الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هواجس ثقافية وسياسية 167

آرام كربيت

2024 / 5 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


المرأة وعقلية القطيع
طوال حياتي كنت أحلم بامرأة خارج عقلية القطيع.
امرأة حرة، كاسرة التابوهات المحرمة، والقيود الاجتماعية المقيتة.
لم أنجح، بل منيت بخسائر فادحة. إن الثقل الذي يشد المرأة إلى الأسفل أكبر بكثير من خروجها من شرنقة الدين والماضي الذليل والعادات والتقاليد.
لم أحب المراة المسكينة المستكينة. ولم أر امرأة خارج عقلية الجارية التي تباع وتشترى كالعبد الذليل في سوق النخاسة.
هناك من تتزوج أو ترتبط برجل من أجل ماله، أو خضوعًا لزعيم العشيرة، الأب التافه والذليل، بياع البنت.
هذه العبدة الذليلة، لا تصلح أن تعطي الحياة أطفال أحرار.
كل علاقة بين الرجل والمرأة خارج إطار الحب هو عهر.
الحرية تبدأ بكسر القيود، حتى نرى النور والضوء في نهاية النفق.
إن أمتلاك الوعي هو المخرج.
والمرأة الواعية، هي الحجر، رأس الزاوية الذي سنشيد عليه أجيالًا حرة
يقول نيشته: المرأة للحب وليست للصداقة ..هذا رأيه.
كتبت عن المرأة كثيرا يا ارام، وأكثر ما اعجبني هو قولك ما معناه المرأة تحب الرجل الغامض، وتذوب فيه، أما الرجل المكشوف أمامها متل عورة المعزة فلا اهمية له عندها.
بكل الأحوال المرأة هي كل شيء
طبعا الغامض بالنسبة لي، هو الطبل الفارغ، المنفاخ الذي يعطي نفسه هيبة فارغة وهو فارغ.
ولأن هذه العينة من النساء فارغة مثله تنبهر به، وتنجذب إليه.
في هذه الحالة، حال المرأة من حال الرجل كلاهما يشبهان بعضهما بالتفاهة والاستعراض المجاني.
نحن نبحث عن الإنسان العاقل الواعي، الثقيل بوعيه وفهمه لنفسه وعالمه وبلده، وثقل الحمولات الاجتماعية المشوهة، والأمراض النفسية والاجتماعية العالقة فيه، الذي هو نتاج مجتمع مريض تاريخيا، مبتلي بأنظمة سياسية فاسدة انتجت دين وإنسان فاسد وواقع فاسد.

أوروبا
هناك الكثير من العرب والمسلمين والمسيحيين القادمين إلى أوروبا يشكون حالهم، ويبكون أن الدولة السويدية تأخذ أطفالهم منهم، وتمنحهم لعائلات أخرى.
أريد القول، أن الدولة تريد مصلحة الطفلة في المقام الأول، وتتدخل عندما يتعرض الطفل للضرب أو الأذى الجسدي.
والكثير، يعتبرون أن الإنسان السويدي عنصري، ويكيل بمكيالين، بمعنى أن الأذى يقع على اللاجئين القادمين من بلادنا فقط.
الكثير لا يعلم أن أخذ الطفل يجب أن يدرس بدقة شديدة، وأنه مكلف ماديًا بشكل كبير على الدولة، ويأخذ وقتًا طويلًا إلى أن يقرروا.
وهناك مراقبة شديدة لسلوك الطفل من قبل المشرفين والمراقبين، ومحاولة مقابلة الأهل مرة ومرتين وتحذيرهم، أن الضرب ممنوع، قبل أتخاذ القرار النهائي.
الدولة لا تقبل الوصايا على الطفل بالقوة، أنما بالاقناع، وتريد المحافظة على الصحة النفسية والجسدية له.
وعندما تكبر الفتاة، وتحب شابًا من غير دينها، هذا حقها في القانون، وإذا جاء الأهل وحاولوا ضربها أو إهانتها تعمل الدولة على أخذها إلى مكان آمن.
وهناك من يأخذ ابنته إلى وطنه، وطن الأيمان، ويطهر الفتاة الصغيرة، يقطع بظرها بالشفرة الملوثة، أو يزوجها بالقوة وهي طفلها صغيرة، أو بالترغيب المرافق بالعنف الباطني
لا يوجد خيار وفقوس في هذا البلد، وهنا، القانون مدني علماني نافذ.
في بلادنا يقتل الأخ أخته بدواعي الشرف، لهذا يبكون على شرفهم اللاشرف، ويريدون العيش في السويد في ظل العادات والتقاليد الرخوة، وكانهم في بلاد الأيمان والمحبة، حيث الرجل سلطة على الطفل وزوجته وابنته.
كنت أدرس في مدرسة أعدادية، للطلاب في أعمار 13 ـ 17، أغلب الشباب كانوا يعانون من ضرب الأب لهم، وكنت أرجو الأباء، وأزورهم في بيوتهم، أن يكفوا عن هذا السلوك الهمجي، ولكن السيف دائمًا يسبق الرأي

هل حقيقة، هزمت النازية في العام 1945؟
قال بروتس مخاطبًا بطانة يوليوس قيصر والمقربين منه:
أيها الرومان.. عليكم التأمل بما تنصرفون إليه من أعمال. وتذكروا دائماً وأبداً أنكم كنتم عونا لقيصر في صياغة القيود والأغلال التي سيكبلكم بها ذات يوم.
نقول اليوم، النازية لم تهزم، والقيود ما زالت في الرأس واليدين والقدمين والفكر والعقل والأخلاق.
ما زالت البنوك، والشركات العابرة للقارات، تنتج قطع نازية وراء قطع نازية، والخير لقدام، إلى أن نصل إلى الخراب الكامل والمعمم.

هذا البوست، أهديه للعبد السعيد غسان عبود، صاحب قناة أورينت
الكثير من الناس لا يستطيعون العيش دون غطاء، يشعرون بالعري الروحي والنفسي، لهذا يصنعون لأنفسهم سلاسل من ذهب أو حديد أو صدى، ويزينوها بالحواجز والجدران العالية، ينقشوها على أنفسهم كطبعة لا تمحى، ثم يركعون في هذا المحراب المغلق، ويسجدون فيه بمتعة منقطع النظير.
هناك، من لا يستطيع أن يعيش دون سجن أو زنزانة سواء في الواقع أو الوهم.
سجن في طائفة أو دين أو مذهب أو أي فضاء مغلق وضيق.
من هذا الفضاء الضيق، الزنزانة، يرى الحياة ممتعة في هذه السلاسل والقيود، ويتمنى من الجميع أن يعيشوا مثله قذرًا رخيصًا.

الطفل القادم
الطفل الذي ستنجبه، سيكون جاهزًا بإلحاق الأذى بالأخر.
سيكون كائنًا معبئًا بالالتزامات والأوامر السلطوية سواء كان من البيت أو الشارع أو السلطة ذاتها.
ستنجب طفلًا منفصلًا عن نفسه، سيكون ذات منفذة بثقة عالية

السنة وبقية الطوائف
الكثير من السنة يعتقدون أن سوريا لهم وأخذها العلويين منهم. وهم أولى بالبلاد, لأنهم جذر القضية والحريص عليها. ويتكلمون عنها من موقع القيم والمالك لها. هذا المنطق الفوقاني, الدوني, خطأ سياسي واجتماعي فظيع.
يجب النظر إلى الوطن من موقع أنه وطن للجميع. وعلى الجميع الانخراط فيه, والدفاع عنه. والبحث عن مختلف السبل للاندماج فيه.
لغة السلطة هي التفرقة وشرذمة المجتمع, بيد أن لغتنا كمواطني هذا البلد, يجب, بله, بالضرورة أن يكون منطقًا مخالفًا لمنطقها, أي أن نحاول استقطاب الناس من جميع الشرائح الاجتماعية إلى قضية الحرية الذي هو عكس منطق السلطة.

الحوار
الخلفية الثقافية لأغلبنا لا يقبل الحوار, لهذا لا فرق كبير بين المثقف والجاهل, كلاهما ينهلان من المنبع ذاته. في داخل كل واحد منا إله صغير, يملك الحقيقة والصواب, ويقبض على مفاتيح الحياة والموت. وفي لاوعينا الجمعي أن الآخر شيطان, وعلى خطأ دائم.
الأمل في أطفالنا, علينا أن نعلمهم ثقافة الحب والخير والجمال, والانتماء إلى الإنسان, والطبيعة وكائناتها. والحس بالعدالة والحرية.

في السويد
في دوائر الدولة في السويد من واجب الموظف في عمله أن يمد لك يده بالسلام مع ابتسامة واسعة بعد أن يقدم لك اسمه وصفته.
ممنوع منعاً باتاً أن تبدر من الموظف أية اهانة لك بالعينين أو الفم أو بكلمة أو إشارة أو بحركة جسدية مؤذية. وممنوع أن يكذبك أي كائن مهما كانت صفته. فكل ما تقوله هو صادق في القانون لأنك مواطن وشريك في الدولة والمجتمع ولا يحق لأي إنسان, وليس من حقه أن يكذبك.
هذه الواجبات التي تتعلق بالعلاقات العامة يجري تعليمها للأطفال واليافعين في المدارس حتى يبقى الاحترام والتقدير متبادلا بين الناس.
البعض من الأجانب, مثلنا يظن أن الإنسان السويدي ضعيف فيتطاول عليه ويهينه في عقر داره, مع هذا تراه لا يرد, يلجأ إلى الشرطة مباشرة لأخذ حقه.
لم أر أي إنسان سويدي رفع صوته في الشارع أو استخدم يديه في ضرب إنسان أخر.
هذه قاعدة عامة, وفي كل مجتمع يوجد استثناءات.

الاسترقاق
أصبح الاسترقاق في عصرنا الحالي حرًا، تذهب إليه بقدمك وعقلك وقلبك، وأنت في قمة السعادة.
فعلى العبد أن يكون متعلمًا متأدبًا، مقوننًا، مهندمًا، أن لا يضرب أو يهان.
وإن يكون حرًا، ملكًا لسيد واحد، وينفق على نفسه من طعام وكسوة.
وإن يكرم بالقوانين والأنظمة المرعية.
وإن لا يتسكع في الشوارع والطرقات.
وإن لا يجامع أكثر من واحد، ولا يتشرد فيتعرض للإهانة في شرفه وكرامته.
وهذا التشريع وضع حفاظًا على المجتمع، خوفًا من انتشار الفساد إذا ترك من غير معيل يعيله أو راع يرعى شؤونه.
وإن الجارية أو الجاري محرم عليه أن يكون مشاعًا، فهذا إهانة للسيد والعبد.
في مملكة الحرية، أنت عبد محترم، تتذوق أطيب الأطباق، وتركض وراك الغانيات، ملكات الجمال.
في القصاص المخبأ، المخفي، أنت المشوه الجميل، صاحب المقام الرفيع، دون أن تدري أو ترى، أنت مجرد كائن مستلب، لا حول ولا قوة.
أيها السعيد في خضوعك، تفنن، في استرقاق ذاتك لتبقى سعيدًا.
ولا أجمل من الجهل إلا جهل الجهل.
وهل هناك خيار أخر: لا

فوكو
عالج ميشيل فوكو الظواهر التي تفرزها السلطة، كالقمع الخفيف أو القصاص، بانتقاله من المحسوس إلى المجرد.
فقد رأى أن الاحتفال السابق، بالقصاص، كان علنيًا قبل أن تتطور الحداثة وتأخذ بعدًا جديدًا.
فقد تطلب منها أن تنظم القصاص، وتخرجه من رمزيته المباشرة والعلنية، وما يترتب على ذلك من آثار على الضحية والجلاد.
فالمطلوب في عصر علم الاجتماع وحقوق الإنسان والحداثة، أن يتم ستر العقاب أو القصاص، إخراجه من العلن إلى الخفاء، من الساحات العامة إلى الزنازين المظلمة، في الأقبية تحت الأرض.
في هذا المكان يتم تشريح وتعرية الموقوف بالكامل وجهًا لوجه، الضحية مع الجلاد، مع الأدوات اللأزمة بينهما، لإثارة الألم في الجسد الإنساني وتقطيره وتحويله إلى عمل وإنتاج.
إن الجسد الإنسان المنمط يعرف، من خلال القانون، والممارسات العامة، أن هناك عقاب شديد فيما إذا أقدم على فعل لا تقبله السلطة.
العزل واحد من هذه العقوبات، أن تصبح نكرة، مجرد كائن وحيد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بوتين يعرض شروطه لوقف الحرب في أوكرانيا • فرانس 24


.. انطلاق مناسك الحج في مكة المكرمة وسط درجات حرارة قياسية




.. سلسلة هجمات لحزب الله على إسرائيل وواشنطن وباريس تسعيان لوقف


.. ما بين هدنة دائمة ورفع حصار.. ما هي تعديلات حماس على مقترح ب




.. جبهة لبنان وإسرائيل المشتعلة.. هل تحولت إلى حرب غير معلنة؟|