الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيرة وانفتحت ايار 2024

كامل عباس

2024 / 5 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


سيرة وانفتحت ايار 2024
معمل للجواسيس أم للإسمنت ؟
أتابع في الإذاعة البريطانية منذ زمن بعيد سلسة حلقات تبثها تحت عنوان عريض – عن قرب – والحلقات التي شاهدتها حتى الآن موثقة وفيها من الدقة والتحليل الكثير
كانت آخر حلقة بعنوان - معمل للجواسيس- حتى تلك اللحظة لم أكن أعلم ان المعمل موجود على أرض سورية منذ عام2010 وحتى الآن . هنيئا للمخابرات الفرنسية فقد نافست أمريكا هذه المرة في إدارة الارهاب وكانت أذكى منها بكثير فهي لم تقف أمام العالم بوقاحتها المعهودة لتخبرنا انها تقود تحالف عالمي للقضاء على الإرهاب بالتعاون مع حزب العمال الكردستاني المصنف عالميا حزب ارهابي مثله مثل حماس في غزة , لقد صدمت وانا أشاهد الحلقة لأنني وجدت ان المعمل يعمل بادارة شركة بيوريفاج الفرنسية وجميع موظفيه متحمسون للقضاء على الارهاب أكثر من انتاج الاسمنت , ولكنه أنتج دولارات كثيرة استفادت منها الجهتان . قدّم البرنامج لي خدمة كبيرة فقد دعم تحليلاتي المستندة على فكر عالم النفس الشهير اريك فروم المعروض في كتابه المترجم الى العربية في سوريا ترجمة رديئة من قبل محمود منقذ الهاشمي وطبعته لنا دار نينوى عام ط1 2016 تحت عنوان تشريح التدميرية البشرية
اريك فروم صاحب نظرية السيطرة الطبقية للنوع البشري الذي ابتدأت منذ القدم وبدلا من ان تخف مع تقدم الزمن ذادت بشكل متصاعد لتوصلنا الى الرأسمالية - كل العهود كان فيها حس إنساني أكثر من فترة الرأسمالية حيث يحكم البشرية الآن حفنة من الناس لاهّم لهم سوى مراكمة نقودها وزيادة عزها وجاهها والماعجبوا يبلط البحر, وما يجري في غزة اكبر شاهد على ذلك وليتكلموا ما شاءوا عن تغير المناخ وتلوث الماء والهواء, لسان حالهم يقول : لن نغير قي مسارنا حتى ولو كان في ذلك هلاك لناولهم فهو أفضل من ان يحكمنا مستقبلا فقرا ء رعاع ...ألخ
جاء في الكتاب ص 40 الانسان هو الوحيد من فصيلة الرئيسات الذي يقتل ويعذب أعضاء نوعه من دون سبب والذي يشعر بالرضى من فعل ذلك وهو ما يشكل الخطر الحقيقي على وجود الانسان بوصفه نوعا
على طول صفحات الكتاب يرصد لنا الفيلسوف مسيرة نحو الوحشية (أي بالمقلوب) منذ ان ابتدأت تلك السيطرة وحتى الان فبدلا من ان ينمو شعور المحبة بين الناس والألفة ومساعدة المحتاجين او المتضررين من نوائب الدهر نما شعور البغض والكره والأنانية والغيرة مع تقدم الزمن وهو يرصد لنا تلك التغيرات التي ولدتها الحروب حيث جعلتنا منقسمين على بعضنا في كل مكان بين حياة عسكرية وحياة مدنية ومع ان تلك الحروب وأدواتها التي تفتق عنهاا العقل الانساني من البندقية الى المدفع الى الصاروخ الى كل انواع القنابل - التي تنهش لحم الانسان وهو حي – زادت من معاناة البشر, لكنها ساعدت الطبقات المسيطرة على ضبط المجتمعات وتأطيرها بما يخدم حاجاتها’ يشرح لنا الفيلسوف ذلك من خلال مثال بسيط وهو فئة الطيارين العسكريين في الجيوش الحديثة حيث يقذف حمولته المسلحة من الجو على تجمعات عسكرية او مدنية - سينان - فالغاية تبرر الوسيلة والغاية هي تحقيق النصر على العدو المتربص بنا ,كل تاريخنا يمجد تلك التطورات التي ينعدم فها الحس الانساني ’والطيار أول الضحايا فهو يظن انه بطل نفّذ مهمته العسكرية بنجاح وهو ما يتيح له ان يحسّن وضعه ووضع عائلته في المجتمع والحقيقة لولا الحروب ربما فكر الناس بتحسين حصتهم من المسكن والمأكل والمشرب , اما الحروب فهي كفيلة بصرف أي تفكير بهذا الاتجاه .
يختم الكاتب كتابه بكلمات تشي بالنهاية بما يحث لهذه المجتمعات قائلا :
من جرا ءهذا النهج يحدث على نطاق واسع ازدياد الطلب على المخدرات وصولا الى الإدمان وعدم الاهتمام الحقيقي بأي شي وانحدار الإبداع الفكري والفني وازدياد العنف والتدميرية .
اذا عدنا الى موضوعنا لقلنا : ان معمل للجواسيس أرحم محرب زة التي تحولت فيها المتشفيات الى مقابر جماعية يدفنون أحيانا وهم مقيدوا اليدين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارير تتوقع استمرار العلاقة بين القاعدة والحوثيين على النهج


.. الكشف عن نقطة خلاف أساسية بين خطاب بايدن والمقترح الإسرائيلي




.. إيران.. الرئيس الأسبق أحمدي نجاد يُقدّم ملف ترشحه للانتخابات


.. إدانة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب توحد صف الجمهوريين




.. الصور الأولى لاندلاع النيران في هضبة #الجولان نتيجة انفجار ص