ذمة الخبراء طبعا ، من كون القاذفات في سلاح الجو الإسرائيلي ، و هي أميركية الصنع ، تقوم بعملياتها اعتمادا على أجهزة توجيه (ج بي إس ) تتلقى حطتها بواسطة الأقمار الاصطناعية الأميركية مباشرة، أي بتعبير آخر إن هذه الطائرات لا تعمل إلا بموافقة الولايات المتحدة ، و من البديهي في هذا الصدد أن نتساءل عن الأهداف المتوخاة من وراء " المرفأ الأميركي العائم " قبالة سواحل قطاع غزة . اللافت للنظر أن الردم اللازم و صولا إليه ، يتم بواسطة ركام الأبنية السكنية التي اسقطتها القنابل الأميركية التي تزيد زنتها عن الطن الواحد. و لكن هذا موضوع آخر .
بالعودة إلى مسألة الترحيل و التوطين و التشتيت ، فإننا نزعم أن ملامحها ملموسة في المشرق العربي ، منذ أن نفي نصف الفلسطينيين أو أكثر عن بلادهم في نهاية سنوات الأربعين ، ثم إثر حرب حزيران 1967 ، و لكنها تجددت في سنوات 1970، و أغلب الظن أنها امتداد لهذه الحرب ، ما يعني أنها تندرج في إطار مشروع يتطلب إدخال متغيرات و متبدلات سكانية ، لا يتسع المجال هنا للغوص في تفاصيلها لذا نقتضب فنقول :
1ـ رحل الفلسطينيون إلى لبنان و غيره من البلدان المحيطة ببلادهم ، و لكن من المعروف أن في لبنان توضع الخطط و تجري البراهين ، قبل أن تصل أصداؤها و تتمظهر في أماكن أخرى . لم تطلب الدول الغربية من السلطة في لبنان توطين الفلسطينيين . بشكل عام . بل بالضد من ذلك أتبعت خطة أثناء الحروب الأهلية قضت بمحو مخيمات اللاجئين ، أو أكبر عدد منها ، خاصة في بيروت ، انتهت بمجزرتي مخيمي صبرا و شاتيلا في شهر أيلول , سبتمبر 1982 تحت أشراف جيش الاحتلال الإسرائيلي ، من أجل التصفية و التشتيت . يمكننا القول توخيا للدقة أن جميع الأطراف الطائفية المحلية والعربية ، التي شاركت في ا لحروب اللبنانية ، خاضت كل منها حربا ضد مخيمات اللاجئين ، لإخضاع أهلها أو إبعادهم عن فلسطين ، حتى لا تتجدد حركة التحرير الوطني .
2 ـ بصرف النظر عما إذا كان بعض السوريين هجروا من بلادهم إلى لبنان طوعا أو كرها ، فإن ما يثير الحيرة هو موقف الدول الغربية من هذه القضية ، علما أنها كانت ناشطة في الحرب على سورية ، مثلما ،أنها تشارك في الراهن في الحرب على الفلسطينيين . فمن نافلة القول أن هذه الدول تشجع السوريين على الهجرة إلى لبنان و تمارس ضغوطا على السلطات في لبنان لإجبارها على توطينهم ، لغاية لها .
يحق لنا استنادا ‘ليه أن نتساءل عن المصلحة المبتغاة من جهود توطين السوريين في لبنان ، في ظل نظام الحكم في لبنان من جهة و في سورية من جهة ثانية . لا شك في أننا لا نمتلك إجابات عن الأسئلة المثارة حول هذا الموضوع ، و لكن هناك خشية من و جهة نظرنا من وقوع صدامات بين المهاجرين السوريين ، الموطنين أو الراغبين في التوطين ، من ناحية و الطائفة أو الطوائف اللواتي لا تريد تقاسم مناطقها أو حصصها معها من ناحية أخرى ، لا سيما أنه لا يوجد في لبنان زراعة و صناعة , و بنية تحتية إسكانية وتعليمية و استشفائية تلبي حاجة سكانه الأصليين، المضطرين للهجرة منذ بداية القرن العشرين!
و مهما يكن ليس مستبعدا في هذا السياق أن يكون تواجد المهاجرين السوريين استعدادا لمواصلة الحرب من لبنان ضد نظام الحكم في سورية بمعاونة الدول الغربية ، حيث ينقسم اللبنانيون بين مؤيد له و مدافع عنه و معارض له و مقاتل ضده في إطار مشروع الدول الغربية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مين اعترف بالحب قبل.. بيسان أو محمود؟ ????


.. العراق.. اهتمام شعبي لافت بالجرحى الفلسطينيين القادمين من غز




.. الانتخابات الأوروبية: انتكاسة مريرة للخضر بعد معجزة 2019.. م


.. أغذية فاسدة أو ملوثة، سلع مستوردة مجهولة المصدر.. كيف نضمن ج




.. هنا تم احتجازهم وهكذا تم تحريرهم.. مراسل سكاي نيوز عربية من