الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب على غزة_ولما استحكمت حلقاتها فرجت

بديعة النعيمي

2024 / 5 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


لا بدُ بأن نتنياهو وبايدن ومعهم زبانيتهم قد أخطأوا حين ظنوا أن حسابات القوة لا تخطئ. فالكثير من الحضارات والدول قد انكسرت، بينما يتكدس في مخازنها من الأسلحة ما يكفي لتدمير دول.

إن دولة الاحتلال ودول الشيطان من غربية ومستعربة، تلك التي تحيك المؤامرات والمخططات الشيطانية اليوم على غزة، وتحارب مجتمعة بأسلحتها الجرارة ،مقاومة دون أن تكسرها أو تقضي عليها، قد أخطأت في تقدير قدرات هذه المقاومة التي يخرج مقاتلها عاري الصدر لا يأبه بالموت بل يرحب به لأنه يعلم أنه موت الشرف الذي يمنحه الشهادة.
فأسلحة العالم مجتمعة لن تستطيع كسره أو النيل منه. هذا المقاتل الذي خرج لمواجهة الموت ،خرج لأجل أقصاه المبارك وأرضه وتحقيق حريته وحرية شعبه، هذا العاشق للحرية ،المؤمن بالله لن تقهره أية قوة في العالم.

ولما رأت دولة الاحتلال هذه الشراسة في القتال التي أودت بها نحو هاوية الخسارة على جميع المستويات من جنود وآليات ووصلت الخسارة إلى عمقها فخسرت اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، ما كان منها إلا أن ردت بكل وحشية ودموية، فاستخدمت الأسلحة المحرمة والفتاكة لإبادة شعب أعزل. فوسعت عدوانها من شمال القطاع إلى وسطه حتى وصل اليوم إلى رفح، تدعمه الولايات المتحدة الأمريكية بكل ما تمتلك من طاقات.

ونتنياهو ما دخل رفح يتخبط فيها ،مع أن جيشه لم يحرز منذ الحرب غير الإبادة والخسارة إلا لأنه يعلم عبر التاريخ أن لا مستقبل لأية قوة استعمارية في أي مكان في العالم.
فها هم الصليبيون احتلوا في الماضي المسجد الأقصى أكثر من ٨٠ عام،حتى أن خيلهم غاصت في دماء المسلمين. ثم حولوه إلى حظيرة للخيول. لكنهم خرجوا بعد ذلك أذلاء على يد القائد صلاح الدين الأيوبي.

فلسطين ليست ملكا له ولا لشعبه، ولها أصحاب شرعيون مرتبطون بها بجذور قوية، أما دولته فهي مستعمرة ولا بدّ لها أن ترحل.
وحاخاماتهم يدركون هذا الأمر أي زوال الدولة، يدركون أنهم في مرحلة الإفساد الثانية التي ذكرها الأثر الشريف. لذلك نجدهم اليوم وقد زاد فسادهم وتجبرهم وفسقهم، وقهرهم للشعب الفلسطيني عن طريق المجازر والتضييق عليه بشتى الطرق. وخاصة في الحرب الأخيرة على غزة ٢٠٢٣ وإلى اليوم وقد دخلت الحرب شهرها الثامن. فما كان من هذه الدولة إلا أن أغلقت المعابر في وجه المساعدات للقطاع، يتلذذ جيشها مع قادته بآلام المتألمين المنكوبين.

إلا أن وعد الله آت والله لا يخلف وعده. وهذا الطوفان بشرى بأن هذا الوعد لا بد له أن يأتي بإذن الله. هذا الطوفان الذي قلب المعادلات وغير النظريات على مستوى العالم.
فلم تعد أية قوة تسعى للتحرر مثل حركة حماس تُنعت "بالإرهابية" ، بل أصبح يطلق عليها مقاومة تسعى للتحرر من نير الاستعمار "الصهيوأميركي" ولم تعد صورة الفلسطيني المقاوم مشوهة بل انكشف وجهها الجميل للعالم.
فقبل طوفان الأقصى كانت تلك الصورة المشوهة، تشكل تبريرا لأي عدوان لدولة الاحتلال على الشعب الفلسطيني، أما اليوم، فلم تعد كذلك.
ولم يعد التعاطف مع السردية الصهيونية التي تدعي بأن دولة اليهود مسكينة ومحاصرة بالدول العربية التي من الممكن ان تنقض على تلك الدولة في أي وقت كما هي، بل لقد مالت كفة التعاطف لتكون في صالح فلسطين وشعبها المظلوم.
فكانت النتيجة خروج شعوب العالم بعد الطوفان بالملايين، تتظاهر من أجل فلسطين ووقف الحرب على غزة. وطلاب الجامعات الأميركية أيضا خير دليل على قلب الموازين وتغيير المعادلات الكاذبة التي تصدرت الواجهة العالمية لعقود.

وكأن العالم بات يردد في أذن المقهورين:
"فلما استحكمت حلقاتها فرجت"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ويكيليكس يعلن أن جوليان أسانج -حر- وغادر بريطانيا بعد إبرامه


.. الاتحاد الأوروبي يوافق على فرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب ا




.. عاجل|10 شهداء بينهم شقيقة رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل


.. اللواء فايز الدويري: إذا توفرت أعداد من سلاح القسام الجديد ف




.. العربية تحصل على فيديو حصري لمحاولة قتل طفلة برميها في مياه