الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة نقدية لقصة ومضة - اِهتراء – للقاص يحيى القيسي/ بقلم: رائد الحسْن

رائد الحسْن

2024 / 5 / 13
الادب والفن


اِهتراء
أوصلَ الخيوط التالفة؛ زادت العقد.
______________________________________________
العنوان: اهتراء، اهترأَ يهترئ، اهتراءً، فهو مُهترِئ، اهترأَ يعني فسد، تمزّق، بلي، فقد تماسكه، فالكلمة تعطي لنا أكثر مِن معنى، لكن يبقى المعنى غامضًا حتى نقرأ الشطر الأول من الومضة.
الشطر الأول: هناك شخصُ ما - بطل ومضتنا - يقوم بعملية إيصال خيوط يمتلكها، وهذه الخيوط تالفة، هل ورثها تالفة، أم هو أتلفها؟ لا نعلم!
هل هو فعلًا يحمل نوايا سيئة، أراد تعقيد المسألة لأنه يعرف أن الخيوط تالفة وأراد بها خداع العامة ليكسب الوقت ويمعن في الإيغال بزيادة المشاكل؟ أو هو فعلًا إنسان طيب لكنه قليل التجربة والدراية وتنقصه الخبرة والحكمة؟ هل هي عملية تخريب متعمّد أم إصلاح فاشل؟
هذا نتركه لفكر ورأي القارئ الذي هو سيحدّد ويقرّر.
سنأخذ الفعل - مِن جانبنا - على أن الفاعل هو مصلح بالنوايا.
هل مبادرة الإصلاح، هي ذاتية، بسبب عطب هو مسؤول عنه بحيث جعلها تالفة، أو لأنه إنسان خيّر ابتغى إصلاح ما بين يديه؟ لكن واقع الحال يصرخ بأن الخيوط تالفة، وعمله لا يتعدى عمل صيد الهواء بشبكة أو تحريك دولاب عجلة في بركة طين!
الشطر الثاني: نلاحظ، بأنه كنتيجة لفعل إيصال تلك الخيوط التالفة، نرى ان العقد زادت في الخيوط، وهو رد فعل سلبي عكس ما قام به من فعل إيجابي.
العقد زادت، أي كانت في تلك الخيوط التالفة عقدًا، وبدل أن تتبدّد العقد القديمة، استُحدِثت عقدًا جديدة بسبب فعل الإيصال والسبب هو انها بالأصل تالفة ولا تصلح لفعل الإيصال.
العنوان - اهتراء - يفترش بجناحيه على شطري الومضة سواء على فعل الإصلاح من خلال الإيصال - لخيوط تالفة - أو على رد فعل ذلك الإصلاح من خلال زيادة العقد في تلك الخيوط.
الفكرة تتحدّث عن خيوط، وهذه الخيوط أساسًا هي تالفة، لا تنفع شيئًا، لكن بطل النص حاول جاهدًا - وبكل تأكيد انه يعرف نوعية الخيوط التي بين يديه - بالقيام بفعلِ الإصلاحِ، عن معرفة مسبقة، انه يمتلك النية الحسنة لكن يفتقر إلى الحكمة،
وهذه إشارة بيّنة، أن النوايا وحدها غير قادرة في التغيير والإصلاح وعلى الفاعل أن يمتلك من الدراية والحكمة لمعالجة أمور الحياة.
الومضة تهبنا حكمة مفيدة في حياتنا العامة، وهي أنه مهما كانت نوايانا طيبة، فعلينا عدم تجاهل صوت العقل والحكمة، فتبديد الوقت في التالف والفاسد وإضاعة الجهد لا يقدّم لنا إلا تعقيدات إضافية، وهنا يتوجّب استئصال الخيوط التالفة بعقدها القديمة وتجديدها بجلب واستحداث خيوطًا جديدة مستعدة وطيّعة للتواصل والإيصال لتكوّن نسيجًا جميلًا زاهي الألوان جميل الشكل، حتى لا نزيد الطين بلة، بل نقدر من الطين الجديد والمناسب أن نطوّعه ونشكّله ونصنع منه الشيء الذي نريده.
الكاتب أجادَ في استخدام كلمة الخيوط، فالخيوط هي مجموعة من الخيط وكلها تؤلف نسيجًا أو حبلًا، فالنسيج ممكن أن يمثّل القاعدة العائلية أو الشعبية أو السياسية أو ... الخ، والحبل يمثّل أداة للربط بين الأشياء أنه شد وتقريب الأقطاب وتقوية العلاقات من أجل التكوين وزيادة اللحمة.
بطل الومضة، ممكن أن يكون رب أسرة، رئيس مجموعة، زعيم عشيرة، قائد سياسي، أو ... الخ.
فالتجديد ضروري والاستحداث أمر مهم بحضور النوايا الطيبة والعقول الرشيدة أما الإبقاء على الفساد والقديم هو هدر في الطاقات والوقت والجهد ولا فائدة من أي فعل، لأنه مكتوب عليه بالفشل المحتّم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي


.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |




.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه


.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز




.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال